بغداد اليوم- متابعة

وسط تضارب في الروايتين الإيرانية والأمريكية، أكد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف في كتابه الصادر حديثاً، تلقي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إخطاراً إيرانياً بشأن ضرب قاعدة عين الأسد غرب الأنبار رداً على مقتل القائد السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني بغارة مسيّرة أمريكية قرب مطار بغداد مطلع 2020.

ويسرد ظريف في كتابه الجديد "عمق الصبر" ذكرياته، خلال تولي منصب وزير الخارجية، وفق ما أعلن في منشور على منصة "إكس" يوم 13 مارس (آذار) الحالي.

وبعد أقل من 10 أيام على إعلان نشر كتابه، تداولت "شبكات تيلغرام" إيرانية صورة من إحدى صفحات الكتاب، وتتضمن رواية ظريف للحظات الأولى لقصف قاعدة عين الأسد في عمق الأراضي العراقية؛ مقر القوات الأمريكية في محافظة الأنبار غرب العراق. 

وكذلك إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصواريخ دفاعات الحرس الثوري، بعد ساعات من قصف قاعدة عين الأسد؛ ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً غالبيتهم من الإيرانيين الذين يقيمون في كندا.

طريقة حزب الله

ويصف ظريف ما جري في مجلس الأمن القومي الإيراني بعد مقتل سليماني بأنه "التجربة الأكثر مرارة خلال وزارته".

ويتابع: "كان آخر قرار اطلعت عليه بعد اغتيال الجنرال سليماني فجر الجمعة 3 يناير (كانون الثاني)، هو أنه لا عجلة في الانتقام، والطريقة الأكثر تأثيراً هي ما تجري متابعته دوماً من (حزب الله) اللبناني؛ أي فرض الشروط الاستنزافية للتأهب على قوات الطرف الآخر".

وبعد ذلك، يلفت ظريف إلى أنه تلقى اتصالاً من نائبه عباس عراقجي في الساعة الـ4:30 فجر الأربعاء 8 يناير، ليخبره بالهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد. 

وأضاف: "الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي أيقظوا عراقجي من النوم في الساعة الـ3 فجراً وطلبوا منه نقل رسالة عبر السفير السويسري إلى أمريكا، وهو استطاع بشكل لا يصدق العثور على السفير السويسري لكي ينقل رسالة إلى الأمريكيين، رغم أن الأمريكيين علموا بالهجوم من رئيس الوزراء العراقي (الأسبق) عادل عبد المهدي، قبل الرئيس حسن روحاني ووزارة الخارجية".

وتابع ظريف: "على ما يبدو أخبروا عادل عبد المهدي الثلاثاء ليلاً"، مضيفاً: "إبلاغ رئيس الوزراء العراقي كان عملاً صائباً وفي محله، لكن ما يثير تساؤلات: لماذا لم يخبروا الرئيس (روحاني) ووزير الخارجية".

وحينها، نقلت رويترز عن متحدث باسم عبد المهدي أنه تلقى رسالة شفوية من إيران، تقول إن الرد على مقتل سليماني سيبدأ في وقت لاحق، على أن الهجوم سيستهدف أماكن وجود القوات الأمريكية، دون تحديد موقعها.

وفي ختام الصفحة، يشير ظريف إلى أنه كان يعمل مع فريقه على إعداد رسائل لمجلس الأمن والجهات الأخرى بشأن تفسير الهجوم على عين الأسد، قبل أن يعلم بإسقاط الطائرة الأوكرانية في جنوب طهران.

ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ظريف عن عدم اطلاعه على تطورات يوم الثامن من يناير 2020، ففي تسجیل صوتي جری تسریبه في مارس (آذار) 2021، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال ظريف إن المسؤولين علموا بملابسات إسقاط الطائرة الأوكرانية منذ اللحظات الأولى، لكنهم أخفوا ذلك عنه. 

ويقول ظريف في التسجيل الصوتي الذي أثار جدلاً واسعاً إنه شارك في العاشر من يناير 2020 في اجتماع مجلس الأمن القومي، وقال لهم: "الغربيون يقولون إن الطائرة الأوكرانية أسقطت بصاروخ؛ إذا صح ذلك، فقولوا لي لكي أعالج الأمر".

رواية ترامب

يأتي تأكيد ظريف على إطلاع الأمريكيين على هجوم عين الأسد، بعد نحو شهرين من نفي الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ما قاله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، حول تلقي رسالة إيرانية، قبل الهجوم الصاروخي الباليستي على قاعدة عين الأسد.

وقال ترلمب في خطاب خلال حملته الانتخابية إنه تلقى اتصالاً من قبل الإيرانيين، قالوا فيه: "ليس لدينا خيار… يجب أن نضربكم… سنطلق 18 صاروخاً على قاعدة عسكرية".

ونفى علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، والأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي، أي اتصالات إيرانية – أمريكية قبل الهجوم على القاعدة العراقية.

وقال شمخاني في 5 فبراير (شباط) الماضي إن "اتصال إيران مع أمريكا قبل الهجوم الصاروخي على (عين الأسد) محض أكاذيب". 

وأضاف: من الأحرى أن يجيب ترمب عن سؤال حول سبب حياته شبه السرية، والحماية الخاصة له ولبومبيو وبولتون والعسكريين المتورطين في (قتل) سليماني، بدلاً من إطلاق الأكاذيب الانتخابية".

وكان شمخاني يشير ضمناً إلى تمسك طهران بمواصلة خطط الانتقام لسليماني؛ من كبار المسؤولين في إدارة ترامب، على رأسهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمبعوث الخاص إلى إيران في إدارة ترامب؛ برايان هوك.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: قاعدة عین الأسد الأمن القومی لمجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

بتهمة الكذب على الكونغرس.. مدير "إف بي آي" السابق يمثل أمام المحكمة

يمثل المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي الذي يعد من أبرز منتقدي الرئيس دونالد ترامب، أول مرة الأربعاء أمام المحكمة حيث يواجه اتهامات بالإدلاء بشهادات كاذبة وعرقلة إجراء في الكونغرس.
ومن المقرر أن تنعقد جلسة الاستماع لكومي التي يتوقع أن يدفع خلالها ببراءته عند الساعة العاشرة صباحا (14,00 ت غ) في محكمة فدرالية في ألكسندريا بفيرجينيا أمام القاضي مايكل ناكمانوف.
أخبار متعلقة إصابة أربعة أشخاص إثر إطلاق نار في بروكسلروسيا: الزخم الناتج عن لقاء بوتين وترامب للوصول إلى سلام "تبدد"وجرى توجيه تهمتين جنائيتين إلى كومي، البالغ من العمر 64 عاما، الشهر الماضي في تصعيد لحملة ترامب ضد خصومه السياسيين.الكذب على الكونغرسويواجه كومي الذي عيّنه الرئيس السابق باراك أوباما مديرا لـ"إف بي آي" عام 2013، تهمتي الكذب على الكونغرس وعرقلة إجراء في الكونغرس على صلة بشاهدة أدلى بها تحت القسم أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في 2020.
وهو متهم بالإعلان كذبا بأنه لم يأذن لموظف في "إف بي آي" بأن يكون مصدرا مجهولا للتقارير الإعلامية. ويواجه عقوبة بالسجن لمدة أقصاها خمس سنوات حال إدانته.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جيمس كومي ودونالد ترامب - وكالات
أقال الرئيس كومي في 2017 في ظل تحقيق بشأن ما إذا كان أعضاء في فريق حملة ترامب للانتخابات الرئاسية تعاونوا مع موسكو من أجل إيصاله إلى السلطة في اقتراع 2016.المدعي العام الأميركيوجاءت الاتهامات بعد أيام على حضّ ترامب وزيرة العدل بام بوندي علنا على التحرّك ضد كومي وغيره ممن يعتبرهم أعداء وخصوما سياسيين.
وأشاد ترامب، بتوجيه الاتهامات لكومي الذي وصفه بأنه "من أسوأ الأشخاص الذين واجهتهم البلاد على الإطلاق".
وجاءت الاتهامات لكومي عقب استقالة المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية في ولاية فيرجينيا إريك سيبرت بعدما ذكرت تقارير بأنه أفاد كبار المسؤولين في وزارة العدل بعدم وجود أدلة كافية لتوجيه اتهامات لكومي.

مقالات مشابهة

  • مدير إف بي آي السابق يدفع ببراءته في محاكمة يحركها ترامب
  • دمار وقتلى بقصف روسي أوكراني متبادل وتبدد زخم جهود ترامب للسلام
  • نيجيرفان بارزاني: التغيير في العراق يأتي عبر الانتخابات وأكبر مشاكله الازدحام لا الأمن
  • بتهمة الكذب على الكونغرس.. مدير "إف بي آي" السابق يمثل أمام المحكمة
  • حماس تسلم الوسطاء قائمة الأسرى المطالب بالإفراج عنهم
  • تضارب في سبب انسحاب برشلونة من مواجهة إنتر في ليبيا
  • تضارب المصالح مشكلة إنسانية
  • دبلوماسي روسي: وزير الخارجية الأفغاني أكد لموسكو رفض بلاده تأسيس أي قاعدة عسكرية أجنبية داخل بلاده
  • الحكيم من أربيل: التدخلات الخارجية في العراق تراجعت بشكل ملحوظ
  • وزير الخارجية: واشنطن لم تدر ظهرها للعراق