تساءل ضابط أميركي متقاعد، في مقال بموقع "ذا نيشن"، إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تدافعان عن القتل الجماعي في غزة، بل وتصفانه بأنه أمر إيجابي -بهزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فما الأمل الذي يمكن أن يتشبث به الجنس البشري للنجاة من فناء كوكب الأرض؟

ويصف المقدم المتقاعد بسلاح الجو الأميركي وبروفيسور التاريخ وليام أستور بلاده بأنها مدمنة حروب وقتل وعنف، ولديها استعداد هائل للمزيد، مشيرا إلى الحروب والاستعدادات المفرطة لها في كل مكان بالولايات المتحدة، حيث تنفق الحكومة على جيشها أكثر مما تنفقه الدول العشر التالية مجتمعة، مع أن معظمها من الحلفاء.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لاكروا: تسارع محموم للاستيطان في الضفة الغربيةlist 2 of 4باحث بريطاني: هل يشعل الصراع بين إسرائيل وإيران حربا عالمية ثالثة؟list 3 of 4يني شفق: خلفيات الأزمة السودانية والدور التركي المطلوبlist 4 of 4حياتنا قطعة من الجحيم.. سودانيون: فخ الحرب يحاصرناend of list

وأضاف أن الإنفاق الأميركي "الدفاعي" يقترب حاليا من تريليون دولار، مضيفا أنهم -أي الأميركيين- بحاجة إلى علاج ليواجهوا إدمانهم، لكنه يستدرك بأن قادتهم لا يرون أي سبب لتغيير أساليبهم عندما يتعلق الأمر بالحرب والاستعداد للصراعات المستقبلية.

أمثلة بسيطة

وأورد أمثلة، قال إنها بسيطة، ليدلل بها على أن قادة أميركا غير قادرين على تغيير أساليبهم، فقال إن الرئيس جو بايدن، الذي أقسم قبل عطلة عيد الفصح هذا العام، أن معاناة الفلسطينيين في غزة قد دمرته شخصيا، أصرت إدارته على أن قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة "غير ملزم"، وأعقبت ذلك بشحن 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل، وأسلحة أخرى إلى إسرائيل، من المفترض أن يتم استخدامها في غزة.

ومع ذلك، يقول أستور إن إدارة بايدن ترفض رؤية أدنى تناقض في مثل هذا الموقف، رغم أن رجالها -من بايدن إلى كبير دبلوماسييه أنتوني بلينكن– يعترفون بأنهم منزعجون بل وحتى مصدومون من الدمار الذي تسببه قنابلهم في غزة، وكأن لا أحد يعلم أن إسرائيل ستستخدمها لقتل أو جرح أكثر من 100 ألف فلسطيني، وستحول بها أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض.

أسوأ المكيافيلية

ومضى أستور يقول إنه في هذا المشهد المروع للإبادة الجماعية في غزة، تبنى قادة أميركا أسوأ ما في مكيافيلي، مفضلين أن يكونوا مخيفين بدلا من أن يكونوا محبوبين، واضعين السلطة في المقام الأول والمبادئ في المقام الأخير.

وأضاف أن مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر، الذي توفي مؤخرا، كان سيحمر خجلا من دعمهم الكامل للحرب ومبيعات أسلحتهم، وهو الذي كان متورطا بعمق في تدمير فيتنام وكمبوديا ولاوس.

وأشار الكاتب إلى أن تقسيم العالم إلى معسكرات مسلحة على أساس الخوف يبدو أمرا أساسيا في سياسات الولايات المتحدة الخارجية، وهو واقع يتردد صداه الآن في السياسة الداخلية أيضا، حيث يزايد الحزبان الديمقراطي والجمهوري على بعضهما بعضا في الاستعداد لشن الحروب، وكأن كل شيء في عالم أميركا هو حرب.

لا قضايا مشتركة

ويرى الكاتب أنه، باستثناء هجوم على الأرض من قبل كائنات فضائية، فمن الصعب أن نتصور أن تتبنى الولايات المتحدة اليوم قضايا مشتركة مع "أعداء" مثل الصين أو إيران أو كوريا الشمالية أو روسيا، ينبغي أن توحدنا جميعا كبشر.

ويتساءل: "إذا لم تكن الأرض وصحة كوكبنا وجميع أشكال الحياة عليه توحدنا، فأي جريمة ستكون أسوأ وأبشع ليس فقط ضد الإنسانية، بل ضد الحياة نفسها على مستوى الكون، إذا لم يكن قادة أميركا على استعداد للتخلي عن إدمانهم على الحروب؟".

ورأى الكاتب أن الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة اليوم قد تنبئ بمستقبل هذا الكوكب، علما أن القوة العظمى الوحيدة في العالم، التي تعتبر منارة للحرية، ترفض قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف القتل باعتبارها "غير ملزمة".

