الجزائر تعلن تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
سرايا - أعلنت الرئاسة الجزائرية أمس الخميس أن الرئيس عبد المجيد تبون قرر إجراء انتخابات الرئاسة في السابع من سبتمبر/أيلول القادم، وهو ما يعني تقديمها بـ3 أشهر عن موعدها المقرر في ديسمبر/كانون الأول.
وجاء هذا الإعلان في بيان للرئاسة الجزائرية عقب اجتماع ترأسه تبون لدراسة التحضيرات للانتخابات الرئاسية وحضره رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) إبراهيم بوغالي، ورئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج، ورئيس الوزراء نذير العرباوي.
كما حضر الاجتماع رئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير ديوان الرئاسة بوعلام بوعلام، ووزير الداخلية إبراهيم مراد، ورئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ميلود شرفي.
ووفق البيان، فقد "تقرّر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة حُدّد تاريخُها بيوم السبت السابع من سبتمبر/أيلول 2024، على أن يتم استدعاء الهيئة الناخبة (تحديث قوائم الناخبين استعدادا للاقتراع) يوم الثامن من يونيو/حزيران 2024".
ولم تذكر الرئاسة الجزائرية دوافع تقديم موعد الانتخابات الرئاسية.
وانتخب تبون رئيسا للجزائر في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، لولاية رئاسية مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة بحسب نص الدستور، لكنه لم يعلن بعد ترشحه رسميا.
إقرأ أيضاً : حكومة الدبيبة تلوّح باستخدام القوة للسيطرة على معبر رأس جديرإقرأ أيضاً : أول قرار للحكومة المصرية بعد رفع أسعار الوقودإقرأ أيضاً : غوتيريش يحذر من "ازدواجية المعايير" بملفي أوكرانيا وغزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
أيها المرشح المحتمل للبرلمان: لحظة من فضلك
قبل أن تتخذ قرار الترشح، وقبل أن توزع صورك وابتساماتك في الشوارع، وقبل أن تجهّز اليافطات والشعارات، خذ لحظة من الصمت.. .
لحظة صادقة تسأل فيها نفسك: هل أنا جدير بتحمل مسؤولية وطن؟ هل أنا أستحق أن أكون نائبًا في برلمان مصر؟
إن قرار الترشح للبرلمان ليس شأنًا شخصيًا، ولا بابًا للوجاهة أو الثراء أو النفوذ، بل هو قرار وطني تتعلق به مصائر، وتُبنى عليه آمال، وقد يترتب عليه مستقبل أمة بأكملها.
أيها المرشح المحتمل…
إذا كنت تعتقد أن مقعد البرلمان سيمنحك فرصة لتسليط الضوء على اسمك أو تلميع صورتك، فأنت ترتكب خطيئة في حق وطنك، وتخون الأمانة قبل أن تُمنحها.
وإذا كنت تعتقد أن أموالك كفيلة بحجز المقعد مسبقًا، فأنت تعلن ضمنيًا أنك ستسترد أضعاف ما أنفقته من خلال طرق ملتوية، على حساب الوطن والمواطن.
وإذا كنت تخطط لاستخدام الدين كوسيلة لخداع البسطاء، فأنت لا تمثل الإيمان، بل تستغله، ولا تخدم الناس، بل توهمهم، وهذا قمة النصب السياسي.
وإذا كانت عصبيتك القبلية أو وجاهتك الاجتماعية هي سلاحك في السباق، فأنت بعيد كل البعد عن الدولة المدنية التي نطمح إليها، وعن وعي اللحظة الوطنية التي نعيشها.
وأنا هنا أثمّن ما اتخذته مؤسسات الدولة المعنية من خطوات جادة لتنظيم العملية الانتخابية وإحكام الرقابة على مساراتها.
ولأكون صريحًا، لو كان الأمر بيدي، لجعلت اختيار كل المرشحين يتم من خلال الأجهزة الوطنية المعنية وحدها، لا عن طريق التصويت العام.
فالمواطن - في ظل هذه المرحلة الدقيقة - ما زال تحكمه معايير نمطية، وأدوات متهالكة، قائمة على الدين والمال والانتماء القبلي، دون أن يلتفت إلى أصحاب الفكر والرؤية والثقافة.
وهنا تكمن خطورة ترك حرية الاختيار الكاملة لمجتمع لم يُشفَ بعد من أمراض الوعي السياسي، في توقيت تمر فيه مصر بتحديات مصيرية.
ومن الصدق أن نقول إن تكوين البرلمان الحالي كان سببًا رئيسيًا وحيويًا في تعقيد الملفات الكبرى التي تواجهها الدولة، سواء في الاقتصاد أو التعليم أو الصحة أو الثقافة أو العدالة الاجتماعية.
فقد افتقدت عملية التكوين إلى التنوع والتنسيق، ولم تراعِ ضرورة اختيار من يمتلكون الرؤية الحقيقية والفهم العميق للتعامل مع هذه الملفات المصيرية.
وهنا تبرز أهمية أن يمتلك النائب وعيًا استراتيجيًا يرتبط ديناميكيًا بواقع دائرته.
فالبرلماني الحقيقي ليس مجرد ناقل لمطالب الناس، بل مفكر وقائد رأي، قادر على فهم خريطة الموارد والفرص داخل دائرته، من ثروات طبيعية، أو موقع لوجستي، أو فرص استثمارية، أو طاقات بشرية كامنة.
هو نائب يتعامل مع دائرته كملف تنموي، يبحث عن فرص حقيقية للنهوض بها، ويملك من المهارات والمرونة ما يجعله قادرًا على بناء وصلات قوية بين دائرته وصنّاع القرار في الدولة، لا أن يكتفي بالمطالبة أو الصراخ أو الشكوى.
النائب الناجح هو من يصنع من تمثيله السياسي رافعة تنموية، تستثمر الموقع والصوت والسلطة في خدمة الناس، لا في خدمتهم بالشعارات فقط.
وأتمنى أن يكون تكوين البرلمان القادم - بغرفتيه الشورى والنواب - من رجال يمتلكون الوعي، والرؤية، والقدرة على تفكيك طلاسم كثير من الأزمات التي تدور داخل دائرة ضيقة، وتكاد تختنق بها الدولة والمجتمع معًا.
البرلمان ليس مضافة اجتماعية، ولا صالة مجاملات، بل مؤسسة تشريعية تراقب وتُحاسب وتُشرّع.
البرلماني الحقيقي ليس من يملأ الشاشة صخبًا، بل من يملأ ملفات الوطن فهمًا ووعيًا وحلولًا.
نحتاج إلى نائب يرى أبعد من صندوق الانتخابات، ويفكر أعمق من مصالحه الضيقة، ويستشعر ألم المواطن لا جيب المستثمر، ويخدم الوطن لا فصيلًا أو جماعة أو عائلة.
إن البرلمان اليوم في حاجة إلى رجال دولة، لا رجال دعاية.
إلى ضمائر حيّة، لا أصوات مرتفعة.
إلى وعي عميق، لا شعارات مكررة.
فهل تملك هذه المؤهلات؟
هل تجرؤ على أن تكون نائبًا للوطن، لا نائبًا لنفسك؟
إن لم تكن مستعدًا لذلك، فالرجاء: لا تترشح.
فالوطن تعب.. .والمواطن أرهقته الخيبات.