كمبالا – خاص: التغيير

“الفرار من الموت إلى الموت” تلخص هذه العبارة الغارقة في اليأس قصة حواء إسحق ذات الخمس والعشرين عاماً ذات التجربة العصيبة مع الحرب، واجهت حواء مرض والدتها المزمن بعد أن تم تدمير منزلها في نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور إبان القصف المدفعي المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في سبتمبر الماضي، قبل سقوط الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش في 26 أكتوبر 2023.

وتقول حواء لـ(التغيير)، إنها لم تجد سبيلاً غير اللجوء إلى دولة جنوب السودان بحثاً عن شفاء لمرض والدتها بعد انقطاع الأدوية لفترة تزيد عن الثلاثة أشهر، فخرجت براً إلى أن وصلت الرنك، وهنا قال القدر كلمته بعد أن ظلت لأكثر من أسبوع في انتظار هبوط الطائرة لنقل والدتها التي لم يعد جسمها يحتمل التحرك براً ففاضت الروح لبارئها”.

لم تنته قصة حواء هنا، فبعد أن قررت ركوب “البوت” “وسيلة نقل محلية” عبر النهر من الرنك إلى ملكال، في رحلة استغرقت أكثر من 48 ساعة، ومن ملكال لجوبا عن طريق الطيران، ومنها إلى العاصمة الأوغندية كمبالا عن طريق البر.

حواء كانت تمني نفسها بوضع حد لهذه المأساة التي فقدت فيها والدتها، لكنها اصطدمت بواقع مغاير عكس الذي كانت ترسمه في مخيلتها بعد نجاتها من الموت، ولكنها واجهت موتاً من نوع آخر، وبدأت تبحث عن وسيلة تساعد به شقيقاتها الصغيرات، فعملت في بيع الأطعمة وأدوات الزينة للنساء لكنها لم توفق في جني الأموال لضعف القوة الشرائية.

قررت السفر إلى معسكر “كرينديق” بمقاطعة بيالي التي تبعد حوالي 220 كيلو متر شمال العاصمة الأوغندية كمبالا، ومنذ وصولها للمعسكرات بدأت رحلة لجوئها فصلاً آخر من المعاناة بسبب الوضع المتردي داخل المعسكر والاستقبال ببيالي، ووجدت نفسها داخل خيمة كبيرة مع عدد كبير من رفيقاتها اللواتي نجون من رصاص القتال لكنهن يواجهن موتا آخر بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة داخل المعسكر.

لاجئون سودانيون في يوغندا عدد اللاجئين

واستقبلت أوغندا الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، عددا من اللاجئين السودانيين، بعد وصول حوالي 20 ألف شخص منذ بداية الحرب في أبريل من العام الماضي ثلاث ألف منهم في معسكرات اللجوء، بحسب آخر إحصائية غير رسمية ذكرها سفير السودان بأوغندا.

وتستضيف أوغندا أكثر من 1.4 مليون لاجئ- يعيش أكثر من 80,000 منهم ويعملون في كمبالا.

ويواجه أغلب اللاجئين ظروفا اقتصادية سيئة خاصة في المناطق الحضرية في ظل توقف الدعم  من المنظمات الأممية، مما اضطر عددا من اللاجئين للبقاء في المخيمات ومعسكرات اللجوء التي تفتقر أغلبها لأبسط مقومات الحياة”.

واقع قاس

وتعتبر حواء واحدة من عشرات الآلاف من اللاجئين الذين وصلوا إلى العاصمة الأوغندية كمبالا بحثا عن النجاة، لكنهم اصطدموا بواقع قاس في هذه المدينة التي استقبلتهم بوجهها الأخضر السياحي المكلف مادياً.

ويقول حامد عمر حامد الذي فر من القتال في منطقة الصالحة جنوبي أم درمان- بالعاصمة الخرطوم: بعد احتدام القتال بين طرفي الصراع، قررت النزوح لولاية النيل الأبيض مدينة “ربك” ومكث في مركز إيواء لثمانية أشهر، ولكن توقف التعليم جعلني أفكر في اللجوء لإحدى دول الجوار لإنقاذ مستقبل أبنائي، ووقع اختيار أبنائي لدولة أوغندا”.

