جيروزاليم بوست: المكاسب التي حققها الجيش في غزة قد تتحول لخسائر استراتيجية
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
ذكر تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، "أن المكاسب التكتيكية التي حققها الجيش الإسرائيلي في غزة يمكن أن تتحول إلى خسائر استراتيجية وهذا هو السبب
إذا استمرت الصواريخ في السقوط وواصلت حماس حشدها".
وتساءلت الصحيفة، "متى ستكون النقطة التي سيقرر فيها الجمهور العام أن النصر المطلق غير قابل للتحقيق؟".
وأضافت، "أن إسرائيل حققت بعض الانتصارات التكتيكية المثيرة للإعجاب والتي يمكن أن تتحول إلى انتصارات استراتيجية.
وبينت، "أن الجيش الإسرائيلي حقق السيطرة العملياتية على شمال غزة بحلول أوائل كانون الثاني/يناير، وعلى جنوب ووسط غزة باستثناء رفح وقسم صغير في وسط غزة بحلول شباط/فبراير، وفي العلن كانت هذه انتصارات".
وتابعت، " حتى قبل ذلك، بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، كان الجيش الإسرائيلي قد استولى على الأجزاء الأساسية من مدينة غزة، بما في ذلك مراكز قيادة حماس الرئيسية في مستشفى الشفاء ومقرها العسكري الرئيسي"، وفق زعم الصحيفة.
وبحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر، كان هناك انخفاض حاد في إطلاق الصواريخ، مع اقتحام الجيش الإسرائيلي جنوب ووسط غزة.
ومنذ منتصف كانون الثاني/يناير، كان إطلاق الصواريخ متقطعاً، مع عدم إطلاق أي صواريخ على الإطلاق على مدى أيام طويلة، لكن الصواريخ استؤنفت إلى حد ما في الأيام الأخيرة.
وذكرت، أن حوالي نصف سكان الحدود الجنوبية استمعوا لتشجيع الجيش الإسرائيلي والحكومة بالعودة إلى منازلهم ولكن لماذا؟ إطلاق الصواريخ مستمر بين الحين والآخر، حتى بعد الغزو الذي يفترض أن يمنحهم بعض الهدوء؟ هل يظن الناس أن البقية سيعودون إلى الجنوب عندما يسمعون الخوف والإحباط من جيرانهم الذين سبقوهم؟".
وزعمت الصحيفة، "أن الجيش الإسرائيلي اضطر هذا الأسبوع إلى تنفيذ عملية ثانية في الشفاء، مما أسفر عن مقتل 90 إرهابيا من حماس واعتقال 160 مشتبها بهم تم إرسالهم لمزيد من الاستجواب".
"على الرغم من قول الجيش الإسرائيلي إنه في كل مرة تتمكن فيها حماس من إطلاق الصواريخ، يتم القضاء على الخلية المعنية، وفي كل مرة تعيد حماس تشكيل نفسها، كما هو الحال في الشفاء، يعود الجيش الإسرائيلي لسحقها، هل يمكن أن نسمي هذا تقدما استراتيجيا؟" وفقا للصحيفة.
وتابعت، "إذا كانت عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة والشفاء هي المحاولات الأخيرة الحقيقية التي تبذلها حماس لاستعادة مكانتها، وإذا كان تهديدها سوف يبدأ في الانهيار في وقت قريب، فهذا يعني أن تحولاً استراتيجياً حقيقياً قد بدأ".
وأردفت، "إذا لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاق الصواريخ بشكل دائم، وإذا عادت حماس إلى الشفاء مرة ثالثة، حتى لو بعد عدة أشهر من الآن، أو تمكنت من إطلاق النار مرة أخرى وإعادة بناء قواتها لتصل إلى 100 إلى 200 مقاتل، فإن الرسالة سوف تكون: السيطرة العملياتية لا تمنع إطلاق الصواريخ ولا تمنع حماس من البقاء كقوة مهيمنة في غزة".
وبينت، "سوف يظل جيش الدفاع الإسرائيلي أقوى من حماس في أي قتال مباشر ومباشر، ولكن إلى متى سوف يمر قبل أن يتعب العالم والمجتمع الإسرائيلي من حرب أبدية جديدة تترتب عليها مثل هذه الخسائر الباهظة الثمن؟".
