بوابة الوفد:
2025-10-19@15:12:29 GMT

على خُطى الأب

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

عندما نتحدث عن علماء الدين، فإننا نعني أولئك الذين كانت العِزَّة من شِيَمِهم وأخلاقهم، والتواضع تاجًا يُزَيِّن رؤوسهم، فيعتزون بالمُصْلِحين، ويُقِرُّون بفضلهم، ويُقَدِّرون مواقفهم، ثم يتخيرون من آرائهم، ولا ينحازون لفكرهم.
هؤلاء «العلماء الحقيقيون» يُنْصِفون غيرهم من أنفسهم، ويقفون عند حدود علمهم لا يتجاوزنه، ثم لا يتدخلون فيما ليس من اختصاصهم.

. إنهم المتواضعون الذين يُدركون أن بضاعتهم في العلم قليلة مهما زادت، وبسيطة مهما عظمت.
لكننا منذ عقود ـ بكل أسف ـ ابتُلينا بمَن يُسَمَّوْن «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على مشهد حياتنا كالطفيليات، ليتصدروا المشهد الديني حتى وقتٍ قريب جدًا.. رغم أن غالبيتهم لا يستحقون أن يتشبَّهوا بالعلماء!
ربما أحد الأشبال الصاعدين ـ «ابن أبيه» ـ الذي لا يستهويني كغيره، هو ما حَفَّزني على إعادة الكتابة عن تلك الظاهرة، التي أَفَلَتْ، بعد كسادٍ واضحٍ لـ«سوق الدعوة»، التي حوَّلت الدين إلى «بزنس» مربح!
هذا «الشبل» الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، بدأ يشق طريقه نحو قمة الصعود، في مجال الدعوة، على طريقة «بطل معارك التريندات العظيم»، لكن الفارق بينهما، أنه يقتدي بأبيه، الذي يمهد له الطريق منذ فترة.. حتى قبل أن ينهي دراسته الجامعية في عاصمة الضباب!
تلك القضية تتطابق كثيرًا مع قضية توريث المناصب، التي جعلت الكثيرين من المتميزين، «يَفِرُّون» خارج الوطن، و«يكفرون» بكل شيء، وإصابتهم بكل أنواع اليأس والإحباط، خصوصًا بعد أن وصل الأمر إلى المجال الديني والدَّعَوِي!
أحمدُ الله أنني لستُ واحدًا من متابعي هؤلاء «الدعاة الجدد» أو أبنائهم، أو أن أكون أحد أتباعهم ومناصريهم، أو حتى ضمن فريق «الألتراس الدعوي» الخاص بهم، كما أزعم أنني لستُ من المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشْوًا في الأفلام الهابطة، لضمان شباك التذاكر «كامل العدد»!
للأسف، يعاني مجتمعنا منذ عقود استفحال ظاهرة متجذرة لدى الناس، وهي أنه من فرط حبهم لأحد المشاهير في أي مجال، قد يفقدون صوابهم، ويحولونه إلى رمز أو صنم، لا ينقصه سوى الطواف حوله!
أخيرًا.. نتساءل: هل كان لذلك «الداعية» أو «ابنه».. أو غيرهما، آراء معتبرة أو إسهامات حقيقية بالقضايا الكبرى، مثل ما يحدث من مذابح وحشية وتجويع وحصار لأشقائنا الفلسطينيين، ولماذا نجد دائمًا هؤلاء «الدعاة» يركبون «التريند» غير المرتبط بمعاناة الناس الحياتية، بعيدًا عن أي خطورة أو أثمان قد يدفعونها؟!
أخيرًا.. مع بداية شهر رمضان المعظَّم، نسألك اللهم النُّصْرَة لأهلنا المستَضْعَفين في فلسطين المحتلة.. كُن لهم مُعِينًا، وأنزل السكينة في قلوبهم، وارزقهم الثبات. 
فصل الخطاب: 
يقول الإمام عليّ: «الناس ثلاثة: عالِم ربَّاني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهَمَج رعاع يتبعون كل ناعقٍ.. لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق».

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التريند تجويع وحصار غزة محمود زاهر رمضان مبارك دعاء لأهل غزة تجار الدين

إقرأ أيضاً:

مهم للمطلقين| خبيرة تربوية: الرعاية المشتركة بين الأم والأب ضرورة لحماية الأبناء من صراعات الطلاق

أكدت الدكتورة ياسمين الجندي، الاستشارية التربوية، أن تطبيق نظام الرعاية المشتركة بين الأب والأم بعد الطلاق بات ضرورة ملحة لحماية الأبناء من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية الناتجة عن الانفصال، مشيرة إلى أن الأطفال هم الخاسر الأكبر عندما تتحول الخلافات الزوجية إلى صراعات انتقامية بعد الطلاق.

