أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن تدمير غواصة كبيرة كانت، بحسب وصفه، محملة بكميات ضخمة من المخدرات في طريقها إلى الولايات المتحدة عبر أحد المسارات البحرية المعروفة لتهريب المخدرات.

وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “دمرنا غواصة ضخمة محملة بالمخدرات كانت تبحر نحو الولايات المتحدة في طريق معروف لتهريب المخدرات”، مضيفاً أن الغواصة كانت تقلّ أربعة مهربين، قُتل اثنان منهم، بينما سيتم إعادة الناجيين إلى الإكوادور وكولومبيا لمحاكمتهما.

وتأتي هذه العملية في إطار حملة عسكرية أميركية مكثفة أطلقتها إدارة ترامب مؤخراً في منطقة الكاريبي، تستهدف شبكات تهريب المخدرات القادمة من أميركا اللاتينية.

وتشير تقارير إلى أن القوات الأميركية نفذت منذ سبتمبر الماضي عدة ضربات استهدفت قوارب سريعة وغواصات شبه غاطسة يشتبه في استخدامها لتهريب الفنتانيل ومخدرات أخرى.

وفي وقت سابق، أكد ترامب أنه وافق على تنفيذ عمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) داخل فنزويلا، مشيراً إلى أنه يدرس شن مزيد من الضربات الجوية ضد “عصابات تهريب المخدرات” في المنطقة.

لكن العمليات الأميركية تواجه انتقادات متزايدة في أمريكا اللاتينية، حيث اتهمت حكومات، من بينها كولومبيا وفنزويلا، واشنطن بانتهاك سيادتها. وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد أعلن اليوم أن أحد الصيادين الكولومبيين قُتل خلال ضربة أميركية، واصفاً ما حدث بأنه “عملية اغتيال وانتهاك للمجال البحري الكولومبي”.

من جانبها، تطالب منظمات حقوقية بتحقيق دولي في العمليات الأميركية، محذّرة من أن استهداف أشخاص مشتبه بهم دون محاكمات عادلة أو إثبات قانوني قد يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا أمريكا وفنزويلا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدمير سفينة سفينة مخدرات فنزويلا فنزويلا وأمريكا

إقرأ أيضاً:

«العظمة» هي ما يسعى إليه ترامب في حرب فنزويلا

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

من بين كل التفسيرات التي يمكن أن تُقدَّم لفهم نهج الرئيس دونالد ترامب العدائي تجاه فنزويلا، من تصويره المواجهة على أنها حرب ضد «إرهابيي المخدرات»، أو كخطوة للسيطرة على احتياطات النفط، أو محاولة لإحكام النفوذ الأمريكي في نصف الكرة الغربي، يظل التفسير الأكثر استبعادًا، هو الهدف الذي يطمح إليه أكثر من أي شيء آخر، ألا وهو العظمة.

فبالنسبة لترامب، ليست فنزويلا مسألة جيوسياسية فحسب؛ بل فرصة لقيادة حرب، وهي السمة التي ارتبطت تاريخيًا بالرؤساء الأمريكيين الذين يُصنَّفون ضمن «الأعظم».

لا أحد يترشّح للبيت الأبيض ليكون رئيسًا عاديًا، فلكل رئيس رؤية خاصة لما يعنيه أن يكون عظيمًا؛ فبعضهم يرى العظمة في القدرة على اتخاذ القرار في لحظات التحوّل الكبرى، حين يُمزج الحُكم بالشخصية والشجاعة وسط ضباب من الشك. وآخرون يجدونها في مدى خضوع الدولة للسلطة التنفيذية، أو في إنجازات تُنجَز كما لو كانت نقاطًا على قائمة مهام. وبين هؤلاء وأولئك، يبقى السعي لأن يكون أحد «العظماء» واحدًا من أعمق هواجس ترامب.

في شهر مارس الماضي، قال ترامب أمام جلسة مشتركة للكونجرس إن الشهر الأول من ولايته الثانية كان «الأكثر نجاحًا في تاريخ البلاد»، ثم أردف قائلا: «أتدرون من يأتي في المرتبة الثانية؟ جورج واشنطن».

وفي لقاء مع صحفيين من المؤسسات الإعلامية الأمريكية السوداء، قال: «كنت أفضل رئيس للسود منذ أبراهام لينكولن». ومؤخرًا، كتب على وسائل التواصل أن سياسة الرهن العقاري لمدة 50 عامًا التي اقترحها تجعله «رئيسًا عظيمًا مثل فرانكلين روزفلت».

أما سعيه العلني لنيل «جائزة نوبل للسلام»، ووصفه كل خطوة يتخذها بأعلى الأوصاف، وحتى قرار بناء قاعة احتفالات جديدة داخل البيت الأبيض، فهي مؤشرات إضافية على هذا الهاجس المستمر بالمجد.

في الوقت نفسه، حوّلت المؤسسة العسكرية الأمريكية البحر الكاريبي إلى ما يشبه ساحة حرب. فطوال أشهر، استهدفت القوات الأمريكية سفنًا خاصة في المياه الدولية بدعوى أنها تعمل في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وقد تحولت الأوامر المزعومة بقتل بحّارة عالقين في تلك العمليات إلى قضية وطنية مستقلة بذاتها. كما أعلن ترامب إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا، فارضًا فعليًا منطقة حظر طيران تجارية.

ويتمركز أكبر أسطول أمريكي في الكاريبي منذ الحرب الباردة على مقربة من السواحل الفنزويلية، كجزء من قوة تُقدّر بنحو 15 ألف عنصر. وذهب ترامب أبعد من ذلك بإعلانه عن عمليات سرية جارية داخل فنزويلا، وهي خطوة غير معتادة تكشف عن رغبة في إظهار الاستعداد للمواجهة.

ويؤكد المؤرخون وعلماء السياسة منذ عقود أن الشجاعة والكفاءة في زمن الحرب هما أقوى مؤشرَين على «العظمة الرئاسية». فبعض الرؤساء اكتسب هذه الهالة من الخدمة العسكرية، والبعض الآخر من قيادة البلاد خلال الحروب.

ومع ذلك، تكشف الدراسات أن الرؤساء الذين يقودون البلاد خلال صراعات دامية يحصلون غالبًا على تقييمات أعلى، وأن الحرب، رغم ذلك، تلحق الضرر بسمعة الرئيس أكثر مما تعزّزها؛ فطريق الحرب ليس طريقًا مختصرًا نحو المجد.

والعلامة التي تفضح من يسعون لهذا النوع من المجد هي التناقضات. ففي حملته لنيل «نوبل»، تباهى ترامب بأنه أنهى ثماني حروب، لكنه يبدو اليوم مستعدًا لبدء حرب جديدة بلا ضرورة، وأجندته السياسية «أمريكا أولًا» لا تحمل أي دعوة للتوغّل في أراضٍ أجنبية.

ويقدّم تدخله في فنزويلا على أنه حرب على المخدرات، بينما منح العفو لرئيس هندوراس السابق المدان في محاكم أمريكية بإدارة شبكة تهريب مخدرات برعاية الدولة. أما «إظهار القوة»، فيتمثّل، بحسب ترامب، في حشد قوة عسكرية هائلة لمواجهة خصم محدود الإمكانيات، وتبرير استخدام أساليب سلطوية لإزاحة حاكم سلطوي آخر، تحت شعار «الديمقراطية».

حتى لو كان الهدف الفعلي هو خنق شبكات المخدرات، أو تأمين الموارد، أو منع نفوذ روسيا والصين، فإن الحرب مع فنزويلا هي أسوأ خيار لتحقيق ذلك.

وإذا كان يرى أن الحرب قد تُبعد الأنظار عن تراجع شعبيته، أو عن حملة الترحيل المثيرة للجدل، أو خسائر الجمهوريين الانتخابية، أو الجدل المحيط بقضية جيفري إبستين، فإن أي التفاف وطني مؤقت سيذوب أمام قسوة الحرب. وإن كان يعتقد أن الحرب ستمنحه مزيدًا من السلطة، فهو يغفل أن الكونجرس، بقيادته الحالية، قد منح الرئاسة كل ما يمكن أن تمنحه أصلاً من صلاحيات.

وقد يبدو الانتصار العسكري على فنزويلا أمرًا مضمونًا، لكنه «انتصار بلا قيمة».

هذا درس تعلّمه رؤساء كُثُر بالطريقة الأصعب، ويبدو أن ترامب يستعد لينضم إليهم. فبالنسبة لمن يبحثون عن المجد، يبدو العالم بأسره خشبة مسرح تنتظر «الرجل العظيم». لكن لو كان بلوغ البطولة مجرد سلسلة من الخطوات التي يمكن اجتيازها بالتدرّج، لما شحّ الأبطال، ولما كانت للبطولة أي قيمة.

فاحترام الناس لا يمكن صناعتُه. وسيتعلم ترامب هذا الدرس، إلى جانب درس آخر أشد وقعًا، وهو أنّ ثمن العظمة الحقيقي أكبر بكثير من قدرة من يتعطّشون للتاج على تحمّله.

ثيودور آر. جونسون كاتب في صحيفة «واشنطن بوست»، ومؤلف كتاب «إن كنا شجعانا».

الترجمة عن واشنطن بوست

مقالات مشابهة

  • 2 طن حشيش وهيدرو.. الداخلية تحيط تهريب صفقة ضخمة من المخدرات بالسويس| صور
  • مصدر أمني بغزة: العدو الإسرائيلي يستغل المعابر والطائرات المسيّرة لتهريب المخدرات
  • روسيا تعلّق على استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة
  • روسيا ترحب بإنهاء وصفها بـالتهديد المباشر في الإستراتيجية الأميركية
  • فنزويلا تستعد بنساء مسلحات.. «ترامب» يُهدّد كارتلات المخدرات على البر بأساليب العمليات البحرية|صور
  • كوبا: الحرب الأميركية على تجارة المخدرات مجرد خدعة
  • «العظمة» هي ما يسعى إليه ترامب في حرب فنزويلا
  • عزة مصطفى: مصر كانت حاضرة وبقوة في الفيلم التسجيلي لإنجازات ترامب
  • إحباط تهريب 279 ألف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي بمنطقة عسير
  • لبنان: إحباط مُحاولة تهريب مُخدرات عبر زجاجات زيت