"الموت غير كاف كعقوبة للفلسطينيين".. هذا التصريح لأكثر الناس تطرفا وعنصرية وتوحّشا؛ وزير ما يسمّى التراث الإسرائيلي "عمحاي إلياهو" صاحب فكرة ضرب القنبلة النووية على غزّة، ولقد حوّلت حكومته وجيشه هذا التصريح إلى واقع عملي يموت فيه الفلسطينيّ عدة ميتات في ميتة واحدة؛ يرى ولده يموت بين يديه جوعا فتموت روحه ألف مرّة، ويموت جوعا وقهرا ألف مرّة وهو ينتظر المساعدات وقبل أن تصله قنابل الموت فتقضي عليه، ويموت والخذلان يضرب قلبه وعقله وكلّ جنبات روحه.
إنّهم يتفنّنون بضرب الفلسطينيّ بكلّ صنوف الموت وكلّ أشكاله وألوانه، ثم يمرّرون كذبهم وافتراءهم واتهام الضحيّة ويملأون بذلك الفضاء الإعلامي زورا وبهتانا، إنهم كما يقتلون الفلسطينيّ تجويعا وحرمانا يقتلون العالم الغربي المتماهي معهم بقتل قيمه الإنسانية التي يتستّر خلفها.
إنّهم يتفنّنون بضرب الفلسطينيّ بكلّ صنوف الموت وكلّ أشكاله وألوانه، ثم يمرّرون كذبهم وافتراءهم واتهام الضحيّة ويملأون بذلك الفضاء الإعلامي زورا وبهتانا، إنهم كما يقتلون الفلسطينيّ تجويعا وحرمانا يقتلون العالم الغربي المتماهي معهم بقتل قيمه الإنسانية التي يتستّر خلفها
يا قتلة الأطفال والنساء والجياع، كيف تقيمون مستقبلكم على هذا الماضي المشبع بفظائعكم؟ كيف تكتبون تاريخكم الغارق بدمائنا؟ هل سيهدأ لكم بال وأنتم تنظرون إلى صوركم في المرآة؟ صور مرعبة مجرمة سفّاحة لا ترى فيها أثرا لروح إنسانية أو رحمة أو لين أو مشاعر نبيلة، ترى الخسّة والنذالة والأحقاد السوداء ترسم تضاريسها على صفحات قلوبكم ووجوهكم، سيماهم في وجوههم من أثر دماء الأطفال والجوعى والمعذّبين. أين ستهربون مما ارتكبت أيديكم من جرائم الإبادة الجماعية؟ وكيف سينظر العالم لكم، ترفعون راية الضحيّة للنازية وقد ارتكبتم ما ارتكبته النازيّة بكم؟
يا قتلة الجياع، كيف سيعرّف الواحد فيكم نفسه بأنه "إسرائيلي"؟ لقد ارتبطت هذه الكلمة بأفظع الجرائم، أصبح الناس يرون فيها جثث الأطفال الخارجة من تحت البيوت التي دمّرتها مقاتلاتكم البارعة، وقد تحطّمت جماجمهم وتهشّمت عظامهم، ويرون في مسمّاكم هذه الأحياء السكنية المدمّرة والناس الفارّين من تحت الركام، ويرون البلد الذي دمّرتم فيه كل شرايين حياته.. اسمكم ارتبط بالمستشفيات والمساجد والكنائس التي انتهكتم حرماتها وجعلتموها خرابا بعد عمار، لقد ارتبطتم بكلّ أشكال أحط أشكال السلوك البشري، شوّهتم صورتكم إلى يوم القيامة ولن تفلحوا أبدا بإعادتها صورة كبقيّة الدول، بل هي صورة العصابة المجرمة السفّاحة شاخصة للعيان.
يا قتلة الجياع، تستهدفون أناس أنهكهم ألم الجوع، بعد حصار طويل والموت يتربّص بهم كلّ لحظة وحين، أهذه هي أخلاقكم، أهذه أخلاق الجيوش النظاميّة؟ أهذه من أخلاق البشر؟ كيف يسجّلكم التاريخ على صفحاته؟ أهذه هي آثاركم في الحضارة الإنسانيّة؟
يا قتلة الجياع، تستهدفون أناس أنهكهم ألم الجوع، بعد حصار طويل والموت يتربّص بهم كلّ لحظة وحين، أهذه هي أخلاقكم، أهذه أخلاق الجيوش النظاميّة؟ أهذه من أخلاق البشر؟ كيف يسجّلكم التاريخ على صفحاته؟ أهذه هي آثاركم في الحضارة الإنسانيّة؟
يا قتلة الجياع، لم يسبقكم أحد من البشر إلى مثل هذه الجرائم، زرعتم الألم وكل أشكال البؤس والشقاء إلى أجيال قادمة مديدة.. كيف تنسى البشرية ما حفرتموه عميقا في ذاكرتها، ولم تتوقّف جرائمكم عند الضرر المباشر ببني البشر، بل تعدّت لتطال الحجر والتربة والبيئة برمّتها.. قنابلكم من اليورانيوم المنضّب والفسفور الأبيض يقول الخبراء إنها لن تتخلّص منها تربة غزة إلا بعد عدة قرون.. فسادكم طال كلّ شيء وحلّ على بلد فجعله قاعا صفصفا وزرع في كلّ جنباته الشقاء والألم.
يا قتلة الجياع والنساء والأطفال، هذا نذير شؤم لكم ولدوام قوّتكم، الأيام دول ولن تدوم لكم كما أنها لم تدم لمن قبلكم، وكلّما استطال ظلمكم كلما اقترب أجلكم إلى النهاية الحتميّة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي الإبادة الجماعية غزة إسرائيل غزة مجازر مجاعة الإبادة الجماعية مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
السفير الفلسطيني في الدوحة ومنتدى الأطباء يشيدون بجهود قطر في دعم غزة
أشاد السفير الفلسطيني في قطر فايز أبو الرب، ومنتدى الأطباء الفلسطينيين في قطر، بالدعم المستمر والكبير الذي تقدمه دولة قطر للكوادر الفلسطينية في مختلف المجالات، والتي من أبرزها قطاع الصحة والعمل الإنساني.
جاء ذلك في زيارة اليوم الثلاثاء لوفد من منتدى الأطباء الفلسطينيين للسفير أبو الرب في مقر السفارة في الدوحة.
وقال السفير إن قطر مستمرة في جهودها الجبارة في دعم القطاع الصحي، سواء عبر استقبال جرحى حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أو في دعم العمل الطبي والرعاية الصحية في داخل القطاع.
وشدد السفير أبو الرب على الموقف القطري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا على التزام القيادة القطرية الرشيدة بنصرة الشعب الفلسطيني، ومشيدا بدعم قطر للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها الحق في الصحة.
دعم قطر للأطباءوأعرب أعضاء المنتدى عن شكرهم وتقديرهم لدولة قطر ودعمها المستمر للأطباء الفلسطينيين. من صور هذا الدعم كان إتاحة مؤسسة حمد الطبية الفرصة للأطباء الفلسطينيين للمشاركة في برامجها التدريبية التخصصية، حيث تعد مؤسسة حمد الطبية من أبرز المرافق الطبية في المنطقة.
واستعرض وفد منتدى الأطباء الفلسطينيين خلال اللقاء الخطة المستقبلية لعمل المنتدى، والتي تتركز على دعم القطاع الصحي في فلسطين عامة، وقطاع غزة بوجه خاص في مرحلة ما بعد الحرب، من خلال تنظيم ابتعاث وفود طبية من دولة قطر إلى غزة، والمساهمة في تنفيذ مشاريع طبية وخدمية مساندة للقطاع الصحي هناك.
وقدّم السفير عرضًا شاملًا للأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وما يواجهه من تضييقات إسرائيلية على إدخال المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية، مشيدًا بالمبادرات الإنسانية للكوادر الطبية الفلسطينية في قطر، ودورهم الوطني في دعم أبناء شعبهم.
وفي ختام اللقاء، قدّم وفد منتدى أطباء فلسطين في قطر شهادة شكر وتقدير للسفير بو الرب، تقديرًا لجهوده في رعاية وتسهيل اليوم الطبي الثاني الذي نظمه المنتدى خلال شهر مايو الماضي.
دفاع في المحافل الدولية
وفي سبتمبر الماضي قال وزير الصحة العامة القطري منصور بن إبراهيم آل محمود، إن الكارثة الإنسانية في غزة جريمة حرب.
إعلانوجاءت تصريحات الوزير خلال مشاركة قطر في اجتماع مائدة مستديرة وزارية حول "الرعاية الصحية في قطاع غزة" استضافتها المملكة المتحدة، وذلك على هامش أعمال اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد آل محمود أن الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي تمثل جرائم حرب، مشددا على أنه لا يجوز للعالم أن يلتزم الصمت إزاء هذه المأساة.
ودعا إلى تحرك فوري لوقف العدوان وإنقاذ الأرواح، وحماية المنشآت الصحية والعاملين فيها.
كما أشار آل محمود إلى الدور الذي تقوم به دولة قطر، قيادة وشعبا، في التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودولة فلسطين ككل والتزامها بمساعدته.