بعد حريق استديو الأهرام.. 22.3% من الحرائق تحدث بشكل عارض في مصر.. 45 ألف حادث مماثل خلال 2023.. وخبير يوضح إجراءات السلامة لحماية المدنيين عند اندلاع الحرائق
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يتساءل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أسباب اندلاع عدة حرائق متتالية في القاهرة خلال الأسبوع الجاري، وكان أشهرها حريق استديو الأهرام في منطقة الهرم، والذي امتد ليلحق بعدة عمائر سكنية مجاورة له مما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي، فيما لم يسفر الحريق عن حدوث أي حالة وفيات أو إصابات شديدة.
وتُعد حوادث الحرائق العارضة في مصر من الحوادث الشائعة بين حوادث الحرائق على مستوى الجمهورية، حيث كشف آخر تقرير صادر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والصادر فبراير الماضي، أن مصر تعرضت لـ45 ألفا و435 حالة حريق على مستوى الجمهورية، كان منها 10 آلاف و137 حادث بشكل عارض بنسبة 22.
وحسب تقرير جهاز التعبئة العامة والإحصاء، فإن معدل حوادث الحرائق انخفض خلال عام 2023، عن الأعوام السابقة له.
مسببات الحرائقوتأتي أهم مسببات الرئيسية لحدوث الحريق هي النيران الصناعية مثل أعقاب السجائر، أعواد الكبريت، المواد المشتعلة، الشماريخ وغيرهم، وتتعرض المباني السكنية في مقدمة الأماكن التي تحدث بها حرائق بعدد 17 ألفا و804 حادثة بنسبة 39.2%، وتأتي محافظة القاهرة والجيزة في مقدمة محافظات الجمهورية التي تتعرض بكثرة لحوادث الحريق بنسبة 13.2% للقاهرة، و8.6 % لمحافظة الجيزة.
وبلغ أعداد المصابين جراء حوادث الحريق خلال عام 2023، ما يقرب من 812 شخصا، بينما توفى 239 شخصا، بينما كان معدل الإصابات في عام 2022 ما يقرب من 855 شخصا، ومعدل الوفيات 203 أشخاص.
معايير الأمن والسلامة في المنشآتوحول اتباع معايير الأمن والسلامة في المنشآت المصرية، أوضح خبير الأمن والسلامة المهندس احمد سعداوي عضو مجلس نقابة المهندسين، أن قانون العمل المصرى يتميز بأنه مسايرا لروح العصر وشاملا لمعايير السلامة والصحة المهنية وفقا لما جاء به من أحكام السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بالكتاب الخامس من قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 م من المادة رقم 202 الى المادة رقم 231 .
وأضاف “سعداوي“ في تصريحات خاصة لـ ”البوابة نيوز”، أن القانون المصري يُلزم أي منشأة بتوفير كافة طرق وسبل السلامة وتطبيق المواصفات التى من شأنها الحفاظ على الأرواح والممتلكات فى جميع المنشأت فى الدولة سواء كانت منشأة حكومية أو منشأة خاصة بالأفراد، وهوأساس للحصول على ترخيص فتح منشأة سواء كانت خدمية أو تجارية أو صناعية، وعدم الامتثال لمتطلبات الحماية المدنية يعتبر أمر غير قانونى، ويتعرض المخالفين لعواقب قانونية بما فى ذلك فرض غرامات مالية أو إغلاق للمنشأة إلى اخره من العقوبات الآخرى.
معايير هندسيةوشدد عضو نقابة المهندسين، على أن تصميم المنشأة بشكل آمن له دور واضح فى تجنب المخاطر الموجودة فى هذا المبنى أيضا والحفاظ على العاملين داخل المنشأة فى حالة وجود أى كوارث طبيعبة أو حرائق، كما إنه يمكن تصميم المنشأة بشكل يعزز السلامة ويحد من المخاطر مثل توفير مسارات الطوارئ للهروب أيضا مواد البناء التى قد تقاوم الحرائق وتقلل من انتشاره.
مهندس احمد سعداوي خبير الأمن والسلامةوأضاف: أن تقيم المخاطر وإدارتها بإجراء تقييم دورى للمخاطر الموجودة والهدف منها هو تحديد المخاطر وترتيبها على حسب الأولوية ثم بعد ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدراتها بشكل فعّال، علاو ة على تفعيل الإجراءات الوقائية التى تضمن سلامة المعدات وسلامة العاملين عليها، والصيانة الدورية للأجهزة والتي تقلل من خطر الحوادث الكهربائية أو الميكانيكبة، كما يجب عمل صيانة دورية لأجهزة الإنذار والإطفاء والتأكد من سلامتها ومدى فعاليتها لضمان عملها فى وقت الحرائق.