ويضيف حامد لـ(التغيير): “تحركنا عن طريق دولة جنوب السودان، لكننا تفاجأنا بالمعاملة السيئة ، ومنذ دخولنا للأراضي الجنوبية تم نهب الأموال والهواتف من ثمانية شباب”.

وتابع عمر، بعد وصولنا إلى دولة أوغندا تم استقبالنا بشكل لائق وتم تسهيل جميع الإجراءات، ولكن بعد وصولنا للمعسكر وجدنا قصوراً كبيراً من المنظمات داخل مركز استقبال اللاجئين  ببيالي، ولم يهيئ المكان لاستقبال اللاجئين السودانيين الذي يواجهون ظروفا نفسية واقتصادية  سيئة تتطلب تعاملا جيدا للتخلص من آثار الصدمة”.

لاجئون في اوغندا مشاهد من داخل المعسكر

أوضاع اللاجئين السودانيين داخل المعسكر تبكي العين وتفطر القلب بسبب الظروف السيئة التي يعيشونها، وانعكس ذلك على صحتهم النفسية والجسدية، وبدت وجوههم شاحبة عنوانها  التعب والإرهاق، وزاد  هطول الأمطار المستمر من تلك المعاناة، لعدم وجود مأوى لأغلبهم، ولجأ البعض منهم للاحتماء بالأشجار وجدران المباني، التي يستخدمها موظفو المفوضية في استخراج المستندات للاجئين “.

نقص الرعاية الطبية

وتتواصل معاناة اللاجئين السودانيين في أوغندا والذين فروا من الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية  وقوات الدعم السريع، منذ 15 أبريل من العام الماضي. لكن أوضاع هؤلاء بدأت في التدهور مع نقص الرعاية الطبية والأدوية وسط مخاوف متزايدة من انتشار الأمراض بينهم.

ويعاني المعسكر الذي يستقبل اللاجئين من السودان وجنوب السودان من انعدام الصرف الصحي الأمر الذي يهدد صحة المئات من المواطنين الموجودين داخله”.

وشكا مجموعة من  الشباب لـ(التغيير)، من عدم وجود أسرة ومراتب للنوم في جميع مخيمات المعسكر، وجميع من في المعسكر يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وسط تخوف الكثير منهم النوم ليلا على الأرض بسبب انتشار الثعابين التي تتجول بكل أريحيه داخل المخيمات خاصة في المساء مما أخاف النساء والأطفال الذين عملوا على  تغيير وقت النوم من الليل للنهار”.

عدم استجابة للشكاوى

رغم الشكاوى التي تقدم بها اللاجئون للمسؤولين في المعسكر إلا أن تلك الشكاوى لم تجد استجابة، بحسب موظف يعمل بمركز استقبال اللاجئين “فضل حجب اسمه”.

وأوضح الموظف لـ(التغيير)، أنهم يرفعون شكاوى اللاجئين داخل المعسكر  لكنها لا تجد الاستجابة وكأن الموجودين داخل المخيمات ليسو ببشر”.

مضيفاً: “نرى قصوراً كبيراً من إدارة استقبال اللاجئين لكننا لا نقدر على تغيير الواقع لأننا ننفذ التعليمات من الإدارة”.

مؤكداً أن “إدارة المعسكر لا تسمح للسودانيين بالعمل في الوظائف الأساسية ويقتصر دورهم فقط في الترجمة والأعمال الهامشية”.

ولفت إلى أن المسؤول من المعسكر يأتي في كل صباح ويتلقى التقارير داخل سيارته “ولا يكلف نفسه حتى بالطواف على المخيمات ليتعرف على احتياجات اللاجئين”.

