إسرائيل توسع ساحات الاشتباك نحو البقاع وبعلبك خط استهداف
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
دفعت اسرائيل امس بالتصعيد على "الجبهة اللبنانية" الى مستوى غير مسبوق ان عبر تحويل بعلبك في عمق البقاع الشمالي خط استهداف يبعد عشرات الكيلومترات عن محاور المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وان عبر تسعير حرب التهويل بحيث تبارى رموز اليمين المتطرف بالمزايدات في شأن الهجوم على لبنان.
وسط هذه الاجواء، إلتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في صورة الاحاطة الدورية لمجلس الامن بشأن القرار 1701 وأبلغته انها في صدد المغادرة الى نيويورك لمناقشة هذا الملف.
وبحسب " النهار" مع ان الجولة المحمومة الجديدة من التصعيد لا تخرج كثيرا عن سوابق اختراق "قواعد الاشتباك " التي لا تزال تطبع المواجهات بين إسرائيل وحزب الله باطر لم تبلغ بعد حدود السقوط في محظور الحرب الشاملة ، فان مجريات الساعات الأخيرة رفعت الى سقف خطير منسوب المخاوف من الجرعة الكبيرة للتصعيد الذي تمثل في قصف "حزب الله" الجولان بصليات كثيفة جدا من الصواريخ، فيما اغارت المقاتلات الحربية الإسرائيلية على البقاع الشمالي على دفعتين للمرة الثانية في اقل من أربع وعشرين ساعة للمرة الثالثة منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" في الثامن من تشرين الأول الماضي.
وكتبت "الشرق الاوسط": ضمّت إسرائيل عملياً منطقة شرق لبنان إلى ساحة الاشتباك الساخنة مع «حزب الله»، حيث استهدفت بلدات وقرى في محافظة بعلبك بعدة ضربات جوية ليل الاثنين وصباح الثلاثاء، وذلك رداً على إطلاق الحزب عشرات الصواريخ، وطائرات مسيّرة ضد أهداف إسرائيلية في الجولان، وسط مؤشرات على نهاية قواعد الاشتباك التي كان معمولاً بها في السابق.
تركز القصف الإسرائيلي على منشآت مدنية، حسبما بدا من جولة «الشرق الأوسط». أما مراكز «حزب الله»، فيقول السكان إن الحزب «أخلى جميع مراكزه منذ بدء الحرب»، ولم يعد مقاتلوه أو حراسه يظهرون «بناء لتعليمات وأوامر من (حزب الله) بإخلاء جميع المباني والمراكز في المنطقة».
وكتبت "نداء الوطن": بعدما كانت الحدود الجنوبية المسرح الرئيسي لـ»المُشاغلة» التي فتحها «حزب الله» في 8 تشرين الأول الماضي، صار البقاع الشمالي في اليومين الماضيين جهة موازية بقرار إسرائيلي. وبعد غارات إسرائيل ليل الاثنين على مراكز «الحزب في بعلبك»، قتل أمس شخصان على الأقل وأصيب 12 آخرون في ضربات إسرائيلية طالت وفق مصدر أمني مبنى عند مدخل بلدة سرعين، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً من مدينة بعلبك، ما أدّى الى تدميره بالكامل. وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة إسرائيلية ثانية، وفق المصدر ذاته، مبنى في بلدة النبي شيت المجاورة التي تعدّ مركز ثقل لـ»حزب الله».
وأفادت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن التهدئة على الساحة الجنوبية صارت بعيدة المنال بعد تطور الميدان وتعمد جيش الاحتلال قصف بعلبك، وأشارت إلى أن مواصلة إسرائيل تهديداتها للبنان باتت مسألة متواصلة والخشية قائمة من تنفيذها في الوقت الذي يتوقع فيه أن تتحرك القنوات الرسمية والديبلوماسية حيال هذا التصعيد.