واستدركت، "إذا تابعنا تصريحات الحكومة وكبار ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن "الحرب الرئيسية" كانت ستنتهي في منتصف يناير/كانون الثاني، وكان من المفترض أن يتم التمرد منخفض الحدة في وقت ما بين منتصف أبريل/نيسان ومنتصف سبتمبر/أيلول".
لمن يجب على إسرائيل تسليم غزة بعد الحرب؟
تقول الصحيفة، "إذا استمرت الصواريخ في السقوط واستمرت حماس في الحشد، وإذا لم يكن لدى إسرائيل حتى الآن خطة بشأن الجهة التي ستسلم غزة إليها، فما هي النقطة التي سيقرر فيها عامة الناس أن النصر المطلق، يمكن تحقيقه".
"تتعقد هذه المناقشة بسبب صفقة الرهائن المحتملة لمدة 40 إلى 45 يومًا، إلى جانب وقف مؤقت لإطلاق النار وهذا يعني عدم إطلاق الصواريخ لمدة ستة أسابيع تقريبا، ولكن لا توجد مؤشرات على أن حماس مستعدة للتخلي عن حكمها"، بحسب التقرير.
وأوضحت، لا توجد دلائل تشير إلى أن حماس مستعدة للتخلي عن حكمها في غزة.
وتساءلت، "هل يعني هذا أنه إذا لم توافق إسرائيل على شروط حماس في نهاية الهدنة المؤقتة، فبالرغم من "السيطرة العملياتية" للجيش الإسرائيلي، فإن إسرائيل سوف تتلقى ارتفاعا حادا في إطلاق الصواريخ إذا انهار الاتفاق؟".
ومضت بالأسئلة، "ألن تتمكن حماس من الاستمرار في إطلاق الصواريخ لفترة أطول، أو لن تتمكن من خوض المزيد من المعارك بعد أن يكون أمامها 40-45 يومًا للتعافي؟".
وختمت أسئلة التقرير، "لماذا يفكر أي طرف ثالث بجدية في دخول غزة لمحاولة إدارتها بشكل أكثر سلمية، عندما يعلمون أن حماس لم تتم إزالتها وأنها اغتالت رؤساء العشائر المحلية في غزة الذين قد يتجرأون على التحدث مع إسرائيل؟".
وذكرت، "ليس هناك شك في بعض الإنجازات الإسرائيلية: حماس لن تكون قادرة على غزو إسرائيل مرة أخرى لفترة من الوقت؛ كما أنها لن تكون قادرة على التهديد بإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على إسرائيل في المستقبل المنظور".
وأوضحت، "لا يوجد إنهاء إطلاق الصواريخ بشكل كامل خلال فترة زمنية معقولة، ولا خلق اتجاه وزخم لا تستطيع فيه حماس إعادة تشكيل قوات كبيرة بسرعة وتقتصر على خلايا صغيرة غير منسقة من الإرهابيين".
كما يصعب، إنشاء طرف ثالث ينجح في الحلول محل حماس في مجالات توزيع الغذاء، والقانون الداخلي والنظام، وإعادة بناء المجتمع في غزة (بما في ذلك استئصال زعامة حماس)، ومن المؤسف أن إسرائيل قد تظل قادرة على انتزاع الهزيمة من فكي النصر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة حماس المعارك حماس غزة الاحتلال المقاومة المعارك صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی إطلاق الصواریخ حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل تغير المواجهات بين إيران والاحتلال استراتيجية الجيش المصري؟
دفع اندلاع العديد من المواجهات العسكرية في إقليم الشرق الأوسط، وبؤر التوتر والصراع العالمي الأخرى، مراقبين وخبراء لإعلان مخاوفهم من التأثير السلبي لانشغال الجيش المصري بأعماله الاقتصادية، وخاصة سلاح الجو، الذي أظهر تفوقًا في بلدان عديدة على الأسلحة التقليدية في المعارك الإقليمية الجارية التي انتهت مؤخرًا.
