تقرير عالمى يحذر الحكومة من توسيع الإعفاءات الضريبية وخسارة الخزينة العامة 400 ملبار جنيه
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
حذر تقرير الأفاق الإقتصادية قصيرة المدى الصادر عن منظمة “ التعاون الإقتصادى والتنمية ” فى باريس الحكومة المصرية من توسيع دائرة الإعفاءات الضريبية وعدم دخول قانون تسجيل النشاطات التجارية والصناعية غير المسجلة فى الإقتصاد الرسمى حيز التنفيذ منذ صدوره فى 2021، حيث يبلغ حجم النشاط التجارى والصناعى غير الرسمى لأكثر من 38% من حجم الإقتصاد حسب تقرير صندوق النقد الدولى لسنة 2022، متضمنا المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتجارة الإلكترونية، وهو الأمر الذى يفقد الخزينة العامة أكثر من 400 مليار دولار كعوائد ضرائبية من هذه النشاطات غير المسجلة والتى يمكن أن تسد فجوة العجز فى الدين العام الذى وصل الى 475 مليار جنيه فى السنة المالية 2021-2022.
وأكد التقرير إن معدل النمو فى السنة المالية 2023/2024 فى مصر وصل الى 3،7% ولكن من المتوقع أن يزيد الى 5% فى السنة المالية 2025/2026، ويرجع إنخفاض معدل النمو الى الأزمات الجيوسياسية وزيادة وارداتنا بالدولار الذى يشهد نقصا فى الأسواق المصرية خلال العام الماضى، بالإضافة الى إستخدام المتوفر من العملة الأجنبية فى الوفاء بخدمة الدين الخارجى، وأوضح التقرير أن موجة التضخم لا تقتصر على مصر فقط والتى وصل فيها الى نسبة 38% فى أكتوبر الماضى 2023 بل يشهدها العالم كله وتعانى منها الشعوب بسبب تمركز فى زيادة أسعار المواد الغذائية .
وأشار التقرير الى تأثير الصراع الجيوسياسى فى المنطقة وتأثيره على أوضاعنا الإقتصادية فى مصر،مع عدم تجاهل المجهودات والمحاولات التى تبذلها الحكومة المصرية والجهات المختصة للتخفيف من حجم الأعباء المعيشية على المواطن المصرى وعلى رأسها التضخم وزيادة الأسعار.
ونصح التقرير بتوسيع قاعدة الشمول والتغطية الضريبية التى تساعد على إزالة تشوهات السوق، ومن بينها تقليص الروابط المالية بين الموازنة العامة والشركات المملوكة للدولة وتنفيذ القانون اللى صدر أخيرا والذى يهدف الى إلغاء جميع الإعفاءات الضريبية التفضيلية للشركات المملوكة للدولة بشكل كامل بعد إصدار اللائحة التنفيذية، مشيرا الى زيادة حجم إستثمار الدولة الرسمى الذى يصل الى 70% وهو ما يستلزم تصحيح مساره بتوسيع دائرة الشراكة مع القطاع الخاص وخصوصا زيادة حجم مشاركة المرأة التى تصل الى 2% فقط من حجم الأعمال فى الإقتصاد المصرى.
وأوضح التقرير أنه كلما زادت حجم أعمال القطاع الخاص كلما زادت معه فرص العمل وحركة السوق وإستعادة ثقة المستثمرين الأجانب فى الجو المحيط بالإستثمار فى مصر، والذى يتيح حجم أكبر للمنافسة فى السوق بين الشركات العامة ومثيلتها فى القطاع الخاص، ويفتح الأفاق للتوسع فى مشروعات الإقتصاد الأخضر والبنية التحتية المعتمدة على الطاقة الشمسية وموارد الطاقة النظيفة والتى تحقق أهداف التنمية المستدامة 2030
وقدم التقرير روشتة للحكومة المصرية بالتوقف عن المزيد من الإنفاق على المشروعات الكبيرة التى يمكن تأجيلها، مما ينعكس إيجابيا على عملة الجنيه المصرى ويعود الى الإرتفاع أمام الدولار من ناحية ويخفض الدين العام الى الناتج المحلى بنسبة 80% من ناحية أخرى مع إستكمال برنامج الطروحات الحكومية الذى أعلن فى 2022.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعاون الإقتصادى والتنمية الشركات المملوكة للدولة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة أعمال التجارة الإلكترونية ثقة المستثمرين
إقرأ أيضاً:
الإقتصاد السياسي للشنقلة والفنقلة
بصورة عامة المجال السياسي السوداني يتسيده الأقزام والذين ضاقت بهم أبواب الرزق الحلال. أحد أهم الأسباب لهذه الأوضاع المؤسفة هو ترفع ألاف المثقفين والمتعلمين الرصينين، النزيهين، عن وحل الصراع السياسي اليومي، مفضلين نظافة أيديهم وسلامتهم الشخصية من من الهجمات المضادة من معسكر الشر في قضايا لا مصلحة مباشرة لهم فيها.
أسهل خيار علي المثقف، المتعلم، أن يبقي بعيدا عن درن السياسة، أو أن يدخل أحيانا كحكيم، ناصح، لا يفسد صفاء أي من الأطراف المتصارعة بصورة قوية – أو أن يدخل فقط بعد أن ينجلي الصراع ويصير إنتصار طرف ما حتميا مثل وطني المغربية الزين ملأوا الساحة عشية سقوط نظام البشير ثم اختفوا تماما بعد الحرب والوطن أحوج ما يكون. أو أن يكتب المثقف النظيف في قضايا لا خلاف سياسي حولها مثل الفن والأدب والعلوم.
بهذا الهروب الكبير يظل المجال السياسي مهيأ تماما ليحتله الأقزام والعملاء.
كان خيار الأبتعاد النظيف أو الحياد الوقور هو الأمثل من زاوية المصلحة الشخصية لانه يعفي المثقف/المتعلم من كلفة الدفاع عن قضايا لا يربح منها شيئا مباشرا بل يتضرر في وقته وماله وسمعته وفرص الترقي الإجتماعي.
من أساطير الشيوعيين أنه بعد سقوط نظام نميري زار شاعر الشعب المجيد، محجوب شريف، موسكو بعد سنين من السجن والمعاناة تحت نظام أب عاج. وفي ميدان أحمر ضرب محجوب تمثال لينين في راسه وقال ليهو كان ما صلعتك دي أنا حسي كان بقيت ناظر.
ولكن للاسف الآن تدور الدوائر وتحضر فاتورة الحلول الفردية السهلة في حرب ضروس نتيجة لبؤس الثقافة السياسية وممارستها في فضاء هجره المحترمون. ومن لم يدفع ثمنا مباشرة من مثقفين بفضل الجواز الأجنبي، دفعه من دم أهله ومن إنهيار معنوي لوطن في داخله ما يحرمه من كل ذلك السلام النفسي والاعتداد بالذات السودانية الذي أسطره في أسماع ذريته حد الملل. فلا عودة لاكبر نشوة تداهم المغترب في أوزون حين يشهر الأيفون ويضعه في الطاولة علي نظر الجميع بعد التاكد من أن تفاحة أبل المقرومة في الجانب الأعلى.
قال فيلسوف إغريقي قديم أن ضريبة الترفع عن الشأن العام هي أن يحكمك السفلة. ولأهل السودان مثل غير منضبط ترجمته أن وطن فنقلوهو أهلهو حتما يشفشفهو الغرباء.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب