مع بداية شهر رمضان المبارك، يسارع الجميع لفعل الخير، وخاصة القادرين الذين يقومون بإعداد موائد الرحمن، لإطعام الفقراء والمحتاجين خلال أيام الشهر الكريم.

وفي هذا الموضوع نتحدث عن موائد الطعام التي تنتشر في غالبية مراكز ومدن المنيا، وتنظم موائد الرحمن بكوادر من الشباب والطباخين لإعداد وجبة فطور وسحور رمضان؛ لتصبح ملاذا للفقراء وعابري السبيل .

وتتنوع الوجبات بموائد الرحمن من أطباق ، الأرز ، واللحوم أو الدواجن ، والسلطة ، والخبز، والماء ، والعصائر ، وذلك خلال وجبة الإفطار ، وفي السحور تقدم اطباق الفول والأجبان والعصائر والخبز ، وهناك من يقوم بتجهيز الوجبات الساخنة قبل الإفطار وتوزيعها على الأسر الفقيرة والأكثر إحتياجا ، لكون هناك من الفقراء من يمنعهم الحياء والتعفف من الذهاب لموائد الرحمن ، لذا يسارع رجال الأعمال والقادرين بتوصيل الوجبات الساخنة للفقراء والمحتاجين بنفس راضية وفرحة بما تقدم حتى ابواب المنزل قبل أذان المغرب بوقتِِ كافِِ .

تعتبر موائد الرحمن أحد أعمال الخير في الشهر الكريم، وهي بمثابة تكافل إجتماعي ، لكون سنة الصيام هي ان يشعر اغنياء القوم بجوع الفقراء ، وتعد موائد الرحمن من أهم المظاهر التي تشهدها المنيا في شهر رمضان المبارك ، لتعكس الكرم والجود والترابط الإجتماعي بين المصريين ، ويعود تاريخ موائد الرحمن في مصر إلى عهد أحمد بن طولون ، حيث يعتبر أول من أقامها ، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها أن الغرض من المائدة أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين.

وفي عهد الفاطميين ، أمر ابن طولون أن تظل هذه المائدة موجودة طوال شهر رمضان ، كما طلب من التجار وكبار الأعيان أن يفتحوا منازلهم  ، ويمدوا موائدهم للمحتاجين، وفي عهد الفاطميين أطلق على موائد الرحمن "سماط الخليفة"، حيث كان العاملون يقومون بتوفير مخزون كبير من الطعام، ليكون كافيا لأكبر عدد ممكن من المصريين.

وكان يُطلق على موائد الرحمن الخاصة بالفاطميين "دار الفطرة"، وكانت تقام الأسمطة 175 مترًا وعرضها 4 أمتار في عهد العزيز بالله الفاطمي، وفي عام 975 م، بعث إلى أمير دمشق يطلب قراصيا بعلبكية، فعاد الحمام الزاجل وفي إبط كل واحدة "حبة قراصيا" ، وكان الفاطميون يخرجون من بيوتهم نحو ألف ومائة قدر من مختلف ألوان الطعام لتوزع على الفقراء والمساكين ولتمد بها الموائد، وقلدهم في ذلك الأغنياء وأصحاب الأسر المتوسطة بتجهيز الطعام أمام منازلهم وفي حجرات الاستقبال لانتظار ضيوف الرحمن من الفقراء والمسافرين.

وفي عهد المماليك ، ظلت فكرة موائد الرحمن قائمة ، وكان السلطان حسن يقدم كل يوم من أيام رمضان 117 ذبيحة ، لأنه بدأ في تقديم الذبائح منذ أن كان عمره 17 سنة ، فأضاف عليها مائة واستمر السلاطين من بعده ، يقدمون الذبائح في رمضان، واستن الملك الظاهر بيبرس سنة طيبة ، وهي توزيع عدد من أحمال ، الدقيق ، والسكر ، والمكسرات ، ولحم الضأن على الفقراء ، حتى يتمكنوا من تناول الطعام في بيوتهم.

ووصف سماط رمضان بقاعة الذهب  ، "حيث تقرر أن يتم عمل 40 صينية حلوى وكعك ، ويعمل 500 رطل من الحلوى ، يتم توزيعها على المتصدرين والقراء ، والفقراء ، ثم يجلس الخليفة في القصر ، ويتوافد كبار رجال الدولة ، ويتلو المقرئون القرآن الكريم ، ثم يتقدم خطباء الأزهر وجامع الأقمر ، مشيدين في خطبتهم بمناقب الخليفة ، ثم ينشد المنشدون ابتهالات وقصائد عن فضائل الشهر الكريم".

وفي العصر العثماني ، انتشرت فيه الموائد أمام البيوت ، فكان أمام كل مائدة أمير، وتوسع في ذلك الوالي العثماني عبد الرحمن كتخدا الذي أطلقوا عليه إمام الخيرات، وموائد الرحمن خلال شهر رمضان على وجه العموم ، تحفل بالحلويات والمشروبات وغيرهما ، التى سجلتها بعض الأغنيات التى يقول مطلعها : « جبت لنا معاك الخير كله ، من الصبح نقوم ونحضرله ، بالقمر الدين وبلح على تين ، من المغرب للمدفع واقفين » .

