شبكة اخبار العراق:
2025-05-18@07:50:36 GMT

كلانا يصطحبُ كلباً لرحلته

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

كلانا يصطحبُ كلباً لرحلته

آخر تحديث: 18 أبريل 2024 - 11:18 صطالب عبد العزيز وهي تجف من حولك، وهي تتراجعُ في الصفيحة التي نهش الصدأ جوفها، وهي تنطفئ مثل موقد نسيَ تحت نجمة بعيدة، وهي ترتدي خيط الظلام.. تذكرْها، تأمل كلبها الذي كان، ونهارها الذي لم يبق منه إلا القليل.لا تُشبهُكَ الطَّرفاءُ بشيء. في الرّملةِ المضيئة، عند ضريحٍ بسجّادةٍ خضراءَ، على نهرٍ بالسبيليات*، حيث الارفف طينٌ، لم تمحو ريازتها أصابعُ الفلّاح بعد، وبمصحفها الوحيد، يكاد السقفُ يجرّه اليه، وبالزعفران حيناً، وبتقاطع العناكبِ على حروفه، رأيتُ من كان يُلقي باللائمة على السُّور، ويتوعدُ السِّدرةَ بمنجل في الغروب.

رأيتُ من يبستْ أوراقُ أسبابه، أنت أيضاً رأيته، يامن كِدتَّ تخرج من الرملة وحيداً، ولا تشبهك الطرفاء بشيء.. لولا وقوفك على الترعة لقلتُ إبتلعتك الظنون. المنازلُ التي خلفنا مازالت تبتعدُ في الدُّفلى، والنساءُ اللواتي ركبّنَ الليلَ  تركنَ المخيضَ طافحاً. ***   في كتابٍ مهجور سأعثرُ عليكِ، أيتها الورقةُ الزرقاءُ المدسوسةُ هناك. الطفلُ الذي كتبها بعثتُ بها اليه ثانيةً. الحرفُ الاولُ ديوانيٌّ، وفي السطر الثاني رَسَمَ غزالةً بيضاء، ولأنه  كان يدرس النَّحوَ فقد رفع الفاعلَ حدَّ ما يستطيع، ولم يستسلم للنوم، الذي فاجأه في سطرها الثاني عشر، كان نحيلاً وخائفاً، حتى أنَّه لاذ في اسم المفعول. رأيته وهو يغسل قدميه، في صفة مشبّهة على النَّهر، لكنه سارع فأغلق النافذة، صقرٌ جارحٌ مما كان مرسوماً في بيرق آبائه حلّق بعيداً. قلتُ سأعثرُ عليك، في كتب الطلاسم والصور، وفي جامع الرواياتِ، ربما، أمّا في كتب الشعر فلا!. أحتفظ بكراساتِ الرَّسم، أيضاً، لعلها اختفت في تغريدة بلبل أقولُ، وربما طارت مع الفراشات. الورقةُ التي سأجدُها فيها رسمةُ ملاكٍ لم يسمَّ في المصاحفِ بعد. *** على أيِّ طريقٍ لم أسِرْ؟ وإلى أيِّ وسادةٍ آخذُ براسي، وخلف أيِّ شجرةٍ لم تعانقني بعد، وعند أيِّ مقهى لم نلتق، ووراء أيّ عربةٍ لم نجر، وفي أيِّ جدولٍ لم نلق بجسدينا؟    إذن تعال. أنا أكبُرُ وأنتَ تشيخ، وأنا أذبُلُ وأنت تيبسُ وتجفُّ، أنا أتراجعُ وأنت تختفي، أنا أمشي وأنتَ رصيفٌ يجْمد، أنا أخجلُ من حذائي، يبلى، وأنت في قميصك تذوب، أنت من لثغةٍ بلسانك، وأنا من بُكْمٍ طويل، أنت من عربدةٍ ماضية، وأنا من خفرٍ وعناد. كلانا يصطحبُ كلباً لرحلته. لكنَّ طريقنا إلى المقبرة مختلفٌ، فعلام لا نقتسمُ الليلَ، أنتَ تصفعُه بقبلة، وأنا أضيِّعُه بعناق، أنتّ تدسُّهُ بقميصي وأنا أمزّقهُ عليك، أنت تدفعُ بقدمِك المُلاءةَ، وانا أجمعُ شَعْرك، أعقصهُ فيصير كرةَ رماد، وأنثره فيخفي الندوبَ التي