استشارية تربوية تحذر المطلقات: الأم السوية لا تستخدم أبناءها وسيلة انتقام بعد الطلاق مهم للمتزوجين.. استشارية تربوية تكشف أهمية التمهيد النفسي للطلاق وتأثيره النفسي على الأبناء محام بالنقض يفجر مفاجأة: النفقة لا تسقط إلا في هذه الحالة.. والأبوة لا تنتهي بالطلاق هيحصل كارثة.. استشاري أسري يحذر من استخدام الأطفال كوسيلة للانتقام بين الأزواج المنفصلين خناقة على الهواء بسبب قضية “أبناء الطلاق” بين خبيرة تربوية واستشاري أسري (فيديو) محام بالنقض يحذر: قصر الرؤية في أماكن مغلقة يهدم الرابط الإنساني بين الأب وأولاده استشاري أسري يحذر الآباء والأمهات: الأبناء بعد الطلاق ليسوا أدوات انتقام بل أمانة مشتركة استشارية تربوية تحذر: غياب الأب بعد الطلاق يترك فراغا نفسيا لا يعوض استشارية تربوية: خوف الأم بعد الطلاق يتحول إلى سيطرة على الأبناء دون وعي أمينة خليل تحسم جدل حملها على السجادة الحمراء ثاني أيام مهرجان الجونة 2025 استشارية تربوية: الواقع المجتمعي لا يزال يكرّس فكرة أن الأم هي الطرف الوحيد المسؤول عن الأبناء بعد الانفصال

وقالت الجندي خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن الواقع المجتمعي في كثير من المناطق لا يزال يكرّس فكرة أن الأم هي الطرف الوحيد المسؤول عن الأبناء بعد الانفصال، وهو ما يخلق خللًا تربويًا كبيرًا، مؤكدة أن حرمان الطفل من التواصل المتوازن مع والده يُحدث فراغًا نفسيًا يصعب تعويضه لاحقًا.

وأضافت أن الرعاية المشتركة لا تعني تقسيم الأدوار فحسب، بل هي شراكة إنسانية وتربوية قائمة على الوعي والاحترام المتبادل بين الأبوين، بحيث يكون كل طرف حاضرًا في حياة الطفل، دعمًا وتوجيهًا ومتابعة.

وأوضحت الجندي أن كثيرًا من الأمهات أو الآباء يتعاملون مع الأبناء بعد الطلاق كأوراق ضغط أو وسيلة انتقام، مشيرة إلى أن هذا السلوك لا يضرّ الطرف الآخر بقدر ما يهدم استقرار الأبناء النفسي والعاطفي، ويؤدي إلى نشأة أجيال مشوَّشة المشاعر وضعيفة الانتماء الأسري.

ودعت الجندي إلى تفعيل تشريعات واضحة تنظم الرعاية المشتركة وتضمن للطفل حقه في وجود متوازن لكل من الأب والأم في حياته اليومية، مؤكدة أن وعي المجتمع بهذه القضية هو حجر الأساس لبناء أسر أكثر استقرارًا بعد الطلاق.

 

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الأبناء ليسوا ملكًا لأي طرف، بل هم أمانة ومسؤولية مشتركة، والرعاية المتبادلة وحدها الكفيلة بحمايتهم من التشتت النفسي والضياع الأسري.

مقالات مشابهة

  • مصرع أم وابنتها في حادث سيارة بطريق جنوب سيناء
  • استشارية: المرأة تمر بعد الانفصال بحالة من الارتباك العاطفي
  • استشاري أسري: سفر الأب بعد الطلاق لا يعفيه من التواصل أو الدعم النفسي والمادي لأبنائه
  • استشارية تربوية: الأم السوية لا تستخدم أبناءها وسيلة انتقام بعد الطلاق
  • مهم للمطلقين| خبيرة تربوية: الرعاية المشتركة بين الأم والأب ضرورة لحماية الأبناء من صراعات الطلاق
  • المطران إيلي وردة يترأس قداس ذكرى الأربعين الأب ميخائيل إلياس
  • استشارية تربوية: خوف الأم بعد الطلاق يتحول إلى سيطرة على الأبناء دون وعي
  • أونروا: الناس لا يستطيعون تحمل تكلفة الطعام الذي ظهر في غزة
  • أب يعذب طفلته حتى الموت بسبب تبولها اللاإرادي في أطفيح
  • قـ تل الصغيرة وعــ ذب شقيقها.. أب ينتقم من زوجته في أطفالهما بـ أطفيح