ويعد الفول أول الأطباق ولا تكاد تخلو منه مائدة من موائد الرحمن خلال شهر رمضان ، ويتفنن المصريون في عمل أصناف منه ، حيث تحرص عليه كل أسرة وخاصة في السحور ، ومن أشهر الحلويات : الكنافة ، القطايف ، أم على ، اما المشروبات فأشهرها ، العرقسوس ، و الكركديه ، التمر الهندى ، قمر الدين ، الخروب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موائد الرحمن شهر رمضان أخبار محافظة المنيا موائد الرحمن شهر رمضان فی عهد

إقرأ أيضاً:

القطاع العقاري في قطر ملاذ آمن ويشهد زخمًا في نشاط التأجير

قال تقرير شركة الأصمخ للمشاريع العقارية: إن القطاع العقاري يُعد في الوقت الراهن الملاذ الآمن ضمن النشاط الاقتصادي في قطر، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من المستثمرين يسعون إلى توظيف سيولتهم في هذا القطاع الحيوي. 
وأوضح التقرير أن القطاع العقاري القطري يُعد من أبرز القطاعات الحيوية التي توفّر حاليًا عوائد جيدة للمستثمرين، كما يستحوذ على نسبة كبيرة من النشاط الاقتصادي . 
وأضاف: أن عددًا من المستثمرين ورجال الأعمال يحرصون على اقتناص الفرص المجدية في هذا القطاع، بما يتيح لهم حماية سيولتهم، 
ويؤكد تقرير شركة الأصمخ للمشاريع العقارية أن قطاع العقار يشهد نموًا متواصلًا في عمليات الإنشاء والتشييد بمختلف مناطق الدولة، مستفيدًا من ارتفاع السيولة المحلية، ويُعد حاليًا ثاني أكبر قطاع اقتصادي في الدولة بعد قطاع الطاقة، وفقًا لتقارير رسمية.
موضحًا أن المستثمرين فيه يسعون إلى تحقيق أرباح وعوائد مستدامة دون مخاطر، لاسيما أن أصحاب الشركات يركّزون على قطاع التأجير، ويعملون على إنشاء المجمعات التجارية والمكاتب الإدارية والمباني السكنية، خصوصًا في المناطق الواعدة. وتوقّع التقرير أن تشهد السوق العقارية زيادة في وتيرة الصفقات خلال الربع الثالث من العام الجاري.
وقال التقرير إن القطاع العقاري يُعد اليوم أحد أسرع القطاعات الاقتصادية نموًا، وأن التعاون الذي تبديه الجهات المعنية بالقطاع أسهم في تسهيل أعمال الشركات العقارية خلال الفترة الماضية. وأكد أن العقار في قطر يشكّل اليوم خيارًا آمنًا للمستثمرين، في ظل السياسة التنموية التي تنتهجها الدولة، والعوائد المجزية التي يوفرها.
وأوضح التقرير أن دولة قطر تسجّل منذ سنوات قفزات عمرانية وعقارية متواصلة، في ظل نهضة اقتصادية شاملة تنعكس آثارها الإيجابية على مختلف قطاعات السوق. ويرى أن مشاريع التطوير العقاري الكبرى والواعدة التي شهدتها الدولة أسهمت في تعزيز مكانتها وترسيخ موقعها التنافسي إقليميًا.
وقال التقرير: في ظل استضافة قطر للعديد من الفعاليات في السنوات المقبلة، تعمل الشركات العقارية على إنشاء الشقق الفندقية والفنادق، لاسيما بعد أن وضعت الجهات المعنية خطة لتطوير البنية التحتية وإنشاء عدد من المدن الصناعية على أطراف الدولة.
وقال التقرير: في ظل استضافة دولة قطر للعديد من الفعاليات خلال الأعوام المقبلة، تعمل الشركات العقارية على إنشاء الشقق الفندقية والفنادق، لا سيما في ضوء الجهود الحكومية المبذولة لتطوير البنية التحتية، وإنشاء مشاريع عقارية كبرى تُسهم في تحويل بعض المناطق إلى مدن واعدة ومتكاملة في مناطق متعدد في الدولة.  ‏
أسعار الأراضي وقيم التعاملات
قال تقرير شركة الأصمخ للمشاريع العقارية: ان قيم الصفقات العقارية شهدت أداء منخفضا بالمقارنة مع الأسبوع السابق، وفق بيانات آخر نشرة صادرة عن إدارة التسجيل العقاري في وزارة العدل للأسبوع الممتد من «22 إلى 26 يونيو الماضي»، حيث سجل عدد الصفقات العقارية «84» صفقة. 

قطر القطاع العقاري تقرير شركة الأصمخ

مقالات مشابهة

  • قانون الإيجار القديم يُشعل الجدل من جديد.. بين خوف الفقراء و"فساتين" الفنانين
  • أمير المنطقة الشرقية يطّلع على جهود فرع وزارة الشؤون الإسلامية خلال موسم حج 1446
  • القطاع العقاري في قطر ملاذ آمن ويشهد زخمًا في نشاط التأجير
  • وزير الإسكان: الانتهاء من أعمال محطة مياه الصفانية بالمنيا وتشغيلها
  • صنعاء: بيع ممتلكات مرضى مرهونة في مستشفى تحت إدارة "الحارس القضائي" الحوثي
  • نكتشف الشجاعة في الحرب.. «محمد رمضان» يروج لفيلم أسد
  • مستشفى يهدد المرضى الفقراء بتصفية رهوناتهم.. الطب يتحول إلى ابتزاز في صنعاء
  • الشواطئ الصخرية.. ملاذ خطر لشباب يعشقون الهدوء والعزلة
  • أمير صلاح الدين يتصدر التريند بسبب مرضه.. ما القصة؟
  • غزة: وجبات الموت على موائد الإنسانية