حسن الورفلي (القاهرة)

أخبار ذات صلة سفينة مساعدات لغزة تستعد للإبحار من قبرص السويد وكندا تستأنفان مساعداتهما لـ«الأونروا»

يستعد الوسطاء لتقديم «ورقة جديدة» لبنود التفاوض، اليوم، إلى إسرائيل والفصائل الفلسطينية أملاً في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار مؤقت خلال أيام شهر رمضان المبارك، وذلك في ظل تعثر المفاوضات نتيجة تمسك كل طرف بشروطه ومواقفه في العملية التفاوضية المستمرة منذ أسابيع، حسبما أكدت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد».


أوضحت المصادر أن الوضع الإنساني والمعيشي الخطير في قطاع غزة يتطلب الدفع نحو إبرام صفقة لتبادل الأسرى تدفع نحو وقف إطلاق نار كامل وشامل، وتكون دافعاً لإعادة الأمن والاستقرار في الإقليم بشكل كامل.
ويواصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز لقاءاته في المنطقة، في إطار جهود إبرام هدنة إنسانية في غزة، حيث بحث مع مدير جهاز الموساد ديفيد برنياع خلال الساعات الماضية، سبل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية في غزة، وتفاصيل مباحثاته في القاهرة والدوحة خلال اليومين الماضيين لبحث تحريك المسار التفاوضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حسبما أكده مصدر دبلوماسي عربي لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن القاهرة نقلت رسائل عدة إلى الجانب الأميركي بضرورة تقديم الجانب الإسرائيلي تنازلات تتضمن وقف الحرب على غزة، وذلك لاعتبارات إنسانية مع تجاوز عدد القتلى والمصابين لأكثر من 100 ألف فلسطيني، مع دمار كامل للبنية التحتية التي تحتاج مليارات الدولارات لإعادة إعمارها.
وأشار المصدر إلى أن الجانب القطري نقل للولايات المتحدة تفاصيل المباحثات التي أجراها الوسطاء خلال الساعات الماضية مع الفصائل الفلسطينية.
في غضون ذلك، قال سكان في رفح بجنوب قطاع غزة إن إسرائيل قصفت واحداً من أكبر الأبراج السكنية في المدينة أمس، في تصعيد للضغط على آخر منطقة في القطاع لم يتم اجتياحها بعد حيث يقيم ما يربو على مليون نازح فلسطيني.
وتعرض المبنى، المكون من 12 طابقاً، لأضرار جراء الهجوم. وقال السكان إن عشرات الأسر صارت بلا مأوى، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. 
وقال أحد سكان البرج الذي كان يعيش به نحو 300 شخص لرويترز، إن إسرائيل أعطتهم تحذيراً وأمهلتهم 30 دقيقة للفرار من المبنى ليلاً.
وعبر سكان عن خشيتهم من أن يكون ضرب البرج في رفح مؤشراً على هجوم إسرائيلي وشيك على المدينة التي يحتمي بها ما يزيد على نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وتقول إسرائيل إنها تخطط لتنفيذ عمليات في هذه المنطقة. لكن تعهد إسرائيل بعدم بدء عملياتها إلا بعد إجلاء المدنيين لم ينجح في تهدئة المخاوف الدولية.
وبعد مرور خمسة أشهر على بداية الهجوم الجوي والبري المتواصل الذي تشنه إسرائيل على غزة، قالت سلطات الصحة الفلسطينية إن ما يقرب من 31 ألف فلسطيني قتلوا وأصيب أكثر من 72500 آخرين، كما يُخشى من وجود آلاف غيرهم تحت الأنقاض.
أدى الهجوم الإسرائيلي إلى كارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني الذي يعاني بالفعل من حصار تفرضه إسرائيل منذ 17 عاماً.
وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض ونزح معظم سكانه، كما حذرت الأمم المتحدة من تفشي الأمراض والمجاعة.
وفي خان يونس قال مسعفون إن 23 شخصاً قتلوا في غارات للجيش على منازل وفي قصف إسرائيلي لمشروع سكني في المدينة. وفي شمال قطاع غزة، قتلت النيران الإسرائيلية صياداً فلسطينياً على الشاطئ، وفقاً لمسعفين.
وتتزايد المخاوف من تصاعد أعمال العنف خلال شهر رمضان في الضفة الغربية المحتلة أيضاً، حيث كثفت إسرائيل مداهماتها وسط هجمات نفذها فلسطينيون في الشوارع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل رمضان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا تغير على سكان غزة بين النزوحين الأول والثاني خلال سنتين؟

تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة سنتها الثالثة، وسط تواصل عمليات القتل والتهجير والتجويع والحصار ومختلف الجرائم ضد الإنسانية التي جرى توثيقها من كبرى المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.

ولم تتوقف عمليات النزوح داخل محافظات قطاع غزة الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب على طول نحو 41 كيلومترًا، ويتراوح عرضه بين 6 كيلومترات و12 كيلومترًا فقط، منذ بدء الحرب، لكنها تكررت بشكل واسع في مناسبتين بارزتين.

وكان النزوح الأول من شمال قطاع غزة إلى جنوب منطقة وادي غزة التي تقع على أطراف المدينة في الأسابيع الأولى من حرب الإبادة، بينما جاء النزوح الأكبر التالي قبل أسابيع قليلة من الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، وذلك مع انطلاق عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال المدينة بالكامل.

"أيام مثل السنوات" 
يقول تامر (33 عاما) وهو الذي بقي في مدينة غزة وواجه الإبادة والمجاعة طول فترات الحرب حتى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2025: إنه وصل إلى مدينة دير البلح وسط القطاع منذ 4 أيام فقط.


