تتراوح العلاقات بين واشنطن وتل أبيب وسط خلافات متصاعدة حول الحرب على قطاع غزة، والاتفاق على ضرورة شطب المقاومة الفلسطينية من المعادلة المحلية والإقليمية، وفي ظل ذلك لم يتوقف الدعم العسكري الأميركي، رغم تلويح البيت الأبيض بمراجعته بين حين وآخر.. فكيف ينعكس هذا التجاذب على وضع الفلسطينيين في غزة؟

ومن وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فهناك ارتفاع في وتيرة الضغط الأميركي على إسرائيل، في محاولة من الرئيس جو بايدن تغيير سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في غزة، ولكن هذا الضغط لا يزال محصورا في الإغاثة الإنسانية وفي المطالبة بوقف مؤقت لإطلاق النار.

ووفق الحيلة، فقد تسبّب الهجوم الإسرائيلي على موظفي "المطبخ المركزي العالمي" في حرج كبير للولايات المتحدة الأميركية ولبريطانيا وللمنظومة الغربية ككل، ولذلك تزايدت الضغوط على الإسرائيليين الذين لن تظهر مدى استجابتهم لهذه الضغوط إلّا من خلال الواقع على الأرض.

ورغم الحرج الذي تشعر به واشنطن جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فلا يوجد حتى الآن أي تغيير في مسألة الدعم الأميركي الإستراتيجي لإسرائيل، كما يرى ضيف حلقة (2024/4/5) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟".

ومن جهته، يستبعد تشارلز دان، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق أن يكون هناك تغيير في الدعم الأميركي لإسرائيل، وقال إن الرئيس بايدن حذر من نتائج وخيمة في حال لم تتم حماية العاملين بمجال الإغاثة في غزة، غير أنه أرسل شحنات أسلحة كبيرة لإسرائيل الأسبوع الماضي.

وأضاف دان أن الإدارة الأميركية تركز بشكل واضح على موضوع المساعدات الإنسانية لغزة، ولكن ليست هناك أدلة ملموسة تشير إلى أنها ستعمل على تنفيذ ما تقوله.

واشنطن ستناور في مجلس الأمن

وحول ما إذا كانت واشنطن ستقدم على تعليق إمداد السلاح لإسرائيل، قال عضو مجلس الأمن القومي الأميركي إن هناك قوانين أميركية تمنع نقل واستخدام الأسلحة الأميركية لدول تستخدمها في انتهاكات حقوق الإنسان، ولو أراد الرئيس بايدن أن يقول لنتنياهو إنه جاد في موقفه، وإنه يتعرض لضغوط قانونية سياسية وقانونية داخلية لفعل ذلك، مشيرا إلى "أن بايدن يعيش حالة حرب مع ذاته".

أما الكاتب والمحلل السياسي الحيلة، فيعتقد أن التهديد الأميركي بتعليق صفقات الأسلحة لإسرائيل هو نوع من أنواع الضغط المشكوك فيه، لأن حدوث ذلك سيؤدي إلى ضعف الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وبالتالي يعطي رسالة لحزب الله اللبناني ولإيران.

ورجح أن تناور الولايات المتحدة على مستوى مجلس الأمن الدولي خاصة أن فرنسا تتحدث عن مشروع قرار لوقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة.

وبشأن انعكاس الموقف الأميركي على المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، يرى المسؤول الأميركي السابق أن أولوية إسرائيل هي إطلاق سراح الأسرى وهزيمة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وهما هدفان متعارضان -كما يؤكد المتحدث- مقرا بأن حكومة نتنياهو تواجه ضغطا دوليا لتغيير مسارها.

في حين توقع الحيلة أن تكون هناك ضغوط على الاحتلال خلال المفاوضات لتقديم تنازل ما قد يتعلق بعودة النازحين لشمال غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات المقاومة الفلسطینیة مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل. أوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد تعليق واشنطن إرسال أسلحة

أوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد تعليق واشنطن إرسال أسلحة اعلان

قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة أوقفت شحنات بعض صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الأسلحة التي وعدت بها كييف سابقًا وسط مخاوف من أن مخزونها الخاص قد انخفض كثيرًا، وذلك وسط مخاوف من أن مخزونها الخاص قد انخفض أكثر من اللازم.

كانت بعض الذخائر قد وُعِدت في السابق لأوكرانيا في ظل إدارة بايدن لدعم دفاعاتها. ومع ذلك، يبدو أن الإدارة الأمريكية قد عدلت بعض تلك القرارات بسبب المخاوف على المصالح الأمريكية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان لها: "تم اتخاذ هذا القرار لوضع مصالح أمريكا أولًا بعد مراجعة الدعم والمساعدة العسكرية التي تقدمها بلادنا لدول أخرى في جميع أنحاء العالم".

وأضافت كيلي ساخرةً: "لا تزال قوة القوات المسلحة الأمريكية غير مشكوك فيها - فقط اسألوا إيران".

وخلصت مراجعة البنتاجون إلى أن المخزونات كانت منخفضة للغاية في بعض الأسلحة التي تم التعهد بها سابقًا، لذلك لن يتم إرسال شحنات معلقة من بعض الأصناف، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

ولم تقدم وزارة الدفاع الأمريكية تفاصيل عن الأسلحة المحددة التي تم تعليق إرسالها.

وقال المتحدث باسمها شون بارنيل: "لم يكن الجيش الأمريكي أكثر جاهزية وقدرة من أي وقت مضى"، مضيفًا أن حزمة التخفيضات الضريبية والإنفاق الكبيرة التي تمر عبر الكونجرس الأمريكي "تضمن تحديث أسلحتنا وأنظمتنا الدفاعية للحماية من تهديدات القرن الحادي والعشرين لأجيال قادمة".

قد يكون توقف بعض الأسلحة من الولايات المتحدة ضربة كبيرة لأوكرانيا، حيث كثفت موسكو ضرباتها الجوية على أوكرانيا بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ والقصف أكثر تواتراً وكثافة.

أطلقت روسيا عددًا قياسيًا من الطائرات بدون طيار ضد أوكرانيا بلغ 5438 طائرة بدون طيار خلال شهر يونيو، وفقًا لبيانات القوات الجوية الأوكرانية، أو ما يزيد بنحو الربع عن وابل موسكو السابق الذي بلغ 4198 طائرة بدون طيار في مارس.

هل تستطيع ألمانيا التدخل؟

لقد ضغطت واشنطن مرارًا وتكرارًا على الحلفاء لتوفير أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا والتدخل بالمزيد من إمدادات الأسلحة.

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم الثلاثاء إن قرار توريد صواريخ كروز من طراز توروس إلى أوكرانيا لا يزال قيد الدراسة. إلا أنه شدد على أن ألمانيا لن تصبح طرفًا في الحرب.

وقال ميرتس للصحافة المحلية: "لقد كان من الواضح دائماً أنه إذا قمنا بتوريد صواريخ توروس، فإن هذا السلاح لن يستخدمه الجنود الألمان، بل الأوكرانيون".

وأشار إلى أن نفس المبدأ ينطبق على صواريخ كروز الأخرى التي زودت بها المملكة المتحدة وفرنسا أوكرانيا بالفعل.

يشبه صاروخ توروس إلى حد كبير صواريخ سكالب الفرنسية البريطانية وصواريخ ستورم شادو الفرنسية البريطانية من حيث المدى والسرعة والحمولة.

ويكمن الاختلاف الرئيسي في تصميم الرأس الحربي، حيث يمكن برمجة صواريخ توروس لتنفجر بعد اختراق الأهداف المحصنة، مثل المخابئ والمنشآت المحصنة - وهو السبب الرئيسي وراء طلب كييف للصواريخ الألمانية الصنع من برلين منذ بداية الغزو الروسي الشامل في أوائل عام 2022.

المصادر الإضافية • AP

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • عاجل. واشنطن تعلّق شحنات أسلحة إلى كييف.. وأوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي
  • عاجل. أوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد تعليق واشنطن إرسال أسلحة
  • جماعة الحوثي تعلن قصف إسرائيل بصاروخ فرط صوتي وطائرات مسيرة: بن جوريون يتوقف وسفارة واشنطن تلوّح بالقصف
  • السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟
  • تحول في الرهان الأميركي في سوريا من قسد إلى دمشق
  • البنتاجون يوافق على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة 510 ملايين دولار
  • روسيا: إسرائيل عادت للتركيز على غزة بعد وقف إطلاق النار مع إيران
  • هل يسهم التوجه الأميركي الجديد في تحقيق السلام بالسودان؟
  • أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
  • مندوب إيران لدى الأمم المتحدة : تخصيب اليورانيوم لن يتوقف والمفاوضات مع واشنطن “غير ممكنة” حالياً (تفاصيل)