شبكة انباء العراق:
2025-05-18@04:55:02 GMT

الدولة المدنية وأممية الإسلام السياسي

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

بقلم : محسن عصفور الشمري ..

المسيح في اوربا قبل عدة قرون عبروا إلى ضفة الدولة وكان حوارهم موجه ضد سطوة الكنيسة وبنفس الوقت ضد تمدد الخلافة العثمانية في الشرق الأوربي،فعمل الأوربيون النهضويون إلى تحويل اتجاه دين الله إلى بناء الإنسان والمجتمع والدولة واجبروا الملوك والأمراء على نزع ثوب الدين الذي تلبسه لهم الكنيسة وكهنوتها وعلى خط موازي أعادوا تركيا إلى الصواب.

الإسلام السياسي بمفاصله الثلاث؛مازال يمارس نفس التجربة الفاشلة التي خرج منها اولئك المسيحيين من فضاء الأمة إلى فضاء الدولة.

حيث يسخر الإسلام السياسي الاموال والاعلام وجيوش الامة وفصائلها ضد الجيوش الوطنية وبمصادرة الحريات والحقوق من خلال احتكار السلطة في الذين يدورن في فلك الخلافة وولاية الفقيه بامتيازات واستثناءات بعيدة عن روح الشرائع السماوية المرتكزة على المساواة والإنصاف والعدالة بين الشركاء في الوطن والتي تنضوي تحت الاخوة في الدين والوطن.

فلذلك نعيش دول المنطقة في فترة القرون الوسطى في ظل حكم الإسلام السياسي بجناحية(الخلافة وولاية الفقيه).

نحتاج إلى تنظير وارادة واعية ليكون البرلمان ممثلا لكل الشركاء في الوطن وهذا هو جوهر الشرائع السماوية وليس برلمان ياخذ ممثلية التزكية والدعم من الخليفة او الولي الفقيه،وكذلك تكون المؤسسات والاموال العامتين للجميع.

ان الدولة المدنية تحفظ المواطنة وتحميها وتعزز المشاركة من الجميع وتلغي الاستثناءات والامتيازات،المشاركة المفتوحة تحمي اقتصاد الدولة من الفساد وتدفع بعجلته إلى الدوران اسرع وأسرع وبهذا تكون المشاركة المفتوحة ثروة كامنة يتم كتمها وتعطيلها بالامتيازات والاستثناءات التي ينشرها ويحذرها الإسلام السياسي.

الإقطاعيون وسلوكهم قبل 1958في العراق هيئوا الأرضية والأجواء(من حيث يشعرون او لا يشعرون) للاشتراكيين(القوميين والشيوعيين) لسحق الدولة البرعم من خلال ممارساتهم ضد طبقة الفلاحين والطبقات الكادحة الأخرى، وهذا الخطأ الاستراتيجي يقوم بتكراره الإسلاميون بطبقيتهم الحاكمة السيئة الصيت.

بعد احتلال العراق 2003,منح الانگلوسكون الفرصة الكاملة للإسلام السياسي لكنهم فشلوا في ادارة الدولة وسرعان ما ذهبوا إلى تطبيق منهجهم الاممي،وتكرار التجربة الإقطاعية بإقطاعيات سياسية حزبية وعائلية تتصف بسوء الادارة والفشل والانحراف القيمي.

لقد ربح الغرب والأمريكيون على وجه الخصوص الجولة عندما انكشفت للمواطنيبن حقيقة الإسلاميين في تونس ومصر وتركيا وايران وسوريا والعراق.

ان تجربة السعودية بالذهاب باتجاه الدولة المدنية وتحييد دور الإسلاميين ودولتهم العميقة ونزع إمكانياتهم المادية ،كانت خطوة استباقية ورائدة في منطقة ملتهبة بصراع دموي بين الدولة والأمة.

لذلك نحتاج في كل دولة من دول المنطقة وفي العراق ان نستفيد من تجارب الاوربيين وأتاتورك والسعوديين في بناء مشاريع وطنية مدنية تحمي الحريات والحقوق في الداخل وتندمج في المجتمع الدولي وتبني علاقاتها مع الدولة الأخرى على اسس حسن الجوار والمشاركة.

محسن الشمري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: ندعم أي قرار عربي يؤكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة

شبكة انباء العراق ..

أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم الخميس، بأن العراق يدعم أي قرار عربي يؤكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

وقال حسين في تصريح : “وجهنا دعوة للرئيس السوري “أحمد الشرع” لحضور القمة العربية وسوريا ستقرر حجم تمثيلها”، مرجحاً أن “وزير خارجية سوريا سيمثل بلاده في القمة العربية”.

وأضاف: “ندعم أي قرار عربي يؤكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة”.

user

مقالات مشابهة

  • إدانات دولية وأممية بعد توسيع الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة
  • أبو الغيط: العراق هو الدولة الأولى التي تترأس القمتين السياسية والاقتصادية
  • الوزير كريم زيدان في لقاء مفتوح مع مؤسسة الفقيه التطواني
  • صورة جماعية لرؤساء الوفود المشاركة في أعمال القمة العربية.. فيديو
  • عاجل- صورة تذكارية تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية فى العراق
  • الزمالك يطلب المشاركة في مونديال اليد بمصر ويستند إلى حق الدولة المنظمة
  • «تنسيقية الأحزاب السياسية» تحمل الجهات المدنية والعسكرية مسؤولية تدهور الأوضاع في طرابلس
  • رغم عزل مبدع.. مجلس الفقيه بنصالح غارق في تصفية الحسابات وإهدار الفرص التنموية
  • عضو بلجنة فتح الأظرفة بجماعة الفقيه بنصالح يواجه اتهامات بالتلاعب بصفقة عمومية في ملف مبديع
  • وزير الخارجية: ندعم أي قرار عربي يؤكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة