"الهجرة" تمثل مصر في اجتماعات الكوميسا.. وتنظيم حركة رجال الأعمال بين دول المنطقة أبرز المحاور
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
شاركت سلمى صقر، معاون الوزيرة لشؤون الجاليات والهيئات الدولية، ممثلةً عن مصر نيابة عن وزارة الهجرة في اجتماعات الكوميسا، الخاصة بورشة العمل الإقليمية حول محددات حركة مقدمي الخدمات وممثلي الأعمال وتيسير إجراءات حصولهم على تأشيرات الأعمال داخل إقليم الكوميسا، وذلك في العاصمة هراري لدولة زيمبابوي خلال الفترة من ٦ إلى ٨ مارس ٢٠٢٤.
وتنظم هذه الورشة الأمانة العامة للكوميسا من إدارات التجارة والجمارك والشؤون القانونية وشؤون الشركات، وبمشاركة مجلس أعمال الكوميسا وممثلي عدد ١١ من الدول الأعضاء، وهم بالإضافة إلى مصر: السودان والكونغو وأوغندا وإيسواتيني ورواندا وزامبيا وزيمبابوي وسيشيل ومدغشقر وملاوي وموريشيوس، كما شارك في عضوية الوفد المصري، ملحق دبلوماسي/ منة الله مصطفى، عن السفارة المصرية في هراري.
واختيرت مصر لتكون مقررا للورشة ضمن أعضاء هيئة المكتب، والتي ضمت زامبيا رئيسا لأعمال الورشة والسودان نائباً للرئيس وفقاً للبروتوكول المتبع من الأمانة العامة للكوميسا، حيث كانت مصر رئيسة للدورة السابقة لأعمال الكوميسا.
وافتتح ورشة العمل رسميًا جيفمور شارامبا، القائم بأعمال المدير الرئيسي لإدارة الهجرة في حكومة زيمبابوي، مرحباً بالوفود المشاركة في ورشة العمل وللأمين العام للكوميسا لاختيار هراري لاستضافة ورشة العمل الإقليمية الهامة.
ألقت أليس تويزي، كبير مسؤولي التجارة بإدارة التجارة والجمارك بالأمانة العامة للكوميسا، الكلمة الافتتاحية نيابة عن الأمين العام للكوميسا، سلطت من خلالها الضوء على هدف ورشة العمل، وهو ضرورة قيام ممثلي الدول الأعضاء بتقديم تقييم متعمق لتقرير الاستشارية د.مارغريت ك. كيمنجيتش حول تطوير تأشيرة العمل في منطقة الكوميسا وتنظم تأشيرات العمل، لتسهيل حركة رجال الأعمال داخل المنطقة، فضلا عن أهمية التحقق من صحة تقرير الدراسة الذي سيشكل خارطة طريق لتطوير مخطط تأشيرات الأعمال، مشيرة إلى أن الدراسة تم إطلاقها لمساعدة الدول الأعضاء على النظر في الحاجة إلى إنشاء وإدارة نظام إقليمي لتأشيرات الأعمال.
من جهتها، حرصت سلمى صقر، معاون وزيرة الهجرة لشؤون الجاليات والهيئات الدولية، التأكيد على أن مصر تدعم الكوميسا في مساعيها لتعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء وتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي، مشيرة إلى أن وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، قد وضعت استراتيجية شاملة تستهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية مع تسهيل وتعزيز سبل الهجرة النظامية، من خلال سياسة متكاملة للتدريب من أجل التوظيف بما يعزز حركة العمالة الماهرة في إطار اللوائح القانونية الوطنية المعمول بها.
ولتعزيز هذه السياسة، أكدت معاون الوزيرة على التوجيهات المستدامة للوزيرة والخاصة بأولوية ملف التدريب من أجل التوظيف، والتي تستهدف الوزارة أن يكون برنامجاً وطنياً شاملاً يستهدف دعم مواردنا البشرية، وتسهيل حركة العمالة الماهرة من خلال التعاون مع شركائنا الدوليين، وخاصة الدول ذات الاحتياج للعمالة، مؤكدة ترحيب مصر بالأطر الثنائية والإقليمية التي تمكننا من تحقيق هذا النوع من التكامل الاقتصادي من خلال الهجرة بالتعاون مع الدول الشقيقة في أفريقيا والدول الأعضاء في الكوميسا، ويعد التعاون والتنسيق الجاري بين وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وإدارة الهجرة في زيمبابوي، نموذجًا لهذه الاستراتيجية الرائدة للهجرة من أجل التنمية.
وأكدت “صقر” حرص القيادة السياسية على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر وتقديم كافة التيسيرات اللازمة لمقدمي الخدمات ورجال الأعمال، مشيرة إلى الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج أحد المشروعات الهامة التي تستهدف وزارة الهجرة إطلاقها خلال الفترة القادمة والتي من المنتظر أن تعمل في الاستثمار في العديد من المشروعات والمجالات والأنشطة التجارية المختلفة منها الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والاستيراد والتصدير واللوجستيات والموارد الطبيعية والرخام والتعليم والمؤسسات التعليمية والنظم التقنية الحديثة، مؤكدة استعداد الدولة المصرية منح الشركة جميع الحوافز اللازمة بما يسهم في جذب وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
أوضحت أهمية تعزيز الاقتصاد الأخضر والدور الذي يمكن أن يلعبه في كفاحنا ضد آثار تغير المناخ مع تطلعنا إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي في ظل الإمكانات التي تتمتع بها قارتنا الأفريقية بشكل عام والدول الأعضاء في الكوميسا على وجه التحديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكوميسا
إقرأ أيضاً:
الأركان الأساسية لبقاء إسرائيل
د. عبدالله الأشعل **
قامت إسرائيل بالمؤامرة والخديعة من الغرب الذي رَوَّج بأن المنطقة تحتاج لإسرائيل كالآتي: أولًا: نقل المنطقة من حالة التخلُّف إلى حالة التقدُّم، وثانيًا: نقل المنطقة من وضع البربرية والتخلُّف إلى وضع الديمقراطية والتقدُّم، وثالثًا: نشر الازدهار والرخاء للمواطنين العرب.
وثبت أن هذه التبريرات كاذبة، فقد حدث العكس تمامًا. فإسرائيل صادرت حق الشعوب في تقرير مصيرها، واستعانت بواشنطن حتى تُمكنها من دول المنطقة، حتى وصلنا إلى مستوى التشكيك في العروبة، وأن المنطقة توشك أن تكون صهيونية.
ولذلك فإن أركان وجود إسرائيل هي الآتي:
أولًا: تخلُّف المنطقة وجهلها.
ثانيًا: ديمقراطية المافيا الصهيونية، وطالما ردد الغرب أن إسرائيل امتداد للحضارة الغربية والديمقراطية الغربية، بينما ظهر أن إسرائيل وكيل حصري للغرب في قهر المنطقة وضياع دولها، كما تبين أن الرابطة بين إسرائيل وأمريكا هي الصهيونية الأمريكية ثم الصهيونية الإسرائيلية حاليًا.
ثالثًا: إخضاع الدول العربية عن طريق واشنطن لهيمنة إسرائيل، وقد رأينا ذلك واضحًا خلال ملحمة الأقصى؛ فلم تجرؤ الدول العربية والإسلامية على إنقاذ غزة وإدخال المساعدات إليها، رغم أن كل الدول العربية والإسلامية تملك ذلك؛ بل ورأينا العالم كله يتظاهر ضد وحشية إسرائيل ما عدا الدول العربية والإسلامية، لم نشهد فيها ذلك إلا قليلًا.
وللحق، إن التفسير يتجاوز التفسيرات التقليدية، وأخشى أن يكون التفسير هو نجاح أمريكا وإسرائيل في تغيير جينات الشعوب العربية إلَّا من رحم ربي.
