استهداف قنصلية إيران في دمشق: هل تكون بداية الحرب الإقليمية؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
استهداف العدو الصهيوني للقنصلية الإيرانية في حي المزة بقلب العاصمة السورية، واستشهاد العميد محمد رضا زاهدي، أحد قادة فيلق القدس، وعدد آخر من فعاليات الحرس الثوري الإيراني، يعد تطورا لا يكفي أبدا وصفه بالخطير، ولا يققل من خطورته ما قاله الصهاينة من أن (الضربة) رسالة إلى حزب الله، فالمقرات الدبلوماسية تعد جزء لا يتجزأ من أرض شاغليها، أي أن العدوان يعتبر عدوانا على قلب طهران، وهو بالتالي خطوة صهيونية لا تفسير لها إلا أنها تحطم كل الخطوط الحمراء، وتنقل أوضاع ما قبل العدوان إلى مجهول لا يملك مفاتيح كشفه سوى إيران.
إضافة إلى ذلك، فمن البديهي أن يتساءل المراقب: إذا كان العدوان رسالة صهيونية إلى حزب الله، فماذا لم يقم العدو باستهداف مقرا دبلوماسيا إيرانيا في بيروت؟! وبالأحرى، لماذا لم يستهدف مؤسسة تابعة لحزب الله نفسه؟
ربما يكون المسلك الأصوب لتفسير طريقة اختيار العدو لدمشق، هو عدم الرغبة في استفزاز حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وفي قوى سياسية لبنانيو أخرى من يتقاطع مع (إسرائيل) في الموقف من حزب الله.. علاوة على أن إسرائيل نفسها حريصة على إيصال رسالة لمن يعنيه الأمر في لبنان، بأن عداء إسرائيل إنما هو مع الثنائي الشيعي (حزب الله، وحركة أمل)، ومن يلف لفهما، وأن الباقين في مأمن، وليس من مصلحة إسرائيل استعدائهم، او حرف مسيرتهم الداعية إلى تجريد الحزب من سلاحه، وبخاصة صواريخه.
لست من هواة استخدام تعبيري (ناقوس الخطر)، و(حبس الأنفاس)، لكن استخدامهما الآن حتمي، فالعدو لا يمكن أن يقدم على هذه الخطوة إلا بضوء أمريكي أخضر، إن لم نقل تحريضا، وبالتالي فإن كل السيناريوهات المتوقعة بعد الرد الإيراني، تنتهي إلى بديهية واحدة وهي أننا سنكون في أقرب نقطة من الانفجار الإقليمي، أو أننا سنكون قد أصبحنا بالفعل في القلب منه.
اقرأ أيضاًالجيش الإسرائيلي يعلن عن خطط عسكرية في الشمال بعد قصف قنصلية إيران في دمشق
السفير الإيراني في دمشق يؤكد مقتل مستشارين عسكريين بـ«هجوم إسرائيلي» ويتوعد بالرد
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي قنصلية إيران في دمشق قنصلية إيران حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء
واعتبر الحزب في بيان له اليوم الأربعاء أن هذا العدوان "خرقٌ فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية"، مؤكّـدًا أنّ التمادي "الإسرائيلي" ما كان ليحصلَ لولا الغطاءُ الأمريكي الكامل، والصمت المخزي للمجتمع الدولي.
وأشَارَ البيان إلى أن "العدوَّ الصهيوني يمعنُ في انفلاته وعدوانه الوحشي اتّجاه شعوب منطقتنا من غزة إلى لبنان واليمن، وآخرها المجازر المروِّعة التي يرتكبها بحق أهل غزة، ومواصلة سياسة التجويع والإبادة الجماعية، والاعتداءات اليومية المُستمرّة على سيادة لبنان، وُصُـولًا إلى العدوان اليوم على مطار صنعاء الدولي".
وأضح أن "العدوان الجديد على اليمن يؤكّـد أن كيان العدوّ لم يتّعظْ من دروس ربيبته أمريكا، التي لم تستطع إخضاع اليمن وشعبه وقيادته، وأقرّت بفشلها مما اضطرها مرغمةً إلى وقف عدوانها على اليمن، وأنّ العدوّ ما يزال غارقًا في أوهامه، ظانًا أنّه سيحقّق أهدافَه الواهية في ردع الشعب اليمني أَو دفعه إلى التراجع عن مواقفه الراسخة في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، التي تُرتكب بحقه يوميًّا أبشع المجازر، وتصم الآذان عن صراخات وعذابات أطفاله الذين يُقتلون حرقًا وتجويعًا، وتُغمض الأعين عن مشاهد الأشلاء الممزقة والمتناثرة".
وعبّر الحزب عن اعتزازه الكبير بالمواقف الشجاعة والجريئة والحكيمة للقيادة اليمنية، مؤكّـدًا تضامنه الكامل مع الشعب اليمني الأبي، الذي "لن يزيده العدوان إلا عزمًا وبأسًا وجُرأة وتصميمًا على المضي قُدُمًا في ما بدأوه، حتى وقف حرب الإبادة وفك الحصار عن أهل غزة".
ودعا حزب الله إلى أعلى درجات الإدانة والاستنكار من جميع الدول والشعوب الحرة في العالم وإلى التحَرّك الفاعل والمؤثِّر لفكِّ الحصار الظالم التي يتعرض له قطاع غزة العزيز واليمن الشريف.
كما دعا مجدّدًا الشعوبَ والدول العربية والإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز ومؤازرة موقفه الشجاع والنبيل نصرة لفلسطين وشعبها الصامد.