وجه الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، بدعم أمريكي، هجومًا جويًا على إيران بعشرات المقاتلات، وقصفت منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. مساء اليوم نفسه، ردت إيران بسلسلة ضربات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، خلال 7 موجات، خلفت قتلى وجرحى، وأضرارًا مادية كبيرة طالت مباني ومركبات. والسبت، أطلقت طهران صواريخ باليستية من طراز "حاج قاسم" بمدى يفوق 1400 كم باتجاه تل أبيب، في استخدام هو الأول لهذه الصواريخ، ما يشكل رسالة واضحة لتغيير قواعد الاشتباك التقليدية.
"أخطر أدوات الحرب"
قال خبراء عسكريون وصحفيون مصريون إن "المواجهات الجارية كشفت أن سلاح الطيران أصبح أخطر أدوات الحرب، ومفتاح الحسم فيها، وأنه أحدث فارقًا في المواجهات العسكرية الإسرائيلية الإيرانية، وفيما نفذه سلاح الجو الإسرائيلي من عمليات على قطاع غزة".
وأشاروا في ذات السياق إلى دور "سلاح الجو في انتصار باكستان على الهند، وفي استعادة الجيش السوداني بعضًا من مواقعه، وسيطرة قوات الدعم السريع على بعض المناطق، وصمود أوكرانيا أمام القوة التقليدية الروسية، وكذلك في الصراع الأذربيجاني الأرميني الأخير".
منذ اندلاع حرب الإبادة الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وحتى أكتوبر 2024، نفذ جيش الاحتلال 40 ألف غارة جوية على القطاع، مخلفًا دمارًا شاملًا للبنية الأساسية ونحو 200 ألف قتيل وجريح ومفقود.
ووفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية، أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ باليستي وأكثر من 170 مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب حتى ديسمبر 2024، بالرغم من المسافة التي تزيد عن 1600 كيلومتر، مما سبب حالة من الفزع للإسرائيليين.
"معارك محسومة"
في المواجهة العسكرية الهندية الباكستانية في مايو الماضي، والتي شاركت فيها 125 مقاتلة، أسقطت إسلام أباد، مستخدمة المقاتلات الصينية (J-10C)، خمس طائرات هندية، بينها 3 رافال فرنسية الصنع. شكل التفوق الجوي الباكستاني صدمة دولية لصناع السلاح في أوروبا وأمريكا، فيما توقع خبراء مرحلة جديدة من سباق تطوير سلاح الجو.
في الحرب الجارية منذ 15نيسان/ أبريل 2023، نجح الجيش السوداني في مارس الماضي في طرد قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا من العاصمة الخرطوم، بفعل سلاح الجو لديه، لتشن قوات الدعم السريع سلسلة هجمات بطائرات مسيرة صينية الصنع، مستهدفة الخرطوم وبورتسودان وكوستي ومروي.
في تشرين أول/ أكتوبر 2020، قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الحرب الإلكترونية واستخدام الطائرات من دون طيار مكّنا أذربيجان من التفوق على القوات الأرمينية في إقليم "ناغورني قره باغ"، مشيرة إلى دور الطائرات التركية المسيرة والإسرائيلية.
وفي قراءتها لحرب روسيا وأوكرانيا الجارية منذ 24 شباط/ فبراير 2022، تقول "Air & Space Forces Magazine" إن فشل القوات الجوية الروسية في تحقيق التفوق الجوي منذ البداية حرم موسكو من تحقيق نصر حاسم، مشيرة إلى صعوبة تحقيق التفوق الجوي في ظل نقص الموارد والقدرات.
"مخاوف ومطالبات"
في المقابل، أعرب مراقبون، بينهم الصحفي جمال سلطان، عن مخاوفهم من "وضع متردٍ لسلاح الجو المصري، خاصة مع تحوله عبر (جهاز مستقبل مصر) منذ عام 2022، لأعمال الاقتصاد من الزراعة والاستصلاح الزراعي، وصيد الأسماك، والصناعة، وتطهير البحيرات، والاستيراد والتصدير، والبناء والتشييد، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية".
وطرح ضابط الجيش المصري السابق الدكتور محمد محيي الدين تساؤلات من قبيل: "هل يمكن لسلاح الطيران المصري الهجوم بمئات الطائرات متنوعة الطرازات على أهداف لإسرائيل كما فعلت إيران؟ وهل يمكن للقوات الجوية والدفاعات الجوية صد هجوم بمئات الطائرات من العدو؟".
وأكد أن مصر هي الهدف الأول والأخير لإسرائيل، داعيًا إلى "وجوب التفرغ الكامل للقوات المصرية لواجباتها الوطنية"، و"التركيز على حمل السلاح وتسليم المشروعات القومية التي تعمل عليها أسلحة الجيش للجهات المدنية المسؤولة".
وأشار مصريون إلى قول آخر "وزير حربية" مصري قبل تحويلها لـ"وزارة الدفاع"، المشير محمد عبد الغني الجمسي (1921- 2003): "الرجل العسكري لا يصلح للعمل السياسي قط، وسبب هزيمتنا عام 1967 اشتغال وانشغال رجال الجيش بألاعيب ميدان السياسة؛ فلم يجدوا ما يقدموه بميدان المعركة".
أهم صفقات سلاح الجو المصري
في السنوات الأخيرة، عقدت القوات الجوية المصرية صفقات أسلحة ضخمة ومتنوعة من مصادر متعددة وبقيم مالية كبيرة، نرصد أهمها:
عام 2015، وقعت مصر عقدًا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" (16 رافال EM ذات مقعد واحد و 8 رافال DM ذات مقعدين) بـ5 مليارات يورو، تم تسليم الدفعات الأولى في 2015 و2016.
وفي 2021، وقعت مصر عقدًا إضافيًا لشراء 30 طائرة رافال أخرى بقيمة 3.75 مليار يورو، ما جعلها أكبر مشترٍ للرافال بإجمالي 54 طائرة مزودة بصواريخ "SCALP-EG" و"AM39 Exocet" المضادة للسفن.
وبالتوازي مع شراء الرافال من فرنسا، توجهت مصر في 2015 لشراء 46 مقاتلة من طراز "ميج-29 إم/إم2" (MiG-35) بـ2 مليار دولار، لتقرر القاهرة في نفس العام شراء 46 مروحية هجومية من طراز "كا-52" (التمساح) الروسية.
بعد الإعلان في 2019 عن تعاقد الجيش المصري لشراء 24 مقاتلة "Su-35" الروسية، واجهت الصفقة عراقيل أمريكية وتهديدات لمصر بفرض عقوبات عبر (قانون CAATSA).
ومن السلاح الجوي الأمريكي، استلمت مصر عامي 2014 و2015 دفعات من طائرات "F-16"، ليضم سلاح الجو المصري 220 طائرة منها بمختلف الطرازات. وافقت واشنطن في 2022 على بيع 12 مروحية نقل ثقيلة من طراز "CH-47F Chinook" لمصر بـ2.6 مليار دولار.
في أيلول/ سبتمبر 2024، طلبت مصر شراء طائرتي نقل من طراز "C-130J-30 Super Hercules"، لتعلن واشنطن في ديسمبر 2024 قبولها بيع صواريخ "هيلفاير" ومقذوفات موجهة عيار 70 مم بـ700 مليون دولار لمروحيات الأباتشي المصرية.
آخر الصفقات الأمريكية أُعلن عنها في فبراير 2025، ببيع أنظمة رادار "AN/TPS-78" طويلة المدى بقيمة 304 ملايين دولار لتعزيز قدرات الدفاع الجوي.
وفي توجه نحو التسليح الصيني، أشارت تقارير إثر التدريب الجوي "نسور الحضارة 2025" مع الصين في مايو الماضي، إلى اهتمام مصر بشراء مقاتلات صينية مثل "J-35"، و"J-17"، و"J-10".
تسليح القوات الجوية المصرية
تشير تقارير المواقع العسكرية المتخصصة إلى أنه في تسليح الطائرات والمقاتلات متعددة المهام والاعتراضية، تعد "داسو رافال" الفرنسية العمود الفقري للقوات الجوية المصرية بنحو 24 طائرة، وهناك 30 طائرة إضافية قيد التسليم.
أثار إسقاط باكستان ثلاث مقاتلات هندية من طراز "رافال" الفرنسية المخاوف من كفاءة 54 مقاتلة من ذات الطراز اشترتها مصر من باريس بقيمة 5 مليارات يورو، في حين تعتبر مصر وقطر والهند أبرز مشغلي المقاتلات الفرنسية.
في 7 شباط/ فبراير 2019، نشر موقع "ميديا بارت" الفرنسي تقريرًا يقول إن "رافال الموردة إلى القوات المسلحة المصرية تعاني مشكلات تقنية عدة جعلتها تفقد قدراتها القتالية".
وإلى جانب الرافال، يضم سلاح الجو المصري 168 طائرة "إف-16 فايتينغ فالكون" بطرازاتها المختلفة، إلى جانب 46 طائرة "ميج-29 إم/إم2" الروسية متعددة المهام، و"ميراج 2000" و"ميراج 5" الفرنسية الأقدم خدمة بالقوات الجوية المصرية.
وفي طائرات الهجوم الأرضي، تمتلك القوات الجوية المصرية "إيه إم بي-314 توكانو"، و"ألفا جت"، ومروحيات الهجوم "إيه إتش-64 أباتشي" الأمريكية، و"كا-52 التمساح" الروسية، و"ميل مي-24" السوفيتية الأقدم.
وفي طائرات النقل العسكري، يمتلك سلاح الجو المصري طائرات "سي-130 هيركوليز"، و"إليوشن إيل"، و"أنتونوف أن-74"، و"كازا سي-295"، و"بوينغ سي إتش-47 شينوك".
لمن التفوق الجوي؟
وفق تصنيف موقع "Global Firepower" السنوي لأقوى جيوش العالم 2025، حل الجيش الإسرائيلي في المرتبة الـ15 عالميًا، بينما تراجع الجيش المصري من تلك المرتبة العام الماضي 4 درجات، مسجلًا الـ19 عالميًا، فيما تُعتبر القوات الجوية المصرية والإسرائيلية من الأقوى في الشرق الأوسط.
تؤكد التقارير أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتمد على أسلحة أمريكية وأخرى تصنيع محلي متطورة، حيث يمتلك صواريخ جو-جو "إيه آي إم-120 أمرام"، و"إيه آي إم-9 سايدويندر"، و"بايثون" الإسرائيلية.
وصواريخ جو-أرض، "إيه جي إم-65 مافريك"، و"بوباي" الإسرائيلي، وقنابل "SPICE" الإسرائيلية، و"JDAM" الأمريكية، و"جي بي يو-39"، وصاروخ "دليلة"، و"كروز تكتيكي" الإسرائيلي بمدى 250 كم.
تعتمد القوات الجوية المصرية على صواريخ أمريكية، وفرنسية، وروسية، منها صواريخ (جو-جو)، "إيه آي إم-9 سايدويندر"، و"إيه آي إم-7 سبارو"، و"إيه آي إم-120 أمرام"، و"إم بي دي إيه ميكا" (على الرافال)، و"R-73"، و"R-77" (على الميج-29).
وصواريخ (جو-أرض) و(جو-بحر)، "إيه جي إم-65 مافريك"، و"إيه جي إم-114 هيلفاير"، و"MBDA SCALP-EG" (على الرافال، صاروخ كروز شبحي)، و"M39 إكزوست" (مضاد للسفن على الرافال)، و"Kh-31" (مضاد للرادار ومضاد للسفن على الميج-29)، وقنابل موجهة "AASM Hammer" (على الرافال).
وتمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي يعتمد على التكنولوجيا الأمريكية والإسرائيلية، ومنه "السهم"، لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى (Arrow-2 و Arrow-3). و(مقلاع داود)، لاعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز، بجانب (القبة الحديدية)، لاعتراض صواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية، مع (الشعاع الحديدي) نظام الليزر الدفاعي، وكذلك "باتريوت" الأمريكي لاعتراض الصواريخ والطائرات.
أما مصر، فتمتلك شبكة دفاع جوي تعتمد على أنظمة روسية وأمريكية وأوروبية، ومنها "إس-300 في إم" الروسي لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية (بعيد المدى)، بجانب نظام "بوك" الروسي متوسط المدى، و"تور إم2" الروسي قصير المدى، و"بانستير-إس1" الروسي، و"باتريوت" الأمريكي، و"آيرس-تي إس إل إم" الألماني.
وتشير التقارير إلى التفوق التكنولوجي النوعي الإسرائيلي، خاصة طائرات "F-35I" الشبحية، وقدرات متقدمة في مجال الحرب الإلكترونية، والتشويش، والتحكم والقيادة، والدمج الشبكي بين المنصات. فيما قامت بتطوير طائراتها الأمريكية "F-15I" و"F-16I" و"F-35I"، ما يمنحها تفوقًا تقنيًا على الطرازات الأخرى.
في المقابل، تمتلك القوات الجوية المصرية أسطولًا أكبر من حيث عدد الطائرات الإجمالي، وخاصة "F-16"، و"الرافال"، و"الميج-29"، التي منحت سلاح الجو المصري القدرة على حمل أسلحة متقدمة (مثل صواريخ SCALP-EG).
وبهذا يتميز سلاح الجو الإسرائيلي بالتفوق النوعي والتكنولوجي، بينما القوات الجوية المصرية تتميز بحجمها وتنوع أسطولها، وامتلاكها قوة ردع كبيرة وقدرة على الدفاع عن مجالها الجوي.
"جرس إنذار لمصر"
وفي حديثه لـ"عربي21"، أجاب الباحث المصري والمتخصص في تحليل البيانات حسام عبد الكريم، على السؤال: "هل تمثل المواجهات العسكرية الإسرائيلية الإيرانية فرصة لمراجعة الجيش المصري خططه الاقتصادية واستعادة عقيدته العسكرية؟".
وقال: "حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لدولة الاحتلال في المنطقة، وعمدت في سياق ذلك إلى فرض قيود على استخدام المقاتلات الأمريكية من طراز (إف-16) التي بدأ تسليمها للجيش المصري أوائل تسعينيات القرن الماضي، بداية من تقييد المدى المرئي وبيانات تحديد المواقع، وحتى تقييد نوعية الصواريخ المحمولة".
وأوضح أن "شكل المقاتلات الأمريكية يمثل 48 بالمئة من عدد مقاتلات سلاح الجو المصري، 90 بالمئة منها لم يتم تحديثها منذ عقود، وتصنف حاليًا ضمن الأقدم والأكثر محدودية من حيث القدرات القتالية والإمكانات التقنية بين نظيراتها في العالم".
ويعتقد الباحث المصري أن "هذا التقييد نتج عنه أن أصبحت هذه المقاتلات غير قادرة -أو قادرة بصعوبة بالغة- على الاشتباك الجوي أو تنفيذ عمليات الإقفال على الهدف مع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي الأكثر تقدمًا".
ولفت أيضًا إلى أن "المدى الأقصى الفعال لصواريخ المقاتلات المصرية من تلك الطرازات القديمة ما بين 50 إلى 80 كم، في المقابل المدى الفعال لصواريخ مقاتلات الجو الإسرائيلية يصل إلى 200 كم".
ولتقريب الصورة، أوضح عبد الكريم أن "المقاتلات الإسرائيلية يمكنها قصف قواتنا المسلحة المتواجدة في المنطقة (أ) شرق قناة السويس، من خلال التحليق فوق صحراء النقب بدون الحاجة إلى الدخول إلى الأراضي المصرية".
وأضاف: "في الوقت الذي تحتاج مقاتلاتنا الأمريكية القديمة إلى الوصول إلى منتصف المنطقة (ب) وسط سيناء، كي تتمكن من استهداف الجيش الإسرائيلي على الشريط الحدودي فقط وليس أبعد من ذلك".
ومضى يؤكد أن "سلاح الجو المصري سعى كثيرًا إلى تحديث أسطوله الجوي، وواجه تعنتًا ورفضًا أمريكيًا سواء فيما يتعلق بالحصول على المقاتلات الأمريكية الحديثة من طراز إف-15، أو حتى المقاتلات الروسية المكافئة من طراز سوخوي 35، وذلك للحفاظ على التفوق الإسرائيلي النوعي وضمان بسط سيطرته والسيادة الجوية في المنطقة".
وخلص للقول إن "العدوان الإسرائيلي الصارخ على الأراضي الإيرانية، يشكل جرس إنذار لمصر، التي لا يفصلها شيء عن عدوها الأبدي، الذي عادت الطموحات والنزعات التوسعية والاستعمارية القديمة تداعب خياله من جديد".