أسامة الأزهري يستعرض نماذج مشرفة من المدرسة المصرية في تلاوة القرآن
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إنّ المدرسة المصرية الأصيلة في تلاوة القرآن، خلقت وعي ووجدان المصريين بجمليات القرآن والطرب لتلاوة القرآن العظيم، واكتشاف العجيبة والمبدعة التي يندهش لها العالم الإسلامي.
نماذج مشرفة من المدرسة المصرية في تلاوة القرآنيستعرض «الأزهري»، خلال تقديمه لبرنامجه الرمضاني «ومن الحب حياة»، المُذاع على قناة «dmc»، نماذج مشرفة من المدرسة المصرية في تلاوة القرآن، بينهم الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمود خليل الحصري، موضحًا أنّهم من جواهر هذه المدرسة المصرية الأصيلة في تلاوة القرآن.
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، بأنّ الشيخ الشحات محمد أنور، جوهرة من جواهر المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة، موضحًا أنه نمط من الإبداع والجمال الذي ملأ القلوب بالحب الذي يُمثل منبع الحياة، لافتًا إلى أنّ من بين مقاطع التلاة للشيخ الشحات محمد أنور هناك مقطع فريد جدا أبدع فيه بأداء الآية الكريمة من سورة يوسف، موضحًا أنه من بداية هذا المقطع لنهايته يحظى باندهاش عجيب وعميق من مختلف العالم الإسلامي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة الأزهري قناة dmc ومن الحب حياة المدرسة المصریة فی تلاوة القرآن
إقرأ أيضاً:
الشيخ المراغي .. رجل العلم والكرامة الوطنية المصرية
الشيخ محمد مصطفى المراغي، واحد من أعلام الأزهر الذين كتبوا بأقلامهم الوطنية والإنسانية صفحات مضيئة في تاريخ مصر الحديث، لم يكن مجرد عالم دين عادي، بل كان رجلا عاش حياته كلها في خدمة العلم والنهضة الوطنية، يحمل في قلبه شغفا بالمعرفة والتجديد، وإرادة صلبة لرفع شأن الأزهر الشريف وإعادة دوره الريادي في المجتمع.
ولد الشيخ المراغي في التاسع من مارس 1881 ببلدة المراغة في سوهاج، في أسرة علمية محافظة على تقاليد العلم وحفظ القرآن، ولشغف والده بالعلم، حفظ القرآن قبل أن يكمل العاشرة من عمره، وتلقى تعليمه القرآني على يد كبار القراء المرتلين حتى برع في التلاوة والاستظهار، ثم التحق بالأزهر الشريف وهو في الحادية عشرة، وهناك التقى بصفوة العلماء ودرس على أيديهم، وكان للشيخ محمد عبده الأثر الأكبر في تشكيل شخصيته العلمية والفكرية، إذ انفتحت أمامه أبواب الفهم العميق للعلوم الشرعية ودراسة الحياة بعقلية علمية.
تميز الشيخ المراغي بتفوقه منذ بداياته، إذ اختصر مدة دراسته في الأزهر وحصل على شهادة العالمية من الدرجة الثانية في سن الثالثة والعشرين، وكان محمد عبده نفسه أحد أعضاء اللجنة التي امتحنته، ودعاه لاحقا إلى منزله تكريما لإنجازه.
هذا التفوق المبكر لم يكن نهاية المطاف، بل كان بداية مسيرة طويلة من العمل والجد، إذ بدأ التدريس بالأزهر ثم سافر إلى السودان ليتولى القضاء، متخذا من النزاهة والعدل منهجا لا يتزعزع، حتى أنه رفض الزيادة المالية التي قدمت له اعتراضا على الظلم الذي كان يراه في التعامل مع القضاة المصريين، وقدم استقالته عائدا إلى مصر حين اختلف مع القائمين هناك، محافظة على كرامة القضاء وحرمة القضاء المصري أمام النفوذ الإنجليزي.
عاد المراغي إلى مصر ليواصل مسيرته العلمية والقضائية، فتولى منصب مفتش الدروس الدينية، ثم رئيس التفتيش الشرعي، ثم رئيس محكمة مصر الشرعية، وأخيرا أصبح شيخا للأزهر في مايو 1928، حيث اجتهد لإصلاح الأزهر والنهوض به، ووضع أسس التعليم العالي فيه، وأسس نظام التخصص الجديد، وأنشأ لجنة للفتوى وقسما للوعظ والإرشاد، مدركا أن الأزهر ليس مجرد مؤسسة تعليمية بل هو قلب الأمة النابض بالعلم والثقافة والدين.
ولعل ما يميز المراغي هو شموخه في مواجهة أي سلطة حاولت أن تمس كرامة الأزهر ورجاله، فلم يسع يوما إلى منصب أو جاه، بل كان همه الأول هو العلم وتطوير الأزهر وتنقية مناهجه، محافظا على استقلالية الرأي في كل قرار اتخذه، مؤمنا بأن كلمة رجل الدين لا ينبغي أن تعلو فوقها أي كلمة.
لم يكن الشيخ المراغي بعيدا عن الشأن الوطني، فقد دعم الحركة الوطنية وكان الأزهر مركزا للمظاهرات بعد نفي سعد، ولم يتردد في مواجهة السلطات حين رأى الظلم، سواء في السودان أو في مصر، حيث قاوم محاولات التدخل في شؤون الأزهر، وأصر على استقلاليته.
وكان مثالا في الاعتزاز بالهوية المصرية والإسلامية، يجمع بين الحزم واللين، بين الثبات على المبادئ والتواضع في السلوك، ولم يكن شأنه مجرد إدارة مؤسسة، بل كان سعيه هو بناء عقل مصري متنور، قادر على مواجهة التحديات.
وكان المراغي أيضا مثقفا موسوعيا، له مؤلفات عديدة مثل "الأولياء والمحجورون"، و"تفسير جزء تبارك"، و"بحوث في التشريع الإسلامي"، و"الدروس الدينية" وغيرها، جميعها تعكس عمق نظرته للعلم والفقه واللغة العربية، وتوجهه نحو التنوير والإصلاح.
ظل الشيخ المراغي يعمل حتى وفاته في أغسطس 1945، تاركا إرثا علميا ووطنيا لا يمحى، وقد دفن في القاهرة، بعد أن أكمل مسيرة حافلة بالعطاء.
إن ذكرى الشيخ محمد مصطفى المراغي تظل حية في قلوبنا، لأنه لم يكن مجرد شيخ أزهري، بل كان رمزا للعلم والاستقامة والكرامة الوطنية، رجلا جعل من العلم سلاحا للإصلاح، ومن الشجاعة موقفا وطنيا، ومن الأزهر منارة للعلم والثقافة، فكان بحق نموذجا للإنسان المصري الأصيل، الذي يجمع بين الإيمان بالعلم، والحب للوطن، والثبات على المبادئ في مواجهة كل التحديات.