الإمارات تتعهد بـ 100 مليون دولار دعما للشعب السوداني
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم 100 مليون دولار دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، الأربعاء.
وأشاد وزير الدولة الإماراتي، الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، خلال مشاركته في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان التي جرت في العاصمة الفرنسية “باريس” والتي عقدت بتنظيم مشترك من قبل فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وبمشاركة عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان قدماً، بالجهود الحثيثة الرامية إلى إنهاء الأزمة التي عانى بسببها الشعب السوداني أشد المعاناة، وإعادة المسار السياسي في السودان، مؤكداً أهمية تكثيف الجهود الدولية والإقليمية للدفع نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
وناقشت هذه الاجتماعات رفيعة المستوى المبادرات الساعية إلى إحلال السلام في السودان وسبل تقويتها، وشهدت اعتماد وثيقة إعلان مبادئ لدعم حل الصراع الدائر منذ أبريل 2023، إلى جانب تعزيز الجهود الإنسانية والدبلوماسية للتصدي للتحديات الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني.
وفي كلمة الإمارات أمام المؤتمر، أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، التزام دولة الإمارات بدعم الجهود الدولية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإيجاد حل سلمي للأزمة، ومواصلة مساندة الشعب السوداني وتعهّدها بتقديم 100 مليون دولار دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.
وأشار إلى جهود دولة الإمارات والخطوات الملموسة التي قدمتها للتخفيف من حدة الظروف الإنسانية في السودان ودول الجوار، حيث بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات الإغاثية الموجّهة للمتأثرين بالنزاع والتي اشتملت على الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية 150 مليون دولار أمريكي، فضلاً عن افتتاح مستشفى ميداني متكامل بمدينة أبشي في جمهورية تشاد، هو الثاني الذي تشيده دولة الإمارات دعماً للاجئين السودانيين، بلغت تكلفته 20 مليون دولار.
وأوضح أن المساعدات الإماراتية للسودان ولدول الجوار تأتي في إطار الحرص المستمر على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني الشقيق، والاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات العربية المتحدة للتحديات الإنسانية والتزامها بمواصلة مد يد العون والمساندة والدعم الإنساني له.
وعلى الجانب السياسي، جدد الشيخ شخبوط بن نهيان موقف دولة الإمارات الداعي إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة، من خلال العودة إلى المسار السياسي، وتغليب صوت الحكمة والعقل، وحثها على تكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة للدفع نحو وقف الصراع وإنهاء الأزمة بما يعزز أمن واستقرار السودان، ويؤدي إلى حقن الدماء، ويلبي تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار.
سكاي نيوز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دولة الإمارات ملیون دولار فی السودان
إقرأ أيضاً:
(خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات)!
شريف محمد عثمان لقناة الجزيرة:
* “أنا بقول ليك الطرفين ديل مستخدمين أطراف من الخارج.”
* “أنا بقول ليك دي الثمرة بتاعة الحرب، إنت بلد ضعيف، فبها انقسام اجتماعي وأمنيا منقسم.”
* “السودان دا ما مقفول جوة علبة، قاعد في محيط جغرافي يتفاعل معاهو، في دول عندها مصالح تتقاطع، دي السياسة. السياسة الناس بتكلموا فيها بالواقع لا بالأمنيات.”
* “طيب عشان تنهي الكلام دا تمشي تقول أنا داير أشاكل الدولة الفلانية والدولة الفلانية؟
* “المخجل إنو في دول بتجتمع عشان تقرر في شأن السودان.”
* أنور قرقاش على منصة x:
* “نحن لا ندعم أي طرف في الحرب في السودان” ..
* “إن مستقبل السودان يجب أن يكون في ظل حكومة مستقلة بقيادة مدنية”.
*عندما تنفي الإمارات تدخلها في حرب السودان، ويبرره شريف محمد عثمان، فإن هذه المفارقة تفضح الكثير، فرغم (التباين الظاهري/ التضاد التكتيكي)، يصل الخطابان إلى ذروة (التكامل الوظيفي/الاتساق الاستراتيجي) ليتفقا في النهاية على حل وحيد: حكم القوى المدنية “المستقلة” التي ترى فيها الإمارات المعادل المدني لتابعها العسكري!
١. الإمارات تسلِّم ضمناً بأن تدخلها، إن ثبت، يستحق تسمية العدوان، ولهذا تنفيه. بينما يسلِّم شريف بوقوع تدخلها، ويرفض وصفه بالعدوان وإنما تدخل مفسر بمصالح وبواقع جيوسياسي!
٢. الإمارات تسلِّم بأن تدخلها، إن ثبت، “يستحق الإدانة”، بينما ينفي شريف مشروعية الإدانة، ويجرد المطالبات بوقف العدوان من مضمونها عبر تسفيهها باعتبارها “أمنيات”، في مقابل “الواقعية السياسية” التي تتعايش مع العدوان!
٣. الإمارات تحرص على صورتها، فتضطر للكذب. أما شريف فيُقِر بتدخلها، أي بكذبها، ولا يرى في كذبها نقيصة لها أو في قبوله نقيصة له. ويمنحها غطاءً خطابياً، ويطبع عدوانها، ولا يرى أي تأثير سلبي لتدخلها على صورتها!
