قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش، إن التقارير الأممية حول انعدام الأمن الغذائي في غزة هي إدانة حقيقية للظروف على الأرض.

وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، أضاف جوتيرتش للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك "هذه كارثة من صنع الإنسان بالكامل والتقرير يوضح أنه يمكن وقفها"، داعيًا السلطات الإسرائيلية إلى ضمان الوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية في غزة.

وحذرت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من أن هناك مجاعة متوقعة في شمال غزة من الآن وحتى مايو.

وأفادت وسائل الإعلام المختلفة بأن تقريرًا مدعومًا من الأمم المتحدة أكد أن حوالي نصف سكان غزة يعانون بالفعل من مستوى كارثي من الجوع.

وأكد التقرير أنه لا يزال من الممكن تجنب تفشي المجاعة في غزة من خلال وقف إطلاق النار وزيادة دخول المساعدات.

وفي وقت سابق من اليوم، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل،  أن إسرائيل تسبب الجوع في قطاع غزة وتستخدمه كسلاح حرب.

وقال بوريل خلال افتتاح مؤتمر حول المساعدات الإنسانية لغزة في بروكسل: "في غزة لم نعد على شفا المجاعة، نحن في حالة مجاعة تؤثر على آلاف الأشخاص، ولا يمكننا الوقوف متفرجين".

وأضاف: "هذا غير مقبول، فالجوع يستخدم كسلاح في الحرب، وإسرائيل تسبب الجوع".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمين العام للأمم المتحدة جوتيرتش انعدام الأمن الغذائي السلطات الإسرائيلية مجاعة الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

نجوع، ثم نُقتل.. لم يعد هناك أمل للفلسطينيين

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

كانت والدته واحدة من عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، التابعة لما يُعرف بـ «مؤسسة غزة الإنسانية»، والمدعومة من الولايات المتحدة.

في الأول من يونيو، قُتل أكثر من 30 فلسطينيًا. وفي الثاني من يونيو، قتل 3. وفي الثالث من يونيو قتل 27. ثم قتل 4 في الثامن من يونيو، وقتل 17 في العاشر من يونيو، و60 في الحادي عشر من يونيو.

بات واضحًا أن الجوع في غزة لم يكن مجرد نتيجة للعدوان، بل سلاحا متعمدا يُستخدم لإضعاف السكان والسيطرة عليهم.

حين بدأت المساعدات الأمريكية تصل، ظنّ الناس أن بصيص أمل قد لاح في الأفق، وأن المجاعة القاتلة ربما تخف حدّتها. لكن هذه الآمال سرعان ما انهارت. تحولت نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت.

في نقطة نتساريم تحديدا، سار الناس الضعفاء من الجوع لمسافات طويلة تجاوزت 15 كيلومترًا على الرمال الحارقة. وحين وصلوا، وجدوا حواجز تمنعهم من الدخول، فدخلوا فردا فردا. ثم حشروا في منطقة محاطة بأسلاك شائكة، وطرحت صناديق المواد الغذائية على الأرض بطريقة عشوائية، ما أدى إلى هرج ومرج؛ كأنك تلقي بلحم نيئ إلى قفص مليء بالأسود الجائعة.

لا أحد راعى الأرامل، أو المصابين، أو كبار السن. كلّ من استطاع أن يخطف شيئًا فعله، وغالبًا ما كانوا يبحثون عن الطحين؛ لأنه أصبح خارج متناول اليد من شدة الغلاء. ثم، ودون سابق إنذار، بدأت الدبابات بالاقتراب من الأسوار وفتحت نيرانها على الحشود، بلا تمييز بين طفل وشيخ.

فرّ الناس مذعورين، بعضهم يحمل القليل مما تمكن من التقاطه، وآخرون يهربون فارغي الأيدي. كانوا يرون من يسقط حولهم، لكن لا أحد يستطيع التوقف؛ لأن التوقف يعني الموت.

نجا بعضهم. سمعت جاري يعود بعد أربع ساعات من الغياب. كان ينادي أطفاله: «بابا، بابا، جبتلكم خبز! جبتلكم سكر»!

نظرت من النافذة ورأيت أولاده يحتضنونه ويصرخون فرحًا. كان يرتدي قميصًا داخليًا فقط، وقد ربط قميصه الخارجي على ظهره ليحمل فيه القليل من المساعدات التي تمكّن من جمعها.

الناس يائسون. الناس جوعى. نحن لسنا متوحشين، ولسنا عنيفين. نحن بشر نحافظ على كرامتنا، ونقدّرها أكثر من أي شيء. لكن الجوع الذي نواجهه الآن لا يوصف.

الطعام حق، لا رفاهية. ومع ذلك، نحن نعيش مجاعة حقيقية. الأسواق غالية جدا، الطرقات مليئة بالمسلحين الذين يسرقون المعونات من الأضعف، ثم يبيعها التجار بأسعار باهظة.

في المقابل، كان نظام المساعدات التابع لوكالة الأونروا أكثر تنظيمًا وإنسانية. كان والدي، وهو معلم في مدارس الأونروا، يشارك في توزيع بطاقات الطعام والمساعدات للناس. كان التوزيع يتم عبر معلمين وجيران معروفين، وتحت حماية محلية. الأهم من ذلك: كانت الكرامة محفوظة.

النظام كان يقسم العائلات بحسب الحجم، وتُوزع المساعدات شهريًا عبر كوبونات: دقيق وغاز وسكر وزيت وغيرها. لم يكن الطعام وفيرًا، لكنه كان كافيًا لسدّ الرمق.

أما اليوم، فنحن نتضور جوعا. هذه ليست مساعدات إنسانية. بل إهانة علنية، مغطاة بشعارات «الإنقاذ». كل ما تبقى لنا الآن هو الإذلال، والموت البطيء.

إسراء أبو قمر كاتبة فلسطينية مقيمة في غزة

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين عن المساعدات
  • إسبانيا تتقدم بطلب لإستضافة كأس العالم للأندية
  • المجاعة تستعد لعزو اليمن والأمم المتحدة تحذر
  • مقتل العشرات في غزة وحماس تؤكّد على "حق العودة" بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • الأمم المتحدة: خطر المجاعة يهدد ملايين اليمنيين خلال أشهر قليلة
  • تحذيرات أممية من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر المقبلة
  • تحذيرات أممية من ظهور بؤر مجاعة في اليمن.. طالت الملايين
  • نجوع، ثم نُقتل.. لم يعد هناك أمل للفلسطينيين
  • بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع بعد قصف إسرائيلي