بوابة الوفد:
2025-05-19@04:06:23 GMT

التربية والتعليم فى مصر القديمة

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

كم يؤلمنى دائماً الحديث عن التربية والتعليم فى مصرنا الغالية الآن لما فيه من مواطن كثيرة للخلل ومظاهر كثيرة للاغتراب نتيجة خضوعه للكثير من التدخلات الخارجية الغربية مرة والآسيوية مرة! ولما ينطوى عليه من غياب للتميز وضياع للشخصية الوطنية وافتقاده للهوية القومية وبالطبع ما ينطبق على مصر ينطبق على نظم التربية والتعليم فى وطننا العربى الكبير؛ فنحن نعلم ونتعلم من خلال اللهاث وراء تقليد الأطر الاستراتيجية والمضامين الغربية للتعليم الأوروبى والأمريكى المعاصر دون تحديد واضح لأهدافنا الاستراتيجية من التعليم ودون تفهم ومراعاة لاختلاف الطبائع والهويات بيننا وبين الثقافة الغربية التى نتشبث بالسير على هداها دون وعى بخطورة ذلك على الهوية والأمن القومى العربى للأسف الشديد!
وربما يدهشنا أن نعرف يا أمة المصريين والعرب أن المصريين القدامى هم أصحاب أول استراتيجية تربوية وتعليمية فى العالم، وهى تلك الاستراتيجية التى استلهمها ومجدها أفلاطون فيلسوف اليونان الأشهر فى محاوراته المختلفة وخاصة فى محاورة «الجمهورية» التى قدم فيها نظريته الشهيرة فى التربية والتعليم التى أخذ معظم عناصرها من مصر القديمة وأوصى اليونانيين بأن يتعلموا منها وعلى هديها، وظل يؤكد ذلك حتى آخر محاوراته المسماة بـ«القوانين»! وربما يدهشنا أكثر أن تلك الاستراتيجية فى التعليم كانت تقوم فى الأساس على تربية الانسان بشكل شامل من خلال مجموعة من المبادئ والقيم والمثل العليا وعبر أشكال تعليمية مختلفة نجحت فى صنع التقدم الباهر الذى حققه المصريون فى ذلك الزمان البعيد الذى لا يزال يمثل إعجازاً لم تمتلك الحضارة البشرية إلى الآن وسائل فهمه ولم تنجح فى فك الكثير من شفراته حتى اليوم! 
وها هو هيملوت برونر مؤلف كتاب «التربية والتعليم عند المصريين القدماء» يؤكد ذلك حينما يقول «لا يمكن القول إن التقدم عند المصريين كان بسبب النمو الطبيعى للعرف والتقاليد، بل توفر لديهم أسلوب تربوى محترم بالفعل وثقافة حقيقية؛ فلقد استوعبوا ما فقده اليونانيون فى القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، وما دعا إليه سقراط وأفلاطون بطريقة فلسفية! لقد استوعبوا الوسطية واستوعبوا الهدف من التربية والتعليم؛ فالتربية الحقيقية التى كانت تبدو كفضيلة عامة للإنسان تحولت إلى مهارات خاصة.

