لماذا ظلت أسعار النفط بمنأى عن التصعيد بعد الهجوم الإيراني؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تجنبت أسعار النفط تسجيل ارتفاع كبير حتى بعد أن هاجمت إيران، المنتج الرئيسي للخام، "إسرائيل" بطائرات مُسيَّرة وصواريخ، مجازِفة بتوسيع رقعة النزاع في الشرق الأوسط الغني بالنفط.
الثلاثاء، تم تداول عقود النفط الرئيسية في العالم على ارتفاع طفيف. وارتفع سعر خام القياس الأوروبي برنت بحر الشمال 0,1 بالمئة إلى 90,17 دولارا للبرميل.
رد انتقامي؟
توقعت الأسواق إلى حد ما تأثيرات تصرفات إيران مع إصدار تحذيرات قبل الهجوم، على الرغم من أن حجم الرد المرتقب ما زال غير واضح.
وقال أولي هفالباي، المحلل في بنك "اس إي بي" إن "الهجوم، الذي تم الإعلان عنه مسبقًا، أدى إلى أضرار طفيفة لأن القوات الإسرائيلية والقوات المتحالفة معها اعترضت جميع المقذوفات تقريبًا".
وفي وقت متأخر من السبت وحتى وقت مبكر من الأحد، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ كروز وصاروخ بالستي على "إسرائيل" تسببت بأضرار طفيفة فقط، بما في ذلك في قاعدة عسكرية في الجنوب.
وقال تاماس فارغا المحلل لدى "بي في إم إنرجي" إن "السوق تستبعد أي تصعيد محتمل للأزمة بين إيران و"إسرائيل"".
ويعتقد أن أي انتقام إسرائيلي سيكون محسوبا، ويرجع ذلك جزئيا إلى الضغوط الأمريكية والدولية لممارسة ضبط النفس".
وأضاف فارغا لوكالة "فرانس برس" إن "إيران ستحرص أيضا على عدم تدهور الوضع لأنها سترغب في مواصلة صادراتها من النفط الخام".
وتحدثت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين عن احتمال فرض مزيد من العقوبات على إيران التي تخضع لعقوبات أمريكية قاسية منذ انسحاب واشنطن من جانب واحد في عام 2018 من الاتفاق التاريخي الذي خفف العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامج إيران النووي. وأدت العقوبات إلى انخفاض حاد في عائدات النفط الإيرانية وفرض مزيد من القيود على التجارة، مما ساعد في تعميق العداء المستمر منذ عقود مع الولايات المتحدة و"إسرائيل".
تدني العرض؟
ما زالت إيران تنتج ما يقرب من 3,2 ملايين برميل نفط يوميًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية التي صنفتها العام الماضي في المرتبة التاسعة بين أكبر منتجي النفط الخام في العالم. وقال هفالباي: "قد تمارس "إسرائيل" ضغوطا على حليفتها الولايات المتحدة لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران. إن تطبيق مثل هذه العقوبات، خصوصا على صادرات النفط الإيرانية، يمكن أن يؤدي إلى خسارة ما بين 500 ألف إلى مليون برميل يوميا من إمدادات النفط".
مع ذلك، يفترض أن يبقى إنتاج إيران اليومي أعلى من نحو 1,9 مليون برميل من النفط وهو ما كانت تنتجه في منتصف عام 2020، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من الاتفاق النووي.
وتوقع فارغا أن الطاقة النفطية الفائضة داخل منظمة "أوبك" "يجب أن تكون كافية للتخفيف من تأثير أي انقطاع في الإمدادات" بسبب العقوبات على إيران.
وقال إن هذا ما ستكون عليه الحال طالما لم يتم جر السعودية، المنتج الرئيسي للنفط، إلى الصراع، وظل مضيق هرمز، وهو ممر بحري رئيسي لنقل النفط الخام، مفتوحا. وأضاف فارغا: "في الوقت الحالي، تعتقد السوق أنه من الممكن تجنب الانزلاق إلى مواجهة خطيرة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي النفط إيران إيران نفط الاحتلال حرب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟
صنعاء- في تطور عسكري جديد، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثي)، الأحد الماضي، تصعيد عملياتها العسكرية على إسرائيل، وذلك بإطلاقها "المرحلة الرابعة من الحصار على العدو الإسرائيلي".
وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله يحيى سريع، إن "المرحلة الرابعة" التي أطلقتها الجماعة تشمل "استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو، وبأي مكان يمكن الوصول إليه". وأضاف أن الشركات التي تتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها أو جنسيتها.
من جهته، شدد قائد قوات الدفاع الساحلي التابعة للحوثيين محمد القادري، في تصريح نشره، أمس الثلاثاء، موقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة، على أن "المرحلة الرابعة" من التصعيد "سيكون فيها من المفاجآت الكبيرة ما يردع إسرائيل وأميركا".
"مرحلة حادّة"
وتُطرح تساؤلات عن مدى تأثيرات التصعيد الحوثي الجديد على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر، وارتداد ذلك على الوضع في اليمن.
كما تُثار مخاوف من انعكاس ذلك على حالة التهدئة بين أميركا وجماعة أنصار الله اليمنية المستمرة منذ مايو/أيار الماضي حينما أعلن اتفاق لوقف هجمات الجماعة على السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف غارات واشنطن على اليمن.
وتعليقًا على هذه التطورات، يرى رئيس تحرير موقع "المسيرة نت" الناطق باسم أنصار الله، أحمد داود، أن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء تعمل على فرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية بمنع مرور السفن إلى ميناء إيلات جنوب فلسطين المحتلة، وعلى مدى الأشهر الماضية كانت العمليات تتم وفق خطوات متدرجة، حتى وصلت إلى ذروتها مع نهاية "المرحلة الثالثة، وذلك بإغراق سفينتي "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي".
