أعاد علماء الآثار بناء وجه امرأة إنسان نياندرتال عاشت قبل 75 ألف عام في كهف في سفوح جبال العراق، حيث أجريت طقوس جنائزية فريدة من نوعها.

واكتشفت بقايا عظام امرأة إنسان نياندرتال، والتي تدعى "شانيدار زد"، لأول مرة في عام 2018 في كهف في كردستان العراق، والذي يبدو أن كان موقعا فريدا للدفن المتكرر.

وأظهرت الدراسات التي أجريت منذ الخمسينيات من القرن الماضي أن إنسان النياندرتال دفن موتاه في الكهف وقام بطقوس جنائزية، مثل وضعه على سرير من الزهور.

Look into the face of Shanidar Z, a female Neanderthal from 75,000 years ago.

Our @UCamArchaeology team rebuilt a flattened skull from hundreds of bone fragments ????

The Neanderthal comes from a famous cave where the species buried their dead ???? https://t.co/ANIM62b8tm

— Cambridge University (@Cambridge_Uni) May 2, 2024

وتشير الأدلة التي جمعت من موقع الكهف هذا لأول مرة إلى أن إنسان النياندرتال كان أكثر تطورا بكثير من المخلوقات البدائية.

وعلى الرغم من أن إنسان النياندرتال الذي يُعتقد أنه مات قبل 40 ألف سنة، كان لديه جماجم مختلفة تماما عن جماجم البشر حديثا، إلا أن الوجه المعاد بناؤه لهذه المرأة التي يُعتقد أنها كانت في الأربعينيات من عمرها عندما ماتت، يظهر أن مظهرهم كان شبيها بالبشر الحديثين.

Meet Shanidar Z: The face of a 75,000-year-old female Neanderthal named Shanidar Z whose flattened skull was discovered in 2018 inside Shanidar Cave in northeast Erbil in the Kurdistan Region was recreated :https://t.co/xDjs0GCcmApic.twitter.com/MvBiBZjLsg

— Kurdistan Watch (@KurdistanWatch) May 2, 2024

✨Emma Pomeroy✨ with the new #Shanidar_Z#Neanderthal
..... look at that maxilla !!!! ????

For the last 2 years at @CamBioanth / @UCamArchaeology we saw "Z" slowly change from a pancake of bone frags to this ????????????!!

Reconstructed by @lucia_lpolin and Emma Pomeroy ???? pic.twitter.com/llFz6GjIZR

— Marta @MartaMLahr (@MartMLahr) May 2, 2024

وتم الكشف عن نتائج هذه الأبحاث في فيلم وثائقي جديد بعنوان "أسرار إنسان نياندرتال"، من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وتم إصداره على منصة "نتفلكس" وإتاحته في جميع أنحاء العالم.

وقالت الدكتورة إيما بوميروي، من قسم الآثار بجامعة كامبريدج: "تحتوي جماجم النياندرتال على نتوءات جبهية ضخمة وتفتقر إلى الذقن، مع وجه وسط بارز يؤدي إلى أنوف أكثر بروزا. لكن الوجه المعاد تشكيله يشير إلى أن تلك الاختلافات لم تكن مطلقة".

This is Shanidar Z, a 75,000-year-old Neanderthal woman whose face was recreated by archaeologists at the University of Cambridge. By reimagining her facial features, that experts have been given new insight into what our ancient cousins looked like. https://t.co/N2qoZgEdRlpic.twitter.com/EwafQ2OZew

— Yahoo News (@YahooNews) May 2, 2024

وتابعت: "ربما يكون من الأسهل أن نرى كيف حدث التزاوج بين أنواعنا، لدرجة أن كل شخص على قيد الحياة اليوم تقريبا ما يزال لديه الحمض النووي للنياندرتال".

وقال العلماء إن بقايا المرأة، بما في ذلك جمجمة مسطحة يصل سمكها إلى نحو 2 سم، هي من أفضل حفريات إنسان النياندرتال المحفوظة التي تم العثور عليها هذا القرن.

إقرأ المزيد ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلاطون!

ويُعتقد أن رأسها قد سُحق، ربما بسبب سقوط الصخور، بعد وقت قصير من وفاتها، على الأرجح بعد تحلل دماغها ولكن قبل أن تمتلئ جمجمتها بالتراب.

وبعد كشف البقايا بعناية، بما في ذلك هيكلها العظمي حتى الخصر تقريبا، استخدم علماء كامبريدج مادة لاصقة تشبه الغراء لتقوية العظام والرواسب المحيطة بها.

وقاموا بإزالة "شانيدار زد" في كتل صغيرة مغلفة بورق الألمنيوم من تحت 7.5 متر من التربة والصخور داخل "المقبرة المزهرة".

ثم قاموا بتجميع أكثر من 200 قطعة من جمجمتها لإعادتها إلى شكلها الأصلي، بما في ذلك فكيها العلوي والسفلي.

