سعاد صالح: "لم أندم على أي فتوى خرجت مني.. وتراجعت عن هذه فقط"(فيديو)
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
ردت سعاد صالح، أستاذ الفكر المقارن بجامعة الأزهر، على الاتهامات التي وجهت لها بعد الفتاوى وتصريحاتها الأخيرة والهجوم الذي يتعرض له رجال الدين.
سعاد صالح: المنتحر عاصي وليس كافر.. والمجتمع المسئول "فصلتي ليه الأجهزة عن زوجك أثناء مرضه"؟.. سعاد صالح تُجيبوقالت "سعاد صالح" في اتصال هاتفي مع الإعلامية كريمة عوض ببرنامج "حديث القاهرة" المذاع على فضائية "القاهرة والناس" مساء اليوم السبت، "الأول الانتقادات كانت بتهزيني شوية وكان زوجي في مجال الإعلام فكان يديني شوية تحمل وكان يصبرني وأن هذا شأن الناجحين وهذا يعطيكي دفعة".
وأضافت "ولكن لما لقيت الموضوع بدأ يتكرر وتشويه لكلامي وبتر لكلامي وللأسف قنوات صفراء وحمراء تتكلم بقيت دلوقتي لا اتأثر بأي شيء مما يقولون، لأن البعض يقوم بتشويه وبتر حديثي في تفسير الدين، وأنا حسيت أن ربنا كلفني بالقيام بهذا القول الحسن وبيانه للائفة التي لا تعلمه سواء كانت فتوى أو توضيح عن قول معين".
واستطردت "لم اندم على أي فتوى خرجت مني خلال الفترة الأخيرة، ولما تحدثت عن منع ترقيع غشاء البكارة كونه يعتبر غش زملائي راجعوني ورجعت في نفس القناة التي قولت فيها الفتوى وقولت أن زملائي راجعوني وبقتدي بما قاله الرسول عن أهمية الستر".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سعاد صالح الفتاوى جامعة الأزهر غشاء البكارة رجال الدين كريمة عوض ترقيع غشاء البكارة سعاد صالح
إقرأ أيضاً:
السجن موضوعًا ثقافيًا
طيلة الأعوام الستة عشر التي قضَّاها في سجون النظام الأسدي، لم يستطع ياسين الحاج صالح الكتابة عن التجربة سوى بعض الملاحظات المتوترة التي صادرها السجَّانون قبل الإفراج عنه من سجن تدمر أواخر سنة 1996: «حاولتُ الكتابة عن السجن وأنا في السجن، فلم أعرف، لم أجد الموضوع». فلطالما كانت هناك حاجة إلى مسافة ضرورية عن السجن، جسدية وزمنية ونفسية، كي تصبح الرؤية أكثر وضوحًا، وذلك قبل أن تبدأ الذاكرة بمعالجة سنوات السجن في سياق تحويله إلى «موضوع ثقافي».
في كتابه «بالخلاص، يا شباب! 16 عامًا في السجون السورية» الصادر عن دار الساقي عام 2012، يشبه الحاج صالح كتابة تجربة السجن، كسجين سابق، بطريقة أهل الميت في التعرُّف على الجثة وغسلها وإكرامها بالدفن. وهذا لا يعني أن كتابة السجن محاولة للنسيان أو التجاوز ببساطة من يتحدثون عن «الاستشفاء بالكتابة»، بل هي السعي لوضع الماضي في سكَّته وسياقه، دفعًا بـ«الماضي الذي لا يمضي» ولو قليلًا حتى يصبح التفكير بالغد الحر ممكنًا، يقول: «لا أستطيع أن أتذكر بحرية ماضيًا لم ينفصل عني».
الكتابة عن السجن من خارج السجن، كما يحاولها الحاج صالح، هي مرحلة أخرى من نضال السجين كي ينال استقلاله عن ماضيه في السجن السياسي، وذلك من أجل إعادة التعرُُّف على حريته أيضًا، أو ما تبقى منها، على نحو مختلف. وليست الكتابة هنا فعلًا توثيقيًا، بل فعل تحوُّل من المعاناة إلى المعنى، أعسر ما فيها أنها تتطلب جهدًا نفسيًا صعبًا ومريرًا للتذكر. ولكن لا مفرَّ من التذكر، لأن «النسيان ممنوع» باعتباره شرطًا من شروط استمرار القمع.
يكتب الحاج صالح عن السجن نمطَ حياةٍ قائمٍ على التمرين اليومي بهدف البقاء على قيد الحياة فحسب. إنه مختبر البقاء البشري في ظروف قهرية مصممة للإذلال والطمس والموت البطيء، يقول: «السجن وحش، ولا يمكن للمرء أن يعايشه إلا إذا روَّضه وسيطر عليه». ولا يمكن لمن هو قابع في السجن أن يعيش فيه إلا بفضل نسيان السجن، هذا إذا ما أُتيحت له الوسائل والأدوات المساعدة على التلهّي والانشغال عن السجن وترويضه، وأهمها الكتب والأقلام. وعلى السجين قبل كل شيء أن يتواضع للحقيقة المُرة، أن يقبل الاعتراف بسجنه.
يمكن للزمن في السجن أن يصبح مادة قاتلة. تعتمد نسبة تسمم السجناء بالزمن في السجن على الطريقة التي يتبعونها باختلافهم في تصريف الساعات والأيام. الزمن هناك إما أن تقتُله، كما يفعل بعض السجناء بلعب الشطرنج أو الورق أو طاولة الزهر، أو أن تكسبه وتمنحه المعنى بطريقة مبتكرة عبر التأمل والقراءة التي تصبح ملاذ نجاة في ذلك المستنقع. يراقب ياسين الحاج صالح الزيارات الدورية عند تلك النوافذ التي يتبادل خلالها السجين الأخبار والمشاعر والمال مع الوافدين لزيارته من العالم الخارجي، فيسجل في كتابه هذه الملاحظة الشعرية البليغة عن الزمن في السجن: «حين تفتح هذه النوافذ كل أسبوع أو أسبوعين أو شهر فإنها تسمح بخروج الزمن المتراكم في الداخل وإدخال زمن طازج، تساعد على بدايات جديدة وتسرّع انسياب الزمن حتى موعد الزيارة القادمة».
اعتُقل ياسين الحاج صالح في ديسمبر سنة 1980 وهو في العشرين من عمره، وكان يومها طالبًا في سنته الثالثة بكلية الطب في جامعة حلب، وعضوًا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري. عاش معظم سنوات اعتقاله في سجن حلب المركزي بالمسلمية شمال حلب، قبل أن يُنقل إلى سجن عدرا ومنه إلى سجن تدمر في دمشق الذي خرج منه إلى حريته ديسمبر عام 1996، وبالرغم من أن السجن في سوريا سرق من عمره 16 عامًا و14 يومًا، كما يعدها بالتمام والكمال، إلا أنه لا يعتقد بأن تجربته تنتمي إلى الأسوأ والأقسى بين تجارب السوريين كسجناء، وهو يحلم بتحويل السجن السوري إلى متحف للعبرة والتوبة، توبتنا كلنا، كما يقول.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني