سودانايل:
2025-06-30@16:59:43 GMT

سقوط المثقفاتية

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

هذه الحرب مهما طال أمدها، وأرجو ألا تطول وتزيد من معاناة السودانيين والسودانيين أكثر مما فعلت حتى الآن، ستكون هي المصفى الذي سوف يستصفي المفكرين والأكاديميين والمثقفين والصحفيين الشرفاء من هذا الخليط المشوش.

د. النور حمد

أسماء عدّة ممن كانوا يمارسون دورا حيويا ومهما في تشكيل الرأي، وتدعيم المواقف الإيجابية لما لهم من ثقافة ثره ورأي سديد، مما أكسبهم وثقة واحترام العامة والخاصة، همهم الأول والأخير وطن معافي، وإنسان يعيش بكرامة في أمن وسلام، الذين كانوا يشكلون صمام الأمان في التماسك الاجتماعي، أسماء كنا نوقرها وننظر لها باحترام وإعجاب، نقرأ لها بشغف، نسمع لها بنهم، كيف لا وهم يمثلون ضمير الأمة، ومرآتها، لم يوهنها النضال ولا كسرت شوكتها السجون ولا أوهنتها المعتقلات، لكنهم يا للأسف بعد بلغوا أرذل العمر، اختاروا سوء الخاتمة، فباعوا ضمائرهم وتاريخهم لقوى الظلام مقابل حفنة فلوس أو الخوف مما هو ممسوك عليه من سقطة أخلاقية.


عرف الإنسان التجسس منذ قيام الحضارات، والأجهزة الأمنية الاستخباراتية، تعمل على اختراق خصومها وأعدائها، بل حتى رعاياها، بأن تغرس أفرادها في وسطهم لمعرفة تحركاتهم والتجسس عليهم، الأجهزة الأمنية خلال سنوات الإنقاذ البئيسة، الذي وحد بين التنظيم والحزب والدولة وحفنة من القيادات، بأن صارت كياناً واحداً، ربطتهم المصالح والرؤى، والمصير الحتمي المشترك، وجمعت بينهم الشهية والنهم للفساد والاستبداد، فهم يتجسسون على الأحزاب الشعب، وعلى المعارضة، وعلى ألد أعدائهم المثقفين والنشطاء، وعملت على استقطاب المبرزين والنابهون واللامعون في المجتمع للعمل في صفوفها، مارست كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ضد خصومها، واستخدمت سياسة الجزرة والعصا، وللأسف نجد أن هناك أقلام كان يشار إليها بالبنان علماً وثقافة ومواقف مشرفة وتاريخ من النضال، تم شراؤها واستمالتها حتى دون استخدام العصا فقد كان معظمهم شهيته منفتحة للجزرة، والبنكنوت الأخضر.
هذه الأسماء التي سقطت في بئر الخيانة، والتي يعرفها العامة والخاصة، كانت، فيما مضى، تنتهج سياسة مستترة، فهي في العلن تعارض الإنقاذ، وتقف ضد التنظيم الإسلاموي، بعضهم وجد طريقة وشارك في المرحلة الانتقالية بموجب تلك الدعاوي، وعمل كالسوس ينخر في عظام المرحلة، حتى قيام انقلاب البرهان عليها في 25 أكتوبر 2021، وظلَّ طوال الفترات السابقة يؤدي بتفاني وإتقان تكليفه الممثل في نقد أحزاب المعارضة وفي قحت، وتقدم، وحمدوك، مهمة يؤدوها في العلن بكل بجاحه وطول لسان، ولم يفتح الله عليهم بكلمة حق في الحركة الإسلاموية ودورها الدموي في تخريب الوطن، وليس لها موقف واضح محدد ضد الحرب، بل أنها تعلن وقوفها مع الجيش على أساس أنه يمثل جيش الوطن وصمام أمان سلامته ووحدته، هكذا يدعون.
في الآونة الأخيرة، وكما يبدو بأن الكفيل، التنظيم الإسلاموي، قد طلب سداد فاتورته كاملة غير منقوصة، صار اللعب على المكشوف، أصبحنا نراهم على شاشات الفضائيات، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يمارسون السقوط الأخلاقي في أبشع صوره، يبخسون الصاح ويمجدون الخطأ، يدعون بأن الحرب فرضت على الجيش، والإسلاميين مجرد مناصرين للجيش، ويطالبون باستمرار الحرب حتى يتم القضاء على آخر جندي في قوات الدعم السريع، ضاربين عرض الحائط بمعرفتهم وعلمهم باستحالة ذلك، وأن الحرب مهما طالت واستطالت، لن تنهي إلا من خلال مائدة المفاوضات ... والتي كلما تم التعجيل بها، كلما قلت معاناة الملايين من النازحين واللاجئين والجائعين، من أفراد الشعب السوداني الممكون.
لقد اتضح أنهم أتضح بأنهم مجرد دمى في يد الحركة الإسلاموية، و(غواصات)، وأناس غاب ضميرها، أولئك ممن قال فيهم شاعر الشعب الراحل المقيم محجوب شريف:
واحد ناضل
آخرتها فاضل
ما بين فكره ومبدأ
وأقرب سكة
تجيب الفكة
غير وش
وبدل وش
وقال ...
خربانة أم بناية قش...

عاطف عبدالله
1 مايو 2024

atifgassim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني: ننصح ترامب بأن يكفّ عن الثرثرة

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي‌ نائيني، في تصريح صحفي خلال مراسم تشييع عدد من القادة العسكريين الإيرانيين نقلته وكالة تسنيم، إن تصريحات ترامب المتخبطة ناتجة عن الهزيمة الثقيلة التي مُني بها أمام إيران.

وأضاف أن "المشاركة الواسعة للشعب الإيراني في هذه المراسم حملت رسالة قوة وثبات لأعداء الأمة، وعبرت عن شكر عميق من الشعب لتضحيات الشهداء الأعزاء”.

وتابع: "نصيحتنا لترامب أن يفتح عينيه ويكفّ عن الثرثرة والتصرفات غير المتزنة. الهزيمة القاسية في الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً أدّت بوضوح إلى اضطرابه واهتزازه، مما انعكس في تصريحاته غير المتزنة”.

وأوضح العميد نائيني أن الكيان الصهيوني وترامب لم يفشلا فقط في تحقيق أهدافهم المعلنة، بل إنهم باتوا يعتبرون استمرار الضربات الصاروخية الإيرانية تهديداً جدّياً لوجود الكيان الصهيوني.

وأردف: "لا يزال ترامب يفتقر إلى فهم حقيقي لعناصر القوة الفعلية للشعب الإيراني، وكما قال قائد الثورة الإسلامية، فإنه "يتكلم بأكبر من فمه".

وذكر أنه "خلال الـ 46 عاماً الماضية، دأب الأعداء على التخطيط لانهيار النظام الإسلامي ببرامج دقيقة ومعقدة وباهظة التكلفة، لكن بسبب حساباتهم الخاطئة وعجزهم عن إدراك عمق قوة الشعب الإيراني، كانت نهايتهم دوماً الفشل. وفي الحرب الأخيرة تكررت هذه السيناريوهات؛ العدو تراجع، واضطر للاعتراف بهزيمته”.

وأشار إلى تصريحات ترامب الأخيرة قائلاً: "ترامب يتوهم أن بإمكانه عبر كلامه الواهي أن يغيّر في أذهان العالم حقيقة انتصار الشعب الإيراني، لكن الواقع أمر آخر تماماً”.

وأضاف: "غالبية الشعب الإيراني كانوا يطالبون باستمرار الردّ الحازم وملاحقة المعتدين، بل إنهم كانوا يتوقعون عقاباً أشدّ. العدو، من موقع العجز، هو من سعى إلى وقف إطلاق النار”.

وأوضح نائيني أن الخبراء العسكريين والسياسيين صرحوا بوضوح أن النصر كان لإيران، وأن الكيان الصهيوني وأميركا هما الخاسران في هذه الحرب. ومع استمرار العمليات، بدا العدو أكثر ضعفاً أمام وابل الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، وازدادت القدرة التدميرية لضرباتنا يوماً بعد يوم.

وتابع المتحدث باسم الحرس الثوري: "أظهرت هذه الحرب أن سكان الأراضي المحتلة لا حول لهم ولا قوة أمام القدرات الصاروخية والمسيّرة الإيرانية، وأصبحت حياتهم اليومية مرتبطة بمفاهيم مثل "الإنذار"، و"الملجأ"، و"الفرار".

واختتم بالقول: "رسالتنا الأخيرة للكيان الصهيوني والرئيس الأميركي المتوهم هي: إذا ما تكرر التعدّي على المصالح الوطنية والممتلكات الإيرانية، فإن ردّنا القادم سيكون مختلفاً، أشدّ ضراوة، وأكثر تدميراً، وسيسرّع من وتيرة اضمحلال الكيان”.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: على بعد كيلو مترات من هذا القصر ولدت أول أبجدية عرفتها البشرية وعلى هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم ومن هنا من دمشق نطلق مشروعنا الث
  • تطور مفاجئ يهز أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.. المحكمة تؤجل الحسم إلى سبتمبر
  • صراعات داخلية وانقسامات تهدد أكبر أحزاب المعارضة التركية
  • القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟
  • صمود إيران وارتباك إسرائيل: سؤال عن المنتصر!
  • محافظ الدقهلية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو
  • غالبية إسرائيلية تؤيد عقد صفقة تبادل شاملة مقابل وقف الحرب في غزة
  • حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة وعلى العالم التحرك الفوري
  • الحرس الثوري الإيراني: ننصح ترامب بأن يكفّ عن الثرثرة