سواليف:
2025-05-11@11:12:21 GMT

ذر الرماد …!

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

ذر #الرماد …!

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

ها نحن نقترب من الشهر السادس ومازال #الاحتلال ومجرموه مستمرون في ارتكاب أبشع #المجازر والمذابح اليومية في قطاع غزة والضفة الغربية على مرأى ومسمع العالم بأسره، دون أن يتمكن أحد من إيقاف هذا الإجرام حتى اليوم، والذي أصبح واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أنه لم ينطلق إلا بنية الانتقام من شعب غزة بأكمله وإبادة أكبر عدد منه لأجل تركيعه واخضاعه بأي ثمن، ومحاولة مسح الخزي والعار الذي لحق بهذا الاحتلال.

وكل ما نراه اليوم يؤكد ذلك فها هو عدد الشهداء والجرحى يتجاوز اليوم 100 ألف إنسان معظمهم من النساء والأطفال، وبرغم كل ذلك مازالت الإدارة الأمريكية لم تقتنع بضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة، وهي التي تردد بين حين وآخر أنها لا تريد رؤية ضحايا مدنيين وكأن من سقط حتى الآن هم مخلوقات من المريخ، بل وأكثر من ذلك تقوم بإيقاع اللوم على الفلسطينيين على عدم القبول بوقف مؤقت لإطلاق النار يستعيد فيه الاحتلال أنفاسه ويعيد ترتيب قواته ليعود بعده لضرب الشعب الفلسطيني بشكل أقسى وأكثر إيلاماً وإجراماً، فعن أي معايير إنسانية مازالت الإدارة الأمريكية تتحدث اليوم!

مقالات ذات صلة قصور أداء كليات الإعلام لدينا 2024/03/14

كما نرى اليوم كيف يستخدم الاحتلال في فلسطين كل الوسائل الممكنة لإجبار الفلسطينيين في غزة على التسليم له ورفع الراية البيضاء، أو أن يكون الخيار الآخر هو الموت إن لم يكن بالصواريخ والقنابل، فليكن بالجوع والعطش وانعدام كل سبل الحياة، فما زلنا نرى الاستهداف المتعمد للأبرياء الذين يخرجون للحصول على لقمة عيش لهم ولأولادهم من شاحنات المساعدات، لتكون عودتهم جثثاً محمولين على الأكتاف بعد تعمد الاحتلال المجرم استهدافهم وهم يبحثون عن أمل لهم في الحياة في هذه المساعدات.

وقد رأينا قبل فترة المساعدات التي قامت القوات الأردنية في البداية بإنزالها لأهالي غزة من الجو، كبادرة تشكر عليها الجهود الأردنية التي لم يبقى لها خيار آخر لنصرة أهل غزة، وقد ذكر ذلك الملك عبدالله الثاني صراحة كيف أن الاحتلال المجرم لم يوافق إلا على عدد محدود جداً من الطائرات التي ستقوم بإنزال المساعدات من الجو، وقام بتغيير أوقاتها أكثر من مرة في محاولة واضحة لإفشال الأمر، ونحن هنا عندما نشكر الحكومة الأردنية على هذه البادرة لعلمنا بحدود قدرات الحكومة الأردنية ومحاولاتها التي وصلت حد اليأس من قدرة الدول الكبرى في هذا العالم على لجم إجرام هذا الاحتلال وايقافه، إلا أننا في الوقت ذاته نقف مستغربين مندهشين من مهزلة أكبر دولة في العالم عندما تخرج هي الأخرى لإسقاط المساعدات جواً على أهل غزة، بل وتعمل على إنشاء ميناء بحري اليوم بحجة إيصال المساعدات بحراً لغزة وهي التي لم يبقى أحد في العالم من المسؤولين المعنيين بأمور المساعدات إلا وصرح بأنها لا تغني شيئاً عن المساعدات عبر المنافذ البرية، وكأنها تريد اقناع العالم بأن العجز وصل بها إلى حد عدم القدرة على إجبار الاحتلال على فتح ولو معبر بري واحد من أصل 7 معابر لإدخال المساعدات إلى غزة، وهي التي زودته وتزوده بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وملايين الدولارات وهي ذاتها التي خرجت تصريحات قادة وزارة دفاعها قبل أيام بأنها لا تحتاج لوجود قوات أمريكية على الأرض في غزة حتى الآن، ونضع عشر خطوط حمراء تحت (حتى الآن) !!

ومن هنا يتضح لنا بأن كل هذه المسرحيات الأمريكية ليس لها علاقة بمساعدة الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هي للسماح للاحتلال لإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة بأريحية تامة بعيداً عن الضغوط الدولية، بحجة أن المساعدات باتت تصل للشعب الفلسطيني في غزة، إضافة إلى العمل على زرع الفتن بين أهل غزة من خلال انتقاء من يقف مع الأمريكان والاحتلال وتقديمه إلى الصفوف الأولى لتسليمه رقاب أهل غزة كأداة لهم لقتل الشعب الفلسطيني وتركيعه، تماماً كما تعود الأمريكان فعله في فيتنام وأفغانستان والعراق قبل ذلك، وهي السياسة التي لم تعد تنطلي على أحد، فمسرحية إسقاط المساعدات جواً والتي رأينا كيف دفع بعض أهل غزة حياته بسبب سقوطها على رأسه أو إدخالها بحراً من خلال ميناء لا نعلم إن كان لإدخال المساعدات لأهل غزة أم لنقلهم إلى خارج غزة بحراً كأكبر مساعدة للاحتلال، وبكل الأحوال ليس لكل ذلك وصف أنسب من أنه تماماً كمن يقوم بعملية (ذر الرماد) في العيون لإطالة أمد جريمة الإبادة الجماعية لكل إنسان يقول للاحتلال وداعميه الأمريكان “لا” في غزة، سواء بقتله أو تركيعه فيها أو حتى نفيه خارجها، لكن من يعرف الشعب الفلسطيني يعرف بأنه شعب لم يترك هذا الاحتلال المجرم ومؤيديه وعلى رأسهم الأمريكان وسيلة إلا واستخدموها من أجل إبادته ومحوه عن الخريطة منذ أكثر من 70 عاماً، ولم ينجح في ذلك ولن ينجح بإذن الله، فها نحن نرى هذا الاحتلال يكتب سطور دماره ونهايته اليوم بيديه، وهو لا يترك بيتاً في غزة ولا في كل فلسطين بل وربما في معظم العالم العربي والإسلامي والعالم الحر إلا ويخلق له عداوة معه، بل وحتى مع أحجار فلسطين من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، فهم يصرون اليوم على الاستمرار في طريق خراب بيوتهم بأيديهم وقريباً سيرون حصاد إجرامهم بإذن الله، وما نور الصباح ببعيد.

نصر الله أهلنا في غزة وفي كل فلسطين وثبتهم وداوى جراحهم، وجعل شهر رمضان المبارك شهراً تضمد فيه جراحهم، وتمسح فيه دموعهم، وتستبدل بابتسامات وضحكات الانتصار والفرج والفرح، وعوض صبرهم من خيري الدنيا والآخرة، فلكم الله يا أهل غزة، يا من علمتم العالم كيف يكون الإيمان والصبر والثبات واليقين والتضحية لأجل الأوطان.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الرماد الاحتلال المجازر الشعب الفلسطینی هذا الاحتلال أهل غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو

دعت مجلة "إيكونوميست"، في افتتاحية لها، إلى وقف الحرب في قطاع غزة، مشددة على أن الأمريكيين الضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القبول بوقف إطلاق النار ثم الضغط  على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لنزع سلاحها.

وقالت المجلة في الافتتاحية التي نشرتها الخميس وترجمتها "عربي21"، إن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن المرة هذه ستكون مختلفة، في إشارة لقرار حكومة الاحتلال في 5 أيار/مايو توسيع العدوان على قطاع غزة.

وتهدف إلى تعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. وسوف يستعيد جيش الاحتلال جزءا من القطاع، ويقوم بهدم بعض المباني أثناء تقدمه وسيتم تهجير الفلسطينيين إلى قطعة صغيرة من الأرض في جنوب غزة. وفي موازاة ذلك، ستسمح إسرائيل بإدخال بعض المساعدات إلى القطاع الذي تفرض عليه حصارا منذ 2 من آذار/مارس حيث سيتم تخزينها في مراكز يحرسها مرتزقة أمريكيون. ومن ثم تأتي العائلات مرة كل أسبوعين لجمع الطعام وبعض الضروريات.


وتقول المجلة إن أنصار الخطة يجادلون بأنها ستكون حاسمة حيث سيتم تدمير ما تبقى من حماس وحرمانها من المساحة لإعادة تجميع صفوفها أو قمع سكان غزة ومنع الغذاء عنها بحيث لا تكون قادرة على إطعام مقاتليها. 