وعزز حديث  الموظف بمركز الاستقبال الناشط الحقوقي إبراهيم عبد الحميد عبد الله، الموجود داخل المعسكر لأكثر من أسبوع.

ويقول عبد الله لـ(التغيير): “بعد أن أكملنا إجراءات اللجوء مكثنا في (الاستقبال) أكثر من أسبوع ولم يتم ترحيلنا إلى المعسكر”.

مضيفاً أن مركز الاستقبال  يعاني من انعدام في الصرف الصحي، ولا توجد عربة إسعاف للحالات الطارئة، “ولاحظنا ذلك بعد حدوث حالتين احتاجتا لإسعاف مستعجل ولكنا لم نجد لها إسعاف”.

وأوضح عبد الله، أن  مستشفى بندول “القريب من المعسكر يعاني من انعدام الأدوية المنقذة للحياة”.

ولفت إلى أن المفوضية السامية لحقوق اللاجئين بعيدة كل البعد عن المستشفيات وحال اللاجئ داخل المعسكر”.

وأشار إلى أنهم حاولوا تقديم شكوى لرئيس “الاستقبال” لكنه طلب منهم الذهاب إلى “اليو بي إم”، وبعد ذهابنا إليهم طلبوا منا العودة لإدارة الاستقبال مرة أخرى دون أن يتم حل المشكلة”.

وتساءل إبراهيم، عن دور السفارة السودانية تجاه اللاجئين، وقال ان أغلب السودانيين استأجروا شقق  من غير عقود، ولم يتم عمل حصر أعدادهم.

مضيفاً، لدينا تلاميذ منذ أن خرجوا من السودان لم يتلقوا جرعة من الدراسة، ويواجهون الآن مشاكل حقيقة باعتبار المنهج الذي يدرس داخل المعسكر منهجاً أوغندياً “.

https://www.altaghyeer.info/wp-content/uploads/2024/04/لاجئون-سودانيون-في-اوغندا.mp4 مشاكل عديدة

وتسعى مجموعة من منظمات المجتمع المدني لإيجاد حلول لأوضاع اللاجئين السودانيين في أوغندا من خلال التواصل مع جهات الاختصاص.

وكشفت خبيرة الاقتصاديات التحويلية وتمكين الأسر د. أمل سعيد القدال، عن وجود مبادرة لمساعدة الطلاب السودانيين وأسرهم في الرسوم الدراسية”.

وقالت أمل لـ(التغيير)، إنها قطعت شوطاً كبيراً في ذلك، وتخطط لعمل ورشة للتنوير بكيفية التقديم والتأهيل للمنحة”.

وأوضحت أن الطلاب السودانيين لجأوا  إلى دول الجوار لمواصلة التعلم بشكل كامل أو جزئي، لكن بعد وصولهم إلى أوغندا واجهوا  مشكلات عديدة منها اختلاف المنهج التعليمي الثانوي والجامعي بشكل كلي، الضغط المادي الذي ساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة للطلاب السودانيين لعدم توفر سكن ومصاريف للدراسة  وفرص عمل.

وتابعت: “الجامعات والمستويات التي درسوها غير معتمدة لعدم وجود المستندات المطلوبة”.

وأشارت أمل، إلى وجود مشاكل أخرى منها عدم توفر منصة إرشادية لتوجيه الطلاب الجدد داخل أوغندا، ولا يوجد دعم من المنظمات الإنسانية ولا تخفيض للرسوم الدراسية ولا تقديم منح دراسية للطلاب الذين لم يلتحقوا بالجامعة، بالإضافة إلى عدم  حصر الطلاب الجالسين للشهادة السودانية 2023 المؤجلة بشكل كامل”.

اوغندا وفيات وسط الشباب

الظروف القاسية داخل معسكر بيالي جعلت بعض الشباب السوداني يتركون السكن داخل المعسكر  ويلجأون إلى استئجار شقق يسكنون فيها بشكل جماعي لمواصلة التعليم  في الجامعات والمعاهد الأوغندية.

