كشفت المديرة التنفيذية لمنظمة سيلفرلينينغ، كيلي وانسور، في تقرير لها، مخاطر المناخ على المدى القريب، مشيرة إلى التهديدات الناتجة عن تجاوز حرارة سطح الأرض العتبة التي تضاعف الخطر.

خبير أرصاد سعودي: المملكة ودول عربية ستشهد موجات حر عنيفة ويجب تغيير نمط العيش الصيفي

وأوضحت كيلي وانسور في مقال منشور على "ذا هيل"، أن السماء البنية فوق أوروبا وأمريكا الشمالية، تعود لحرائق الغابات الكندية، وتسجيل بحار شمال الأطلسي "الساخنة" علامات على أن العالم وصل إلى مستوى جديد من المخاطر المناخية، وهو مستوى يهدد رفاهية كل شخص على وجه الأرض تقريبا، حيث تم التأكيد على التهديدات التي وصفتها الأمم المتحدة وخبراء الشؤون العلمية والخارجية بعبارات صارخة من خلال متوسط درجات حرارة سطح الأرض التي تجاوزت لفترة وجيزة 1.

5 درجة مئوية، وهي عتبة الخطر المتزايد في أوائل يونيو.

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أصدرا مؤخرا منشورات رسمية حول الحاجة إلى البحث في التدخلات المناخية مع إمكانية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بسرعة، مؤكدة أن هذا الأمر لا يغير ضرورات والتزامات الحد من الانبعاثات، ولكنه اعتراف من الحكومات بأن تقييم الخيارات لتحسين السلامة المناخية أصبح الآن مهما للغاية بحيث لا يمكن تجاهله.

وتسلط منشورات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الضوء على النهج الذي حدده العلماء على أنه أكثر الطرق الواعدة لتقليل الاحترار الكبير للمناخ بسرعة، وزيادة انعكاس ضوء الشمس من السحب والجزيئات في الغلاف الجوي، أو تعديل الإشعاع الشمسي (SRM)، حيث يعتمد "SRM" على عملية طبيعية تنتج أيضا عن الجسيمات الملوثة التي تعمل كدرع عاكس، كما لفت عالم المناخ الشهير جيم هانسن وآخرون الانتباه إليه مؤخرا، حيث يمكن أن يسخن المناخ بسرعة عند إزالة التلوث ما يؤدي إلى فقدان هذا الدرع.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في البحث عما إذا كانت هناك طرق أنظف وأكثر أمانا لإنتاج نفس التأثير، إذ أن مثل هذا البحث ضروري لتحديد ما إذا كان بإمكان "SRM" تحسين السلامة المناخية للأشخاص والأنظمة الطبيعية، بينما ينتقل العالم إلى مستقبل مستدام. وفي وقت سابق من هذا العام، وقع أكثر من 100 عالم من جميع أنحاء العالم على رسالة مفتوحة تدعو إلى إجراء بحث حول "SRM".

ونظرا لأن الغازات الدفيئة تغادر الغلاف الجوي ببطء، فمن المتوقع أن يستمر المناخ في الاحترار حتى عام 2050 في كل سيناريو للانبعاثات.

وأكدت كيلي وانسور أننا نتشارك جميعا في مخاطر هذا الاحترار، لكنها تشكل أكبر تهديد لأضعف الناس في العالم، بما في ذلك الموت المتوقع والنزوح والاضطراب الاقتصادي للمليارات في جميع أنحاء العالم. وهذا يخلق واجبا أخلاقيا للبحث والتقييم بطريقة مفتوحة ومسؤولة، عن خيارات واعدة للحد من الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.

واعتبرت أن منشورات الاتحاد الاوروبي والولايات الأمريكية هي أعلى مستوى اعتراف حتى الآن من قبل الحكومات بالحاجة إلى البحث العلمي حول "SRM"، وهما يتبعان تقريرين تاريخيين للأمم المتحدة: التقييم العلمي للأمم المتحدة لعام 2022 لاستنفاد الأوزون، الذي وصف "SRM" بأنه الطريقة الوحيدة المعروفة لتقييد تغير المناخ إلى 1.5 درجة من الاحترار العالمي، وتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2023 "الغلاف الجوي الواحد" الذي يوصي بعملية تقييم علمي دولي والتعاون العالمي بشأن أبحاث "SRM".

