وسط خيام النايلون.. موجة الحر تفاقم محنة نازحي غزة
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
ضربت موجة حر شديدة قطاع غزة، هذا الأسبوع، حيث تجاوزت درجات الحرارة 38 درجة مئوية، مما تسبب في جعل الحياة لا تطاق بالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص النازحين الذين يكافحون لإعادة بناء حياتهم في مخيمات الخيام.
وبالإضافة إلى ذلك، أعاقت موجة الحر عمل بعض الشركات في القطاع، وفاقمت المحنة التي يعيشها سكان غزة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي خلفتها الحرب الأخيرة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وبحلول يوم السبت، خفت الحرارة بشكل ملحوظ وكانت التوقعات تشير إلى درجات حرارة أكثر اعتدالا في الأيام القادمة. لكن درجات الحرارة المرتفعة مؤخرا تقدم لمحة عما يحمله الصيف على الأرجح.
وقال محمد فياض، وهو صيدلي نازح بدأ ببيع الأدوية من خيمة بناها من ألواح خشبية وستائر وقطع معدنية في مخيم للنازحين في منطقة المواصي: "هذا الطقس الحار يمثل تحديا لنا".
بدون كهرباء أو مصادر طاقة بديلة، قال فياض البالغ من العمر 32 عاما، إنه لا يستطيع الحفاظ على الأدوية، التي يشتريها من الصيدليات التي اضطرت إلى الإغلاق، مخزنة بدرجات حرارة باردة بما يكفي لمنعها من التلف.
وقال فياض، متحدثا من صيدليته المؤقتة التي أطلق عليها اسم "جوليا" تيمنا بابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات: "50 بالمئة من الأدوية للأمراض المزمنة غير متوفرة، لأنه ليس لدينا أي مصدر للطاقة للحفاظ عليها باردة".
ويحاول فياض إيجاد طرق لتوليد الطاقة لثلاجة لتخزين الأدوية.
وتابع في حديثه للصحيفة الأميركية: "آمل أن أتمكن من العثور على تلك الألواح الشمسية، وهي باهظة الثمن للغاية، لجعل الخيارات أوسع للنازحين".
ونزح فياض مع زوجته وابنته الوحيدة من خان يونس، حيث كانوا يعيشون ويمتلكون صيدلية. وبقوا في المواصي لأكثر من شهرين. عندما عادوا مؤخرا إلى خان يونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة، وجد أن صيدليته قد أحرقت ونهبت.
واضطر ما يقرب من مليوني فلسطيني في قطاع غزة إلى الفرار من منازلهم تحت القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء العسكرية. وأجبر الكثيرون على العيش في خيام لا توفر سوى القليل من الحماية من الأشهر الباردة والممطرة في وقت سابق من الحرب ولا تقدم لهم أي حماية ضد موجات الحر الحارقة والطقس الرطب الآن.
وتحولت المواصي إلى مخيم يضم آلاف الخيام التي نصبها النازحون على الأرصفة وفي الطرق بما تيسر لهم من مواد، بعد نزوحهم من شمال القطاع هرباً من القصف والغارات.
والمواصي هي المنطقة التي طلب الجيش من سكان الأحياء المحيطة بمجمع الشفاء المحاصر التوجه إليها، بعد أن أمرهم بإخلاء منازلهم.
وفي ظل موجة الحر الشديدة التي يشهدها قطاع غزة، يسعى الآباء جاهدين للحصول على الماء لتبريد أطفالهم وحمايتهم من الحرارة اللاهبة، على الرغم من شح المياه وصعوبة الحصول عليها في القطاع. ومما يزيد الأمر سوءا، فإن الطقس الحار يوفر بيئة مثالية لانتشار الحشرات الناقلة للأمراض.
من جهته، تحدث محمد أبو حطب، وهو أب لأربعة أطفال، من بينهم طفل يبلغ من العمر 7 أشهر: "لسعت الحشرات والبعوض أطفالي بسبب غياب ظروف النظافة في الجوار، والصرف الصحي يتسرب في كل مكان تقريبا".
وتمضي عائلته أيامها في الخارج، تحت ظل الخيام المصنوعة من النايلون، التي تحجز الحرارة وتجعل البقاء تحت الخيام خانقا، وفقا للصحيفة الأميركية.
وتابع أبو حطب، البالغ من العمر 33 عاما: "اضطررت إلى تجريد أطفالي من ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية فقط".
وأضاف "الخيمة وموجة الحر ورعب هذه الحرب كلها كابوس. كيف يمكن لأطفالي أن يعيشوا بصحة وأمان؟".
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير جزء كبير من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة وإلى تفاقم الكارثة الإنسانية منذ السابع من أكتوبر.
وخلال الأسابيع الماضية، أدت التقارير القاتمة الواردة من غزة عن أشخاص يقتاتون أوراق الشجر وعلف الحيوانات بينما يُنهك الأطفالَ سوء التغذية، إلى تركيز الانتباه على النقص الكبير في المساعدات الغذائية، ناهيك عن الأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية.
وبدأت الحرب بعد هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وخلال هجوم حماس، خطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
وأسفرت الحرب المدمرة في قطاع غزة عن مقتل 34388 شخصا، معظمهم مدنيون وجلهم من النساء والأطفال، حسب حصيلة وزارة الصحة التابعة لحماس.
وحذرت وكالات الإغاثة من أن النظام الصحي في غزة انهار تقريبا منذ بدء الحرب، حيث لا تعمل حاليا سوى عشرة مستشفيات من أصل 36 في غزة، وبشكل جزئي.
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، في بيان سابق أنه "ومثل الأنواع الأخرى من الإمدادات الإنسانية، لا تدخل الأدوية إلى غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات".
وأردفت: "المستشفيات في حاجة دائمة إلى الإمدادات، مثل الأدوية المستخدمة أثناء العمليات الجراحية وأدوية الحروق، كما أن هناك نقصا في علاجات السرطان والمضادات الحيوية".
وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "للأسف، يجد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة صعوبة في تأمين الدواء".
ولفتت إلى أن أطباء اللجنة الدولية العاملين في بعثات في القطاع، سمعوا من زملائهم الفلسطينيين أنهم اضطروا إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في ديسمبر، من أن "مزيجا قاتلا من الجوع والأمراض" سيؤدي إلى المزيد من الوفيات في غزة.
تحذيرات من المجاعةكما تحذر الهيئات الأممية من أن المجاعة تشكل "تهديدا حقيقيا وخطرا" في غزة.
وأعلن الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، السبت، استئناف جهود إرسال المساعدات عبر الممر البحري من ميناء لارنكا، بناء على مبادرة تساهم فيها بشكل خاص الإمارات والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وعليه غادرت السفينة "جنيفر"، مساء الجمعة، وعلى متنها شحنة جديدة من المساعدات قدمتها الإمارات وفتشتها إسرائيل في قبرص.
وغادرت سفينة بريطانية قبرص، السبت، لإيواء مئات من العسكريين الأميركيين الذين يقومون ببناء رصيف بحري عائم في غزة في محاولة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، عبر ممر بحري من لارنكا.
وبقي "أسطول الحرية" الساعي للإبحار إلى غزة عالقا في تركيا، السبت، بعد حرمانه من علم الملاحة نتيجة "ضغوط" إسرائيلية، بحسب المنظمين.
ووسط الأسبوع، قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي، إن قطاع غزة قد ينزلق إلى المجاعة في غضون ستة أسابيع بعد انتشار انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات.
وقال جيان كارلو سيري، مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف: "نقترب يوما بعد يوم من حالة المجاعة".
وأضاف "هناك أدلة معقولة على أن محددات المجاعة الثلاثة (وهي) انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات، سيتم تجاوزها في الأسابيع الستة المقبلة".
وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء قطاع غزة خلال الأشهر الستة التي تلت بدء إسرائيل هجوما جويا وبريا على حركة حماس التي تدير القطاع.
وتنفي إسرائيل عرقلة إمدادات المساعدات الإنسانية وتلقي بالمسؤولية على وكالات الإغاثة في عدم كفاءة التوزيع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: موجة الحر قطاع غزة من العمر فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليونيسيف: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة
غزة " وكالات":حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة وتدهور الأوضاع؛ بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.
وقال نائب المدير التنفيذي لـ"اليونيسيف" تيد شيبان -في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية: "إن أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق، وعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوههم".
وأضاف "نحن على مفترق طرق، والخيارات المتخذة الآن ستحدّد ما إذا كان عشرات الآلاف من الأطفال سيعيشون أم سيموتون".
وبعد زيارته الرابعة إلى غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ذكر المسؤول الأممي "تشاهدون الصور في الأخبار، وتعرفون ما حدث، لكن الأمر أصعب بكثير عندما تكونوا هناك، فعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال"، مؤكدًا على أن أكثر من 18 ألف طفل قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب.
وجدّد التأكيد على ضرورة إدخال 500 شاحنة يوميًّا على الأقل للقطاع عبر جميع الطرق، وهذا يشمل المساعدات الإنسانية والغذائية.
في الاثناء، اعتبرت الحكومة الألمانية اليوم السبت أن "التقدم الأولي المحدود" في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زال "غير كافٍ" من دون أن تُشير إلى امكانية فرض عقوبات على إسرائيل على الرغم من لهجتها المتصاعدة.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس في بيان أن برلين "لاحظت تقدما أوليا محدودا في (إيصال) المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ومع ذلك، لا يزال غير كافٍ لتخفيف وطأة حالة الطوارئ".
وقال كورنيليوس إن "إسرائيل تظل ملزمة بضمان إيصال كامل للمساعدات".
من جهة اخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم السبت، عن تسجيل سبع حالات وفاة جديدة بينهم طفل واحد بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال 24 ساعة الماضية.
وقالت صحة غزة، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم :"يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 169 حالة وفاة، من بينهم 93 طفلا" مشيرة الى أن العدد قد يرتفع خلال الساعات المقبلة حيث يعاني العديد من الاشخاص من اوضاع صحية صعبة بسبب سوء التغذية.
وأكدت وزارة الصحة أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
وقبل يومين، قالت منظمة الصحة العالمية إن قطاع غزة يشهد حاليًا أسوأ سيناريو للمجاعة، وذلك بحسب التحذير الذي نشره التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هذا الأسبوع. وأضافت المنظمة في بيان سابق أن "الناس لا يجدون طعامًا لأيام، وآخرون يموتون لأن أجسادهم التي تعاني نقص التغذية أو الضعف الشديد تستسلم للأمراض أو لفشل الأعضاء ". وأوضحت أنه بينما يُنتظر من النظام الصحي أن يكون مصدرًا للإغاثة، فإنه في غزة يفتقر إلى الإمدادات الطبية الأساسية والوقود وغيرها من الضروريات اللازمة لأداء مهامه بشكل كامل، بل إن العاملين في المجال الإنساني والعاملين الصحيين يعانون الضعف بسبب الجوع. وذكرت المنظمة أن "وقف نزيف الأرواح المؤلم وعكس مسار هذه المأساة التي من صنع الإنسان سيستغرق شهورًا، إن لم يكن سنوات، ذلك أن تعافي شخص مصاب بسوء التغذية أمر يتطلب عناية طبية متخصصة، وتغذية علاجية صحيحة، ومكملات غذائية دقيقة مناسبة".
وفي سياق، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 فلسطينيا استشهدوا اليوم السبت بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 8 قرب مراكز توزيع المساعدات، في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن 13 شخصا استشهدوا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مع استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية.
وأوضح أن "10 شهداء على الأقل بينهم امرأتين " سقطوا في غارات استهدفت خياما للنازحين في خان يونس في الجنوب ومنزلا في بلدة الزايدة وسط القطاع.
كما استشهد 3 فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو عشرة منازل نسفها بالمتفجرات في خان يونس وفي شرق مدينة غزة.
وأحصى الدفاع المدني "5 شهداء وعشرات المصابين بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة" في وسط القطاع. وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين وبينهم "حالات خطيرة".
وفي جنوب القطاع، قال بصل إن المسعفين نقلوا "3 شهداء على الأقل وأكثر من 30 إصابة بنيران الاحتلال قرب مركزين للمساعدات، في منطقتي الطينة (في جنوب غرب خان يونس)، والشاكوش (شمال غرب مدينة رفح)".
وفي وقت سابق، زار المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قطاع غزة المهدد بالمجاعة والمدمر، للوقوف على آليات توزيع المساعدات.
من جهتها، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، ووصفته بأنه "مصيدة للموت" لسكان القطاع الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
في الاثناء حذرت الأمم المتحدة من تربص المجاعة بأكثر من مليوني شخص في قطاع غزة المحاصر بعد نحو 22 شهرا من الحرب المدمرة.
وذكر المكتب الإعلامي التابع للمقاومة أن "73 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة منذ امس " مطالبا "بإدخال عاجل وكافٍ للغذاء وحليب الأطفال وفتح المعابر فورا".
وقال إن "الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية".
ولفت الإعلام الحكومي إلى أن "غالبية شاحنات المساعدات تعرضت للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال".
استئناف إسقاط المساعدات
من جهة ثانية، قام الجيش الألماني مجددا بإسقاط مساعدات إنسانية فوق قطاع غزة الفلسطيني المحاصر الذي يعاني أزمة تجويع منذ شهور.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قال متحدث باسم سلاح الجو الألماني في برلين اليوم السبت إن طائرة نقل أسقطت 22 منصة تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية، بلغ إجمالي وزنها 9.6 طن. وكانت الطائرة، وهي من طراز "ايه 400 إم"، أقلعت من الأردن. ومن المقرر أن يستأنف الجيش عمليات إسقاط المساعدات فوق القطاع اليوم الاحد في حال توفرت الظروف المناسبة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن قطاع غزة يقف على شفا مجاعة. وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل ومخارج هذا الشريط الساحلي المطل على البحر المتوسط، وكانت إسرائيل منعت، على مدى عدة أشهر، دخول المساعدات أو سمحت بدخول كميات قليلة فقط.
ومنذ يوم الأحد الماضي - وبعد تزايد الانتقادات الدولية بسبب الوضع الإنساني المروع للسكان المدنيين الفلسطينيين - سمحت إسرائيل مجددا بإدخال كميات أكبر من المساعدات عبر الطرق البرية، كما دعمت عمليات إسقاط المساعدات جوا من قبل دول حليفة. وتشارك ألمانيا في هذه الجهود بطائرتين يتم تحميلهما في قاعدة عسكرية بالأردن، وتقومان بإسقاط مواد غذائية ومعدات ضرورية فوق قطاع غزة.
وتعتبر منظمات دولية أن إسقاط المساعدات جوا غير فعال ومكلف، نظرا للكميات المحدودة التي يمكن نقلها بهذه الطريقة. فبالمقارنة مع شاحنات الإغاثة البرية، لا يمكن إيصال سوى كميات ضئيلة من الأغذية إلى الشريط الساحلي عبر الجو. كما يشير العاملون في مجال الإغاثة إلى أن إسقاط المنصات في منطقة مكتظة بالسكان قد يؤدي إلى إصابة أو مقتل أشخاص على الأرض.