تُعد شخصية حسن الصباح، أو شيخ الجبل، من الشخصيات المثيرة للجدل تاريخياً ودرامياً، أو الكنوز الدرامية الثرية بكل التفاصيل، وإن تباعدت الدراما عن التاريخ، ولكن ستظل فرقة الحشاشين التى استمرت قرنين من الزمان، وكانت أكثر الجماعات دموية وتأثيراً، كنزاً للدراما والتاريخ بأحداثها الأسطورية والتاريخية كمادة للدراما، حيث قام الحشاشون باغتيال الوزراء والحكام، وبل وخلفاء، وقوّضوا بلاداً ودولاً وممالك، بل حاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبى.

لم يحسم المؤرخون السبب الحقيقى لتسمية تلك الجماعة بالحشاشين، وتعددت الروايات، مثل أنهم حصلوا على اسمهم لاعتمادهم على نبات الخشخاش، المصدر الرئيسى للحشيش، أو أنهم يختبئون فى الحشيش الأخضر عند مهاجمة أعدائهم، أو أنهم حصلوا عليه من الكلمة الفرنسية «Assassins»، التى تعنى القتَلة أو الاغتياليين، وأطلقها الصليبيون على الفدائيين الإسماعيليين.

واتخذت جماعة الحشاشين فكر ومنهج «الصباح»، مؤسس الحركة، القائم على الاغتيالات مذهباً لها، ووعد «الصباح» أتباعه الفدائيين بالجنة فى مقابل الطاعة العمياء، حيث بدأت قصة الحشاشين عقب وفاة «جعفر الصادق» فى «المدينة» عام 148 هجرياً، 765 ميلادياً، وفى اليوم التالى لوفاته حدث انشقاق بين العلويين، نتجت عنه فرق متعددة، منها فرقة «موسى الكاظم بن جعفر الصادق»، وهى طائفة الشيعة «الاثنا عشرية»، وهم المعتدلون، وفرقة «الإسماعيلية»، التى تطورت لتُصبح «الباطنية»، التى أصبحت الحشاشية أو الحشاشين، وهى الفرقة المؤمنة بإمامة إسماعيل، الابن الأكبر من أبناء جعفر الصادق، ثم إمامة محمد من بعد أبيه إسماعيل، وتبنَّت إمامة «نزار المصطفى لدين الله» ابن الخليفة الفاطمى المستنصر بالله، ثم حسن الصباح إماماً للمذهب. وتبنى الحشاشون التقاليد الثورية للتشيع، واعتمدوا على المظلومية أو منهج مقاومة الظلم من الدول السنية، خاصة الدولة الغزنوية والسامانية، وتطورت الأفكار إلى مفهوم حركات التمرد والجماعات المسلحة التى تحارب فى سبيل العدالة الاجتماعية.

انطلقت الدعوة الإسماعيلية «النزارية»، أو «الحشاشون»، من مدينة «كرمان» التاريخية جنوب شرق دولة إيران، وتبعد عن طهران العاصمة أكثر من 960 كيلومتراً، قبل أن تنتقل شمالاً إلى مدينة «يزد»، إحدى أهم مدن الدولة الصفوية، لتستقر فى قلعة «ألموت» على ارتفاع 2100 متر أعلى قمة جبل «آموخت»، واسمها يعنى «عش النسر»، فقد بُنيت بطريقة جعلت من دخولها مستحيلاً، حيث لا يوجد لها إلا طريق واحد يصل منها وإليها على منحدر كبير.

وكانت الإسماعيلية طائفة سلمية حتى ظهر «الصباح»، وهو حسن بن على بن محمد الصباح الحميرى، الذى وُلد فى عام 410 هجرياً، 1015 ميلادياً، فى مدينة «الرى» بإيران، وإن كان البعض ذهب إلى أنه وُلد فى مدينة «قم»، العاصمة الدينية لإيران، ثم انتقل إلى «الرى»، وأرجعت بعض المصادر أصله إلى العرب.

ووصف «ابن الأثير» الصباح بأنه كان رجلاً عالماً بالهندسة والحساب والفلك والسحر، نشأ فى بيئة شيعية اثنى عشرية، تأثر بالطائفة الإسماعيلية حينما كان فى مدينة «الرى»، لذا اعتنق الدعوة فى السابعة عشرة من عمره.

وقال ابن كثير فى كتاب «البداية والنهاية» إن حسن الصباح كان يطوف على الناس ويخدعهم بالزهد واللبس البسيط، وتبعه كثير من الناس، واستطاع أن يستميل صاحب القلعة، وكان علوياً، فأحسن الظن به وقرّبه إليه وصار يتبرك به، وعندما أحكم أمره، واطمأن إلى قوّته، دخل يوماً على صاحب القلعة وأمره بالخروج، فتبسَّم العلوى وظنه يمزح، فأمر ابن الصباح بعض أصحابه بإخراجه، فأخرجوه إلى «دامغان»، وانتزعوا منه كل شىء، المال والحصن، لذا حصل حسن الصباح على لقب شيخ الجبل، وأصبحت «ألموت» أقوى القلاع التاريخية. ابتكر حسن الصباح نظرية الإمام «المستور» والدعوة إليها، مخالفاً بذلك الدعوة الشيعية الإمامية التى كانت تعتمد على نظرية الإمام «الظاهر»، فقد استغل فرصة موت الإمام نزار بن المستنصر فى السجن، وزعم أن الإمامة انتقلت إلى أولاده وأحفاده، ولكنهم أصبحوا أئمة غير ظاهرين من باب السرية الأمنية، ثم نصب نفسه نائباً للإمام، واستطاع أن يستغل الدعوة لنزار خير استغلال، فأصاب نجاحاً بعيد المدى، وأفلح فى تكوين نظام جديد، وأنشأ دولة إسماعيلية خالصة له فى وسط الدولة العباسية لسنوات طويلة.

نال «الصباح» عند أتباعه مكانة تصل إلى القداسة، فكان من السهل إقناعهم برفع السيف ضد الدولة العباسية السنية، كما تلاعب فى تفسير القرآن الكريم، وذلك ليتناسب مع أهوائه، وأطلق عليه التفسير الباطنى، لذا سُميت الفرقة بالباطنية. وتوفى شيخ الجبل حسن الصباح فى السادس من ربيع الآخر من العام 518 هجرياً، 1124 ميلادياً، عن عمر ناهز التسعين، وغادر كرسيه بالقلعة بعد أن قضى أكثر من 35 عاماً لم يغادرها، وتم دفنه فى أحد سراديب القلعة، واستمر الحشاشون لما بعد «الصباح».

ورصد الكُتاب والمؤرخون أن مبدأ «التقية» أحد أهم مبادئ الحشاشين، حيث التورية والكذب والاختفاء بين العموم، كما لم يكن هناك ما يمنع من التحالف مع الصليبيين أو الأعداء، فطيلة قرنين لم يكلف الحشاشون أنفسهم محاربة الصليبيين الموجودين فى بلاد الشام، بل إن عداءهم وحنقهم كان مُنصباً على زعماء المسلمين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى الحشاشين حسن الصباح شیخ الجبل

إقرأ أيضاً:

شاهد عيان على وفاة يوسف محمد يروي تفاصيل جديدة

علق رمضان السكري، أحد أولياء الأمور المشاركين في بطولة الجمهورية للسباحة وشاهد عيان على واقعة وفاة السباح يوسف محمد، على تفاصيل الواقعة، قائلًا:"عيب بعض الناس تطلع كلام على طفل عمره 12 سنة أنه بيتعاطى. والأمر الثاني: هل البيانات والكشوفات الطبية اللي مش موجودة في دوسيهات اللاعبين، هل بتتعمل قبل البطولات ولا بعدها؟!"

وتابع خلال مداخلة ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار، قائلًا:"إزاي يقولوا على طفل بياخد منشطات؟ أنا ابني زميله وبيتابع عند طبيب تغذية وفينس. وهناك اهتمام بكافة عناصر التغذية، وصعب جدًا طبيب يخلي طفل ياخد منشطات أو مدرب فيتنس يقوله كده".