ومن الصعب أن العملية الطبيعية الكامنة وراء كل من "SRM" والتبريد القائم على التلوث (تأثير الجسيمات (الهباء الجوي) على الغلاف الجوي والمناخ) هي واحدة من أعظم وأطول مجالات عدم اليقين في علم المناخ، حيث يتطلب توليد المعلومات المطلوبة تطورات في علوم المناخ الأساسية. ولسوء الحظ، على عكس أبحاث الطاقة وغيرها من أبحاث التخفيف، كانت أبحاث المناخ مجالا لتراجع الاستثمار (بالقيمة الحقيقية) لعقود، إذ أنه ضمن ذلك، يتم إهمال أبحاث الغلاف الجوي والمراقبة بشكل أكبر.

ولا تحدد منشورات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مستويات التمويل، ولكن منظمة سيلفرلينينغ نشرت تقريرا يتضمن توصيات تمويل لأبحاث الولايات المتحدة لتقديم تقييم علمي قوي لمخاطر المناخ على المدى القريب و"SRM"، حيث يمكن أن توفر زيادة قدرها 2.6 مليار دولار سنويًا على مدى خمس سنوات (إجمالي 13 مليار دولار) للبحوث الأمريكية، والتمويل المتناسب في الاتحاد الأوروبي، ودعم الأبحاث في البلدان النامية الموارد اللازمة للعالم لتقييم التدخل المناخي معا، فيما قد يتطلب إحراز تقدم مع بدء دوران العجلات الحكومية دعما من فاعلي الخير.

وأوضحت كيلي وانسور أنه بالنسبة لعلوم المناخ، هذه استثمارات كبيرة، وبالمقارنة مع تكلفة الكوارث أو الدفاع، فهي صغيرة، نظرا لقدرتها على الحد من الخراب الاقتصادي وتدمير النظام البيئي والمعاناة البشرية، فقد تكون هذه الاستثمارات من بين أعلى عائد يمكن تحقيقه، حيث يذكرنا الدخان المتصاعد والبحار الحارة بأننا الآن في المنطقة الحمراء من أكثر التحديات التي واجهتها البشرية تعقيدًا.

وقالت كيلي: "نحن بحاجة إلى جهود متضافرة للبحث بشكل مسؤول في التدخلات المناخية حتى يتمكن العالم من اتخاذ قرارات فعالة بشأنها معا.. لا شيء أقل من سلامة الحياة على الأرض على المحك".

المصدر: ذا هيل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الاتحاد الأوروبي التغيرات المناخية الطقس المناخ الاتحاد الأوروبی الغلاف الجوی

إقرأ أيضاً:

جيوش العالم تزيد التسلح وتراكم انبعاثات الكربون

مع انخراط العالم في أكبر عدد من الصراعات المسلّحة منذ الحرب العالمية الثانية، شرعت البلدان في حملات إنفاق عسكري، ليصل مجموعها إلى رقم قياسي بلغ 2.46 تريليون دولار في عام 2023، كان لتلك الصراعات آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية مدمرة، ومخاطر بيئية ومناخية.

حسب دراسة جديدة، يشكّل الحشد العسكري العالمي تهديدا وجوديا لأهداف المناخ، فعدد قليل من الجيوش تتمتع بالشفافية بشأن حجم استخدامها الوقود الأحفوري، لكن الباحثين في الدراسة قدروا أن هذه الجيوش مجتمعة مسؤولة بالفعل عن 5.5% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كرة القدم.. سحر يخفي ثمنا مناخيا باهظاlist 2 of 4الجانب المظلم للبيتكوين وتأثيراتها الخطيرة على المناخlist 3 of 4"إعادة التدوير المتقدمة" حل بيئي أم حيلة تسويقية بارعةlist 4 of 4تحقيق يكشف استثمار صناديق "خضراء" أوروبية بشركات ملوثة للبيئةend of list

وقالت إيلي كيني، الباحثة في مرصد الصراعات والبيئة والمؤلفة المشاركة للدراسة، والتي شاركت في إعدادها حصريا مع صحيفة غارديان البريطانية، "هناك قلق حقيقي بشأن الطريقة التي نعطي بها الأولوية للأمن على المدى القصير، ونضحي بالأمن على المدى الطويل".

ويشكّل تغيّر المناخ عاملا محفزا للصراعات التي يرتبط بالتنافس على الموارد الشحيحة بعد فترات جفاف وتصحر طويلة، أو على الموارد الجديدة، حيث يُؤدي انحسار الجليد البحري في القطب الشمالي إلى توترات حول مَن يملك السيطرة على موارد النفط والغاز والمعادن الحيوية النادرة التي أصبحت متاحة حديثا.

إعلان

ومن المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق، وبالتالي الانبعاثات مع تصاعد التوترات في عدد من المناطق، ومع إشارة الولايات المتحدة، التي كانت لعقود من الزمن أكبر دولة منفقة على الجيش في العالم، إلى أنها تتوقع من حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تخصيص المزيد من الموارد لقواتهم المسلحة.

وحسب مؤشر السلام العالمي، ارتفعت وتيرة العسكرة في 108 دول عام 2023، مع تورط 92 دولة في صراعات مسلحة بشكل ما.

حلف الناتو قد يُنفق نحو 900 مليار دولار على التسلح بما يضيف بصمة كربونية هائلة (رويترز)

أوروبا والعودة إلى السلاح
وفي أوروبا، كانت الزيادة دراماتيكية بشكل خاص، فبين عامي 2021 و2024، ارتفع إنفاق دول الاتحاد الأوروبي على الأسلحة بأكثر من 30%، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.

وفي شهر مارس/آذار، أشار الاتحاد الأوروبي، الذي شعر بالقلق إزاء خفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي لأوكرانيا، إلى أنه سيذهب إلى أبعد من ذلك، مع مقترحات لإنفاق 800 مليار يورو (907 مليارات دولار)، إضافية في جميع أنحاء الكتلة، كما جاء في خطة تسمى "إعادة تسليح أوروبا".

في تحليلٍ أجراه مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، بحثت كيني وزملاؤها التأثير المحتمل لزيادة العسكرة على تحقيق أهداف المناخ، وكانت النتيجة صادمة، فالزيادة المحتملة في الانبعاثات الناتجة عن إعادة تسليح حلف الناتو وحدها تعادل إضافة تكلفة دولة كبيرة وكثيفة السكان مثل باكستان إلى ميزانية الكربون المتبقية في العالم.

وقدر الباحثون أن إعادة التسلح التي يخطط لها حلف الناتو وحدها قد تزيد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 200 مليون طن سنويا.

وقالت إيلي كيني "يتناول تحليلنا تحديدا التأثير على الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة، وهو العمل المناخي، أي اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره"، وأضافت "وما يخلص إليه تحليلنا، بالنظر إلى مختلف الأهداف الفرعية لهذا الهدف.. هو أن هناك تهديدا حقيقيا للعمل المناخي العالمي ناجما عن الزيادة العالمية في الإنفاق العسكري".

من بين جميع وظائف الدول، تُعدّ الجيوش فريدة من نوعها في استهلاكها للكربون. يقول لينارد دي كليرك، من مبادرة محاسبة انبعاثات غازات الدفيئة في الحروب، وهو أحد المشاركين في الدراسة "أولا، من خلال المعدات التي تشتريها، والتي تتكون أساسا من كميات كبيرة من الفولاذ والألمنيوم، التي يستهلك إنتاجها كميات كبيرة من الكربون".

إعلان

وتأتي الانبعاثات أيضا من خلال العمليات، حيث تكون الجيوش سريعة الحركة، وتستخدم الوقود الأحفوري للتنقل، الديزل للعمليات البرية والكيروسين للعمليات الجوية، أو في العمليات البحرية، يُستخدم الديزل بشكل أساسي أيضا، إذا لم تكن تعمل بالطاقة النووية.