وأجرى العلماء مسحا لسطح الجمجمة المعاد بناؤها وطباعتها بالتقنية ثلاثية الأبعاد، مضيفين طبقات من العضلات والجلد المُصنّعة للكشف عن وجهها.

ويشير تحليل الحفريات إلى أن "شانيدار زد" قد دُفنت في أخدود كونته المياه الجارية، والتي تم تجويفها يدويا لاستيعاب جسدها.

وكانت متكئة على جانبها، ويدها اليسرى ملتوية تحت رأسها، وتم وضع صخرة خلف رأسها.

المصدر: إندبندنت

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: آثار اكتشافات دراسات علمية معلومات علمية إنسان النیاندرتال إنسان نیاندرتال إلى أن

إقرأ أيضاً:

«لا بوبو المخيفة».. علماء النفس يكشفون سر هوس الأطفال بالدمية رغم «قبحها»

متابعات: «الخليج»

أثارت دمية «لا بوبو» موجة واسعة من الجدل في الأوساط الاجتماعية وبين أولياء الأمور، بعدما اجتاحت الأسواق وأصبحت محط اهتمام عدد كبير من الأطفال، رغم شكلها الذي وصفه كثيرون بالقبيح والمريب.

الدمية، التي تتميز بوجه غريب وأذنين طويلتين وابتسامة ماكرة، لاقت رواجاً غير متوقع، ما دفع العديد من الأهالي للتساؤل عن سر انجذاب أطفالهم نحوها، رغم أنها لا تشبه الشخصيات التقليدية المحببة عادةً للصغار.

في هذا السياق، أوضح عدد من خبراء علم النفس لموقع Psychological Today أن انجذاب الأطفال نحو «لابوبو» قد يكون مرتبطاً بعدة عوامل نفسية، من أبرزها ما يُعرف بمفهوم «القبيح الجميل»، حيث يميل الطفل إلى التفاعل مع الأشياء الغريبة وغير المألوفة، باعتبارها مثيرة ومحفّزة للخيال.

وقد تم بيع دمية «لابوبو» بحجم إنسان هذا الأسبوع بمبلغ قياسي بلغ 1.08 مليون يوان صيني (نحو 150,324 دولاراً)، وذلك وفقاً لدار مزادات صينية.

يُذكر أن دمى لابوبو تُباع عادة عبر شركة الألعاب الصينية Pop Mart بأسعار تبدأ من نحو 6.95 دولار أو 5.12 جنيه إسترليني، ما يجعل السعر القياسي الجديد حدثاً استثنائياً في عالم مزادات الألعاب.

شكل دمية «لا بوبو» المخيف ليس عيباً بل أداة نفسية لتفريغ المشاعر

تتغير صيحات الموضة بسرعة، لكن بعض الهوس ينمو في الخفاء لتتحول إلى ظواهر لا تفارقنا.

هنا تدخل دمية «لابوبو» المشهد، مخلوق محشو صغير، ذو ابتسامة مسنّنة ونظرة تجمع بين البراءة والرعب، أصبح فجأة بين أيدي النجمة ريهانا، ورفيقة لكبار نجوم الكي-بوب مثل ليسا من بلاكبينك.

لكن «لابوبو» ليست مجرد موضة عابرة، بل تحوّلت إلى ظاهرة نفسية حقيقية، تعكس تفريغ المشاعر السلبية، وتدرس حالتها شركات التسويق لفهم كيف يمكن بناء ولاء جماهيري عاطفي واسع الانتشار.

وقد يظن البعض أن سر جاذبية دمية «لابوبو» يكمن في شكلها الغريب أو طرافتها الغامضة، لكن الحقيقة أعمق بكثير.

ويقول علماء النفس

-جاذبية هذه الدمية لا تتعلق بالمظهر بقدر ما تتعلق بالرمزية

-«لابوبو» كائن غريب الأطوار، متناقض، ومخيف قليلاً تماماً كمرحلة المراهقة نفسها.

-في هذا العمر، يعيش الأطفال بين أقطاب متضادة: بين الرغبة في الاستقلال والحنين إلى الطفولة، بين الحاجة إلى الانتماء والسعي للتميز، بين اللعب البريء وتعقيدات الهوية الناشئة.

-«لابوبو» تجسد هذه التناقضات كلها، بابتسامتها المسنّنة، وعينيها الواسعتين، وتعبير وجهها الجامح.

-الدمية تجسيد بصري للفوضى الداخلية التي يعيشها الأطفال في سن ما قبل المراهقة.

كيف تساعد دمية غريبة الأطفال على السيطرة على مخاوفهم؟

يقول علماء النفس: إن ما يميز «لابوبو» بصرياً هو تناقضها. بآذانها المدببة وابتسامتها المخيفة وعيونها الحنونة، تسير على حافة بين الجاذبية والغموض.

يجعلها هذا التباين لا تُنسى، إنها فوضى محببة تلامس حنين الطفولة بروح ساخرة، وسط عالم رقمي بارد.

أما قصتها فتضيف بعداً إنسانياً آخر. بحسب شركة Pop Mart المنتجة، «لابوبو» مخلوق شقي لكنه طيب القلب، يحاول المساعدة لكنه يتسبب في مشاكل، وهي شخصية يمكن لأي شخص أن يرى نفسه فيها.

لقد أنسنت العلامة التجارية دميتها إلى درجة أن الناس يربطون بها مشاعر وصفات وحتى طموحات.

عنصر المفاجأة في صناديق «لا بوبو» وتأثيره في دماغ الطفل

ويوضح علماء النفس أنه في قلب جاذبية «لابوبو» تكمن قوة المفاجأة والندرة، فهي تُباع في صناديق مغلقة تُعرف بـ«Blind Boxes»، حيث لا يعرف المشتري أي نسخة سيحصل عليها حتى يفتحها.

ويوضحون أن ذلك يثير إحساساً نفسياً يُعرف بمبدأ «المكافأة المتغيرة»، وهو المبدأ نفسه الدافع لإدمان ماكينات القمار أو إعجابات إنستغرام.

وكشف علماء النفس أن لحظة الترقب هذه تُعدّ ذهباً للدماغ، ومن ثم تأتي استراتيجية الندرة، حيث تُطرح نسخ محدودة ومواسم حصرية ترفع من حدة «فومو» (الخوف من تفويت الفرصة).

ومع ارتفاع الطلب وقلة المعروض، تقفز القيمة تلقائياً، وتزدهر سوق إعادة البيع، حيث يدفع هواة الجمع مبالغ طائلة لقاء نسخ نادرة.

دمية «لا بوبو» كرمز للانتماء والقبول الاجتماعي بين الزملاء في المدرسة

علمياً، ينجذب الأطفال في هذه المرحلة إلى كل ما هو غريب، مقزز، أو مريب، لا لأنهم مضطربون، بل لأنهم يحاولون فهم مشاعر متضاربة، وإدراك أنهم قادرون على احتوائها دون أن تضيع هويتهم.

لقد وجدت الألعاب «المخيفة» دائماً طريقها إلى غرف الأطفال، من بطاقات Garbage Pail Kids، إلى شخصيات تيم برتون، وصولاً إلى ألعاب الرعب مثل Five Nights at Freddy’s.

ويُعرف هذا النمط النفسي باسم «الإتقان الرمزي»، وهي آلية يستخدمها الأطفال لاحتواء مشاعر الخوف أو القلق من خلال التملك والسيطرة، فعندما تكون اللعبة مخيفة بدرجة محسوبة ليست مرعبة تماماً، بل محيرة، تصبح وسيلة مثالية لاختبار حدود الشعور والتعامل معه.

وفي عالم مليء بعدم اليقين، يصبح التحكم بكائن مخيف وسيلة تمنح الطفل شعوراً بالقوة.

لذلك، فإن دمية «لابوبو» ليست مجرد لعبة غريبة، بل أداة نفسية تحمل معنى عميقاً في رحلة النضج.

ويقول علماء نفس: إن الأمر لا يتوقف فقط على المتعة أو جرعة الدوبامين التي تقدمها دمية «لابوبو»، بل يتعداها إلى حاجة أعمق: الانتماء.

ويضيفون أنه في عالم المدرسة الإعدادية، لا يقول الطفل: «أنا أتعامل مع تعقيدات العلاقات الاجتماعية وأسعى للاندماج ضمن مجموعة الأقران/ بل يقول ببساطة: «انظر! حصلت على لابوبو النادرة!»

هذه الأشياء، ببساطة، ليست مجرد مقتنيات، بل رموز اجتماعية سريعة الفهم. إنها وسيلة غير مباشرة لقول: «أنا أفهم القواعد..أنا منكم..أنا أنتمي إلى هنا، بحسب ما يرى علماء النفس».

مقالات مشابهة

  • سماع أصوات طيران حربي يجوب سماء مدينة الرمادي بالعراق
  • النقل تطلق تحذيرًا عاجلًا.. سلوك بسيط قد يودي بحياة إنسان
  • اكتشاف مدينتين خفيتين تحت الأرض في مصر.. ما القصة؟
  • نينا عبد الملك: اكتشفت أن الشيطان بهيئة إنسان موجود فعلاً بعد الحجاب.. فيديو
  • إحالة عاطل بتهمة التنقيب عن الآثار في عين شمس
  • تهنئة للزميل مهدي بمناسبة ازديان فراشه بمولودة أنثى
  • السفارة الأمريكية:الحشد الشعبي وراء ارتفاع العنف في العراق
  • السلور الأفريقي.. سمك دخيل يهدد التنوع البيئي بالعراق
  • أحد أساطير الحضارة الإغريقية.. من هو المعبود زيوس
  • «لا بوبو المخيفة».. علماء النفس يكشفون سر هوس الأطفال بالدمية رغم «قبحها»