رابعًا: الالتحام الكامل بين إسرائيل وأمريكا بحيث بَطَلَ القول بدوافع أمريكا لتوحش إسرائيل، فأمريكا أصبحت تُبيد الفلسطينيين بأسلحتها وأموالها، وحمايتها لإسرائيل من النقد أو الإدانة، بل تُبيد واشنطن غزة عن طريق الجيش الأمريكي.
وقد عمدت أمريكا إلى أمور خطيرة؛ الأمر الأول تمثل في الضغوط على معظم النظم العربية وفصل مصالح النظم عن مصالح الأوطان العربية. والأمر الثاني هو خلق شراكة وهمية بين بعض الحكام العرب وبين إسرائيل، ويتردد، بل وتقول إسرائيل صراحة، إن المعاملات مع بعض الحكام العرب الحقيقية سرية؛ ولذلك تستطيع واشنطن أن تُغيِّر الحاكم الذي تلمس فيه أمارات الوطنية أو العروبة، وهناك طابور طويل في الدول العربية للطامعين في السلطة ومستعدين للتوافق مع واشنطن.
خامسًا: ابتزاز بعض الدول العربية ونهب مواردها مقابل خلق واشنطن مخاطر وهمية.
سادسًا: أن ازدهار إسرائيل يعتمد على تراجع مصر وسوء أحوالها، ولا تتصور إسرائيل أن الحياة تتسع لكل من مصر وإسرائيل؛ ولذلك فالمعركة شرسة وطويلة بين مصر وإسرائيل. وقد حسمت أمريكا هذه المعركة عندما اتجهت مصر السادات إلى التسليم، بذريعة أنها لا تستطيع أن تحارب أمريكا.
سابعًا: شق الصف العربي.
ثامنًا: أسلوب الاغتيالات.
تاسعًا: ديمقراطية المافيا؛ ولذلك تردد أن إسرائيل تعتبر نتانياهو ملك إسرائيل، وهذه نهاية إسرائيل.
هذه الأركان اهتزت بفعل المقاومة، ويشعر الحكام العرب أن المقاومة ستقضي على إسرائيل، وأنه في نهاية المطاف ستزول إسرائيل؛ لأن التقديرات تُعطي إسرائيل سنوات قليلة حتى تزول.
وقد عالجنا مستقبل إسرائيل إذا توفرت عوامل معينة، منها عودة مصر إلى دورها في المنطقة، الذي قضت عليه إسرائيل.
كما جرى ترتيب الحكم في مصر والدول المجاورة على أساس الاستعانة بكل كفاءات الوطن، والنظر إلى المقاومة باعتبارها أداة هدم لإسرائيل، بغض النظر عن الحب والكره للمقاومة، علاوة على أن مصر لا يمكن أن تُفرِّط بدورها الأساسي في المنطقة حتى لو تغيَّرت النظم فيها.
مصر مسرح كبير ثابت، يتغير عليه الممثلون والنص وأحيانًا المشجعون، ولذلك إذا لم تستطع سلطة معينة في هذه المرحلة أن تُزيل إسرائيل زوالًا وديًّا وتوافقيًّا، فإن مصر ستشهد في المستقبل تحديات كبيرة مصدرها إسرائيل.
ونتوقع زوال إسرائيل واستعادة مصادر القوة لدى مصر حتى تعود إلى مكانتها، لكن ذلك مرهون بنصر المقاومة وإيران، وإذلال الجيش الصهيوني؛ لأن مصر منذ نشأة إسرائيل كانت ولا تزال تهديدًا وجوديًا مؤكدًا لإسرائيل.
اللافت للنظر كلمة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، عندما دعا نتانياهو للاحتفال بالمئوية الأولى في لندن، وقال إنه فخور بزراعة إسرائيل في المنطقة ورعاية لندن للمشروع الصهيوني وترتيب أوضاع السلطة في جوار إسرائيل، حتى تضامنت أمريكا مع لندن بعد الحرب العالمية الثانية، واشتركت في إيهام العرب بأهمية إسرائيل لهم. وهذا اعتراف بالغ الأهمية إذا أُقيمت دعاوى أمام القضاء البريطاني بالتعويض عن دور بريطانيا في مأساة فلسطين.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر