فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض برئاسة أغلبية البلديات الكبرى، برسم الانتخابات المحلية التركية، التي أجريت اليوم الأحد، وذلك وفقا للنتائج الأولية التي نشرتها شبكة (تي آر تي) العمومية ووكالة (الأناضول) للأنباء.

وبعد فتح أكثر من 50 في المائة من صناديق الاقتراع، فاز مرشحو حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى (أكرم إمام أوغلو بـ 50,21 في المائة من الأصوات)، والعاصمة أنقرة (منصور يافاش بما يناهز 59 في المائة)، وإزمير (جميل توغاي بـ 48 في المائة).

كما انتزع حزب الشعب الجمهوري بلدية بورصة من الإتلاف الحاكم بفضل مصطفى بوزباي (ما يناهز 47 في المائة)، علاوة على الحفاظ على رئاسة بلدية أنطاليا (محيي الدين بوجك بـ 47,40 في المائة)، وأضنة (زيدان كارالار بـ 47,34 في المائة). من جانبه، حافظ تحالف "الشعب" الحاكم (حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية )، على رئاسة بلدية قونيا (أوغور إبراهيم ألطاي بـ 49,35 في المائة)، وغازي عنتاب (فاطمة شاهين بـ 37,39 في المائة)، وسامسون (هاليت دوغان بـ 39,52 في المائة). هكذا، يتقدم حزب الشعب الجمهوري، بصفة مؤقتة، في 21 ولاية و14 بلدية كبرى و329 منطقة، مقابل 13 ولاية و12 بلدية كبرى و357 منطقة لصالح التحالف الحاكم.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية 76,35 في المائة، وفقا للنتائج الأولية.

وأقيمت الانتخابات المحلية، التي تجرى مرة كل خمس سنوات، في 30 بلدية كبرى، و51 ولاية و922 منطقة، و390 بلدة، في عموم تركيا.

ووفقا للجنة العليا للانتخابات في تركيا ستستمر عملية فرز الأصوات دون انقطاع طيلة ليلة الأحد 31 مارس.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الانتخابات المحلیة حزب الشعب الجمهوری فی المائة

إقرأ أيضاً:

خطة أولية للديمقراطية القتالية والدفاعية لتأمين الإنتقال المدني الديمقراطي في السودان بعد وقف الحرب الأهلية

د. عبد المنعم مختار
أستاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

تم صناعة هذا المقال بمساعدة فعالة من برنامج الذكاء الاصطناعي Chat GPT4 وتمت الترجمة بتصرف عبر برنامج Google Translate

تعريف الديمقراطية القتالية والدفاعية

الديمقراطية القتالية وتلدفاعية هي مفهوم تتخذ فيه الأنظمة الديمقراطية تدابير استباقية لحماية نفسها من التهديدات الداخلية التي يمكن أن تقوض المبادئ الديمقراطية. يسمح هذا النهج للديمقراطيات بالحد من حريات أو حقوق معينة للمجموعات والأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا للنظام الديمقراطي، مثل الحركات المتطرفة أو المناهضة للديمقراطية.

تشمل السمات الرئيسية للديمقراطية القتالية والدفاعية ما يلي:

القيود القانونية: تنفيذ القوانين التي تقيد أنشطة الجماعات أو الأفراد الذين يروجون لخطاب الكراهية أو العنف أو تقويض المؤسسات الديمقراطية.
حظر الأحزاب: حظر الأحزاب السياسية التي تعتبر تهديدًا للديمقراطية بسبب أيديولوجياتها أو أفعالها.
المراقبة والرصد: زيادة المراقبة والرصد للمجموعات المشتبه في قيامها بأنشطة معادية للديمقراطية.
التعليم والخطابات المضادة: تعزيز القيم الديمقراطية من خلال التعليم والخطاب العام لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة.

وكثيرا ما يُرى نهج الديمقراطية القتالية والدفاعية في البلدان التي واجهت تهديدات كبيرة من الجماعات المتطرفة، وهو يوازن بين الحاجة إلى حماية القيم الديمقراطية وخطر تآكل الحريات المدنية. على سبيل المثال، يتضمن القانون الأساسي في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية أحكاماً للدفاع عن النظام الديمقراطي ضد التهديدات المتطرفة، وهو ما يعكس تجربة البلاد مع الشمولية.

الأدلة التجريبية عن الديمقراطية القتالية والدفاعية

تتضمن الأدلة التجريبية عن الديمقراطية القتالية والدفاعية في المقام الأول دراسات حالات وتحليلات للبلدان التي تبنت هذه التدابير. فيما يلي بعض الأمثلة والنتائج الرئيسية:

ألمانيا:

تدابير ما بعد الحرب العالمية الثانية: يتضمن القانون الأساسي الألماني (Grundgesetz) أحكامًا لحماية النظام الديمقراطي. وتسمح المادة 21 بحظر الأحزاب السياسية التي تهدد الديمقراطية، وهو إجراء يستخدم ضد أحزاب النازيين الجدد وغيرها من الجماعات المتطرفة.
النتائج: تشير الدراسات إلى أن هذه التدابير ساعدت في الحفاظ على نظام ديمقراطي مستقر ومنعت عودة ظهور الحركات المتطرفة التي يمكن أن تزعزع استقرار البلاد.

تركيا:

حظر الأحزاب: لدى تركيا تاريخ في حظر الأحزاب السياسية التي تعتبر تهديداً للنظام الديمقراطي العلماني، بما في ذلك الأحزاب الإسلامية والكردية.
النتائج: في حين تم تبرير هذه الإجراءات في بعض الأحيان على أنها حماية للديمقراطية، إلا أنها أدت أيضًا إلى انتقادات لتقويض التعددية السياسية وحرية التعبير. إن فعالية هذه التدابير في حماية الديمقراطية بشكل حقيقي هي موضع نقاش، لأنها أدت في بعض الأحيان إلى زيادة الاستقطاب السياسي والاضطرابات.

إسبانيا:

إيتا والانفصالية الباسكية: اتخذت إسبانيا إجراءات صارمة ضد جماعة إيتا الانفصالية الباسكية، بما في ذلك حظر الأحزاب السياسية المرتبطة بإيتا وزيادة الأمن والمراقبة.
النتائج: ساهمت هذه الإجراءات في تراجع نفوذ منظمة إيتا وتقليل الإرهاب، لكنها تعرضت أيضًا لانتقادات بسبب تقييدها للحريات المدنية والحريات السياسية.

الهند:

تدابير ضد التطرف: سنت الهند قوانين مختلفة للحد من التطرف، بما في ذلك قانون (منع) الأنشطة غير القانونية (UAPA)، الذي يسمح بحظر المنظمات واعتقال الأفراد المتورطين في أنشطة تهدد سيادة ووحدة وسلامة البلاد.
النتائج: في حين أن هذه التدابير تهدف إلى حماية النظام الديمقراطي، فقد تعرضت لانتقادات لاستخدامها لاستهداف المعارضة السياسية والأقليات، مما يثير المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وتآكل المبادئ الديمقراطية.

توضح هذه الأمثلة التوازن المعقد بين حماية الديمقراطية والحفاظ على الحريات المدنية. وفي حين أن التدابير الديمقراطية القتالية والدفاعية يمكن أن تكون فعالة في منع التهديدات المتطرفة، فإنها تنطوي أيضا على مخاطر التجاوز وسوء الاستخدام، مما قد يؤدي إلى تقويض القيم الديمقراطية ذاتها التي تهدف إلى حمايتها.

مفاهيم ونماذج وآليات وأدوات الديمقراطية القتالية والدفاعية

تتضمن الديمقراطية القتالية والدفاعية مفاهيم ونماذج وآليات وأدوات مختلفة مصممة لحماية الأنظمة الديمقراطية من التهديدات الداخلية. فيما يلي بعض العناصر الأساسية في كل فئة:

مفاهيم الديمقراطية القتالية والدفاعية

الديمقراطية الشرسة: فكرة أن الديمقراطية يجب أن تكون على استعداد لاتخاذ تدابير فعالة، بما في ذلك الحد من بعض الحريات، لحماية نفسها من الجماعات التي تسعى إلى تدميرها من الداخل.

مفارقة التسامح: اقترحها الفيلسوف كارل بوبر، وتشير إلى أن التسامح غير المحدود يمكن أن يؤدي إلى انقراض التسامح إذا لم يتم التعامل مع الجماعات المتعصبة بشكل حاسم.

الوطنية الدستورية: فكرة أن ولاء المواطنين يجب أن يكون للمبادئ والقيم الديمقراطية المنصوص عليها في الدستور وليس لأي هوية عرقية أو ثقافية.

نماذج الديمقراطية القتالية والدفاعية

النموذج الوقائي: يركز على منع الحركات المناهضة للديمقراطية من اكتساب القوة من خلال القوانين والتعليم والتوعية العامة.

النموذج القمعي: يتضمن استخدام القوة القسرية للدولة لقمع الأنشطة والجماعات المناهضة للديمقراطية.

النموذج الهجين: يجمع بين التدابير الوقائية والقمعية، بهدف تحقيق التوازن بين حماية الحريات وحماية الديمقراطية.

آليات الديمقراطية القتالية والدفاعية

الأطر القانونية: الدساتير والقوانين التي توفر الأساس لحظر الأحزاب والحركات المتطرفة. ومن الأمثلة على ذلك القانون الأساسي الألماني والأحكام القانونية التركية لحظر الأحزاب.

المراجعة القضائية: تلعب المحاكم دورًا حاسمًا في تفسير وإنفاذ القوانين التي تحمي الديمقراطية، وتضمن أن تكون الإجراءات دستورية ولا تنتهك الحريات المدنية بشكل مفرط.

تنظيم الأحزاب السياسية: آليات مراقبة وتنظيم الأحزاب السياسية، بما في ذلك معايير التسجيل وقواعد مكافحة الترويج للعنف أو الكراهية.

أدوات الديمقراطية القتالية والدفاعية

المراقبة والاستخبارات: مراقبة الجماعات والأفراد المشتبه في قيامهم بأنشطة معادية للديمقراطية. قد تقوم وكالات الاستخبارات بجمع البيانات وتحليلها لاستباق التهديدات.

الرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام: فرض قيود على وسائل الإعلام التي تروج للأيديولوجيات المتطرفة أو المعلومات المضللة التي يمكن أن تزعزع استقرار الديمقراطية.

حملات التثقيف العام: برامج تهدف إلى تعزيز القيم الديمقراطية والتفكير النقدي لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة.

حظر الأحزاب: العمليات القانونية لحظر الأحزاب السياسية التي تشكل تهديداً للنظام الديمقراطي، وغالباً ما تنطوي على قرارات المحكمة الدستورية.

قوانين خطاب الكراهية: التشريعات التي تجرم الخطاب الذي يحرض على العنف أو الكراهية ضد مجموعات معينة، وذلك بهدف منع انتشار الأفكار المتطرفة.

برامج مكافحة التطرف: مبادرات مصممة لإعادة تأهيل الأفراد الذين شاركوا في أنشطة متطرفة، مع التركيز على إعادة الاندماج في المجتمع الديمقراطي.

أمثلة للمفاهيم والنماذج والآليات والأدوات الفعالة للديمقراطية القتالية والدفاعية

أمثلة للمفاهيم الفعالة للديمقراطية القتالية والدفاعية

1. الديمقراطية الشرسة

تشير الديمقراطية الشرسة إلى مفهوم حماية الأنظمة الديمقراطية من خلال الحد بشكل استباقي من تصرفات الجماعات التي تهدف إلى تخريب الديمقراطية أو تدميرها. وهذا غالبا ما ينطوي على آليات قانونية ومؤسسية للحد من الأحزاب والحركات المتطرفة.

ألمانيا: بعد الحرب العالمية الثانية، قامت ألمانيا بدمج الديمقراطية الشرسة في قانونها الأساسي. تتمتع المحكمة الدستورية الاتحادية بسلطة حظر الأحزاب التي تعتبر تهديدًا للنظام الديمقراطي. تم تطبيق هذا على حزب الرايخ الاشتراكي (SRP) في عام 1952، ومؤخرًا تمت محاولة تطبيقه على الحزب الوطني الديمقراطي (NPD).

تركيا: تستخدم الحكومة التركية الديمقراطية المتشددة لحظر الأحزاب المرتبطة بالإرهاب أو الانفصال. على سبيل المثال، تم حظر حزب المجتمع الديمقراطي في عام 2009 بسبب علاقاته المزعومة مع حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة كردية مسلحة.

إسبانيا: ردًا على جماعة إيتا الإرهابية، حظرت إسبانيا حزب باتاسونا في عام 2003، الذي كان مرتبطًا بإيتا. وأدى ذلك إلى تقليص الجناح السياسي للمنظمة الإرهابية بشكل كبير.

الهند: استخدمت الحكومة الهندية إجراءات قانونية مختلفة لمنع الأحزاب من الترويج لأجنداتها الانفصالية، خاصة في المناطق المضطربة مثل جامو وكشمير. غالبًا ما يتم الاستناد إلى قانون (منع) الأنشطة غير المشروعة (UAPA) للحفاظ على الوحدة الوطنية.

2. مفارقة التسامح

وتشير مفارقة التسامح إلى أن التسامح غير المحدود يمكن أن يؤدي إلى ظهور جماعات متعصبة تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير المجتمع المتسامح. ولذلك فإن المجتمع الديمقراطي يجب أن لا يتسامح مع التعصب حتى يحافظ على نفسه.