. كما كانت الصورة المثلى التى يربون النشء عليها مليئة بالأمور الدينية، وكم كانت إرادة الإله بشأن تشكيلها تمثل النقطة الأساسية لكل الاهتمامات..». ان الشخص لم يكن يتخرج من النظام التعليمى المصرى إلا وهو «المنصت حق الإنصات، المتمتع بضبط النفس، الملم بالقواعد الاجتماعية مثل آداب المائدة وآداب الحوار والتصرف مع الرؤساء، كما يعرف الواجبات الاجتماعية للرحمة والمساعدة العملية للأرامل واليتامى مثلما يعرف أيضاً التعاليم الدينية، وهو الشخص القادر على التصرف المناسب لكل موقف، ولا ينفصل لديه العمل على النفع فى الحياة الدنيا عن العمل للحياة الأخرى، فهذه الدنيا أساسها الرب خلقت بواسطته وبواسطته تسير، وثواب التصرف السليم الخالى من الذنوب يكون فى الدنيا كما فى الآخرة هو أساس السعادة قبل البعث وبعده «فهل نطمح فى نظمنا التربوية المعاصرة أن نحقق أكثر من ذلك؟!.
إن المصريين القدامى لم يهتموا بذكر وسائل وطرائق التعليم بقدر اهتمامهم بالنتائج وما يتبقى منها وبالحقيقة وبالأشياء المعمول بها لدرجة أنه قل أن نجد من خلال النصوص المصرية القديمة الموجودة مثلاً طرق بناء الهرم والمعابد والمقابر الحجرية وأساليب النحت للجمادات والأحياء! 
ان افتقادنا معرفة تفاصيل المناهج الدراسية وشكل اليوم الدراسى ومضامين المقررات الدرسية فيما عدا ما لدينا من بعض النصوص الأدبية والتعاليم الأخلاقية والدينية لا ينبغى أن ينسينا أننا أمام حضارة قامت على معارف ونظريات علمية رياضية وعلوم فلكية وطبيعية باهرة يبدو أن المصرى القديم قد تعمد عدم تسجيلها ربما خوفاً من أن يقتبسها الآخرون، وربما تم تسجيلها فى برديات فقدت إلى حين اكتشافها مستقبلاً أو فقدت إلى الأبد!
والمغزى هنا هو أننا أصحاب تراث حضارى عظيم وعريق ينبغى الاعتزاز به واستلهامه والبناء عليه مستفيدين من نتائج آخر مستجدات التقدم العلمى الحالى فى ضوء استراتيجية مصرية وعربية وطنية خالصة للتربية والتعليم، وكفانا خطط التطوير التى تعتمد على اللهاث وراء تجارب الآخرين من هنا وهناك غير مدركين أننا أمه مختلفة ينبغى ألا يقوم نظامها التعليمى على التقليد و«القص واللصق» دون وعى ودون مراعاة لخصوصيتنا الثقافية والدينية ولمكانتنا الحضارية المتفردة التى تعلم منها ونقل عنها الآخرون قديماً ووسيطاً!!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل الأمن القومي العربي التربیة والتعلیم

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان وإسبانيا .. آفاق واعدة لتطوير التعاون والشراكة الاستراتيجية

العُمانية: تسعى سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى تعظيم الاستفادة من علاقاتها المتميزة مع جميع دول العالم بما يعود بالخير والمنافع المشتركة وإعلاء مبادئ السِّلم والأمن الدوليين، حيث تشكل زيارة جلالته -أيده الله- إلى مملكة إسبانيا الصديقة واحدة من بين المحطات الدولية في هذا الجانب مستندة إلى علاقة البلدين لأكثر من خمسة عقود وإلى أسس متينة من الاحترام والتفاهم المشترك.

واتسمت العلاقات العُمانية الإسبانية على مدى السنوات الخمسين الماضية بالاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، مما أسهم في ترسيخ شراكة متينة تشمل مختلف المجالات، أبرزها الجانبان السياسي والاقتصادي، وقد ظهر ذلك من خلال تبادل الرؤى والاجتماعات والاتفاقات الثنائية من بينها زيارة جلالة الملك فيليبي السادس ملك مملكة إسبانيا ولقاؤه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتأدية واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه.

وفي جانب آخر، استعرض الزعيمان في اتصال هاتفي في الثامن من أكتوبر من العام الماضي العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما قام ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الأول بعدة زيارات إلى سلطنة عُمان كان آخرها في عام 2014م تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكّرات التّفاهم في عدة مجالات.

ويجمع سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا الصديقة مجالات تعاون في عدد من القطاعات لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتسهم منتديات الأعمال والاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاعين العام والخاص وصناديق الاستثمار في التكامل في هذا الجانب مما يعزّز المنافع المشتركة بين البلدين الصديقين والاستفادة من مجالات الاستثمارات المتاحة مثل: الطاقة المتجدّدة والسياحة والأمن الغذائي والبنية الأساسية والتكنولوجيا والدفاع.

وقال سعادة السفير ثامر بن فايز العلوي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة إسبانيا: تجسّد هذه الزيارة التاريخية عمق ومتانة روابط الصداقة الوثيقة التي تجمع البلدين والشعبين، وإن لقاء القائدين سيكون باعثًا قويًّا لنقل روابط الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين منذ بدء العلاقات الدبلوماسية في عام ١٩٧٢م إلى آفاق أرحب في جميع المجالات.

