حكم الزواج في شهر شوال.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الزواج في شهر شوال مستحبٌّ شرعًا، ولا كراهة فيه، وسبب قول بعض الناس بكراهة الزواج فيه؛ إما بسبب التشاؤم من لفظ "شوال"، وإما لما ورد من وقوع طَاعون في شوال في سَنَةٍ من السنين؛ فمات فيه كثير من العرائس.
أوضحت دار الإفتاء، أن كل هذه الأشياء باطلة وغير صحيحة، ولا ينبغي الالتفات إلى شيء منها؛ لما تقرر مِن كونِ الزواج فيه سُنَّة، بالإضافة إلى أن القول بكراهة ذلك تشاؤمًا يُنافي التوكل على الله المأمور به شرعًا.
قد اتفق فقهاء المالكية، والشافعية، وأكثر الحنابلة على استحباب الزواج في شهر شوال وكونه مندوبًا؛ استدلالًا بهذه الأحاديث.
قال الإمام النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني": [ويستحب كون الْخُطْبَةِ والعقد يوم الجمعة بعد صلاة العصر؛ لقربه من الليل، كما يُسْتَحَبُّ كونها في شَوَّال].
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج": [يُنْدَبُ التَّزَوُّجُ في شوال والدخول فيه؛ للخبر الصحيح فيهما عن عائشة رضي الله عنها مع قولها ردًّا على مَن كَرِه ذلك].
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف": [فائدتان.. الثانية: قال ابن خطيب السَّلَامِيَّةِ، في نكته على "المحرر": وقع في كلام القاضي في "الجامع" ما يقتضي: أنه يستحب أن يَتَزَوَّجَ في شوال].
كما ذهب الحنفية في المختار عندهم إلى أن الزواج في شهر شوال جائز، ولا كراهة فيه.
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار": [قال في "البزازية": والبناء والنكاح بين العيدين جائز، وَكُرِهَ الزفاف، والمختار أنه لا يكره].
بالإضافة إلى ما سبق من التطاير بشهر شوال، ومنع الزواج فيه من باب التشاؤم بما ورد عن الناس في الجاهلية، وما يتردَّد على ألسنة العوام من الناس؛ فإن فيه منافاة للتوكل على الله سبحانه وتعالى، وهو القائل: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [هود: 123]، وقد قال تعالى أيضًا: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3].
الشريعة الإسلامية تنهى عن التشاؤموقد نهت الشريعة الإسلامية عن التشاؤم؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى، ولَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الفألُ»، قالوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قال: «كَلِمَةٌ طَّيِّبَةٌ» متفقٌ عليه.
وروى أبو داود في "السنن" من حديث عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ».
يقول الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": [والتطير: التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قولٍ أو فعلٍ أو مرئي].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء شهر شوال الزواج شوال فی شوال
إقرأ أيضاً:
ارحموا الشباب وخففوا تكاليف الزواج
حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج فقال: (يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء). رواه البخاري ومسلم.
ولا شكَّ أنَّ الزواج له فوائدَ كثيرة منها: تكثير النسل الذي حثَّ عليه رسول الله صلواتُ الله وسلامُه عليه حيث قال في حديث أبي داود: (تزوَّجوا الودود الولود؛ فإنِّي مكاثرٌ بكم الأمم).
ومنها: أنَّه سكَنٌ للنفس، ومَتاعٌ في الحياة، وطمأنينةٌ للقلب، وإحصانٌ للفرج.
أيها الآباء والأمهات أعينوا وساعدوا الشباب والبنات على الزواج، واترُكوا المغالاة في المهور؛ فإنَّها من أسباب تأخير الزواج، واحذَرُوا من الإسراف والمباهاة في الولائم؛ فإنَّ أكثرها يرمى في الأرض، وربما وُضِعَ في القمامة ، فاحذَرُوا العُقوبات، لقد كثُر الشباب العزاب، وتضاعَف عدد الشابات غير المتزوِّجات، وحرم الجميع لذَّة الحياة، ولا شكَّ أنَّ من أعظم الأسباب في ذلك كثرةَ المهور والطلبات.
ومن المأسوف له أنَّ أمر المهر أصبح لدى الكثير من الرجال بيد النساء، ولم يبقَ للرجل قيمة في أمر ابنته، وأصبحت النظرة للمال لا للرجل؛ لأنَّ الأمر عاد للنساء، وأصبح الضحيَّة الشاب والشابَّة، وربما ترتَّب على ذلك مفاسد قد لا يُدرِكها الكثير، لقد أمر الله بالتزويج، ولم يجعل الفقر عيبًا، ووعَد بالغنى؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].
وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي عام المملكة-رحمه الله- هذا السؤال: هناك بعض الآباء يتجاوزون في المهور، نريد أن توجهوا لهم النصيحة لعل الله أن يهديهم في ذلك ؟.
فأجاب: “هذا أمر عام ومصيبة كبيرة، وهي المغالاة في المهور، ونصيحتي لكل مسلم أن يدع ذلك، وأن يحذر المغالاة في مهر بنته أو أخته أو قريبته الأخرى، وأن يتساهل في ذلك ويرضى بالمهر المناسب الذي يعين المرأة على حاجاتها المعروفة، ولا يكون فيه إرهاق للزوج ولا منع للنكاح، هذه الكل يشكو منها، مسألة المغالاة في المهور، والمغالاة أيضاً في الولائم، كلتاهما ضارتان،
فينبغي للأولياء وللنساء أيضاً أن لا يشددوا في ذلك بأن ترضى المرأة وأمها وقراباتها بالشيء المناسب، كما يرضى الأب وبقية الأولياء بذلك، بعض الأحيان قد يكون الأب يرضى أو الولي لكن لا ترضى أمها وأختها ونحو ذلك، وربما حملته أمها على المغالاة.
فالحاصل: أن هذا مطلوب من الجميع؛ مطلوب من الأم والخالة والبنت نفسها، مطلوب من الأب، مطلوب من الإخوة، مطلوب من الأجداد، كلهم يتعاونون في تسهيل المهور وعدم المغالاة حتى يتيسر تزويج قريباتهن.
أما مع المغالاة فإن البنت تبقى حبيسة البيت ولا يتقدم لها إلا القليل من الناس، ليس كل واحد عنده القوة على المهر المرتفع، ثم هذا لا ينبغي لأن المغالاة في المهور تفضي إلى فساد كبير، إلى تعطيل البنات والأخوات، وتعطيل الشباب، والوقوع في الفواحش، هذا كله شره عظيم وعاقبته وخيمة.
كذلك الولائم ينبغي ألا يعني يتنافس فيها، بدل ما يذبح عشر ذبائح خمسة عشر يكتفي بواحدة أو ثنتين أوثلاث، بدل ما يدعو مائة مائتين يدعو خمسة، عشرة من أقاربه الأدنين ويكتفي بذلك حتى تكون النفقة أقل، وحتى يستطيع أن يتقدم للزواج، لكن إذا ذكر أن هناك ولائم تحتاج إلى ألوف بل عشرات الألوف مع مغالاة المهر، فإن هذا كله يسبب تعطيل الرجل وتعطيل البنت جميعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله للجميع الهداية. نعم”.
فالبركة والسعادة والسكينة والاستقرار ونجاح الزواج في التيسير والتسهيل في الزواج.