هولندا: نفذت الحكومة الهولندية قوانين ضد خطاب الكراهية لمنع انتشار الأيديولوجيات المتطرفة. وتهدف هذه القوانين إلى تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية النظام الديمقراطي.

ألمانيا: تطبق ألمانيا قوانين صارمة ضد إنكار الهولوكوست والأشكال الأخرى من خطاب الكراهية لمنع عودة ظهور حركات النازيين الجدد وحماية القيم الديمقراطية.

فرنسا: اتخذت فرنسا خطوات لحظر المحتوى المتطرف عبر الإنترنت، خاصة بعد الهجمات الإرهابية عام 2015، لمنع التطرف والحفاظ على النظام العام.

المملكة المتحدة: لدى المملكة المتحدة قوانين صارمة ضد خطاب الكراهية، وتوازن بين الحق في حرية التعبير والحاجة إلى حماية المجتمع من الكراهية والتطرف. ويظهر هذا في تشريعات مثل قانون النظام العام.

كندا: يمكن للجان حقوق الإنسان الكندية فرض عقوبات على خطاب الكراهية لحماية النظام العام والحفاظ على التسامح المجتمعي. ويهدف هذا النهج إلى تحقيق التوازن بين الحريات الفردية والأمن الجماعي.

3. الوطنية الدستورية

الوطنية الدستورية هي فكرة أن الولاء السياسي يجب أن يرتكز على القيم والمبادئ الديمقراطية بدلاً من القومية العرقية أو الثقافية.

الاتحاد الأوروبي: يشجع الاتحاد الأوروبي الالتزام بالمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان عبر دوله الأعضاء، وغالبًا ما يتدخل عندما تنحرف الدول الأعضاء عن هذه المعايير. ويظهر هذا في الإجراءات المتخذة ضد بولندا والمجر فيما يتعلق بمخاوف سيادة القانون.
ألمانيا: بعد الحرب العالمية الثانية، أكدت ألمانيا على القيم الديمقراطية والوطنية الدستورية في التعليم، بهدف إعادة بناء الهوية الوطنية على أساس هذه المبادئ.
جنوب أفريقيا: ركزت جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري على القيم الدستورية لتوحيد مجموعة متنوعة من السكان وتعزيز الديمقراطية، وهو ما يتجلى في محكمتها الدستورية القوية والتركيز على حقوق الإنسان.
الهند: تؤكد برامج التثقيف المدني في الهند على المبادئ الديمقراطية والقيم الدستورية لتعزيز الشعور بالوحدة الوطنية بين سكانها المتنوعين.
اليابان: يعزز الدستور الياباني بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تمت صياغته تحت احتلال الحلفاء، القيم السلمية والديمقراطية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية اليابانية.

أمثلة للنماذج الفعالة للديمقراطية القتالية والدفاعية

1. النموذج الوقائي

ويركز النموذج الوقائي على التدخل المبكر والتعليم لمنع التطرف والأيديولوجيات المتطرفة من الترسخ.

النرويج: بعد الهجمات الإرهابية التي شنها أندرس بريفيك عام 2011، نفذت النرويج برامج توعية وتثقيف مجتمعية لتعزيز التماسك الاجتماعي ومنع التطرف.
الدنمارك: يركز نموذج آرهوس على منع التطرف من خلال المشاركة والدعم المجتمعيين، وإشراك السلطات المحلية، والأخصائيين الاجتماعيين، والشرطة لإعادة دمج الأفراد.
فنلندا: تشجع فنلندا البرامج التعليمية التي تعزز التفكير النقدي والقيم الديمقراطية، بهدف منع التطرف من خلال بناء القدرة على الصمود بين الشباب.
المملكة المتحدة: استراتيجية المنع هي جزء من جهود المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتهدف إلى منع الأفراد من أن يصبحوا إرهابيين من خلال التدخل المبكر، ودعم المجتمع، والتعليم.
السويد: تهدف برامج الاندماج السويدية للمهاجرين إلى منع العزلة الاجتماعية والتطرف

أمثلة للآليات الفعالة للديمقراطية القتالية والدفاعية

1. الأطر القانونية

توفر الأطر القانونية الأساس لتنفيذ التدابير اللازمة لحماية الديمقراطية من التهديدات المتطرفة.

ألمانيا: يتضمن القانون الأساسي أحكاماً لحظر الأحزاب التي تهدد الديمقراطية. حظرت المحكمة الدستورية الفيدرالية حزب الرايخ الاشتراكي ونظرت في حظر الحزب الوطني الديمقراطي.
الولايات المتحدة: يعزز قانون باتريوت المراقبة والإجراءات القانونية لمنع الإرهاب، ويوازن بين الأمن والحريات المدنية من خلال الرقابة القضائية.
الهند: يستهدف قانون (منع) الأنشطة غير المشروعة (UAPA) المنظمات والأفراد المتورطين في الإرهاب، مما يسمح بالاحتجاز الوقائي والتحقيق.
إسبانيا: يسمح قانون الأحزاب السياسية بحل الأحزاب المرتبطة بالإرهاب، مثل حزب باتاسونا، الذي كان له علاقات بمنظمة إيتا.
فرنسا: تعمل قوانين مكافحة الإرهاب بعد عام 2015 على تعزيز قدرات الدولة على مواجهة التهديدات، بما في ذلك زيادة المراقبة والتدابير الوقائية.

2. المراجعة القضائية

وتضمن المراجعة القضائية أن التدابير المتخذة لحماية الديمقراطية تتوافق مع المبادئ الدستورية وحقوق الإنسان.

الولايات المتحدة: توازن المحكمة العليا بين الأمن القومي والحقوق الفردية، كما رأينا في قضايا مثل براندنبورغ ضد أوهايو، التي وضعت حدوداً للخطاب الذي يحرض على العنف.
ألمانيا: تشرف المحكمة الدستورية الاتحادية على حظر الأحزاب وغيرها من التدابير لضمان توافقها مع المبادئ الديمقراطية.
الهند: تتمسك المحكمة العليا بالمبادئ الديمقراطية وتقوم بمراجعة قوانين مكافحة الإرهاب، لضمان عدم انتهاكها للحقوق الأساسية.
كندا: تضمن الرقابة القضائية توافق قوانين مكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية مع القيم الديمقراطية وحماية الحريات الفردية.
جنوب أفريقيا: تدافع المحكمة الدستورية عن المبادئ الديمقراطية وتقوم بمراجعة الإجراءات الحكومية، مما يضمن الامتثال للدستور وحقوق الإنسان.

3. لائحة الأحزاب السياسية

يتضمن تنظيم الأحزاب السياسية إجراءات قانونية لمنع الأحزاب المتطرفة من الوصول إلى السلطة وتهديد الاستقرار الديمقراطي.

ألمانيا: يمكن للمحكمة الدستورية الفيدرالية حظر الأحزاب التي تهدد الديمقراطية، مثل جماعات النازيين الجدد مثل الحزب الوطني الديمقراطي.
إسبانيا: أدى الحظر المفروض على باتاسونا، المرتبط بمنظمة إيتا، إلى الحد بشكل كبير من نفوذ الإرهابيين في السياسة.
تركيا: تُستخدم قوانين الأحزاب السياسية لحظر الأحزاب الكردية والإسلامية المرتبطة بالإرهاب، على الرغم من انتقاد هذا النهج في كثير من الأحيان لقمع المعارضة السياسية المشروعة.
بلجيكا: تم حل حزب فلامس بلوك لترويجه للعنصرية، وإظهار إنفاذ القانون ضد الأحزاب المتطرفة.

أمثلة للأدوات الفعالة للديمقراطية القتالية والدفاعية

1. المراقبة والاستخبارات

يتم استخدام أدوات المراقبة والاستخبارات لرصد الأنشطة المتطرفة ومنعها. وغالباً ما تتضمن هذه الأدوات تحقيق التوازن بين الأمن القومي وحماية الحريات المدنية.

الولايات المتحدة: أدى قانون باتريوت، الذي صدر بعد هجمات 11 سبتمبر، إلى تعزيز قدرات المراقبة لوكالات مثل مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن القومي بشكل كبير. ويشمل ذلك مراقبة الاتصالات والمعاملات المالية والأنشطة الأخرى لكشف الأنشطة الإرهابية ومنعها. يتضمن القانون أحكامًا تتعلق بالتنصت على المكالمات الهاتفية، والوصول إلى السجلات التجارية، ومراقبة الذئاب المنفردة (الأفراد المشتبه في قيامهم بأنشطة مرتبطة بالإرهاب وغير مرتبطة بالجماعات الإرهابية).
المملكة المتحدة: MI5، وكالة مكافحة الاستخبارات والأمن المحلية في المملكة المتحدة، تراقب بنشاط الأنشطة المتطرفة وتعمل على منع الهجمات. ويتضمن ذلك اعتراض الاتصالات وإجراء عمليات سرية واستخدام المخبرين داخل الجماعات المتطرفة. لدى المملكة المتحدة أيضًا قانون صلاحيات التحقيق، الذي يوفر أطرًا قانونية لجمع البيانات واعتراضها بكميات كبيرة.
فرنسا: في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت عام 2015، أصلحت فرنسا أجهزتها الاستخباراتية، وعززت قدراتها على كشف الإرهاب ومنعه. ويشمل ذلك زيادة المراقبة الإلكترونية، واستخدام العملاء السريين، والقدرة على وضع المشتبه بهم تحت الإقامة الجبرية دون محاكمة أثناء حالة الطوارئ.
ألمانيا: يقوم المكتب الاتحادي لحماية الدستور (BfV) بمراقبة الجماعات والأنشطة المتطرفة التي تهدد النظام الديمقراطي. وهي تركز على كل من التطرف اليساري واليميني، فضلا عن الإرهاب الإسلامي. يستخدم جهاز المخابرات الألماني مزيجًا من المراقبة والمخبرين وتبادل المعلومات الاستخبارية مع الوكالات الأخرى لجمع المعلومات.

2. الرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام

تتضمن الرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام تقييد نشر المحتوى المتطرف لمنع التطرف والحفاظ على النظام العام.

فرنسا: اتخذت فرنسا خطوات لحظر المواقع والمحتوى المتطرف، خاصة بعد الهجمات الإرهابية عام 2015. ويتضمن ذلك التعاون مع مزودي خدمات الإنترنت وشركات التواصل الاجتماعي لإزالة المحتوى المتطرف ومنع انتشار الأيديولوجيات المتطرفة عبر الإنترنت.
ألمانيا: يتطلب قانون إنفاذ القانون على الشبكات (NetzDG) من منصات وسائل التواصل الاجتماعي إزالة خطاب الكراهية والمحتوى المتطرف في غضون 24 ساعة من الإخطار. ويهدف هذا القانون إلى منع انتشار الأيديولوجيات المتطرفة عبر الإنترنت من خلال مساءلة المنصات عن المحتوى الذي تستضيفه.
الصين: تستخدم الصين رقابة واسعة النطاق على الإنترنت لمنع المعارضة والدعاية المتطرفة. يمنع جدار الحماية الصيني العظيم الوصول إلى العديد من المواقع الأجنبية ويفرض رقابة على المحتوى الذي قد يهدد أمن الدولة. ويتضمن ذلك رقابة صارمة على وسائل التواصل الاجتماعي والمناقشات عبر الإنترنت.
روسيا: تسيطر السلطات الروسية على وسائل الإعلام والإنترنت لمنع المحتوى المتطرف. تشترط القوانين على وسائل التواصل الاجتماعي وشركات الإنترنت تخزين البيانات محليا وإزالة المواد المتطرفة، على الرغم من أن هذا النهج غالبا ما يقمع المعارضة السياسية والمعارضة.
تركيا: نفذت تركيا قوانين الإنترنت التي تسمح للحكومة بحظر المواقع الإلكترونية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للإرهاب أو وجهات النظر المتطرفة. ويهدف هذا إلى كبح الدعاية المتطرفة والحفاظ على أمن الدولة، على الرغم من أنه يواجه أيضًا انتقادات لتقييد حرية التعبير.

3. حملات التثقيف العام

تُستخدم حملات التثقيف العام لتعزيز القيم الديمقراطية والتفكير النقدي، وبالتالي منع التطرف وبناء القدرة المجتمعية على الصمود ضد الأيديولوجيات المتطرفة.

فنلندا: تمتلك فنلندا برامج تعليمية قوية تعزز التفكير النقدي ومحو الأمية الإعلامية والقيم الديمقراطية. تم تصميم هذه البرامج لبناء القدرة على الصمود بين الشباب ضد الخطابات المتطرفة، مع التركيز على أهمية المشاركة الديمقراطية والتماسك الاجتماعي.
النرويج: في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شنها أندرس بريفيك عام 2011، أدخلت النرويج إصلاحات تعليمية لتعزيز القيم الديمقراطية والتماسك الاجتماعي. وتلعب المدارس دوراً رئيسياً في تعليم التسامح وحقوق الإنسان ومخاطر الأيديولوجيات المتطرفة.
ألمانيا: تعد التربية المدنية جزءًا أساسيًا من المناهج المدرسية الألمانية، مع التركيز على المبادئ الديمقراطية والوعي التاريخي، خاصة فيما يتعلق بالعصر النازي. وهذا يساعد على منع عودة الأيديولوجيات المتطرفة من خلال تعزيز الالتزام بالقيم الديمقراطية.
هولندا: تركز المدارس والبرامج المجتمعية الهولندية على تعزيز الاندماج الاجتماعي والقيم الديمقراطية. وتهدف مبادرات مثل ورش العمل والمناقشات حول التسامح والديمقراطية إلى منع التطرف من خلال تعزيز الشعور بالانتماء والانتقاد

تستخدم الديمقراطية القتالية والدفاعية مجموعة متنوعة من الأدوات لحماية الأنظمة الديمقراطية من التهديدات المتطرفة. يتم استخدام المراقبة والاستخبارات، والرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام، وحملات التثقيف العام، وحظر الأحزاب وحظرها، وقوانين خطاب الكراهية، للحفاظ على الاستقرار الديمقراطي ومنع التطرف. ويتم تنفيذ هذه الأدوات بطرق مختلفة عبر مختلف البلدان، مما يعكس سياقاتها القانونية والثقافية والتاريخية الفريدة. ومن خلال هذه التدابير، تهدف الديمقراطيات إلى تحقيق التوازن بين الأمن والحريات المدنية مع تعزيز القدرة المجتمعية على الصمود ضد التطرف.

خطة أولية لديمقراطية قتالية ودفاعية للسودان بعد وقف الحرب الأهلية

في القسم التالي من هذا المقال نقدم بالتفصيل مراحل وعناصر من خطة أولية لتنفيذ ديمقراطية قتالية ودفاعية مكيفة مع السياق في السودان:

المرحلة الأولى: تحليل الموقف والتخطيط

التقييم الشامل للاحتياجات:

جرد أصحاب المصلحة: إجراء مقابلات متعمقة واستطلاعات ومناقشات جماعية مركزة لتحديد وجهات نظر أصحاب المصلحة الرئيسيين وأولوياتهم والعوائق المحتملة أمام التنفيذ.
تحليل الحالة الحالية: إشراك فرق متعددة التخصصات لتقييم الأجهزة الأمنية القائمة، والمشهد الإعلامي، والنظام التعليمي، والديناميكيات السياسية، والأطر القانونية من خلال الأساليب الكمية والنوعية.
تقييم المخاطر: استخدام تخطيط السيناريوهات وتقنيات رسم خرائط المخاطر لتوقع التحديات المحتملة، مثل عدم الاستقرار السياسي، وقيود الموارد، والمقاومة الاجتماعية، وتطوير استراتيجيات التخفيف.

تخطيط استراتيجي:

تحديد الأهداف: تحديد أهداف شاملة تتماشى مع تطلعات السودان للحكم الديمقراطي والتماسك الاجتماعي والأمن، ثم تقسيمها إلى أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً (SMART) لكل مكون.
تخصيص الموارد: إجراء تحليل شامل للتكلفة والعائد لتحديد التخصيص الأمثل للموارد المالية والبشرية والفنية، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات قصيرة المدى والاستدامة على المدى الطويل.

المرحلة الثانية: بناء القدرات والتطوير المؤسسي
تعزيز المراقبة والاستخبارات:

الإطار المؤسسي: إنشاء فريق عمل متعدد الوكالات يضم ممثلين عن وكالات الاستخبارات وهيئات إنفاذ القانون ومنظمات المجتمع المدني للإشراف على العمليات الاستخباراتية وضمان المساءلة.
برامج التدريب: تصميم وحدات تدريبية مصممة بالتعاون مع شركاء دوليين وخبراء متخصصين، مع التركيز على تقنيات المراقبة المتقدمة، وتحليل التهديدات، والامتثال لحقوق الإنسان.
البنية التحتية القانونية: مراجعة وتعديل القوانين الحالية لتوفير إطار قانوني واضح لأنشطة الاستخبارات، يتضمن ضمانات ضد إساءة استخدام السلطة وانتهاكات الحريات المدنية.

تنفيذ الرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام:

هيئة تنظيم الإعلام: إنشاء هيئة تنظيمية مستقلة تتمتع بصلاحيات قانونية لفرض معايير الإعلام، والفصل في النزاعات، ومعاقبة المخالفين، وضمان استقلاليتها عن التدخل السياسي.
التشريع: صياغة تشريع شامل يحقق التوازن بين حماية حرية التعبير ومنع نشر خطاب الكراهية والدعاية المتطرفة والمعلومات المضللة، مع آليات إنفاذ قوية ورقابة قضائية.
مبادرات التربية الإعلامية: تطوير منهج وطني للتثقيف الإعلامي بالتعاون مع المعلمين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني، مع التركيز على التفكير النقدي ومحو الأمية الرقمية وممارسات الصحافة الأخلاقية.

إطلاق حملات التثقيف العام:

تطوير المناهج الدراسية: إصلاح المناهج الدراسية الوطنية لدمج القيم الديمقراطية وتعليم حقوق الإنسان ومهارات حل النزاعات في جميع مستويات التعليم، وتصميم المحتوى ليعكس التراث الثقافي المتنوع والتنوع اللغوي في السودان.
تدريب المعلمين: توفير تدريب شامل للمعلمين على الأساليب التربوية، وتنفيذ المناهج الدراسية، وتقنيات إدارة الفصول الدراسية، ودمج التعلم التجريبي والتوجيه من نظير إلى نظير.
التواصل المجتمعي: حشد قادة المجتمع والمؤسسات الدينية والمنظمات الشبابية لنشر المواد التعليمية وتنظيم ورش العمل وتسهيل جلسات الحوار حول الديمقراطية والتعددية والتسامح على المستوى الشعبي.

تنظيم الأحزاب السياسية:

الإطار القانوني: مراجعة الإطار القانوني الذي يحكم الأحزاب السياسية لتعزيز آليات المساءلة، وتعزيز الديمقراطية الداخلية، ومكافحة انتشار الأيديولوجيات المتطرفة، مع أحكام تتعلق بتسجيل الأحزاب، وشفافية التمويل، ونزاهة الانتخابات.
بناء القدرات: توفير التدريب والمساعدة الفنية لمسؤولي الأحزاب السياسية والناشطين ومراقبي الانتخابات حول إدارة الحزب وأخلاقيات الحملات الانتخابية واستراتيجيات بناء التحالفات، وتعزيز ثقافة المشاركة البناءة والمنافسة الديمقراطية.
آليات المراقبة: إنشاء لجنة انتخابية مستقلة مكلفة بمراقبة أنشطة الاحزاب، وإجراء عمليات تدقيق دورية، والفصل في المنازعات الانتخابية، وضمان تكافؤ الفرص لجميع الجهات السياسية الفاعلة، والحفاظ على نزاهة الانتخابات.