ويقول الشاب حسين علي لـ(التغيير)، إن أغلب الشباب غادروا المعسكر وأصبحوا يستأجرون شققا بشكل جماعي، وأغلبهم خرجوا من السودان فقط بملابسهم، وتحت واقع الصدمة والحرب، جزء كبير منهم لجأ لإدمان الكحول،  وتحت تأثير الصدمة كثير من الشباب أصبح يتعاطى الكحول بإفراط نتج عنها عدد من الوفيات.

إحصائيات أممية

ووفق أرقام الأمم المتحدة، أجبر أكثر من 7 ملايين سوداني على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى دول الجوار، وتحديدا نحو تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في البلدان المستضيفة التي تعاني بالفعل من مشاكل اجتماعية واقتصادية، وتستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين.

ووجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 4.1 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الذين يئنون تحت وطأة الحرب في السودان، وكذلك أولئك الذين فروا إلى دول مجاورة.

وتقول الأمم المتحدة، إن نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين فر أكثر من 1.5 مليون نحو دول الجوار.

ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في نداء مشترك، مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية إلى 14.7 مليون شخص.

وطلبت المفوضية 1.4 مليار دولار لدعم ما يقرب من 2.7 مليون في خمس دول مجاورة للسودان في إطار النداء.

* تنشر هذه المادة بالتزامن  في منصات 27 مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في حملة (منتدي الإعلام السوداني):

#ساندوا_السودان

Stand with Sudan

منتدى الاعلام السوداني الوسومأوغندا الحرب الخرطوم السودان الصالحة ام درمان جنوب السودان دارفور كمبالا نيالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوغندا الحرب الخرطوم السودان الصالحة ام درمان جنوب السودان دارفور كمبالا نيالا اللاجئین السودانیین الأمم المتحدة جنوب السودان داخل المعسکر من اللاجئین لـ التغییر دول الجوار إلى دول أکثر من إلى أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

“المحقق” تكشف التفاصيل سر الخلافات داخل حركة تحرير السودان: هل يعود مناوي أم ينضم للدعم السريع

تباينات مستمرة داخل الحركات المسلحة السودانية، منها مايتم السيطرة عليه، ومنها مايؤدي إلى انقسامات داخل هذه الحركات وانشطارها إلى مجموعات صغيرة تشترك في العنوان، والنتيجة عدد كبير من الحركات أصلها حركتين فقط في دارفور وهما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان.

تصاعد الخلافات

مؤخرا شهدت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي خلافات داخل الحركة وأعلنت مجموعة منها عن اتخاذ إجراءات لعزل رئيس الحركة مني أركو مناوي، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر عام للحركة في غضون ستين يومًا، في خطوة تعكس تصاعد الخلافات الداخلية وتباين الرؤى حول مسار الحركة السياسي والعسكري.

وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقدته المجموعة الخميس الماضي في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث أكدت أنها شرعت في الترتيبات اللازمة لعقد المؤتمر العام، مطالبة بإقالة مناوي من منصبه، وموجهة له اتهامات ببيع دماء شهداء الحركة والنازحين، والانخراط في تحالفات مع الإسلاميين.

وشارك في المؤتمر الصحفي عدد من القيادات البارزة داخل الحركة، من بينهم مساعد الرئيس للشؤون القانونية محمود كورينا، والمستشار السياسي لرئيس الحركة متوكل محمد موسى، ومسؤول مكاتب الحركة في دول الاتحاد الأوروبي عصام الحاج، إلى جانب الأمين السياسي للحركة الفاضل التجاني، ومدير مكتب رئيس الحركة عصام كتر، ما يعكس حجم الانقسام داخل الصف القيادي.

وجاءت هذه التطورات بعد إصدار مناوي قرارًا بإعفاء مساعده للشؤون القانونية محمد محمود كورينا، ومساعده للشؤون المالية آدم النور محمد من مهامهما، إلى جانب تعليق عضويتهما في الحركة وفتح تحقيق داخلي بشأنهما، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لاحتواء التمرد الداخلي.

