أطياف – صباح محمد الحسن
(مسيرات مجهولة) عبارة تكشف بعمق عن صراع التيارات السياسية داخل المؤسسة العسكرية، وما بين مسيرة عطبرة وشندي تترجم يقظة الجيش التي جاءت متأخرة، ولكنها خير من أن لا تأتي!!
وتحدثنا من قبل أن ثمة تيارا رافضا لسياسة البرهان ومراوغته داعماً للتفاوض يتململ من علاقة الجيش بالإخوان سيعلو صوته في يوم ما
وظننا أن يخرج ذلك الصوت ببيان أو كلمة أو موقف، ولكنه ظهر بمسيرات سجلت أول احتجاج لها على العلاقة غير المشرفة بين الجيش والبراء عندما ضربت إفطار المصباح بعطبرة لتضع حدا للمفاصلة الصامتة بين كتائب الإسلاميين والمؤسسة العسكرية.
ولكن ما هو القاسم المشترك بين مسيرة إفطار البراء ومسيرات الفرقة الثالثة شندي بعيدا عن طراز المسيرات ونوعها!!
فالقاسم المشترك هو وجود كتائب البراء في الموقعين، والتي جاءت هذه المرة لتجتمع بقائد الجيش، وتشكو له من الذين يستهدفون وجودها داخل المؤسسة فما يحمله البرهان من ود لكتائب البراء أكبر من مشاعره الزائفة تجاه المؤسسة العسكرية، ولكن وكلما أرادت البراء أن تعبر له أنها تكن له (ذات الشعور)… صفعتها مسيرة!!
وقبل أسبوع هنا تحدثنا عن خلاف الميدان، وذكرنا أن بعض قيادات الجيش لا تعجبها كتائب البراء
وكل خلاف داخلي خروجه إلى الملأ يكشف عمقه..
وتغيب بيانات الجيش للتعليق على أخطر هجوم، فلو خرجت لجاءت صادقة، وكشفت عن هذا الخلاف لذلك لزم الجيش الصمت؛ لأن بيانا واحدا لا يستطيع أن يعبر عن تيارين مختلفين في مؤسسة واحدة، ولا تتبنى الدعم السريع هجوما لم تقم به ولو تبنته ستخصم الكذبة منها أكثر مما تضيف لها
وظاهرة الهجوم المجهول التي يلتزم فيها طرفا الصراع بالصمت تكشف أن الميدان أصبح فوضويا بلا قيادة، وهذا يعني أن فرص التفاوض أصبحت أكبر من فرص المعارك والمواجهات!!
مما يعني أن تيار المفاوضات داخل الجيش تتسع دائرته وتزيد وتيار الحرب يضيق عليه الخناق من كل الاتجاهات.
والمسيرات المجهولة (المعلومة) تحت تصرف قيادة الجيش فقط لم يترك أمرها يوما للبراء، لذلك أصبحت تلاحقها أينما حلت واجتمعت لا يهمها إن كان قائد الجيش نفسه معها.
ولم تلاحق المسيرات البرهان في كل المدن التي زارها، ولكن لأن الرجل (خطف رجله) ليلتقي بالبراء، ويزور أفراد كتائبها الذين أصيبوا في مواجهات الجيلي ذات الزيارة التي قام بها للبراء بالمستشفى في بداية الحرب.
والمسيرات تلحق به لتقول كلمتها أنها جاءت لتقطع حبل الود بين المؤسسة والكتائب، فعقلاء الجيش يرون أن البراء هي التي تسببت في القطيعة الداخلية والخارجية، وجعلت الجيش يعاني عزلة دولية لم تحدث من قبل في تاريخه، كما أن كل الجرائم الوحشية في حق المواطنين التي حمل وزرها الجيش ارتكبت بعقلية وأوامر أمنية وليست عسكرية، فالبراء وغيرها من الكتائب، وعلى طريقة داعش هي التي ألحقت الضرر بسمعة الجيش وصورته للعالم في وضع الميليشيا.
وهل لفظت بورتسودان البرهان ليرتمي في حضن مدينته فمسيرة واحدة تطعن قلب القيادة بشندي، تحمل رسالة فحواها واضحا ومباشرا للبرهان… أن آن الأوان ليعود إلى حضن المؤسسة العسكرية، ويرفع يده عن الإسلاميين، ويسلك طريق التفاوض أو ليعلم أنه ليس آمنا حتى وهو بين أهله وعشيرته!!
طيف أخير:
قضى البرهان ليلة البارحة بمدينة شندي فعودته إلى بورتسودان حسب جدول الرحلة يرى أنصاره هناك أنها غير ضرورية!!