وأضاف داود للجزيرة نت، أن إعلان انطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد يأتي بلهجة أكثر حدة من ذي قبل، وبعد رصد معلوماتي دقيق عن الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، بما فيها عربية وإسلامية.
واعتبر أن أنصار الله يعلنون بهذه المرحلة عدم التغاضي والدخول في دائرة الاستهداف الذي لا يستبعد أن تكون شركات ذات صلة بدول عربية أو إسلامية مثل تركيا ومصر فيها. ونبَّه إلى أن هذه المرحلة لا استثناء فيها لأحد، بما فيها السفن الأميركية وغيرها مهما كانت جنسيتها.
إعلانولفت إلى أن الرسالة التي وصلت إلى معظم الشركات العالمية التي تتعامل مع إسرائيل، أنها ستجد نفسها مستهدفة إذا عبرت من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهنا تصبح هذه الشركات أمام خيارين:
الأول: الاستمرار في التعامل مع ميناء حيفا، وهذا سيعرض سفنها في البحر الأحمر للإغراق. الثاني: التوقف عن الإبحار صوب حيفا، وهنا يكون اليمن قد نجح بفرض حصار بحري على أشهر الموانئ الصهيونية.وعن أسباب هذه الهجمات ومستقبلها، أردف داود "كل هذه العمليات تأتي في إطار محاولة أنصار الله فك الحصار الصهيوني على قطاع غزة، ولهذا فإنهم يؤكدون مرارا وتكرارا أن العمليات ستتوقف عندما يتوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة".
إحداث التأثيرومنذ بدء العمليات المناصرة لغزة في أكتوبر/تشرين أول 2023، نفَّذ الحوثيون هجمات باستخدام 1679 ما بين صواريخ وطائرات مسيّرة وزوارق حربية، نقلًا عن كلمة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مساء الخميس الماضي.
وفي إطار التصعيد الجديد، ثمة من يرى أن الجماعة تسعى إلى تحقيق تأثير أكبر وتنفيذ عمليات جديدة. ويقول الباحث المتخصص في النزاع المسلح وجماعة الحوثي عدنان الجبرني، إن إعلان جماعة أنصار الله مرحلة تصعيدية جديدة يأتي في سياق تطلعها إلى تأثير أكبر.
واعتبر في حديث للجزيرة نت، أنه لن يكون هناك تأثير مختلف لهذه المرحلة إلا إذا استُهدفت سفن أميركية، وهو ما يعني انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين وأميركا، وما قد يولّد رد فعل من واشنطن ضد الجماعة إذا استُهدفت السفن الأميركية.
وعن استعدادات الجماعة لرد فعل إسرائيلي، يرى الجبرني، أن الحوثيين مستعدون منذ فترة لهجمة إسرائيلية كبيرة، ويُحضِّرون لها، ولكن زعيم الجماعة يفضل أن يأتي الاستهداف وهو في إطار الفعل، لا أن ينتظر حتى يبدأ الطرف الآخر.
ولفت إلى أنه بهذا النهج يريد الحوثي، أن يضمن جاهزية قواته وعدم استرخائها، وقد رأيناه يسلك النهج ذاته قبل العملية الأميركية في مارس/آذار الماضي. مضيفا "من خلال رصد سلوك الحوثيين وطريقة تفكيرهم نجد أنهم كلما رصدوا مؤشرات على قرب استهدافهم، يبادرون إلى فعل عسكري من جانبهم".
ونظرا لعدم امتلاك الحوثي أسلحة مكافئة لما تحوزه إسرائيل، ثمة من يعتقد أن المرحلة الجديدة من تصعيد الجماعة قد تكون محدودة التأثير.
وفي السياق، يرى الباحث السياسي اليمني عبد السلام قائد، أن أسباب تصعيد الحوثيين هذه المرة ضد إسرائيل لا تختلف عن السابق، إذ يقولون إنهم يهاجمون إسرائيل نصرة لغزة، ويربطون أي توقف لهجماتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني.
ويعتقد قائد في حديثه للجزيرة نت، أن تأثير هذا التصعيد سيكون محدودا، لأنه لا قدرات عسكرية لأنصار الله تمكنهم من إلحاق أضرار كبيرة بالجيش الإسرائيلي أو البنية التحتية والمنشآت الحيوية في فلسطين المحتلة، كالأضرار التي خلفتها الصواريخ الإيرانية خلال حرب الـ12 يوما الماضية.
وأشار إلى أن الحوثيين يطلقون صاروخا واحدا فقط في كل هجوم يمكن اعتراضه بسهولة، لأنهم إذا أرادوا إلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل، فذلك يتطلب منهم إطلاق عدد كبير من الصواريخ والطائرات المُسيَّرة تزامنًا لإرباك الدفاع الجوي الإسرائيلي، لكن هجمات من هذا النوع ستستنزف مخزوناتهم من الصواريخ سريعا، لأنها محدودة.
وعن ردود أفعال إسرائيل ومدى استعداد الحوثيين لها، يعتبر الباحث قائد أن التطورات السابقة أثبتت أن إسرائيل بحاجة لمخابرات ميدانية لتكون هجماتها ضد الحوثيين فعَّالة، أما الآن فهي تتعامل مع عدو شبحي تشعر بأذاه ولا تراه، فترد بقصف منشآت مدنية لا تشكل ضررا كبيرا للحوثيين.
إعلانولفت إلى أن هجمات إسرائيل على الحوثيين لن تكون فعّالة إلا في حال نضجت ظروف استخبارية أو تعاون جدي من هذا القبيل مع أميركا أو غيرها، لتوجيه ضربات مؤثرة.