بوجهك، ثم نجلسُ وراء ستارة من المعدن، نجدِّفُ على النَّحو والقمر والنجوم ومقاعدِ الحديقة الفارغة. *** مثل حوار ينعقد بغفلة عن اللغة، جالسَ بحَّارٌ  بائعَ سمكِ، البحَّارُ راكمَ الموجَ على يديه، وبائعُ السَّمك يقول: لكنَّ القواقع لا تصلح للكتابة. وفي فضلة الوقت المركونة في المعجَم كانت المِظلَّةُ تُضيِّقُ بالشمس عليهما، لكنها لا تفصحُ أكثرَ من حرفٍ في السجادة الخضراء، حيث يجلسان، وحيث ينهمرُ ورقُ الاكاسيا ليس بعيداً عمّا أضاعا من حوار البارحة، والمرأةُ التي اصطحبت الكلبَ إلى هنا تركته يلطعَ شاهدة الكلام، ونامت. ***   حتى وهو يطرق النُّحاسَ كانت عينُه زرقاء، صانعُ أقفال المسجد، حتى وهو يأخذها إلى السرير ظلت يده معقودةً، خلفَ ظهره، حتى وهو يملأ دواته بماء الزعفران  كان يقبّلها بنحرها أمام المارة.. كل الذين تحدّثوا عن خيلائه كانوا يظنّونه ضابطاً، في البحرية، مع أنه لم يرَ القمرَ اللاصفَ هناك إلا مرةً واحدة. المرأةُ التي كانت معه لا تدلُّ النساءَ على مصففِّ شعْرها، أمّا الرِّيحُ التي كانت ترفع تنورتها عالياً فقد تلبّسها جنٌّ في الارخبيل. ***   لم يعد الوقتُ متاحاً، جرجرت الغابةَ عربةُ الضَّوءِ، وأنِسَ الفلاحون بجَنيّهم. التمرُ والقمحُ إلى سِيفِ الطعام، والزُّبدةُ والأُقُطُ في الجرار الفخّار، والسمكُ مملحٌ ومشنوقٌ في الأجاصة العالية، أما الحطبُ فحزمة إلى أخرى، ولن ينوشها المطرُ الليلةَ، ومن قِنِّ الدجاج كانت تسمعُ صوْصَأةُ الفراخ، الجروُّ، جروُّ سيرجي يسينن يحدِّقُ بالقمر، والكلبةُ الصفراء تلهثُ، مع أنَّ طعامها بالوعاء ذاته. تعلمتُ أفتحُ زجاجةَ الدواء، وأبي هو من وضع المفتاح في قفل الزريبة، هو أيضاً الذي أمرني أنْ أديره ناحيةَ الشَّمال. ***    تُحكمُ غلقَ الباب كأَنْ لا أحدَ يدخل، تفتحُ ذراعَكَ كأنْ لا احدَ يفلته قلبُك، تُصغي للشمس وهي تذوب في النخل كأنْ لا أحدَ يسمَعك، تدعو كأنْ لا أحدَ لم يأتك بباقة الورد. الهواءُ ينتظرُ تحت الكتيبةِ رطْباً، وقاربُك الذي إئتمنته على كواسجك مازال إلى شجرة التوت مذعناً، فيما يدُك تحررُ المصباحَ من قيدِ الرؤيا وطائرٍ يُعجُمه الضباب. سريرك مغطى برائحةِ الخِروع، ومن ظهْركَ ينسلُّ غلامٌ بقدمين أحمرين.   * من قرى ابي الخصيب-جنوب البصرة

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

«بهذه الطريقة».. رامي إمام يحتفل بعيد ميلاد والده الزعيم عادل إمام

هنأ المخرج رامي إمام، والده الفنان عادل إمام، بمناسبة حلول عيد ميلاده الـ 85، الذي يصادف اليوم السبت 17 مايو الجاري.

ونشر رامي إمام عبر حسابه الرسمي بموقع الصور والفيديو «إنستجرام»، صورة لوالده عادل إمام بتقنية الذكاء الاصطناعي، وعلق قائلاَ:«كل سنة وأنت طيب كل سنة مننا قريب كل سنة وأنت في حياتنا ما أعظم كل هذا الحب عيد ميلاد الزعيم».

