التيار الإصلاحى الحر: لقاء حمدين صباحى مع حسن نصر الله لا يمثل الجماعة الوطنية
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
استنكر التيار الإصلاحي الحر لقاء السياسي المصري حمدين صباحي مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، مؤكدًا أن مثل هذه التحركات لا تمثل الجماعة الوطنية ولا تتفق مع الثوابت التي توافقت عليها النخب السياسية المصرية وتناقض الرفض الكامل والدائم لأي شكل من أشكال التواصلات مع الجهات الخارجية خارج إطار الدولة المصرية.
واستنكر التيار تلك التحركات واللقاءات خاصة وأنها باتت شبه دورية ومتكررة، متساءلًا عن أجندة تلك اللقاءات وأهدافها وما ترمي إليه مؤكدًا بأن تلك اللقاءات لا تصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة وإنها تحقق أجندات قوى إقليمية ودولية تسعى إلى تفكيك المنطقة وزعزعة استقرارها وبأن تلك التحركات لا تفيد المصالح العليا المصرية ولا مصالح القضية الفلسطينية ولا غيرها من المصالح ذات الصلة.
وحذر التيار من أن إصرار حمدين صباحي على خرق الصف الوطني والتحرك خارج أعراف الجماعة الوطنية هو نذير خطير ولابد من التعامل معه رسميًا وشعبيًا وعلى مستوى النخب السياسية بحسم وحزم ولا يمكن التغاضي عنه تحت أي ذريعة.
وكرر التيار دعمه للدولة المصرية في معركتها لحماية الأمن القومي المصري والعربي وسعيها الدائم للحفاظ على القضية الفلسطينية واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني مؤكدًا بأنه إن كان حمدين صباحي يريد دعم القضايا العربية والقضية الفلسطينية فإن وجهته لابد أن تكون "القاهرة" وليس "حزب الله" أو غيره من القوى الإقليمية ذات الأجندات الغامضة والمشبوهة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التيار الاصلاحي الحر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الجماعة الوطنية
إقرأ أيضاً:
صالح الجعفراوي.. صوت غزة الحر
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
أخذتني خطواتي لمُواصلة التَّغطية وكنت أوثق الأماكن التي أصبحت كالخراب والأرض التي عاث بها الاحتلال في العامين الماضيين وكأن زلزالا كبيرا مرَّ من هنا إلا أنَّه لم يمر بل هو دمار وحرب طاحنة رحل فيها أكثر من خمسة وثمانين ألف شهيد لم يكن رقما عاديا ولن يكون حيث كانت قوافل الشهداء في كل يوم يمر على غزة ومنذ اندلاع الحرب الطاحنة لم يمر يوم بدون قتلى وبدون مناظر صعبة جثث وأشلاء ووجع وفقد وألم وجوع شديد عشت كما عاش النَّاس هنا في غزة في رعب وخوف وقلق ولم يكن أمامنا خيار إلا أننا بقينا صامدين رغم أنَّ الفرصة أتت كي أخرج منها ولكنني أبيت فلا أخلاقي ولا ديني وحبي للأرض يجعلني أنأى بنفسي واختار الحياة فحياتي هنا ومن هنا وإلى هذا المكان امتد كغصن زيتون لم تزعزعه الرياح العاتية فكنت منها وإليها وبها انتمي.
تسنى لي الوقت قليلاً لالتقاط بعض الصور وبعض الفيديوهات التي نزلتها مباشرة على صفحتي فكان ظهوري الأخير لأفاجأ بعدها بمجموعة غادرة تختطفني عنوة ولم أكن أملك وسيلة للدفاع بها عن نفسي لأن عددهم كبير وديدنهم القذر هو الخيانة فمن تربى عليها لن تهمه وجوه الحق التي تصدح بالحق وكان اليوم الموعود بعد أن هدأت النيران وغادرت قوات الاحتلال الغاشم أرضي كان حتميا أن يدفع الثمن غاليًا وحان ثمن كل ذلك هو صالح!
كنت أنظر إليهم وهم يقومون بشتى أنواع التعذيب علي وأراهم وهم يطلقون عليَّ الرصاص ولكنني لا أحس بها تحسست جسدي فوجدت روحي قد فارقت الجسد حلقت على المكان كي اتأكد فكان الجواب حتميا أنني بت شهيدا حر لكنني لازلت أراهم يطلقون الرصاص واحدة تلو الأخرى على جسدي الطاهر ولا أحس بها أدركت وقتها أن الحياة لم تعد حياة وأنه آن الأوان لي أن أرتاح وأن أسعد سعادة أبدية وأن التوقيت المناسب هو اليوم لكنني لن أتمكن من معانقة أخي الأسير الذي سيخرج اليوم لن احتضنه كاحتضان البشري للآخر لكنني سأراه حتما .
أذيع خبري واستنفر الناس من حولي كل أحد منهم يدلو بدلوه حملوني في غطاء ظنا منهم أنني أشعر بالبرد ولم يعلموا أن شعوري الآن مختلف بعد أن تحرر جسدي الكل مصدوم في لحظة واحده تكلم العالم بأسره عني وما كان إلا أن يتوقف كل شيء لأنها أكبر صدمة بعد وقف إطلاق النار وبعد سلسلة من رحيل الشهداء والصحفيين الذين ينقلون للعالم صورة الحرب بهواتفهم وكاميراتهم ويحلقون في كل مكان ولا يعرفون الكلل أو الملل في سبيل إظهار الحقيقة التي حاول الجميع إسكاتها .
في لحظة ما كدت أشعر بجناحين مكان ذراعي وأشعر أنني أطّير وأن هناك أشخاصا كثر أنا لا أعرفهم حتى يبكون ويترحمون علي لكنني لا أعرفهم إلا أن وجوههم وأسماءهم تمر أمامي وكأنني في فيلم سينمائي مختلف ماذا حدث وكيف يمكن لشخص طبيعي بسيط أن يجعل كل هذا الكم الهائل من البشر يدعون الله أن يرحمه ويحزنون لرحيله ويتألمون ووو .
وفي لحظة خروج أخي الشيخ ناجي من الأسر كان صابرا محتسبا قويا كما عرفته دائماً لكنه سيناريو لا يمكن لعقل بشري أن يتصوره أو حتى يفكر به عامين وأنا أنقل الصورة والأخبار للعالم وفي يوم خروج أخي إلى الحياة من الأسر قرر أن يوارى جسدي الطاهر الثرى فسبحانك ربي على عظيم تقديراتك التي لا يفهمها هذا العقل البشري الضعيف.
رحلت .. لكن بقي وجه الله ونصره وعزته وجبروته التي ستأخذ حقي وستشفي غليل والدي وأهلي في القتل الذي تعرضت له لكن ما يسعد في الأمر أنني أصبحت شهيدا حرا.
رابط مختصر