وتعلق المجلة أن نتنياهو أمضى 18 شهرا وهو يعد بتحقيق "النصر الكامل"، ويقول مؤيدو الخطة إنهم بحاجة إلى بضعة أشهر أخرى فقط لتحقيقها.

ولفتت المجلة إلى أنه لا يوجد أي سبب يدعو لتصديق كلامهم. فبداية لن تؤدي العملية لتحرير الأسرى المتبقين في غزة. إلى جانب معاناة جيش الاحتلال الإسرائيلي من أزمة معنويات، ففي بعض الوحدات العسكرية لم تستجب سوى نسبة 50% من جنود الإحتياط للدعوة إلى الخدمة مرة أخرى. وتكشف الاستطلاعات أن نسبة 60% من الإسرائيليين يعارضون هجوما جديدا يؤدي لاحتلال غزة.

وزعمت المجلة أن دولة الاحتلال "حطمت قيادة حماس ودمرت ترسانتها العسكرية بشكل تستطيع شن هجمات معقدة، وما تبقى هي قوة عصابات والتي ستجد إسرائيل صعوبة في القضاء عليها لأن الأعداد الجديدة من المجندين كثيرة".

ويعاني المدنيون من الجوع بسبب الحصار. كما أن خطة إسرائيل لتقديم المساعدات لن تقدم سوى القليل من الإغاثة. ولا تتضمن على أي أجراءات خاصة تتعلق بالأشخاص المرضى أو غير القادرين على الذهاب إلى مركز التوزيع.

وتقول المجلة إن المستفيد الوحيد من استمرار الحرب هو نتنياهو وتحالفه المتطرف الذي يحلم بإفراغ غزة من سكانها وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. ولو تمكنوا من تحقيق هدفهم، فإن 2 مليون إنسان سوف يضطرون إلى العيش في 25% من مساحة غزة على أساس حصص غذائية.

ويتفاخر بعض الوزراء الإسرائيليين بالفعل بأن مثل هذه الظروف من شأنها أن تدفع سكان غزة إلى المنفى، وهو ما يعتبر بمثابة تطهير عرقي.

وتضيف المجلة أنه يجب عدم استخدام الطعام كسلاح في الحرب. ويجب على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزة والسماح للمنظمات الخيرية بتوزيعها.


وتزعم المجلة أنه حتى لو أخذت حماس بعضا من المساعدات، وهذا أمر سيء، ولكن البديل سيكون المجاعة. وإلى جانب ذلك، فقد حان الوقت للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. ويجب على  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يطالب نتنياهو بالموافقة على صفقة تبادل، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى. وهو ما لا يستطيع أي زعيم آخر أن يفرضه.

ويتطلع الرئيس الأمريكي إلى تحقيق انتصار في السياسة الخارجية، وعندما يزور الخليج الأسبوع المقبل، ينبغي للقادة العرب أن يحثوه على مواصلة هذه الجهود.

وبعد وقف إطلاق النار، تقول المجلة إن على ترامب الضغط على حماس، مستخدما الوسيلة القوية والاخيرة، وهي إعادة الإعمار. وتقدر الأمم المتحدة أن هذه التكلفة ستصل إلى 53 مليار دولار على مدى العقد المقبل.

وشددت المجلة على أن الحرب التي لا تنتهي سوف تعمق الخلافات في إسرائيل وتضر أكثر بمكانتها في العالم، موضحة أنه في حال انتهى الأمر بإخلاء غزة من سكانها وإعادة احتلالها، فسوف ترتكب إسرائيل خطأ استراتيجيا وفضيحة أخلاقية.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات أممية: الاحتلال يستخدم المساعدات للابتزاز الإنساني في غزة
  • 7 شهداء في غزة مع استمرار قصف الاحتلال منذ الفجر
  • (مسلمون حول العالم): لم يتم دفع أي مبالغ للهيئة الخيرية مقابل إسقاط المساعدات على غزة
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • بن غفير: السماح بإدخال المساعدات إلى غزة قرار كارثي
  • إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو
  • بمشاركة زعماء العالم… عرض عسكري مهيب بمناسبة الذكرى الـ80 للنصر على النازية
  • بيل غيتس يتهم إيلون ماسك بـ"قتل أفقر أطفال العالم"
  • لهذه الأسباب نتنياهو خائف
  • في اليوم العالمي للتلاسيميا… الصحة تعمل على إطلاق مشروع التبني الدموي