View this post on Instagram

A post shared by Rami Imam (@ramimam)

ومن جانبه احتفل الفنان محمد إمام، بعيد ميلاد والده الزعيم عادل إمام، ونشر عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورة ربما كانت لأول مرة تظهر للزعيم عادل إمام وهو في شبابه، وظهر خلالها مرتديًا بدلة أنيقة وعلى رأسه تاج.

وأرفق محمد إمام صورة والده بتعليقا قائلا: «كل سنة وأنت الزعيم.. أنجح فنان في التاريخ.. عيد ميلاد الزعيم، عادل إمام»، ولاقت الصورة تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور حيث انهالت التعليقات بالتهاني متمنين حياة سعيدة للزعيم عادل إمام وكان من أبرزها: «كل سنه والأستاذ و الزعيم والأسطورة والهرم بخير ضحكة مصر.. ربنا يبارك في عمرك يا ضحكتنا وبهجتنا».

بداية المشوار الفني لـ عادل إمام

كان مسرح جامعة القاهرة نقطة انطلاق الزعيم، وبدأ مسيرته الفنية عام 1962 بأدوار صغيرة، ولكن نال شهرته الحقيقية فى منتصف سبعينيات القرن الماضي، والتحق بفرقة التليفزيون المسرحية عام 1962.

وحصل على أدوار صغيرة مثلما حدث فى مسرحية «أنا وهو وهى» عام 1962، وجسَّد دور دسوقي أفندي، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، وفي أول ظهور له على خشبة المسرح لفت انتباه الجمهور وتفاعل الناس مع طريقته التمثيلية في تجسيد الشخصية رغم ظهوره بمشاهد محدودة، وفى السينما بدأت نجوميته مع فيلم لصوص لكن ظرفاء عام 1968.

أبرز مسرحيات عادل إمام

وقدم عادل إمام خلال مسيرته 11 مسرحية، ولكن مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي عُرضت في عام 1971، كان لديها طابع خاص، واستمر عرضها لمدة 6 سنوات متتالية، محققة نجاحًا كبيرًا، وأطلق من خلالها الزعيم إفيه « كل واحد يخلي باله من لغاليغه»، الذي يُعَد من أشهر إفيهات الزعيم عادل إمام.

أبرز أفلام عادل إمام ووحيد حامد

وفى حقبة التسعينيات أخذت أفلام الزعيم الصبغة السياسية الاجتماعية التي تعكس اهتمامات الرجل المصري، واستطاع ذلك من خلال كتابات الكاتب الراحل وحيد حامد، في عام 1981 كانت بداية التعاون بين الراحل وحيد حامد والزعيم، إذ قدما معًا فيلم «انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط»، وتوالتِ الأعمال بعدها، منها « اللعب مع الكبار، الإرهاب والكباب، المنسي، طيور الظلام، والنوم فى العسل».

اقرأ أيضاً«بعد غناء معرفش حد بالاسم ده».. أيمن بهجت قمر يمازح عمرو دياب

«ليت الشباب يعود يومًا».. جدل واسع بسبب إطلالة إليسا في أحدث ظهور لها

«غدا».. انطلاق عرض أولى حلقات مسلسل حرب الجبالي

مقالات مشابهة

  • «بهذه الطريقة».. رامي إمام يحتفل بعيد ميلاد والده الزعيم عادل إمام
  • كل سنة وأنت الزعيم ..رانيا فريد شوقي تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده
  • سامح حسين يكشف سبب رفضه في البداية الزواج من زوجته وسام
  • دعاء للطفل الميت يوم الجمعة
  • أجمل عبارات تهنئة ليوم الجمعة
  • رجل يصطحب إبل لداخل مجلس لمشاهدة التلفاز .. فيديو
  • وهبي يعتذر للمحامين: “أنا منكم وأنتم مني”
  • موعد عيد الأضحى 2025 وأهم الطقوس المرتبطة به
  • بالكاجوال.. لقاء الخميسي تخطف الأنظار بإطلالة لافتة
  • حسين خليل البطل يُعلن ترشحه لبلدية بيروت: المدينة بدها فعل وأنا جاهز