وأوضح سعادته أن العلاقات بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا تشهد تطورًا ونموًّا مطّردًا، وتعاونًا ثنائيًّا وثيقًا نتجت عنه شراكات متعدّدة على مستويات مختلفة، أبرزها النمو الذي يشهده القطاع الاقتصادي والاستثماري القائم بين الجانبين منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتوج أخيرًا وازدهر منذ تأسيس الصندوق العُماني الإسباني المشترك (SOPEF) للتملك الخاص في عام ٢٠١٨م، الناشئ عن الشراكة الاقتصادية بين جهاز الاستثمار العُماني وشركة (كوفيديس) الإسبانية الحكومية، وتم تعزيزه في عام 2023م لتبلغ قيمته الإجمالية حوالي 133 مليون ريال عُماني، واستثمر الصندوق في 11 شركة إسبانية في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الصناعات الغذائية والطاقة المتجدّدة والتقنية والصناعة والرعاية الصحية والتسويق.

وبيّن سعادته أن السنوات الأخيرة قد شهدت توسّعًا ملحوظًا في التوقيع على الاتفاقيات بين صناديق الثروة السيادية في البلدين والعاملة على نطاق دولي، حيث أصبحت سلطنة عُمان ثالث أكبر متلقٍّ للاستثمارات الإسبانية في دول مجلس التعاون الخليجي بحجم ما يقارب 37 مليون ريال عُماني، مما يجعلها شريكًا موثوقًا به وجذّابًا لمختلف القطاعات الاقتصادية الإسبانية التي تشمل السياحة والهندسة المدنية والصناعات الكيميائية والمعدنية، وإدارة المياه والأنشطة التجارية.

وأشار سعادتُه إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى نهاية عام ٢٠٢٤م، ناهز 94 مليون ريال عُماني، ويبلغ حجم صادرات سلطنة عُمان إلى مملكة إسبانيا 33.8 مليون ريال عُماني، فيما تبلغ واردات سلطنة عُمان من مملكة إسبانيا 60.4 مليون ريال عُماني وفقًا لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وتتمثل أهم الواردات من إسبانيا في السفن والطائرات والسيارات، ومنتجات المسابك والأرضيات والذخائر، وفي المقابل كانت أهم الصادرات العُمانية إلى مملكة إسبانيا تشمل الألمنيوم والبلاستيك، بالإضافة إلى المواد الكهربائية والمنتجات الكيميائية العضوية والأسماك المجمدة.

وأضاف سعادته: إن هناك أكثر من ٣٠ شركة إسبانية تقوم بتطوير مشروعات استراتيجية في سلطنة عُمان، مثل شركة أكواليا التي تدير بالتعاون مع شركة مجيس مرافق المياه في ميناء صحار، كما تنفذ شركة إليكنور الإسبانية مشروعات بناء مجمعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسلطنة عُمان، بينما تعمل شركة التقنيات المجمعة (تيكنيكاس ريونيداس) بمصفاة الدقم الجديدة.

وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي بين البلدين تم تنظيم منتدى الأعمال الأول بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا في أكتوبر ٢٠٢٤م، في مدينتي مدريد وبرشلونة، بالتعاون مع الغرف التجارية في البلدين.

وتطرق سعادته للعلاقات الثقافية بين البلدين فذكر أن العلاقات والروابط الثقافية التاريخية بين البلدين ضاربة في القدم، حيث بدأت منذ هجرة العرب إلى الأندلس ومشاركتهم في بناء حضارتها، ومن أبرز الشخصيات العُمانية المهاجرة قديمًا إلى الأندلس الطبيب العُماني عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري (ابن الذهبي) صاحب موسوعة الماء (أول معجم طب لغوي في التاريخ) الذي توفي بإقليم فالنسيا الإسباني في عام ١٠٦٤م، ومن الدلالات الأخرى على تجذر علاقات التواصل التاريخي بين البلدين، تعرف باحثين إسبان على شعارات ملكية لملوك إسبانيا محفورة في بعض المدافع الأثرية بحصون وقلاع عُمان لا سيما المدافع بحصن جبرين.