تأجيل بطولة بورسعيد القومية للإنقاذ تضامنًا وحدادًا على روح شهيد السباحةمفاجآت غير متوقعة في وفاة بطل السباحة يوسف محمد| ما الجديد؟

وعن يوم الواقعة قال:"أنا ابني من محافظة بني سويف، وكان عنده امتحان في اليوم ده، وبعد تأديته له غادرنا بني سويف للقاهرة للمشاركة في سباق الخمسين متر. ومن المفترض أن يبدأ السباق 4.46 دقيقة، وترتيب ابني 5.40".

وكشف أن أي سباح لديه فترة إعداد أو ما يُطلق عليه الإحماء تكون قبل بداية السباق بمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، حيث يتم تسليمهم في منطقة الإعداد لأحد المنقذين أو المدربين وليس للمدرب الخاص به، ثم يقوم بتسليمه للحكام حيث يتم إدخال السباحين على مجموعات، قائلًا:
"بيدخل أعداد مثلًا 20 على دفعات، لأن السبق يشمل 48 إيفنت بنحو 480 متسابق. وابني كان في الإيفنت رقم 45 قبل المرحوم يوسف محمد الذي كان ترتيبه في الإيفنت رقم 48 الأخير".

وواصل:"ابني خلص وقرر ينتظر يوسف، وكل مدرب منتظر اللاعب الخاص به لتهنئته واحتضانه بعد انتهاء السباق، إلا يوسف محمد كان مختفي ومحدش شافه. مشيت وأخدت ابني في ظهر الحمام تقريبًا وقت لا يقل عن خمس دقائق، أقصاه سبع دقائق. سمعت صراخ، رجعت لقيت ناس من الجمهور بيعملوا عملية إفاقة عبر الضغط على صدره، وحاطين حاجة شفافة على مناخيره. ولو كان المكان مجهز في هذه اللحظة كان ممكن إنقاذه".

وأكمل:"عربة الإسعاف كانت في آخر الممر على مسافة مئة متر من حمام السباحة، والترولي حديد يحمل بالأيادي وليس به عجل. ولم أشاهد إلا كمامة بلاستيكية على أنف الراحل، ولم ألحظ أنبوبة أكسجين أو غيرها حتى ركب الإسعاف".

وتابع قائلًا:"ركب الإسعاف، وكان فاضي ما فيهُش أجهزة حديثة، والدته بتخبط على الباب وجاية منهارة، وبتقولهم أنا أمه. تعاملوا معها بلا شفقة، والإسعاف مشيت".

وردا على سؤال الحديدي  هل تم إجراء  فحوصات طبية لنجلك قبل البطولة ليرد : “ الفحوصات عندنا في نادي بورسعيد شرق بنعملها في شهر يونيو وقت تجديد الكارنية فحوصات وتحاليل ورسم قلب وكده وقبل البطولة باسبوع بيطلب منا نفس  الفحوصات  ”

واحتتم قائلاً : إبني متفوق وبيحب السباحة ولكن أنا خايف عليه  يكون ضحية إهمال  زي يوسف خاصة أنه تعرض لتجربة إماء في ناديه لكن المكان كان مجهز أكتر من الاستاد في بورسعيد شرق.

طباعة شارك السباحة بطولة الجمهورية رمضان السكري وفاة السباح يوسف البطولات

مقالات مشابهة

  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات... النمو الأعلى
  • غسان يمين: اختيار أوبرا القاهرة والإسكندرية لتقديم حفلي بهما جاء لاعتبارات الفخامة والتاريخ الفني
  • يوسف.. إهمال مع سبق الإصرار؟
  • لقاء سيدة الجبل: لبنان يدخل مرحلة جديدة بعد زيارة البابا وبداية المفاوضات
  • تعلن محكمة حوث للمنفذ ضده محمد يوسف كشيمه عن أمر الحجز التنفيذي
  • جولة الوفد ترصد.. موظفو نظافة حي الزيتون يرفعون القمامة بـ"الملاية" تحت أنظار المسؤولين
  • حسام الغمري: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة.. والتاريخ سينصف الرئيس السيسي
  • شاهد عيان على وفاة يوسف محمد يروي تفاصيل جديدة
  • د.محمد عسكر يكتب: العقل العربي بين سطوة الخوارزميات وتآكل الوعي النقدي
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: وجدان العطاء