إنفاذ قوانين خطاب الكراهية:

الإجراء التشريعي: سن تشريع شامل بشأن خطاب الكراهية يحدد الخطاب المحظور، ويحدد عتبات قانونية واضحة للملاحقة القضائية، ويضع العقوبات المناسبة، مع ضمانات لحماية حرية التعبير وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة.
التدريب القضائي: تطوير برامج تدريب متخصصة للقضاة والمدعين العامين وموظفي إنفاذ القانون حول تقنيات التحقيق في جرائم الكراهية، ومعايير الإثبات، وخدمات دعم الضحايا، وبناء قدراتهم

المرحلة الرابعة: التوسع على الصعيد الوطني وإضفاء الطابع المؤسسي

التوسع على الصعيد الوطني:

توسيع النطاق: توسيع المبادرات التجريبية الناجحة على المستوى الوطني، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي تعاني من مستويات عالية من التطرف والاضطرابات الاجتماعية، مع ضمان الوصول العادل والتغطية عبر جميع المجموعات الديموغرافية.
بناء القدرات: عقد ورش عمل لبناء القدرات، وندوات، وبرامج لتدريب المدربين لتمكين أصحاب المصلحة المحليين بالمعرفة والمهارات والموارد اللازمة لتنفيذ واستدامة مبادرات الديمقراطية الدفاعية والقتالية بشكل فعال.
مشاركة المجتمع: تعزيز ملكية المجتمع ومشاركته في عمليات تصميم البرامج وتنفيذها ومراقبتها، والاستفادة من الشبكات الاجتماعية الحالية والقادة التقليديين والمنظمات الشعبية لبناء الثقة والشرعية.

إضفاء الطابع المؤسسي:

تكامل السياسات: الدعوة إلى دمج مبادئ الديمقراطية القتالية والدفاعية في السياسات الوطنية والتشريعات وأطر التنمية، والعمل بشكل وثيق مع الوكالات الحكومية والهيئات التشريعية وشركاء المجتمع المدني لضمان التوافق مع التطلعات الديمقراطية للسودان والالتزامات الدولية.
تعبئة الموارد: إنشاء آلية تمويل مخصصة أو صندوق استئماني لدعم التنفيذ المستمر وصيانة مبادرات الديمقراطية القتالية والدفاعية، وتنويع مصادر التمويل وتعبئة الموارد المحلية والدولية للحفاظ على التأثير طويل المدى.
إدارة المعرفة: إنشاء مستودع مركزي لتخزين وتنظيم ونشر المنتجات المعرفية، بما في ذلك أفضل الممارسات ودراسات الحالة والتقارير البحثية والمواد التدريبية، بحيث يكون في متناول جميع أصحاب المصلحة من خلال منصة إلكترونية سهلة الاستخدام أو بوابة معرفية.

المراقبة والتقييم المستمر:

مراقبة الأداء: وضع إطار شامل للرصد والتقييم لتتبع التقدم المحرز مقابل مؤشرات الأداء الرئيسية، بما في ذلك المخرجات والنتائج والآثار، مع فترات زمنية منتظمة لإعداد التقارير وعمليات التحقق من صحة البيانات لضمان الدقة والموثوقية.
ضمان الجودة: إنشاء آليات لضمان الجودة، مثل عمليات التدقيق المستقلة، ومراجعات النظراء، وآليات ردود أفعال أصحاب المصلحة، لدعم معايير التميز والشفافية والمساءلة في تنفيذ البرنامج، ومعالجة أي انحرافات أو أوجه قصور بسرعة وفعالية.
الإدارة التكيفية: احتضان ثقافة التعلم والتحسين المستمر، حيث يتم تشجيع ودعم اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة، والإدارة التكيفية، وتبادل المعرفة على جميع المستويات، مما يتيح التعديلات في الوقت المناسب وتصحيحات المسار استجابة للسياقات المتغيرة والتحديات الناشئة.

أمثلة لأفضل الممارسات للديمقراطية القتالية والدفاعية في العالم ومحاولة لتكييفها مع السياق السوداني

في القسم الاخير من هذا المقال نقدم أمثلة لأفضل الممارسات للديمقراطية القتالية والدفاعية في العالم ومحاولة لتكييفها مع السياق السوداني.

المراقبة والاستخبارات
1. شبكة الاستخبارات الوطنية:

مثال: المركز المشترك لتحليل الإرهاب في المملكة المتحدة (JTAC)

التفاصيل: JTAC هي منظمة تابعة لجهاز الأمن البريطاني (MI5) تجمع خبراء من 16 إدارة ووكالة حكومية لتقييم التهديدات الإرهابية. وهو يستفيد من مزيج من جمع المعلومات الاستخبارية وتحليل التهديدات والتنسيق بين الوكالات لتوفير تقييمات شاملة للتهديدات.

التكييف مع السياق السوداني: إنشاء شبكة استخباراتية مماثلة متعددة الوكالات تضم ممثلين عن قوات الأمن وإنفاذ القانون والإدارات الحكومية ذات الصلة، مما يضمن تنسيق الجهود وتبادل المعلومات للتصدي بفعالية للتهديدات المتطرفة.

2. مبادرات الشرطة المجتمعية:

مثال: برنامج الشرطة المجتمعية في كينيا (نيومبا كومي)

التفاصيل: نيومبا كومي، والتي تعني "عشرة منازل" باللغة السواحيلية، هي مبادرة للشرطة المجتمعية في كينيا تهدف إلى تعزيز الأمن من خلال المشاركة الشعبية. وتشجع المجتمعات على العمل بشكل وثيق مع سلطات إنفاذ القانون من خلال الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة والمشاركة في اللجان الأمنية المحلية.

التكييف مع السياق السوداني: تنفيذ برنامج مماثل حيث يتعاون قادة المجتمع والسكان المحليين مع سلطات إنفاذ القانون لبناء الثقة وتعزيز الوعي الأمني المحلي ومنع الأنشطة المتطرفة من خلال اليقظة المجتمعية والإبلاغ الاستباقي.

3. أنظمة الإنذار المبكر:

مثال: شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)

التفاصيل: تقوم شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) بمراقبة وتحليل العوامل التي تؤثر على الأمن الغذائي لتوفير إنذارات مبكرة ومنع الأزمات. وعلى الرغم من التركيز على الأمن الغذائي، فإن نهج جمع البيانات وتحليلها ونشر الإنذار المبكر ينطبق على منع الصراعات.

التكييف مع السياق السوداني: تطوير نظام إنذار مبكر باستخدام جمع البيانات في الوقت الحقيقي حول النقاط الساخنة المحتملة للتطرف. وسيشمل هذا النظام مخبرين من المجتمع، وتكنولوجيا لجمع البيانات، وفرق الاستجابة السريعة لمعالجة التهديدات الناشئة.

التحكم في الوسائط

1. مراكز الرصد الإعلامي:

مثال: فريق عمل East StratCom التابع للاتحاد الأوروبي

التفاصيل: تقوم فرقة عمل East StratCom التابعة للاتحاد الأوروبي بمراقبة حملات التضليل ومواجهتها. ويستخدم تحليلات متقدمة لتتبع اتجاهات وسائل الإعلام وتقديم ردود في الوقت المناسب على الروايات الكاذبة.

التكييف مع السياق السوداني: إنشاء مراكز مراقبة إعلامية مجهزة بأدوات متقدمة لتحليل المحتوى الإعلامي لخطاب الكراهية والدعاية المتطرفة. تدريب المحللين على تحديد المعلومات المضللة ومكافحتها وضمان التدخل في الوقت المناسب من قبل السلطات التنظيمية.

2. هيئة الإذاعة العامة:

مثال: بي بي سي (هيئة الإذاعة البريطانية)

التفاصيل: تشتهر بي بي سي بمعاييرها العالية في مجال الصحافة واستقلال التحرير. فهو يوفر تقارير متوازنة وموضوعية، وقد لعب دورًا حاسمًا في تثقيف الجمهور وإعلامه.

التكييف مع السياق السوداني: تعزيز خدمة البث العام في السودان لضمان التزامها بمبادئ الحياد والصحافة عالية الجودة، وتقديم محتوى تعليمي يعزز القيم الديمقراطية والتماسك الاجتماعي.

3. تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي:

مثال: قانون إنفاذ قوانين الشبكات في ألمانيا (NetzDG)

التفاصيل: يطلب قانون NetzDG من منصات وسائل التواصل الاجتماعي إزالة المحتوى غير القانوني، بما في ذلك خطاب الكراهية والأخبار المزيفة، في غضون 24 ساعة من الإخطار. ويفرض القانون غرامات كبيرة على عدم الامتثال.

التكييف مع السياق السوداني: صياغة وتنفيذ إطار تنظيمي مماثل يفرض على شركات وسائل التواصل الاجتماعي إزالة المحتوى غير القانوني بسرعة، بما في ذلك خطاب الكراهية والمواد المتطرفة، مع ضمان حماية حرية التعبير.

حملات التثقيف العام

1. وحدات التعليم المتنقلة:

مثال: برنامج المدرسة الرقمية المتنقلة في الهند

التفاصيل: يستخدم هذا البرنامج شاحنات متنقلة مجهزة بمصادر التعلم الرقمية لتوفير التعليم في المناطق النائية. ويعالج الفوارق التعليمية من خلال جلب فرص التعلم مباشرة إلى المجتمعات المحرومة.

التكييف مع السياق السوداني: نشر وحدات تعليمية متنقلة مزودة بموارد الوسائط المتعددة وميسرين مدربين لتقديم تعليم الديمقراطية ومهارات التفكير النقدي للمجتمعات النائية والمهمشة.

2. مراكز تمكين الشباب:

مثال: مراكز الشباب التونسية للسلام والتنمية

التفاصيل: توفر هذه المراكز التدريب والإرشاد وفرص المشاركة المدنية للشباب، بهدف منع التطرف وتعزيز التماسك الاجتماعي.

التكييف مع السياق السوداني: إنشاء مراكز لتمكين الشباب في المراكز الحضرية والمناطق المتضررة من النزاع، وتوفير التدريب على المهارات، وتنمية المهارات القيادية، وفرص المشاركة المدنية للشباب المعرضين لخطر التطرف.

3. منتديات حوار الأديان:

مثال: مركز الوساطة بين الأديان في نيجيريا

التفاصيل: يجمع هذا المركز قادة من مختلف الطوائف الدينية لتعزيز الحوار والمصالحة. لقد كان فعالا في تخفيف الصراعات الدينية وتعزيزها
التكييف مع السياق السوداني: تسهيل منتديات الحوار بين الأديان التي تضم الزعماء الدينيين وأفراد المجتمع من مختلف التقاليد الدينية لتعزيز التفاهم المتبادل ومكافحة الطائفية.

لائحة الأحزاب السياسية

1. مفوضية نزاهة الانتخابات:

مثال: اللجنة الانتخابية في غانا

التفاصيل: تشتهر اللجنة الانتخابية في غانا باستقلالها وفعاليتها في الإشراف على الانتخابات الحرة والنزيهة. وقد نفذت تدابير قوية لضمان الشفافية والنزاهة الانتخابية.

التكييف مع السياق السوداني: تعزيز اللجنة الانتخابية السودانية لضمان تمتعها بالاستقلالية والقدرة على فرض لوائح تمويل الحملات الانتخابية، والإشراف على الانتخابات، ومكافحة تزوير الانتخابات.

2. منصات الحوار المتعدد الأطراف:

مثال: عملية التفاوض المتعددة الأطراف في جنوب أفريقيا

التفاصيل: تضمنت هذه العملية، التي أدت إلى نهاية الفصل العنصري، حوارات شاملة بين مختلف الأحزاب السياسية ومجموعات المجتمع المدني، مما أدى إلى انتقال سلمي إلى الديمقراطية.

التكييف مع السياق السوداني: عقد منصات حوار متعددة الأحزاب لتعزيز الحوار السياسي، وبناء التوافق، وحل النزاعات، وتعزيز المشاركة البناءة بين المتنافسين السياسيين.

3. آليات مراقبة المجتمع المدني:

مثال: المعهد الانتخابي الوطني في المكسيك (INE)

التفاصيل: المعهد الانتخابي الوطني هو منظمة عامة مستقلة تشرف على الانتخابات وأنشطة الأحزاب السياسية في المكسيك، مما يضمن الشفافية والمساءلة.

التكييف مع السياق السوداني: إنشاء آليات رقابية مستقلة للمجتمع المدني لمراقبة الأحزاب السياسية، وتتبع الامتثال للقوانين الانتخابية، ومحاسبة الأحزاب على أفعالها.

قوانين خطاب الكراهية

1. خدمات المساعدة القانونية ودعم الضحايا:

مثال: نظام المساعدة القانونية في جنوب أفريقيا

التفاصيل: تقدم جنوب أفريقيا خدمات مساعدة قانونية شاملة لضحايا جرائم الكراهية والتمييز، مما يضمن الوصول إلى العدالة والدعم.

التكييف مع السياق السوداني: تعزيز خدمات المساعدة القانونية لضحايا خطاب الكراهية والتطرف، وتوفير الوصول إلى العدالة والدعم النفسي والاجتماعي.

2. برامج تعليم الأقران للشباب:

مثال: مؤسسة Straight Talk في أوغندا

التفاصيل: تقوم هذه المؤسسة بتدريب الشباب كمعلمين أقران لتعزيز الصحة والتعليم والمشاركة المدنية، وتعزيز الأعراف الاجتماعية الإيجابية.