وأضاف سعادته: إن سلطنة عُمان ملتزمة بتعزيز وإبراز ثروتها الثقافية والتراثية والسياحية والأكاديمية، تماشيًا مع أهداف «رؤية عُمان ٢٠٤٠»، ويظهر ذلك بحيوية في الفعاليات السياحية لا سيما المشاركة هذا العام في معرض السياحة الدولي (فيتور) أهم المعارض السياحية في العالم، وقد توجت هذه المشاركة بحصول جناح سلطنة عُمان في الدورة الأخيرة للمعرض على جائزة أفضل جناح للتصميم المبتكر، مما يعزز الصورة الإعلامية لسلطنة عُمان باعتبارها وجهة سياحية لدى الجمهور الإسباني، كما نظّمت أمسية ثقافية فنية عُمانية على هامش المعرض حضرها أكثر من ٣٠٠ ضيف رفيع المستوى يمثلون مختلف المجالات للتعرف على التراث العريق وعناصر الجذب السياحي في سلطنة عُمان.

وأكّد سعادتُه على أن التنسيق بين البلدين في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي من خلال العمل المشترك في مجالات الأمن والوساطة وحلّ النزاعات، وأن المواقف السياسية للبلدين تكاد تكون متشابهة ومنسجمة تمامًا وبالتوجّه نفسه، حيث توافقت سلطنة عُمان وإسبانيا في التصويت على قضايا رئيسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، منها دعم القرارات المتعلقة بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية وحلّ الدولتين، وقد عزز هذا التوافق الالتزام المشترك بضرورة حماية المجتمع الدولي وتعدّدية الأطراف وحق الشعوب في تحديد المصير والعيش بسلام.

من جانبه أكّد سعادة السفير فرانسيسكو خافير سيمونيه سفير مملكة إسبانيا المعتمد لدى سلطنة عُمان أن العلاقات بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا وديّة ومتينة للغاية، كما أن هناك احترامًا متبادلًا بين البلدين الصديقين، ويحتفظان بعلاقات قوية على المستوى المؤسّسي، مضيفًا: إن البلدين يفتخران بجهودهما المشتركة في تعزيز قيم التفاهم وأواصر التعاون بين مختلف دول العالم، فضلًا عن دعم الحوار واحترام القانون الدولي لتسوية النزاعات.

وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن زيارة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- تعدّ ذات أهمية قصوى للعلاقات الثنائية، وهي فرصة فريدة لتقييم تعاوننا على مر السنوات وإبراز العديد من المجالات التي يمكننا العمل فيها معًا، وتعدُّ سلطنة عُمان موقعًا مثاليًّا في المنطقة بفضل علاقاتها المميزة مع مختلف الدول وعلاقاتها التجارية مع أسواق كبيرة مثل الولايات المتحدة والهند.

وبيّن سعادته أن الشركات الإسبانية أصبحت أكثر إدراكًا لأهمية الوجود المستمر في سلطنة عُمان حيث قام العديد من هذه الشركات المتخصصة في الهندسة والبناء بتنفيذ عدد من المشروعات في سلطنة عُمان خلال العشرين عامًا الماضية، كما أن هناك تعاونًا في مجالات الطاقة والطيران المدني والدّفاع والخدمات اللوجستيّة والسياحة، وتوجد فرص واعدة في مجالات الفضاء والطاقة النظيفة.

ومن الناحية الثقافية تطرق سعادتُه إلى ضرورة تعلم اللغتين العربية والإسبانية في البلدين نظرًا لدورهما في العلاقات الأكاديمية وتبادل الخبرات بين الأفراد على المدى المتوسط، وسيعزّز ذلك العلاقات الثنائية بشكلٍ كبيرٍ لافتًا إلى أن هناك شعورًا كبيرًا بالتقارب على مستوى مواطني البلدين حيث يسافر العُمانيون بشكلٍ متكررٍ إلى إسبانيا للعمل والسياحة، بينما يُبدي المزيد من الإسبان اهتمامهم بزيارة سلطنة عُمان.