ونظرا للسرية التي تحيط عادة بالجيوش وعملياتها، يصعب تحديد كمية غازات الاحتباس الحراري التي تنبعث منها، قال دي كليرك "اخترنا الناتو لأنه الأكثر شفافية من حيث الإنفاق، لذا، ليس هدفنا التركيز عليه تحديدا، بل ببساطة لأن لديه بيانات أكثر توافرا".

وقد قام الباحثون بحساب مقدار الزيادة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إذا قامت دول حلف الناتو باستثناء الولايات المتحدة، لأنها تنفق بالفعل أكثر بكثير من الدول الأخرى، بزيادة قدرها نقطتان مئويتان في حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة لجيوشها.

هذه الزيادة جارية بالفعل، حيث زاد العديد من الدول الأوروبية إنفاقها العسكري بشكل ملحوظ استجابة للأزمة في أوكرانيا، ورغم التزام دول الناتو علنا بزيادة الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.

كل قذيفة تُطلَق تترك آثارها الخطيرة على البيئة وتؤثر على المناخ بالتراكم (الأوروبية)

العسكرة والأثمان البيئية
يرى الباحثون أن خطة إعادة تسليح أوروبا قد تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة قدرها 3.5%، من حوالي 1.5% في عام 2020. وافترض الباحثون زيادة مماثلة في عدد أعضاء الناتو غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المملكة المتحدة.

واستعار الباحثون منهجية من ورقة بحثية حديثة زعمت أن كل زيادة بنسبة نقطة مئوية واحدة في حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للإنفاق العسكري، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة في الانبعاثات الوطنية تتراوح بين 0.9% و2%، وقدروا أن صدمة الإنفاق بنسبة نقطتين مئويتين من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تتراوح بين 87 و194 ميغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2e) سنويا في جميع أنحاء الكتلة.

إعلان

يقول الباحثون إن هذه الزيادة الهائلة في الانبعاثات لن تُفاقم انهيار المناخ فحسب، بل إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيضر بالاقتصاد، وتشير التقديرات الأخيرة للتكلفة الاجتماعية للكربون، وهو مؤشر نقدي على أضرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى أنها تبلغ 1347 دولارا لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى أن التكلفة السنوية للحشد العسكري لحلف الناتو قد تصل إلى 264 مليار دولار سنويا.

وتشير كيني إلى أن هذا لا يمثل سوى جزء ضئيل من التكلفة الكربونية الحقيقية للعسكرة، وقالت "الحسابات الواردة في الدراسة، والتي تشمل 31 دولة، تمثل 9% فقط من إجمالي الانبعاثات العالمية، وإذا نظرنا إلى تأثير ذلك، نجد أن هناك الكثير من دول العالم التي لم نأخذها في الاعتبار في هذا الحساب تحديدا".

ويشير التحليل أيضا إلى أن زيادة الإنفاق على الجيوش تُقلل الموارد المتاحة للسياسات الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ، ويبدو أن هذا هو الحال بالفعل، إذ تُمول المملكة المتحدة -على سبيل المثال- زيادة إنفاقها بخفض ميزانية مساعداتها الخارجية، وهي خطوة تتكرر في بلجيكا وفرنسا وهولندا.

مقالات مشابهة

  • حرب الرسوم تعود من جديد… ترامب يعلن ضربة مزدوجة ضدّ الصين والاتحاد الأوروبي
  • جيوش العالم تزيد التسلح وتراكم انبعاثات الكربون
  • دراسة: نصف البشرية تحت نيران التغير المناخي
  • الأردن والاتحاد الأوروبي يبحثان دعم حل الدولتين
  • انعقاد الحوار السياسي رفيع المستوى بين الإمارات والاتحاد الأوروبي
  • انعقاد الحوار السياسي رفيع المستوى الرابع بين الإمارات والاتحاد الأوروبي في أبوظبي
  • بعد عام 2024 الأشد حرارة على الإطلاق .. موجات حر قياسية تهدد الغلاف الجوي خلال السنوات الخمس المقبلة
  • الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة تُبرز الهوية السعودية في معرض ثقافي
  • الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة تُبرز الهوية السعودية في معرض ثقافي في منزل الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون
  • السفير أحمد أبو زيد: العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي محورية