دروس الإبادة النازية

وأغرب من ذلك -حسب الكاتب- أن إسرائيل، التي تأسست عقب الإبادة النازية التي ارتكبت في أثناء الحرب العالمية الثانية، والتي قال شعبها إن "ذلك لن يحدث مرة أخرى أبدا"، تعمل الآن على قتل وتجويع وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين باسم "الانتقام العادل"، ردا على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واستطرد أستور لتأكيد فكرته بلفت الانتباه إلى شاب يبلغ من العمر 25 عاما كان يتخيل مستقبلا أفضل، حتى عندما احتج بأكثر الطرق تطرفا على الإبادة الجماعية في غزة، وذلك هو الطيار آرون بوشنل الذي أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن في فبراير/شباط الماضي، وضحى بحياته على الملأ، فرد عليه "زعماء" أميركا بتجاهل تضحياته وإرسال مزيد من القنابل إلى إسرائيل.

ولأن التاريخ علمنا أن التدمير أسهل بكثير من البناء -كما يقول الكاتب- وأن القتل أسهل بكثير من الحفاظ على الحياة، فيمكننا أن نستنتج أن الدول عندما تجعل الإبادة الجماعية أو الإبادة البيئية ممكنتين وقابلتين للدفاع عنهما، فذلك يعني أن قادتها هم وحوش أخلاقيا، ومن السهل تخيل مصير العالم إذا اخترنا أن نتبع الوحوش.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الإبادة الجماعیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جرد حساب لخسائر إسرائيل منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة

مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى في قطاع غزة ، ومقابل الخسائر الفلسطينية الكبيرة، يستعرض المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أبرز المعطيات الصادرة عن معاهد ومراكز البحث حول الخسائر الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي توسّعت فيما بعد لتشمل أيضاً كلاً من لبنان وسوريا وإيران واليمن والضفة الغربية، وذلك على صعيد الخسائر البشرية والتهديدات الصاروخية وقضية النازحين.

وترد معطيات “مدار” من مصادر إسرائيلية بدءاً من الحرب على قطاع غزة: بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 1973، منهم 914 عسكرياً- أمنياً- شرطياً (منهم 455 عسكرياً منذ بداية الحرب البرية على غزة)، فيما بلغ عدد الإصابات حوالي 30 ألف جندي مصاب.

أُطلق من قطاع غزة أكثر من 13,500 صاروخ وقذيفة منذ بداية الحرب، وتدّعي إسرائيل أنها قصفت أكثر من 46 ألف هدف عسكري في القطاع.

وينوّه “مدار” إلى أن إسرائيل لا تزال تُشكّك بالأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية الفلسطينية في ما يتعلّق بأعداد الشهداء والمصابين والمفقودين، كما أن الادّعاءات حول عدد “الأهداف العسكرية” المستهدفة غير دقيقة، وليست ذات مصداقية.

ولم يتطرق تقرير “مدار” للإصابات في الناحية النفسية، فالتقارير الإسرائيلية تتحدث عن إصابة عشرات الآلاف من الإسرائيليين، عسكريين ومدنيين، بما يُعرف في علم النفس بـ”الكرب ما بعد الصدمة”.

الحرب على “حزب الله” وسوريا:

طبقاً للتقرير، بلغ عدد القتلى الإسرائيليين على الجبهة الشمالية 133 قتيلاً، منهم 85 جندياً وضابطاً (في 7 تشرين الأول العام الماضي كان العدد 62 منهم 35 جندياً وضابطاً). بالإضافة إلى ذلك، أُطلق على إسرائيل من هذه الجبهة حوالي 22 ألف صاروخ وقذيفة.

في المقابل، بلغ عدد النازحين الإسرائيليين الذين عادوا إلى البلدات والمستوطنات الشمالية حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025 حوالي 49,500 من أصل 68,500.

الحرب على الضفة الغربية:

بلغ عدد القتلى الإسرائيليين في الحرب على الضفة الغربية بما يشمل القدس 68 قتيلاً (منهم 28 جندياً وضابطاً) و538 مصاباً، في المقابل سجّلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقوع 10,177 عملية منذ بداية الحرب.

في المقابل، نفّذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 15,640 حالة اعتقال، وقد تضاعف عدد الأسرى والأسيرات الفلسطينيين السياسيين في هذه الفترة بنسبة 140% مقارنة مع شهر حزيران 2022.

كما تم تسجيل أكثر من 3,337 اعتداء إرهابياً من قِبل المستوطنين في الضفة الغربية.

المواجهة مع إيران:

خلال الحرب على إيران، التي استمرّت 12 يوماً، قُتل 32 إسرائيلياً وأُصيب 3,508. من ناحية أخرى، فقد 15 ألف إسرائيلي مكان سكنهم بسبب الصواريخ والتدمير، وتم الإبلاغ عن 41,650 شكوى بالتعرض لأضرار في الممتلكات.

خلال هذه المدة، أطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالي 591 صاروخاً باليستياً، وأكثر من 1000 مسيّرة (570 منها اخترقت الأجواء الإسرائيلية وواحدة منها فقط أصابت هدفاً).

وبحسب تقرير الناطق بلسان الجيش، فقد تسبّبت الصواريخ الإيرانية بتفعيل 19,434 إنذاراً: 41.3% في الشمال، 44.3% في المركز، و14.3% في الجنوب، فيما تراوحت نسبة نجاح منظومات الدفاع الصاروخي في التصدّي لما بين 85% و90%.

جبهة اليمن والعراق وسوريا:

أطلقت فصائل المقاومة العراقية عشرات المسيّرات باتجاه إسرائيل منذ بداية الحرب، وأسفرت المواجهة عن مقتل جنديين إسرائيليين يوم 4 تشرين الأول الحالي.

وفي المواجهة مع جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، تُشير المعطيات إلى أن الجماعة أطلقت، منذ بداية الحرب، أكثر من 400 صاروخ باليستي ومسيّرة، كما تم تسجيل أكثر من 429 هجوماً بحرياً في البحر الأحمر.

وحول استهداف الأراضي السورية، فمنذ بداية الحرب، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وحتى نهاية حزيران 2025، تم تسجيل أكثر من 643 هجوماً إسرائيلياً على الأراضي السورية، منها 457 من الجو، تسبّبت في استشهاد أكثر من 658 مواطناً سورياً.

معطيات عن قتلى 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023:

بلغ عدد القتلى الذين تم التحقّق من هوياتهم يوم 7 أكتوبر 1,163 قتيلاً (326 امرأة، 781 رجلاً: 30.7% من المنظومة الأمنية، 63.5% من المدنيين، و5.8% أجانب).

طبقاً للتقرير، بلغت المساعدات التي صادقت الولايات المتحدة الأمريكية على تقديمها لإسرائيل منذ بداية الحرب 22 مليار دولار.

بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في التصدّي للهجوم الإيراني الأول في 14 نيسان 2024، والثاني في 1 تشرين الأول 2024، وخلال حرب الـ12 يوماً في حزيران 2025، مع الحفاظ على تواجد أمريكي في الشرق الأوسط بقوة بلغ تعدادها 40 ألف جندي على النحو التالي:

10 آلاف في قطر، 10 آلاف في الكويت، 5 آلاف في الإمارات، 3 آلاف في الأردن، 2,500 في السعودية، 2,000 في العراق، 1,700 في تركيا، 900 في سوريا، بالإضافة إلى البوارج والمدمرات والسفن الأمريكية وقواعد سلاح الجو والبحرية في الشرق الأوسط.

وحسب التقرير أيضاً، وبشأن الاحتكاك بين الفصائل الموالية لإيران والقوات الأمريكية في المنطقة، يقول تقرير “مدار” إنه منذ بداية الحرب تم تسجيل 455 مواجهة في سوريا، و87 في العراق.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية  كان: حماس تنقل رسالة للوسطاء بشأن جثامين الأسرى الإسرائيليين عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بوقف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار القسام تُعلن أنها ستسلم جثث 4 أسرى اليوم وإسرائيل تطلب الالتزام بالاتفاق الأكثر قراءة اللحظة الفلسطينية الحاسمة: ضمان وقف الإبادة نحو الدولة المستقلة الأمم المتحدة: نحث جميع الأطراف على اغتنام الفرصة لوضع حد للنزاع في غزة شيطان التفاصيل في خطة ترامب الأغذية العالمي: قطاع غزة يحتاج الآن للغذاء على نطاق واسع عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء إسبانيا: يجب محاسبة المسؤولين عن الإبادة الجماعية بغزة أمام العدالة
  • جرد حساب لخسائر إسرائيل منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة
  • ارتفاع شهداء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 67 ألفاً و869
  • محمد بن راشد: فخور بوطني الذي استطاع أن يجمع العالم في جيتكس جلوبال
  • ما الذي سيدمّر أميركا في صراع النظام العالمي الجديد؟
  • هل بدأت الحرب الأهلية في أميركا؟
  • قاليباف: إيران تدعم أي مبادرة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة
  • شيكاغو : احتجاجات شعبية ضد حاكم مينيسوتا لتواطئه في “الإبادة الجماعية” في غزة
  • مستقبل مظلم في أميركا وإسرائيل
  • سفارة إيران في فنزويلا: منح نوبل لمُبَرِّرَة الإبادة الجماعية في غزة سخرية من مفهوم السلام