ورأت أن هذه الوقائع الجديدة ترسم علامة استفهام عن المشهد المقبل والمتأتي عن هذه التطورات، مشيرة إلى أن خطة الطوارىء التي سبق وأن وافقت عليها الحكومة في سياق الإحاطة بهذه التطورات لا تزال قائمة ولكن قد يصار إلى تفعيلها عند الحاجة.
وكتبت" الاخبار": عكست اعتداءات العدوّ التي طاولت البقاع اللبناني، بعد استهداف المقاومة مقارّ الدفاع الجوي والصاروخي في الجولان المحتل ومنطقة الجليل، تصعيداً نوعياً، ما يضع المعركة على حافة التدحرج الى سيناريو أشدّ خطورة. في المقابل، عكس تصعيد حزب الله ردوده على العدوان الذي توسّع مدى وعمقاً إصراره على عدم فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة. وعدم الخضوع لضغط توسيع مدى المواجهة. وهو ما أشار إليه أمس رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي مانويل تراغتنبرغ، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر السنوي السابع عشر للمعهد، بقوله إنه «في نهاية المطاف، لن يستسلم حزب الله ما دامت الحرب في غزة مستمرّة. ويتعيّن على أولئك الذين يصرّون على تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية حاسمة في لبنان، بينما لا نزال منخرطين في غزة، أن يفكروا بعناية في احتمال إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ على إسرائيل». فيما رأى رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى غيورا سالتس أن «إسرائيل فقدت قوتها الرادعة»، بعد إطلاق المقاومة أمس 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل والجولان.
هذا التصعيد جاء بعد فشل محاولات واشنطن تفكيك جبهات الإسناد، ورفض حزب الله التعاطي مع أيٍّ من المطالب التي حملها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين قبل إنهاء الحرب على غزة. كما يندرج في سياق تصاعد تبادل النيران الذي فاقم الضغوط على كيان العدو وعلى المستوطنين
ومن الواضح أيضاً، أن من ضمن الرسائل الرئيسية لهذه الاعتداءات، محاولة العدو إضفاء مزيد من الجدية والمصداقية على تهديداته بأنه لن يسلِّم بالمعادلة التي تحكم المعركة القائمة، وأنه في حال عدم تلبية مطالبه التي حملها المبعوث الأميركي، فإنه مستعد للمخاطرة برفع منسوب اعتداءاته حتى لو انطوت على إمكانية التدحرج إلى مواجهة عسكرية أشد. وهو يراهن في ذلك على أن حزب الله لن يردّ على هذه الاعتداءات، استناداً إلى تقديره بأن أولوية الحزب هي عدم توسيع نطاق المعركة لتشمل بقية المناطق اللبنانية.
في المقابل، يمكن التأكيد أن حزب الله لن يسمح للعدو بفرض معادلته، ولا استغلال أولويته في منع استباحة المدنيين، ولا ثنيه عن مواصلة إسناد غزة، مهما بلغت الضغوط. لذلك ستبقى القاعدة التي تحكم أداءه هي فرض قيود على ردود العدو واعتداءاته، وفق تقديره للوضع الميداني ومتطلباته، وبما يخدم مجموعة أهداف: مواصلة الضغط على العدو، تقييد اعتداءاته وتحييد المدنيين بأقصى ما يمكن، وعدم التدحرج الى حرب.
واكدت أوساط مطلعة على موقف "حزب الله" لـ«البناء» الى أن «التهديدات الإسرائيلية التي ينقلها الوسطاء الأميركيون والغربيون لن تدفع المقاومة في لبنان للتراجع عن حماية الجنوب ولبنان وإسناد غزة، وبناء عليه فإن الجبهة الجنوبيّة أصبحت مرتبطة بجبهة غزة، وبالتالي الورقة الفرنسيّة غير مقبولة كما الطرح الذي جاء به الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين». كما جزمت بأن لبنان لن يُقدّم أي ضمانات أمنية لـ«إسرائيل» ولا إضافة أي تعديل على القرار 1701 لصالح «إسرائيل»، مشيرة الى أن الحل هو بوقف العدوان على لبنان وانسحاب إسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وفق القرارات الدولية ثم وقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود، لكن بالتوازي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
600 يوم على الإبادة الجماعية في غزة .. واقع كارثي يفضح إجرام إسرائيل
#سواليف
تمرّ اليوم 600 يوم على بدء #الحرب #الإسرائيلية على قطاع #غزة، وسط استمرار العدوان العسكري المكثف، وغياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني، في واحدة من أطول وأعنف #الحروب التي مرت في تاريخ #الصراع مع #الاحتلال.
في هذه المدة، تحوّلت غزة إلى #منطقة_منكوبة بكل المقاييس، لم تسلم البنية التحتية، ولا المؤسسات الصحية، ولا حتى السكان المدنيون، من عمليات القصف والتدمير المستمر.
وفق وزارة الصحة؛ ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,084 شهيدا و123,308 إصابات منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، يضاف لهم أكثر من 10 آلاف مفقود.
مقالات ذات صلة#دمار_هائل في البنية التحتية
تعرضت البنية التحتية في غزة لدمار شبه كامل، وفقاً لتقارير محلية ودولية.
وتشير تقديرات وزارة الأشغال العامة إلى أن نحو 80% من المباني السكنية إما دُمّرت كليًا أو تضررت جزئيًا.
كما تضررت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل كبير، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية.
وتوقفت معظم محطات المياه والمرافق الخدمية عن العمل، في ظل استهداف مباشر للمرافق الحيوية ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
“المدينة أصبحت غير صالحة للحياة، كل يوم نعيش بلا ماء، بلا كهرباء، وأحيانًا بلا طعام. لا شيء يعمل”، يقول أبو طارق، أحد سكان حي الزيتون شرق غزة.
القطاع الصحي.. انهيار كامل
تعاني المستشفيات من أوضاع كارثية، بعد استهداف مباشر أو غير مباشر لغالبية المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة وأخرجت أغلبها عن الخدمة.
وتعاني الكوادر الطبية من نقص حاد في المعدات والأدوية.
“نُجري عمليات جراحية في ظروف بدائية، بلا أدوات تعقيم، وبلا تخدير في بعض الأحيان”، يقول أطباء.
أزمة النزوح والمعيشة
تشير تقارير محلية ودولية إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني أصبحوا نازحين داخليًا، يبيتون في مدارس متهالكة أو خيام مؤقتة دون مقومات أساسية للحياة.
وتعيش غالبية السكان على المساعدات الغذائية، التي لا تصل حالياً بفعل احكام الحصار، وتفشي المجاعة.
تقارير رسمية تحدثت عن وفاة 60 طفلاً بفعل سوء التغذية، في حين يتهدد المجاعة سوء التغذية الحاد مئات الآلاف من السكان.
كما أشارت إلى أن 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال الحرب وأن 477 مريضا توفوا ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.
التعليم مشلول بالكامل
توقفت العملية التعليمية في غزة منذ بداية الحرب، حيث تحولت غالبية المدارس إلى مراكز إيواء، بينما تعرّضت المئات منها لأضرار جسيمة.
وتشير إحصائيات وزارة التربية إلى أن أكثر من 600 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم.
صمت دولي وتضاؤل الأمل
رغم حجم الكارثة، لم تُتخذ خطوات دولية حقيقية لوقف القتال أو محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
ومع تكرار استهداف المدنيين، يرى كثيرون أن ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة، وليس مجرد حرب.
“نحن لا نُقتل فقط، بل يُمحى كل أثر لحياتنا، من المستشفيات إلى المدارس وحتى الأحلام”، قالت ريم، طالبة ثانوية فقدت عائلتها بالكامل في غارة جوية.
غزة تصمد… رغم كل شيء
على الرغم من هذا الواقع المظلم، ما زالت غزة تقاوم. الأهالي يواجهون الدمار بالصبر، ويعيدون بناء الحياة في الخيام، ويصنعون من الألم إرادة لا تنكسر.
ستمائة يوم من الحرب، ولم تنكسر غزة. لكنها كشفت عُري العالم.