RT Arabic:
2025-06-04@17:02:06 GMT

سياسة الهند الخارجية تربك الولايات المتحدة

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

سياسة الهند الخارجية تربك الولايات المتحدة

رغم الاتفاقيات بين الهند والولايات المتحدة المبنية على الثقة المتبادلة إلا أن مواقف الهند السياسية غير مريحة لواشنطن.  أبهيناف بانديا – ناشيونال إنترست

خلال المرحلة المبكرة من الصراع الروسي الأوكراني، واجهت الهند ضغوطاً هائلة من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، لحملها على التحالف مع الكتلة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة وإدانة روسيا بعبارات لا لبس فيها.

ومع ذلك، حافظت الهند على حيادها الاستراتيجي المبدئي، داعية إلى "العودة إلى مسار الدبلوماسية والحوار". إن موقف الهند غير مريح بالنسبة للعديد من العواصم الغربية، وخاصة واشنطن العاصمة.

يمكن رؤية الانزعاج والقلق في العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة. ففي ظل مجموعة من الاتفاقيات التكنولوجية والاستراتيجية مثل BECA، وLEMOA، وCOMCASA، والتي تنص على الثقة بين البلدين، والثقة في الأنظمة المشفرة وتبادل المعلومات الاستخبارية الأنظمة الشمفرة بين البلدين، مقابل العلاقات الطبيعية مع الصين تشعر واشنطن بانعدام الثقة في نيودلهي.

والأمثلة على سوء التفاهم كثيرة، منها توجيه انتقادات من قبل المشرعين الأمريكيين للتراجع الديمقراطي في الهند وتقييد حرية الصحافة، وكذلك الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين كندا والهند بشأن مقتل هارديب سينغ نيجار، انفصالي سيخي مزعوم، إضافة إلى اتهامات أمريكية ضد وكالات هندية بالتآمر لقتل المتطرف الخالستاني جورباتوانت سينغ بانون.

يتعين على الولايات المتحدة أن تفهم أن موقف الهند بشأن قضية أوكرانيا ليس جديدا؛ لقد كانت موجودة منذ أن ظهرت الهند كدولة ذات سيادة. خلال الحرب الباردة، تبنت الهند سياسة عدم الانحياز، رافضة الانحياز إلى كتل القوى الغربية والسوفيتية. ومع ذلك، بحلول السبعينيات، اقتربت الهند من الاتحاد السوفييتي بسبب الدعم الأمريكي العلني لباكستان بشأن قضية بنغلاديش والحرب الهندية الباكستانية الناتجة.

ويولي الفكر الاستراتيجي الهندي أهمية كبيرة للتعددية القطبية في الشؤون العالمية، حيث تحتفظ الدول بالاستقلال الاستراتيجي والحرية في ملاحقة سياسة خارجية مستقلة على أساس جغرافيتها ومصالحها الوطنية الأساسية وقيمها. في مثل هذا الوضع، فإن هيمنة القطب الواحد على الدول الأضعف، وغزوها بالقوة، والتدخل في شؤونها الداخلية يعد انحرافا.

واليوم تحمي الهند استقلالها الاستراتيجي بلا خوف. فقد حافظت على سياسة خارجية مستقلة تقوم على المصالح الوطنية والقيم والتاريخ والجغرافيا. وسواء كان ذلك الصراع بين روسيا وأوكرانيا، أو التنافس بين الصين والولايات المتحدة، أو الحرب بين إسرائيل وحماس، اتخذت الهند موقفاً مبدئياً بالحياد.

ورغم أن الهند والولايات المتحدة على نفس الصفحة في النظرة لطموحات الصين ، فإن كلا البلدين يؤيدان فكرة وجود علاقة قوية بين الهند والولايات المتحدة. وفي إطار الشراكة الاستراتيجية لمواجهة الصين، تحافظ الهند بعناية على مسافة محسوبة من الولايات المتحدة ولا ترغب في التحالف.

وفي مثال آخر مثير للاهتمام، تحافظ الهند على علاقات ثنائية قوية مع خصميها اللدودين إيران وإسرائيل. وقد بنى رئيس الوزراء ناريندرا مودي علاقة اقتصادية واستراتيجية ممتازة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين في غرب آسيا. وفي الآونة الأخيرة، أدت الدبلوماسية الثنائية الناجحة التي قامت بها الهند إلى إطلاق قطر سراح ثمانية مواطنين هنود يواجهون أحكام الإعدام بتهمة التجسس.

إن الانسجام الشخصي بين رئيس الوزراء مودي والعديد من رؤساء الدول والحكومات يعطي ثقلاً لدبلوماسيته الثنائية. وقد منحت خمس دول عربية أعلى جوائزها المدنية لرئيس الوزراء مودي، وخصصت الإمارات العربية المتحدة أرضا لبناء معبد هندوسي، افتتحه مودي مؤخرا. وبالنسبة لدائرته الانتخابية الهندوسية، فإن إقناع ملك دولة إسلامية بالسماح ببناء معبد هندوسي يعد إنجازاً رائعاً.

لقد احترمت الدول المذكورة سياسة الهند الخارجية المستقلة، ويجب على الولايات المتحدة أن تكون أكثر إدراكًا وفهمًا لنهج الهند الفريد تجاه العلاقات الدولية، والذي يشكل وسيلة فعالة لمنع المجتمع الدولي من الوقوع في تحالفات عسكرية متنافسة والتصعيد إلى الحرب. وفي عالم اليوم المستقطب، فإن التوازن الذي يميز الهند بين كتل القوى المتنافسة لا ينسجم دائماً مع وزارات الخارجية الغربية.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ناريندرا مودي أزمة دبلوماسية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا النظام السياسي طوفان الأقصى الهند والولایات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والهجرة يستقبل وفدا برلمانيا رفيع المستوى من جمهورية الهند

استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، يوم الثلاثاء الموافق 3 يونيو 2025، وفدًا برلمانيًا رفيع المستوى من جمهورية الهند، وذلك على هامش الزيارة التي يقوم بها الوفد إلى القاهرة.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير عبد العاطي أكد خلال اللقاء تطلع مصر إلى استثمار الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية مع الهند خلال السنوات الأخيرة، وترجمته إلى إجراءات ملموسة لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، مشددًا على أهمية تفعيل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين. كما أشار إلى أهمية استثمار زيارة الوفد إلى القاهرة لتدشين تعاون مؤسسي على الصعيد البرلماني بين البلدين، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون الثنائي.

من ناحية أخرى، أشار وزير الخارجية إلى حرص مصر على التضامن مع الهند في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة «باهالجام» بكشمير يوم 22 إبريل 2025، مشيرًا إلى الاتصال الذي أجراه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مع السيد ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، في أعقاب الحادث، وكذلك الاتصالات التي أجراها الوزير عبد العاطي مع نظيره الهندي، ما يجسد عمق العلاقات بين البلدين ويؤكد التزام مصر الثابت بمبادئها الإنسانية الراسخة في التصدي لكافة أشكال وصور الإرهاب.

كما أعرب الوزير عبد العاطي عن قلق مصر إزاء انتشار ظاهرة الإرهاب التي باتت تُشكّل أحد أخطر التهديدات الأمنية التي تواجه الإنسانية، مشيرًا إلى تبنّي مصر لمقاربة متكاملة في مواجهة تلك الظاهرة، ومسلطًا الضوء على الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها مصر في مواجهة موجات شرسة من الإرهاب على مدار العقود الماضية.

وأكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء موقف مصر الداعم لتحقيق التهدئة بين الهند وباكستان، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا، لافتًا إلى أن القاهرة تابعت بقلق بالغ تطورات الأوضاع في المنطقة، ومشددًا على ترحيب مصر باتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، وأهمية العمل على حل الخلافات العالقة بين الجانبين عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يودع سفير الولايات المتحدة الأمريكية
  • الذهب يرتفع إثر توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الصين: العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف حرج
  • وزير الخارجية يبحث مع وفد هندي رفيع تعزيز الشراكة والتضامن ضد الإرهاب
  • وزير الخارجية: نسعى لتدشين تعاون مؤسسي على الصعيد البرلماني بين مصر والهند
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل وفدا برلمانيا رفيع المستوى من جمهورية الهند
  • هل تنجح مساعي الولايات المتحدة للتفوق على الصين في سباق التكنولوجيا؟
  • إيران تطالب بـ”ضمانات” من الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات
  • موقف جديد.. الرئيس الإيطالي يعلق على سياسة الاحتلال بتجويع سكان غزة
  • اتهام رجل بريطاني في الولايات المتحدة بالتخطيط لتهريب تكنولوجيا عسكرية إلى الصين