يتطلع قادة حماس لمغادرة قطر وسط ضغوط متزايدة في محادثات الرهائن. فإلى أين سيذهب قادة حماس؟.
تقول وول ستريت جورنال في تقرير لها إن حماس اتصلت بعمان ودولة إقليمية أخرى بشأن انتقال القادة إلى هناك، بعد أن قال رئيس الوزراء القطري إن الدوحة تعيد النظر في دورها كوسيط في محادثات الرهائن.
ويحاول القادة السياسيون لحركة حماس استكشاف نقل قاعدة عملياتهم خارج قطر، حيث تواجه الدولة الخليجية ضغوطا متزايدة بشأن نفوذها مع الحركة في مفاوضات غير مباشرة لرهائن مقابل هدنة مع إسرائيل.
وفي هذا الشأن حذّر وسيط عربي من أن "احتمال قلب المحادثات رأسا على عقب تماما أمر حقيقي للغاية"، حيث ذكر التقرير أن قادة حماس واجهوا تهديدات بالطرد إذا لم يوافقوا على صفقة الرهائن.
لقد انخرطت قطر، مع الولايات المتحدة ومصر، في أشهر من المحادثات خلف الكواليس بهدف تأمين هدنة في غزة، حيث تتقاتل إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من ستة أشهر بعد هجوم 7 أكتوبر، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الـ 133 الذين ما زالوا محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
ورفضت الدوحة، التي استضافت قادة المكتب السياسي لحماس، بما في ذلك إسماعيل هنية، منذ عام 2012، الانتقادات المتكررة لوساطتها من إسرائيل، بما في ذلك من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومع ذلك، قال رئيس الوزراء القطري يوم الأربعاء إن بلاده تعيد تقييم دورها كوسيط بين إسرائيل وحماس وهي بصدد إعادة تقييم لدورها. وقال: "هناك استغلال وإساءة للدور القطري"، مضيفا أن قطر كانت ضحية "تسجيل النقاط" من قبل "السياسيين الذين يحاولون إدارة الحملات الانتخابية من خلال الاستخفاف بدولة قطر"، ولم يذكر أي سياسي بالاسم.
وقال رئيس الوزراء القطري: نمر بمرحلة حساسة فيها بعض المماطلة، ونحاول قدر الإمكان معالجة هذا المماطلة. وفي وقت سابق الأربعاء، قال الثاني إن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس توقفت.
وفي تعليق علني نادر يوم الجمعة، ألقى مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز اللوم على حماس في وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، قائلا: "لقد كانت خيبة أمل كبيرة أن نحصل على رد فعل سلبي من حماس".
وفق مسؤول عربي كبير لتايمز أوف إسرائيل: إن آثار الغارة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أبناء هنية وأربعة من أحفاده ساهمت في الجمود المستمر في المفاوضات.
وكان رئيس الوزراء القطري قد أخبر رئيس الموساد ديفيد برنيع أن الدوحة تريد أن ترى تحولا كبيرا في سلوك إسرائيل تجاه قطر، مشيرا إلى عدة حالات خلال الحرب ادعى فيها أن البنية التحتية التي تمولها الدوحة في غزة قد تم استهدافها بشكل خاطئ.
كما أثار رئيس الوزراء القطري مخاوف بشأن تأكيد نتنياهو عدة مرات بأن قطر فشلت في الضغط بشكل كافٍ على حماس في محادثات الرهائن، وهو ادعاء ترفضه الدوحة، والذي كرره أيضًا بعض المشرعين الأمريكيين.
ولإسرائيل علاقة معقدة منذ فترة طويلة مع قطر، التي أصبحت من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات تجارية مع تل أبيب في عام 1996.
وعلى الرغم من قطع هذه العلاقات بعد أكثر من عقدين من الزمن وسط حرب غزة عام 2009، إلا أن إسرائيل حثت قطر على مر السنين على التبرع بمئات الملايين من الدولارات لتمويل المشاريع الإنسانية في غزة إلى جانب رواتب موظفي الخدمة المدنية في القطاع.
ويقول منتقدون إن الأموال القطرية ساعدت في تقوية حماس على حساب السلطة الفلسطينية الأكثر اعتدالا وسمحت للدوحة بالحصول على موطئ قدم في القطاع من خلال دعم جماعة إسلامية يعارضها حلفاء إسرائيل العرب.
ويشير التقرير في النهاية إلى أنه إذا غادر قادة حماس الدوحة، فقد يكون من الصعب إجراء المفاوضات مع حركة حماس.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اسماعيل هنية الاستخبارات المركزية الأمريكية الموساد بنيامين نتنياهو حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية هجمات إسرائيلية رئیس الوزراء القطری قادة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
تركي الفيصل: قادة في فلسطين لم يسمعوا «توجيهات الله» فهل يستمعوا لنصائحي!
في تصريح ناري أثار جدلاً واسعاً، قال تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، خلال لقاء تلفزيوني على قناة “العربية” أمس الثلاثاء، إنه لا يستطيع التأثير على قرارات حركة “حماس”، مؤكدًا بطريقة لاذعة أن قادة الحركة “لم يسمعوا توجيهات الله سبحانه وتعالى، فهل يستمعون لتوجيهي أنا؟”.
وجاء هذا التصريح خلال مداخلة مع المذيعة التي طلبت منه تقديم نصيحة لقادة “حماس” في ظل الظروف الراهنة، خاصة في إطار البنود التي وردت في البيان الختامي لمؤتمر حل الدولتين الذي عقد في نيويورك برعاية السعودية وفرنسا.
ويأتي تعليق الأمير تركي الفيصل في سياق نقاش متزايد حول الأوضاع السياسية في المنطقة، ودور الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً حركة “حماس”، في إدارة الصراع مع إسرائيل، وسط استمرار الجدل حول مبادرات الوساطة والدبلوماسية الإقليمية والدولية لحل القضية الفلسطينية.
في هذا الصدد، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في وقت سابق اعتماد الوثيقة الختامية للمؤتمر الدولي الخاص بتسوية القضية الفلسطينية، والتي تؤكد على التزام الدول المشاركة بحل الدولتين، حيث تُقام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، على أن تكون الحدود آمنة ومعترف بها دولياً.
وقد أثار تصريح الأمير تركي الفيصل تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اختلفت آراء المتابعين بين مؤيد لرؤيته وانتقاد لأسلوبه، مع تركيز على طبيعة العلاقة بين السعودية وحركة “حماس”، ومدى إمكانية تأثير الرياض على قرارات الحركة.
يُذكر أن مؤتمر حل الدولتين في نيويورك كان خطوة بارزة في إطار الجهود الدولية والعربية لتحقيق السلام، وسط تحديات كبيرة تواجه تطبيق بنوده على الأرض.
آخر تحديث: 30 يوليو 2025 - 17:53