٤. الإمارات تسلم ضمناً بأن تدخلها، إذا ثبت، فهو عامل من رئيسي من العوامل المنشئة للحرب، والمسببة لاستمرارها، ولزيادة قدرة الميليشيا على التدمير، بينما شريف يعكس السببية، ويصور التدخل “كنتيجة واقعية” للحرب، وكعمل خارج الحرب، أو على هامشها: “الثمرة بتاعة الحرب”!
٥. الإمارات لأنها تنفي فهي لا تحتاج إلى الحديث عن تعدد المتدخلين/ المعتدين، وشريف لأنه يبرر يحتاج إلى الحديث عن تعددهم، ليغرق الجميع في تهمة واحدة تفرغ الإدانة من معناها، وتقنن الحياد بوصفه موقفاً عقلانياً وواقعياً!
٦. الإمارات تقدم نفسها كوسيط محايد، وتخفي تدخلها بأقنعة كاذبة: “السلام، الديمقراطية، المدنية، دعم الانتقال”، أما شريف فيُفرغ الخطاب من الأخلاق تماماً، ويُبرّر العدوان باسم “الواقعية”، ويكشف – دون قصد – انحيازها عبر تبريره الانحياز ذاته!
٧. الإنكار الإماراتي يعتمد على “دعوى غياب الأدلة القطعية” (رغم توفرها)، بينما تبرير شريف يقوم على “حتمية التدخل” (رغم زيف الحتمية). الإمارات تلعب على “الشك القانوني”، وشريف يلعب على “يقين الضعف” و”شرعية المصالح”!
٨. الإمارات تتعامل مع السودان كـ”ملف استراتيجي”، بينما شريف يتعامل معه كـ”جثة سياسية” يطمع الآخرون في تقاسمها. الإمارات تحسب الربح والخسارة، وشريف يتخلى عن حساب الكرامة والسيادة!
٩. الإمارات تتهرب من مسؤوليتها، وشريف ينزع المسؤولية عنها، ويحمل السودان مسؤولية ما يتعرض له من عدوان، وهو منطق استعماري كلاسيكي: (هؤلاء لا يستحقون السيادة لأنهم ضعفاء ومنقسمون)!
١٠. الإمارات تعول على الانقسام الداخلي، وشريف يوفر لها نوع الانقسام الذي تحبذه: طرف سوداني يدافع عنها، ويتصدى لمنتقديها، ويتهمهم بإثارة المشاكل، وتثق فيه لحكم السودان!
١١. الإمارات لا تتحدث بشكل صريح عن أن مصالحها تفسر، او تبرر، تدخلها، وشريف يدافع عن الحل الذي يقوم على مراعاة مصالح المعتدي، أي تحقيق أهدافه من العدوان!
١٢. الإمارات تتمسك بدورها في الرباعية وبفرض رؤاها عليها، وعلى السودان. بينما يجمع شريف بين تأييد الدور المحوري للرباعية، وتأييد وجود الإمارات فيها، والتظاهر بحس وطني رافض للحل الأجنبي، والمفارقة المثيرة للسخرية أن عبارته الأخيرة تتناقض كلياً مع ما سبقها من تبرير للتدخل في الحرب!
١٣. الإمارات التي تقول اليوم: “يجب أن تكون الحكومية السودانية بهذا الشكل”, ستقول غداً: “يجب أن تحكم بهذه الطريقة”، وشريف الذي لم يجد في عدوانها ما يُدان لن يرفض قولها الأول فهو لصالحه، ولن يجرؤ على رفض قولها الثاني فهو استحقاق واجب السداد!
١٤. الإمارات تقبل من شريف، ومن معه، تبريرهم رغم أنه يورطها، بما فيه من إقرار. وشريف ومن معه يقبلون النفي الإماراتي رغم علمهم بعدم صحته!
*سيسجل التاريخ أن الإمارات قد وجدت في السودان من القوى المسلحة والمدنية العدد الذي ظنت أنه يكفيها للسيطرة عليه وإدارته عبر الوكلاء*:
١. حلف عسكري يخدم أجندتها، متمثل في ميليشيا دقلو، وميليشيا الحلو، والميليشيات التي كانت في عضوية “تقدم”.
٢. أحزاب “تقدم” ــ الموزعة بين صمود وتأسيس ــ تقوم بالدفاع عنها، ومهاجمة ناقديها.
٣. رئيس وزراء سابق يقود فريق الدفاع عنها، ويقدم شهاداته للعالم بأنها مظلومة وتتعرض لشيطنة متعمدة.
٤. أحزاب اختارت الصمت وعدم إدانة عدوانها، مثل حزب البعث ـ السنهوري، والمجموعة الإسلامية الصغيرة التابعة لـ “صمود”.
*ستكون قد أفرطت في حسن الظن بهذه القوى إن توقعت أن يحرجها هذا إن سجله التاريخ، فقد بلغت من التبعية ما يجعلها ترى في أدائها هذا الدور قمة الوطنية!*
إبراهيم عثمان