سفر مناوي

وبجانب هذه الخلافات في الحركة، أثارت مغادرة مناوي للبلاد تكهنات حول نيته مقابلة قادة من مليشيا الدعم السريع وائتلاف “صمود”، وذلك بعد تصريحاته التي قال فيها انه لا يمانع في الجلوس مع الدعم السريع لأنهم سودانيين، اضافة إلى حديثه عن جمود في آداء الجيش في فك الحصار عن الفاشر، ما أعطى انطباعا بأن مناوي إما يفكر في الذهاب للمليشيا، وإما يساوم ويضغط على القوات المسلحة، فالى أي مدى يمكن أن تحدث هذه الخلافات في الحركة انقساما جديدا، وهل يمكن لمناوي الذي أوقف حياده في بداية الحرب بانضمامه للجيش، أن يعدل عن هذا الموقف بانضمام جديد للدعم السريع.

لايوجد انقسام

من جانبه نفى الناطق الرسمي لحركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور وجود أي انقسام داخل حركته.

وقال النور لـ”المحقق” ليس هناك أي انقسام داخل الحركة، مبينا أن فصل رئيس الحركة مني أركو مناوي لعدد من القيادات الداخلية سيتم الإعلان عن تفاصيله بعد انتهاء لجنة التحقيق من إجراءاتها، مؤكدا أن مناوي في مأمورية رسمية خارج البلاد، وأنه سوف يعود بعد انتهاء مهمته، نافيا ماتردد عن خروج مناوي للقاء قيادات من مليشيا الدعم السريع وصمود.

رصد وبتر

كما أكد مساعد رئيس الحركة وزير المعادن السابق محمد بشير أبونمو أنه لايوجد انقسام داخل الحركة. وقال أبونمو لـ “المحقق” إن هذه المجموعة هم أعضاء من الحركة متماهين مع مليشيا الدعم السريع منذ فترة، مضيفا رصدناهم، فقاموا “يفرفروا” فقمنا ببترهم، موضحا أن مناوى وصل إلى القاهرة ومكث بها يومين، وأنه واصل رحلته لأوروبا لزيارة أسرته.

مجرد اشخاص

من جهته كشف القيادي البارز ومسؤول ملف الشرق الأوسط بالحركة صالح منصور أن المجموعة التي أعلنت إقالة مناوي بـ “كمبالا” هم من أقرباء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر.

وقال منصور لـ”المحقق” كنا نريد أن نحافظ على هذه المجموعة، لكن في النهاية تم فصلهم، مؤكدا أنهم مجرد أشخاص وليس لديهم مقدرة لإحداث انشقاق في الحركة التي تبلغ عضويتها 20 ألفا، موضحا أن مناوي في زيارة خاصة لأسرته في ألمانيا وأنه يدخلها عبر فرنسا التي يلتقي بخارجيتها لمناقشة الأوضاع بالسودان، وقال إن مناوي سيعود إلى البلاد في غضون أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر.

لن يفعلها

وحول ماتردد عن نية مناوي الانضمام إلى مليشيا الدعم السريع قال منصور هذا “حديث فارغ وعار عن الصحة تماما “، مؤكداً أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حتى وإن عاد للدعم السريع، مناوي لن يفعلها، مبينا أن مناوي عرضت عليه ملايين الدولارات من الداعم الإقليمي للمليشيا بواسطة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ولكنه رفض ذلك، وقال حاول حميدتي وشقيقه عبد الرحيم التواصل معه كثيرا، مضيفا لو كان مناوي يبحث عن أموال لما تحالف مع القوات المسلحة والحكومة، وأن مايأخذه من الحكومة لجيشه الذي يحتاج لأمور لوجستية وأسلحة وذخيرة لايقارن بما يعرض عليه من الطرف الآخر، مؤكدا أن كل مايتردد حول هذا الأمر مجرد مزايدات سياسية، وأن مناوي أخر شخص يذهب للدعم السريع.