أهم التعليمات الواجبة على المدنيينوحول أهم التعليمات التي يجب أن يتحلى بها المواطنين في حالة اندلاع أي حرائق سواء في العمارات السكنية ، أو الأماكن التجارية، أو أماكن العمل، قال خبير الأمن والسلامة المهندس أحمد سعداوي: إن أولى التعليمات الواجبة هو الحفاظ على الهدوء والتصرف السليم فى حالات الحريق، فهو لا يعد أمرا اختياريا بل يعد هو أمر حيوي للحفاظ على سلامة الشخص أثناء الحادث ويزيد من فرصة نجاته، فلا بد من التصرف بوعى وتفكير استراتيجى مما يساعد على اتخاذ القرار السليم والمناسب فى وقت الحاجة إلى ذلك.
ونصح خبير السلامة المدنيين بإتباع التعليمات الأساسية التالية:
فى حالة شم رائحة دخان أو أى غازات أو فى حالة رؤية أى حريق يتم الاتصال فورا على رقم الطوارئ المحلى للدفاع المدني والإبلاغ عن الحريق.التنبيه على الآخرين بوجود حريق من خلال جهاز الإنذار الآلى أو من خلال قرع جرس الإنذار يدويا فى المنشأة المعرضة للحريق كما يمكن توجيية الآخرين إلى مخارج الهروب.يجب على المدنيين الخروج من المنطقة المتأثرة بالحريق بأمان وبسرعة، عبر استخدام أقرب مخرج طوارئ متاحة وعدم التزاحم.عدم استخدام المصاعد الكهربائية في حالة وقوع حريق، واستخدام السلالم فقط.التوجة إلى نقاط التجمع الآمنة للمدنيين الموجودين فى المنشأة كما أن وجودهم فى ذلك الوقت قد يساعد فى التحقق من وجود أشخاص عالقين داخل المنشأة مما يجعل مساعدتهم من فرق الإطفاء أسرع.الاحتماء فى مكان آمن إذا لم يكن متاح الخروج من المنشأة، مثل البقاء فى غرفة مغلقة توفر حماية من الدخان والحرارة المرتفعة.وشدد "سعداوي"، على أن الهدف الأساسى فى حالات الحرائق هو الحفاظ على سلامة الأفراد، وعليه يجب اتباع التعليمات جيدا مما يسهل من عمل فرق لإطفاء والإنقاذ، حيث يقلل من تعقيدات الموقف ويساعد في توجيه الجهود نحو الأماكن التي تحتاج إلى المساعدة بشكل أكبر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حرائق حريق استديو الاهرام حوادث الحرائق حريق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الأمن والسلامة حوادث الحرائق
إقرأ أيضاً:
نتنياهو في واشنطن للمرة الثالثة خلال 6 أشهر| زيارة حاسمة لوقف نار غزة وسط ضغوط أمريكية.. وخبير يعلق
في مشهد لم يعد غريبًا على الساحة السياسية، حط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحاله مجددًا في العاصمة الأمريكية واشنطن، للقاء الرئيس دونالد ترامب. ما يجعل هذه الزيارة لافتة أنها الثالثة خلال ستة أشهر فقط، وهي مدة قصيرة وفق المقاييس الدبلوماسية، ما يعكس حجم الضغوط والرهانات التي تواجه الطرفين، في وقت تموج فيه المنطقة بتحولات غير مسبوقة، لعلّ أبرزها الحرب في غزة، والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، ومفاوضات التهدئة المتعثرة.
وبينما اختار ترامب أن يبتعد عن المظاهر الرسمية المعتادة ويستضيف نتنياهو على مائدة عشاء خاصة، كان العالم يراقب عن كثب ما ستسفر عنه هذه الزيارة من مخرجات، قد تُحدث اختراقًا في واحدة من أعقد أزمات الشرق الأوسط.
لقاء بعيد عن البروتوكول.. وقريب من الملفات الملتهبةفي البيت الأبيض، وتحديدًا في الجناح الرسمي، جرى لقاء العشاء الذي جمع دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وسط غياب كامل للبيانات الصحفية أو التصريحات الرسمية المصاحبة لمثل هذه اللقاءات. ورغم الطابع "الخاص" للقاء، إلا أن الملفات التي نوقشت كانت في غاية الحساسية، على رأسها الحرب في غزة، ومصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، إلى جانب التطورات الإيرانية.
هذا اللقاء يأتي في وقت تتكثف فيه الوساطات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، بينما أعلن ترامب تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق تهدئة قد يبدأ سريانه خلال أسبوع، مؤكدًا أن الرد الأولي لحماس كان "إيجابيًا".
أجواء الوصول.. هدوء دبلوماسي وصخب سياسينتنياهو وصل مساء الإثنين إلى واشنطن على متن طائرة "جناح صهيون"، دون أي مراسم استقبال أو تصريحات علنية، ما عكس طبيعة الزيارة التي تبدو موجهة لتحقيق نتائج أكثر من استعراض الخطاب السياسي. في المقابل، أفادت مصادر إسرائيلية بأن "المفاوضات مستمرة وهناك تقدم"، رغم إعلان مصادر فلسطينية عن جمود في محادثات الدوحة.
وكان لافتًا وصف الرد الحمساوي بـ"الأضعف من المتوقع"، وهو ما دفع نتنياهو لإرسال وفد جديد للدوحة لمحاولة تذليل العقبات المتبقية، وسط أجواء وُصفت بأنها "إيجابية نسبيًا"، بحسب مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي.
لقاءات تحضيرية ورسائل دبلوماسيةقبل العشاء الرئاسي، أجرى نتنياهو مشاورات مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. مصادر مطلعة أفادت بأن القضايا الجوهرية لا تزال مطروحة على الطاولة، لكن هناك تقدمًا تدريجيًا في تفكيك الخلافات، وسط رغبة أميركية واضحة في التوصل إلى اتفاق قبل أن تشتد سخونة المعركة الانتخابية.
"نوبل للسلام".. من نتنياهو إلى ترامبفي لفتة رمزية، قدّم نتنياهو رسالة رسمية للرئيس ترامب يرشحه فيها لجائزة نوبل للسلام، في خطوة تحمل أكثر من دلالة سياسية، خاصة في سياق التفاهمات الجارية حول غزة. ترامب وصف هذه المبادرة بأنها "مؤثرة"، فيما وصف زيارة نتنياهو بأنها "شرف كبير"، مؤكدًا "نحن نحقق نتائج رائعة سويًا".
غزة.. مفتاح تفاهم سياسي أم تهدئة مؤقتة؟ملف غزة كان في صلب اللقاء، إذ صرح المبعوث ويتكوف بأن المفاوضات باتت "قريبة جدًا من النجاح"، وأن خطة وقف إطلاق النار تحتاج فقط إلى "تعديلات طفيفة". ويبدو أن هناك اتفاقًا مبدئيًا على تهدئة لمدة شهرين قابلة للتمديد، تتضمن وقف العمليات العسكرية، وتبادل الأسرى، وتسهيلات إنسانية.
في المقابل، طرح نتنياهو رؤية إسرائيلية مشروطة لأي تسوية، مؤكدًا أن الفلسطينيين "يجب أن تكون لهم قدرة على الحكم الذاتي، لكن ليس على تهديدنا"، ما يعكس تمسكه بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة.
ترامب وإيران.. تفاؤل حذر بعد التصعيدلم تغب إيران عن أجندة اللقاء، خاصة بعد الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها. ترامب أكد أن واشنطن "لا تسعى للتصعيد"، لكنه أشار إلى تغير واضح في موقف طهران، قائلاً: "أصبحوا أكثر احترامًا لإسرائيل ولنا". في الوقت نفسه، كشف ويتكوف عن لقاء محتمل مع مسؤولين إيرانيين خلال أسبوع، ما قد يفتح نافذة حوار جديدة.
ضغوط أمريكية.. ورسائل غير معلنة
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الزيارة تحمل أبعادًا تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة، معتبرًا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا واضحة على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو وقف العمليات العسكرية. ويؤكد أن الغضب الدولي المتزايد من الكارثة الإنسانية في غزة، إضافة إلى الانتقادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تضع إدارة ترامب في موقع حرج، ما يدفعها لمحاولة تحقيق اختراق سياسي قد يُحسب لها قبل الانتخابات القادمة.
مؤشرات على قرب التفاهمتصريحات ترامب الأخيرة بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أيام، وفق ما يشير إليه السيد، تعكس وجود تقدم فعلي في المفاوضات، خاصة ما يتعلق بملف تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار. وأضاف أن واشنطن تسعى لاستثمار هذا التقدم لتحقيق إنجاز سياسي يعزز من صورتها الدولية، ويمنح الرئيس ترامب ورقة رابحة في معركته الانتخابية.
تعقيدات الميدان واشتراطات إسرائيلرغم التفاؤل الحذر، يلفت اللواء نبيل السيد إلى أن أي اتفاق سيكون مشروطًا بتفاهمات أمنية تضمن لإسرائيل بعض مكاسبها العسكرية، إلى جانب التزامات أمريكية تتعلق بإعادة ترتيب الوضع في قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك مستقبل حركة حماس ودور السلطة الفلسطينية، وتحديد معالم المرحلة المقبلة بوضوح.
تحديات داخلية وخارجيةويحذر السيد من أن الطريق إلى التسوية لا يزال مليئًا بالعقبات، أبرزها الانقسام الحاد داخل الحكومة الإسرائيلية، وصعوبة إقناع الأطراف الفلسطينية بشروط قد تراها مجحفة، إلى جانب البيئة الإقليمية والدولية التي لا تزال تتسم بالتوتر والانقسام حيال ملف غزة.
زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن لا تبدو زيارة عادية، بل تأتي في لحظة مفصلية تعكس اشتباك الملفات الداخلية والخارجية، الإقليمية والدولية. فبين محاولة تهدئة غزة، واسترضاء الداخل الإسرائيلي، والحفاظ على الدعم الأمريكي، يقف نتنياهو في اختبار سياسي معقد.
أما ترامب، فيبدو أنه وجد في نتنياهو حليفًا يمكن المراهنة عليه لتحقيق إنجاز خارجي قد يعيد ترتيب أوراقه الانتخابية. لكن نجاح هذا الرهان يظل رهنًا بتوازنات شديدة الحساسية، وميدان سياسي تتغير معادلاته كل ساعة.