التكييف مع السياق السوداني: تدريب مثقفي الأقران الشباب على تعزيز التسامح والتنوع واللاعنف، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحدي خطاب الكراهية وتعزيز الأعراف الاجتماعية الإيجابية.

3. الحوارات المجتمعية ومبادرات المصالحة:

مثال: لجنة الوحدة والمصالحة الوطنية في رواندا (NURC)

التفاصيل: بعد الإبادة الجماعية عام 1994، أنشأت رواندا المركز الوطني للاجئين لتسهيل المصالحة وتعزيز التماسك الاجتماعي. تنظم اللجنة حوارات مجتمعية، وتتوسط في النزاعات، وتدير برامج تثقيفية حول الوحدة والمصالحة. ومن خلال مبادرات مثل محاكم جاكاكا وأحداث المصالحة السنوية، قطعت رواندا خطوات كبيرة في معالجة الانقسامات ومنع تكرار أعمال العنف.

التكييف مع السياق السوداني: إنشاء لجنة وطنية مماثلة في السودان لتسهيل الحوارات المجتمعية وعمليات المصالحة. وتقوم هذه الهيئة بتنظيم الانشطة، وتوفير خدمات الوساطة، وإدارة حملات تثقيفية حول التسامح والوحدة، وخاصة في المناطق المتضررة من العنف العرقي والديني.

توصيات ختامية لتطبيق الديمقراطية القتالية والدفاعية في للسودان:

المشاركة الشاملة لأصحاب المصلحة: التأكد من أن جميع شرائح المجتمع السوداني، بما في ذلك المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والزعماء الدينيين ومجموعات الشباب والمجتمعات المهمشة، تشارك بنشاط في تصميم وتنفيذ ومراقبة مبادرات الديمقراطية القتالية والدفاعية. تشجيع الحوار المفتوح والتعاون والشراكة بين أصحاب المصلحة لتعزيز الشعور بالملكية والمسؤولية الجماعية لتعزيز المبادئ الديمقراطية.

القدرة على التكيف والمرونة: إدراك أن تنفيذ استراتيجيات الديمقراطية القتالية والدفاعية سوف يتطلب التكيف المستمر والمرونة للاستجابة للتحديات والفرص الناشئة. احتضان ثقافة التعلم والابتكار والتجريب، حيث يتم استخدام الدروس المستفادة من المشاريع التجريبية وردود الفعل من أصحاب المصلحة لتحسين وتحسين النهج البرنامجية مع مرور الوقت.

الاستدامة طويلة المدى: إعطاء الأولوية للاستدامة طويلة المدى لجهود بناء الديمقراطية من خلال الاستثمار في بناء القدرات المؤسسية، وتعبئة الموارد، وتكامل السياسات. تطوير آليات لتوليد الموارد المحلية، والاستفادة من الدعم الدولي، وتعميم المبادئ الديمقراطية في خطط التنمية الوطنية وهياكل الحكم لضمان الاستمرارية بعد دورات المشاريع قصيرة الأجل.

المراقبة والتقييم: إنشاء آليات مراقبة وتقييم قوية لتتبع التقدم بشكل منهجي، وقياس النتائج، وتقييم تأثير المبادرات الديمقراطية القتالية والدفاعية. مراجعة مؤشرات الأداء بانتظام، وجمع البيانات ذات الصلة، وإجراء تقييمات شاملة لإرشاد عملية صنع القرار القائمة على الأدلة، والمساءلة، والشفافية.

تعزيز القيم الديمقراطية: تعزيز القيم الديمقراطية مثل احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والتعددية والتماسك الاجتماعي من خلال حملات التوعية المستهدفة وبرامج التثقيف المدني والخطاب العام. تعزيز ثقافة التسامح والحوار والاحترام المتبادل بين المجتمعات المتنوعة، وتحدي الخطابات التي تروج للتطرف أو التمييز أو العنف.

التعاون الدولي: تسخير دعم الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك المنظمات المتعددة الأطراف، والوكالات المانحة، وشبكات المجتمع المدني، لاستكمال وتعزيز جهود السودان لتعزيز الديمقراطية. التماس المساعدة الفنية والموارد المالية وفرص تبادل المعرفة لتعزيز القدرات المؤسسية وبناء الخبرات وتعزيز التعاون عبر الحدود في مكافحة التطرف وتعزيز الحكم الديمقراطي.

منع الصراعات وحلها: معالجة الدوافع الأساسية للصراع، مثل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والتهميش السياسي والمظالم التاريخية، كجزء من نهج شامل لتعزيز السلام والاستقرار والحكم الديمقراطي في السودان. إعطاء الأولوية لمبادرات الحوار الشامل والمصالحة وبناء السلام على المستويات المجتمعية والوطنية والإقليمية لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار وبناء السلام المستدام.

بناء القدرات: الاستثمار في التطوير المهني وبناء القدرات المؤسسية للوكالات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وغيرها من أصحاب المصلحة الرئيسيين المشاركين في تعزيز الديمقراطية القتالية والدفاعية. توفير التدريب والمساعدة الفنية والدعم التوجيهي لتعزيز المهارات في حل النزاعات وحماية حقوق الإنسان ومحو الأمية الإعلامية والحكم الديمقراطي، مما يضمن تجهيز المؤسسات السودانية للتصدي بفعالية للتحديات المعاصرة.

ومن خلال إعطاء الأولوية لهذه التوصيات واعتماد نهج شامل لتعزيز الديمقراطية القتالية والدفاعية، يمكن للسودان تعزيز مؤسساته الديمقراطية، وتعزيز المشاركة السياسية الشاملة، وبناء مجتمع مرن يدعم القيم الديمقراطية ويقاوم تهديدات التطرف والاستبداد.

moniem.mukhtar@googlemail.com  

مقالات مشابهة

  • خطة أولية للديمقراطية القتالية والدفاعية لتأمين الإنتقال المدني الديمقراطي في السودان بعد وقف الحرب الأهلية
  • الكشف عن موعد لقاء أردوغان وزعيم المعارضة
  • الشعب الجمهوري يفتتح ممثلية له في قبرص التركية
  • اعتماد نتائج جائزة الباحة للإبداع والتميز في دورتها التاسعة
  • وزير السياحة والآثار يتلقى نتائج انتخابات مجالس إدارات الغرف السياحية
  • وزير السياحة يتلقى نتائج انتخابات مجالس إدارات الغرف السياحية ومندوبيها لدى اتحاد الغرف
  • كلب طروادة: حرب الهرة العثمانية مع موالي كلب الشعب الجمهوري
  • حزب شبكي يرفع دعوى قضائية ضد توسعة مدينة الموصل
  • إعادة انتخاب نوسيدا رئيسا لليتوانيا
  • "يربط الحزام حول رقبتها وأضربها بالكرباج".. مفاجآت جديدة في اعترافات سفاح التجمع