ترتيب المشهد

بدوره رأى الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء أمين اسماعيل مجذوب أن الخلافات الأخيرة في حركة تحرير السودان تختص بالتوجهات نحو الحرب الحالية.

وقال مجذوب لـ “المحقق” إن مناوي أصبح يتحدث عن اتصال بمليشيا الدعم السريع، وعن وجود ثلاث دول وثلاث حكومات في السودان، مضيفا أن هناك مجموعة من داخل حركته ينتمون إلى قبائل دارفور المختلفة، ويرون أن هذا التوجه لايخدم القضية الخاصة بهم، ولذلك حدث الانشقاق الأول ثم الثاني وربما يكون هناك ثالث، لافتا إلى أن ذلك يؤثر على السودان بشكل عام، وأنه يفشل ماتم الإتفاق عليه في إتفاقية جوبا للسلام، وقال إن الأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي مع حركات دارفور مرة أخرى، مشيرا أن حركة مناوي تحصلت على مقاعد سياسية كوزارات ووكلاء وزارات وبعض المواقع التنفيذية بناءا على هذه الإتفاقية، وقال إن انشقاق ثلاث مجموعات يعني أن كل مجموعة ستطالب بمواقع سياسية وتنفيذية وأن هذا يعقد عمل الحكومة.

مكاسب جديدة

وأكد مجذوب أن هذه الانشقاقات ستؤثر على دارفور تأثيرا كبيرا ومباشرا، وقال من ناحية الاتفاق على “المانفستو” تم الخلاف عليه والانشقاق، وبالتالي هذه الحركات أصبحت غير ذات تأثير على قضية دارفور، مضيفا والأخطر في ذلك هو انضمام مناوي للطرف الآخر، فاذا انضم للدعم السريع سيؤثر تأثير كبير على مستقبله، وسوف يؤثر على أزمة دارفور وسيكون على حساب الفاشر أكبر حواضن الزغاوة، موضحا أن ذلك سيحدث انشقاقا في الكتلة الحيوية لسكان دارفور، وقال إن الحكومة الجديدة ستكون مشلولة -إذا حدثت هذه الإنشقاقات-، وإنها ستدخل الأزمة في نفق جديد، مؤكدا أن هذا أمر خطير، ورأى أن مناوي إذا ذهب للدعم السريع ستكون قفزة في الظلام، وقال إن مناوي يحاول الضغط على القيادة العسكرية والسياسية للحصول على مكاسب جديدة، مضيفا يفعل ذلك بألا يغادر وألا يشترك في القتال ويبقى في الخرطوم ويتمتع بكل الامتيازات، وتابع أن هذا أمر مرفوض سواء كان من الشعب السوداني أو حتى من الحركات المسلحة التي وقعت معه إتفاق جوبا، معربا عن عن أمله في أن يعي الجميع خطورة الموقف والوضع العسكري والسياسي والإجتماعي والإنساني لإنسان دارفور وأن يتحدوا لإنهاء هذه الحرب وإنقاذ السودان.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بكلمات موسيفيني.. الرئيس السيسي: مصر تعني الحديقة التي لا مصدر لمياهها سوى النيل
  • “المحقق” تكشف التفاصيل سر الخلافات داخل حركة تحرير السودان: هل يعود مناوي أم ينضم للدعم السريع
  • من داخل القاهرة.. كنت أحب عبد الناصر
  • اتفاق فرنسي بريطاني يثير الجدل حول التمييز بقضية إعادة اللاجئين
  • دولة إفريقية ترفض تسليم سيارات السودان المنهوبة
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025م
  • مصالح مشتركة وراء زيارات جنرالات أوغندا لجنوب السودان
  • بين النفاق الغربي والهوان العربي.. بدائل المقاومة تضيق
  • الجوع يأخذ أرواح السودانيين.. أرقام وحصيلة صادمة
  • تركيا تطالب بإخلاء مخيم مرعش.. يضم آلاف اللاجئين السوريين