ويؤكد تامر لـ"عربي21" أن هذه "الأيام الأربعة مرت عليه وكأنها 4 سنوات، اشتريت خيمة منذ بدء تهديدات احتلال مدينة غزة، وحاولت تجهيز نفسي وعائلتي لكل الأزمات التي يمكن أن أتعرض لها، لكن لا أحد يمكنه الاستعداد لكل شيء، لأنه فعليا هناك أزمة في كل شيء".

ويضيف "في غزة ورغم كل الأهوال التي عشناها كنا دائما في بيت، سواء في بيتي المتضرر أو في بيوت الأقارب والمعارف لفترات مؤقتة، الآن نحن في الطرقات تحت الخيام، أعرف أن هذا حال الكثير من الناس منذ شهور الحرب الأولى، لكنه وضع جديد تماما علينا".

وكشف تامر أنه حاول بالفعل النزوح خلال شهور الحرب الأولى بعدما وجد العديد من معارفه وأقربائه ينزحون بالفعل بسبب وجود أماكن سكنهم ضمن مناطق تعرضت لاجتياح بري وتدمير واسع، قائلا: "بصراحة في ذلك الوقت لم أجد أحد أذهب إليه، والآن نزحت من بيتي إلى الشارع لأقيم خيمة حفاظا على أرواح أفراد عائلتي".

"كل شيء تغير"
يقول أبو يوسف (52 عاما) إنه عندما نزح أول مرة في أسابيع الحرب الأولى استضافه بعض الأقارب في مدينة خانيونس ضمن منطقة "مدينة حمد" جنوب قطاع غزة، مضيفا "هناك عشنا كأننا في بيتنا، كان هناك بضائع يمكن شراؤها بأسعار منطقية، كان هناك بيت ننزح إليه، وكان هناك وسائل مواصلات نستخدمها".

ويؤكد أبو يوسف لـ"عربي21" أنه اضطر إلى إيقاف سيارته الشخصية منذ فترة طويلة، بسبب عدم توفر وقود إلى بأسعار مرتفعة جدا، وبسبب تلف بطاريتها نتيجة توقفها عن الحركة.


ويوضح أنه عندما اضطر إلى تشغيل السيارة مرة أخرى للنزوح حتى يحمل فيها كبار السن من عائلته وبعض الحاجيات الأساسية اضطر إلى دفع مبلغ يقترب من 2000 دولار، من أجل شراء بطارية تشغل السيارة ووقود من أجل رحلة النزوح.

ويشير إلى أنه استأجر "حاصل" (كان محلا تجاريا صغيرا سابقا) ليقيم فيه مع عائلته، موضحا "طبعا ثمن الإيجار كان مرتفعا جدا، لكن يبقى أهون وأقل قسوة من الخيمة، على أمل أستأجره لشهر أو شهرين وتنتهي الحرب بحسب الحركات الحالية".

"مشيا على الأقدام"
يقول أبو محمد (65 عاما) وهو يعمل خياطا بسيطا على ما تبقى من مشغله، وعلى آلة وضعها أمام عتبة بيته عندما عاد إلى غزة خلال الهدنة المؤقتة مطلع العام الجاري: إنه نزح مرة أخرى لكن متأخرا جدا.

ويضيف أبو محمد لـ"عربي21" أنه بقي في بيته رغم اشتداد الخطر بشكل كبير في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة غزة، وذلك بسبب عدم توفر إمكانية لديه لتحمل تكاليف النقل إلى الجنوب، مشيرا إلى أنه "يعمل على ماكينة الخياطة ويجمع شواكل بسيطة لقاء تصليح وخياطة الملابس المهترئة لبعض الجيران".


ويذكر أنه "بعد مساعدات من أقاربه في خارج غزة تمكن هو وأولاد أخوته من التشارك في ثمن رحلة شاحنة" لتحمل أثاثهم الأساسي والخيام الممزقة التي عادوا فيها من النزوح الأول، ليعودوا للعيش فيها ضمن النزوح الثاني.

ويكشف أبو محمد "أوضاعنا سيئة جدا، ونعتمد على طعام التكيات والمبادرات الخيرية، لا يوجد أموال أو عمل أو أي مصدر دخل، خيامنا نعرف أنها لم تحمينا من الشتاء، ونتأمل أن تنتهي الحرب خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وندعو الله أن يحفظ ما تبقى من بيوتنا حتى نعود لها من جديد".

مقالات مشابهة

  • سمير عمر: رغبة واضحة من الوسطاء في دفع مشاورات غزة بشرم الشيخ نحو اتفاق
  • نقابة الصحفيين الفلسطينية: إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة إعلامية في غزة
  • أبرز 15 أزمة أساسية يعاني منها سكان قطاع غزة
  • مصادر للقاهرة الإخبارية: مصر تكثف جهودها مع مختلف الأطراف للتوصل إلى اتفاق واضح لتنفيذ خطة ترامب
  • ماذا تغير على سكان غزة بين النزوحين الأول والثاني خلال سنتين؟
  • تحوّلات الموقف الآسيوي من القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى.. ورقة علمية
  • عامان من الإبادة - إسرائيل تقتل 67 ألف فلسطيني نحو ثلثهم أطفال
  • عامان من الإبادة.. إسرائيل تقتل 67 ألف فلسطيني نحو ثلثهم أطفال
  • الرئيس التونسي يعرب عن تقديره لجهود مصر في رفض تهجير سكان غزة
  • مسؤول فلسطيني: حماس تتمسك بإفراج إسرائيل عن 6 من كبار الأسرى