وقال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان: إن الزيارة التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى مملكة إسبانيا تمثّل محطة بارزة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتتويجًا للعلاقات الوطيدة التي تجمع بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا، موضحًا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في ظل حرص جلالته -أيده الله- على توطيد أواصر التعاون الاقتصادي، وفتح آفاقٍ رحبة أمام الشراكات التجارية والاستثمارية.

وأوضح سعادته لوكالة الأنباء العُمانية أن مجالات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين شهدت تطوّرًا ملحوظًا، وتسعى غرفة تجارة وصناعة عُمان -بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية- إلى استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في العديد من القطاعات الاقتصادية، وقد أسهمت الملتقيات والمنتديات التجارية في تعزيز قنوات التواصل بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين من خلال مناقشة سبل التبادل التجاري وتطوير المشروعات المشتركة، بما يسهم في دعم جهود التنويع الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات المتبادلة.

وقال سعادته: نفخر بالنجاحات التي حققها الصندوق العُماني الإسباني، إذ يجسّد هذا النجاح التزام البلدين الصديقين بتعزيز الشراكات الاقتصادية طويلة الأمد، ويتيح الصندوق للسوق العُماني الاستفادة من الخبرات والمعرفة التقنية التي تمتلكها الشركات الإسبانية عبر نقل المعارف والتكنولوجيا، وتحقيق عوائد استثمارية مجدية، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي في سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا.

وأشار سعادته إلى وجود فرصٍ واعدةٍ للتعاون بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا في العديد من القطاعات الحيوية، أبرزها قطاع الصناعة، والسياحة، والاقتصاد الرقمي، والسياحة الطبية، وإدارة الموارد الغذائية موضحًا أن السوق الإسبانية تعد من الأسواق السياحية الواعدة، وتمثل بوابة مهمة لدخول الاستثمارات العُمانية إلى الأسواق الأوروبية.

أوضح زكريا بن سعيد الغساني -رجل أعمال-، أن زيارة جلالته -أيدهُ الله- ستعمل على تعزيز علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية بين مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، معربًا عن تطلع رجال الأعمال في البلدين في أن تُسهم هذه الزيارة بتنمية العلاقات الاقتصادية وجذب المزيد من الاستمارات المشتركة وإتاحة الفرصة لشركات القطاع الخاص للدخول في مشروعات استثمارية مشتركة.

من جانبها، أكدت لجينة بنت محسن حيدر درويش -صاحبة أعمال- على أن زيارة جلالته -حفظهُ اللهُ ورعاه- إلى إسبانيا ستعزز من علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة التبادل التجاري بين البلدين الصديقين واستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، وسوف تفتح مجالات تعاون للمستثمرين في كلا البلدين خاصة أن هناك فرصًا واعدةً للتعاون مع الشركات الإسبانية في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية والصناعات الغذائية، مشيرةً إلى أنه على المستثمرين العُمانيين استكشاف الفرص المتاحة في السوق الإسبانية والدخول في شراكات استثمارية مشتركة.

مقالات مشابهة

  • الاستراتيجية الجديدة لأشغال الشارقة.. تحوّل نوعي في آليات العمل
  • تكريم وزيرَي الصحة والتعليم العالي وعدد من الرموز الوطنية من خريجى جامعة عين شمس
  • سلطنة عُمان وإسبانيا .. آفاق واعدة لتطوير التعاون والشراكة الاستراتيجية
  • وزارة التربية والتعليم تتخذ إجراءات جديدة ومبتكرة لضمان نجاح امتحانات الشهادات العامة لهذا العام
  • وزيرا الصحة والتعليم يعقدان اجتماعا لمناقشة تعديل قانون التعليم
  • وزير الصحة يعقد اجتماعًا مع وزير التربية والتعليم لمناقشة تعديل قانون التعليم
  • بحضور وكيل الوزارة.. حفل ختام أنشطة التربية الموسيقية بتعليم الغربية
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال في البلدة القديمة من القدس 
  • بعد ثورة النساء.. طلاب عدن يطلقون “ثورة الرجال” رفضًا لتدهور المعيشة والتعليم 
  • اتحاد طلاب جامعة عدن يدعو لوقفة احتجاجية كبرى رفضًا لتدهور المعيشة والتعليم