نقلاً عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن المؤسسة العسکریة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تُنفذ ضربات بطائرات مسيرة داخل روسيا في معركة وصفتها بـداوود وجالوت
وصفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، العملية العسكرية الأوكرانية المعقّدة الأخيرة داخل الأراضي الروسية، بكونها تُبشه: "قصة نبي الله داوود مع جالوت، في إشارة إلى استهداف أوكرانيا عبر طائرات بدون طيار قواعد جوية روسية مهمة".
وأوضحت الشبكة، أنْ أوكرانيا كانت قد شنّت هجوما جويا، من خلال طائرات بدون طيار قد استهدفت قواعد جوية روسية تقع على مسافات بعيدة خلف خطوط المواجهة.
وفي السياق نفسه، ذكر مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، وفق "سي إن إن" أنّ: "العملية جرى الإعداد لها على مدار أكثر من 18 شهرا، حيث شملت تهريب طائرات مسيّرة إلى داخل روسيا، فيما تمّ إخفاؤها داخل صناديق خشبية متنقلة، وهي موضوعة فوق شاحنات".
وبحسب المصدر الذي كشفت عليه الشبكة الأمريكية، فإنّ الضربات الجوية تسبّبت في أضرار، قُدرت بما يُناهز 7 مليارات دولار، فيما ألحقت ضررا مباشرا بما نسبته 34 في المئة من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية الروسية، وذلك في قواعد جوية رئيسية.
إلى ذلك، أبرز عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، أنّ: "قصة داوود وجالوت من أبرز القصص القرآنية، التي تجسّد معاني الإيمان والتوكل والانتصار على الطغيان، وتحكي عن شاب صغير من بني إسرائيل وهو نبي الله داوود الذي تصدّى بشجاعة للعملاق جالوت؛ أحد الأبطال القدماء المعروفين بقوتهم وبأسهم، خلال معركة فاصلة قادها الملك طالوت، بإيمان صادق وقوة يقين، قَتل داوود جالوت بحجر صغير، فحقق النصر لجيشه، ونال بعد ذلك الملك والحكمة.
إلى ذلك، على مدار الأشهر الماضية، قد شكَّلت سلسلة من الهجمات التي وصفت بـ"النوعية" منعطفات استراتيجية بارزة في الحرب الروسية- الأوكرانية، حيث استخدم فيها الطرفان ما يُعرف بكونه من "التكتيكات غير التقليدية، فضلا على أسلحة متطورة".
ومن الهجمات البارزة، ما تمّ في 6 آب/ أغسطس 2024، حيث شن الجيش الأوكراني هجوماً مفاجئاً عبر الحدود الروسية في منطقة كورسك، مستخدماً أكثر من 20 دبابة ومدرعة. وحينها، سيطر المهاجمون على أكثر من 20 قرية، مما شكل أكبر توغل بري أوكراني في الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
كذلك، في آب/ أغسطس 2024، قد استخدم الجيش الروسي خط أنابيب الغاز الممتد عبر منطقة كورسك كخط إمداد لشن هجوم مفاجئ على القوات الأوكرانية. هذا التكتيك غير التقليدي أتاح للجيش الروسي الوصول السريع إلى مواقع استراتيجية، ما شكَّل تحدياً كبيراً للقوات الأوكرانية في المنطقة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، قد استهدفت أوكرانيا منشآت الطاقة الروسية باستخدام طائرات مسيّرة هجومية، مما أدى إلى تدمير معدات عسكرية روسية في مناطق مختلفة. وأظهر هذا الهجوم تكاملًا بين الطائرات المسيّرة والأسلحة الغربية، مثل صواريخ "هيمارس" الأميركية، في تنفيذ عمليات هجومية فعّالة ضد البنية التحتية العسكرية الروسية.
إلى ذلك، نفّذت أوكرانيا عملية "واسعة النطاق"، في الأحد الماضي، حيث استهدفت مطارات عسكرية في مختلف أنحاء روسيا، وشملت قاعدة في شرق سيبيريا على بُعد آلاف الكيلومترات من حدودها. ووصفت وزارة الدفاع الروسية الهجوم الأوكراني، في مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور، بـ"الإرهابي"، وفقا لوكالة "إنترفاكس".
وفيما قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 162 مسيرة جوية أوكرانية ودمرتها" بين الساعة 17:10 و23:00 بتوقيت غرينتش، (الأحد). واستهدفت المسيّرات خصوصاً منطقتَي كورسك (57 مسيرة) وبيلغورود (31 مسيرة) على ما أوضح المصدر نفسه. أعلنت كييف صباح الاثنين، أنّ: "الجيش الروسي أطلق 80 مسيّرة وأربعة صواريخ على أراضيها خلال الليل، وأصاب 12 هدفا".