قيادات فلسطينية لـعربي21: المقاومة صلبة والاتصالات مستمرة بشأن الهدنة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
شدّدت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، أن المقاومة بغزة قوية وقادرة على الاستمرار والصمود وهي تخوض حربا تاريخية تصنع من خلالها تاريخا جديدا للأمة وللعالم بأسره.
وأكّدت قيادات فلسطينية، خلال حضورها اجتماعا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني بتونس، أن المقاومة ستمضي وسوف تفلح في تركيع المحتل، مشيرة إلى أن الاتصالات مستمرة بخصوص مفاوضات الهدنة لوقف إطلاق النار.
وقال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس بالخارج، سامي أبو زهري، إن "المقاومة قوية وقادرة على الاستمرار وأنه ورغم كل الجراح فإن الإرادة أبدا لم ولن تنكسر".
وأفاد أبو زهري، في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحن مستمرون في المقاومة، منذ أشهر ونؤكد أننا بخير وقادرون على الاستمرار أكثر مما يتوقع العدو المحتل".
وشدّد أبو زهري: "الاحتلال يترنح والمقاومة صامدة وقدمت البرهان على أنها الأقوى وهذه المعركة لا نهاية لها إلا بالانتصار وطرد الاحتلال من كل الأراضي الفلسطينية".
وأضاف أبو زهري: "أبو عبيدة بخير وكذلك السنوار، وكل المقاومة الباسلة، قادة المقاومة لن يتراجعوا ولن يستسلموا وأبدا لن يرفعوا الراية البيضاء".
هذا وطالب أبو زهري، بمزيد من "الدعم للمقاومة، عربيا، وخاصة بالمال والسلاح وأن يكون الدعم بالفعل وليس فقط بالشعارات والأقوال"، مضيفا: "آن الأوان لأمتنا أن يرتفع صوتها إسنادا للمقاومة بالمال والسلاح ونحن نرى كيف تدعم أمريكا العدو بكل الطرق حتى يقتل ويجوع شعبنا وعلى أمتنا أن تتحرك وتفهم هذا جيدا".
أما في رده على مفاوضات الهدنة، أوضح أبو زهري: "هناك اتصالات مستمرة لوقف إطلاق النار والاحتلال يضع عقبات كثيرة أمامها من خلال العملية الإجرامية في رفح ورفضه للورقة التي قدمها الوسطاء ووافقت عليها حماس وفصائل المقاومة".
ولفت سامي أبو زهري، بالقول: "جاهزون لكل الخيارات وشعبنا جاهز للصمود في وجه الاحتلال".
بدوره قال عضو حركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا، إن "المقاومة جاهزة لمواصلة التصدي للعدوان بكل قوة وصلابة وإلى ما شاء الله".
وأكد عطايا في تصريح خاص لـ"عربي21"، "لم تخسر المقاومة إرادتها وإيمانها ولا مخزونها من السلاح والعتاد" فيما لفت إلى أنه "بوحدة المقاومة على الميدان وبالحكمة نواجه العدو ونكبده الخسائر".
ونبّه عضو حركة الجهاد: "كل محاولات إخضاع شعبنا، فشلت وهذا ما يظهر جليا على محاولات الالتفاف على الهدنة، كل محاولات الاحتلال في القضاء على المقاومة وتهجير السكان واسترجاع الأسرى فاشلة".
وختم عطايا بالقول، إن "الحرب مستمرة والمقاومة الباسلة صلبة وستنتصر وستهزم العدو".
ويشار إلى أن الاجتماع التضامني مع الشعب الفلسطيني، عرف حضور شخصيات حزبية وحقوقية وحضورا جماهيريا لافتا، خاصة من الشباب والطلبة الذين رفعوا شعارات مساندة للقضية وللمقاومة لأهل غزة، من قبيل: "مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة"، و"فلسطين عربية لا بديل عن البندقية".
ويستمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ217، مع ارتفاع عدد الشهداء إلى نحو 35 ألف شهيد في وقت تؤكد فيه التقارير الإعلامية توقف مفاوضات الهدنة بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية غزة فلسطين تونس غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو زهری
إقرأ أيضاً:
حين يكون المفاوضُ مقاوما!
التفاوضُ مسألة أزلية أبدية، وجُدت منذ خلق اللهُ عز وجل الإنسانَ، وستبقى طالما بقي في الأرض بشرٌ يتصارعون ويتعاركون حتى يصلوا لمرحلةٍ يجدون أنه لا بد من الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل مشاكلهم.
منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين اختلف العرب حول طريقة التعامل مع الاحتلال، منهم من قال "لنجلس مع إسرائيل ونسمع ما تقول"، ومنهم من رفض مطلقا على أساس أن الجلوس مع المحتل يعني ضمنيا الاعتراف به وبشرعيته.
في حالتنا الفلسطينية، وقع بعضنا في فخ المفاوضات بعدما وافق على رمي أوراق القوة في سلة المهملات، ودخل ميدان التفاوض عاريا بدونها، وخاض مع الاحتلال جولات كثيرة من المفاوضات استمرت لعقود دون أي نتيجة مفيدة؛ لأن عدونا ماكرٌ ومماطلٌ ومخادعٌ، وليس له مثيل في تلك الصفات، يرفض البنود التي كان يطرحها هو، ويتم الاتفاق عليها، ثم يتهرب من تنفيذها ويماطل ويضع شروطا جديدة حتى ينفذ شروطا قديمة.
لقد ظن هذا البعض أن أمريكا يمكنها لعب دور الوسيط النزيه، أو أن الأنظمة العربية قد تُضحى بمصالحها مقابل خدمة فلسطين، ليتفاجأ هذا البعض بأن المفاوضات ليست إلا فخا نُصب بعناية لإسقاط البندقية والثائر والثورة.
وكانت فلسفة الاحتلال في التفاوض هي أن يضع شروطه، وما على الطرف الثاني إلا التوقيع دون الحق في إبداء الرأي أو الاعتراض، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور.
حتى وصل الحال إلى أن كان المفاوض الفلسطيني مقاوما، لم يرمِ سلاحه في سلة المهملات، لم يعترف بعدوه، بل دخل ميدان التفاوض وهو يضع سلاحه على كتفه، وحقده على عدوه في قلبه، وأهدافه واضحة لا يخاف من أي تهديد، لا يعطي ردا سريعا أو فرديا، بل يتأنى في الرد ويشاور الجميع، ويؤكد أن ثمة قضايا غير قابلة للنقاش أو التفاوض مثل السلاح الذي هو حق لأي شعب يدافع عن نفسه في وجه الاحتلال.
خاض المفاوض المقاوم جولات عديدة وعنيدة؛ حاول العدو خلالها فرض شروطه التي تطالب المفاوض المقاوم بالتنازل، لكنه قابلها بالثبات والصمود والحنكة السياسية، قال "لا مانع من التفاوض" لكن "لنا رأي ويجب أن تسمعوه، نحن لا نوقع على بياض".
إن خير ما يدلل على ما سبق هو جولة المفاوضات التي تقودها المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي بدأها الاحتلال بفرض شروطه والمطالبة بتسليم الأسرى والسلاح دون شروط أو قيود، لكن المفاوض المقاوم قابل الشروط بالثبات على الأهداف والمرونة في الوسائل، وأخضع الشروط للتغيير بما يحقق مطالب المقاومة.
في مقترح ترامب الأخير والذي جاء في 21 بندا، تبنى ترامب الرؤية الإسرائيلية لإنهاء العدوان، وكأنه الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، وكان المقترح مُصمم ليجعل حماس ترفضه، فالشروط مجحفة جدا وتدمر القضية الفلسطينية، ولا خيار أمام المقاومة إلا "إما الرفض وإما الاستسلام"، لكن المفاوض المقاوم نجح في الخروج من مأزق ترامب وقلب السحر على الساحر، وصار نتنياهو هو المأزوم، ونجحت حماس في كسب معركة التفاوض عالميا، لأنها تعاملت معه وفق معطيات دينية أن العدو ماكر ومخادع، ويتلاعب بنصوص أي وثيقة، واستفادت من تجارب التفاوض بين العدو ومن سبقها من الأطراف العربية والفلسطينية بأن التسامح مع العدو مرة يفتح شهيته للمزيد.
حين يكون المفاوض مقاوما، يعني أن الحقوق لن تضيع، وأن المبادئ دونها الدماء والرقاب، وأن كل كلمة مكتوبة تُقرأ على أكثر من وجه لاكتشاف رائحة الغدر منها، وأنه يتم التمييز بين المفاهيم والمصطلحات، فكل كلمة لها معنى ومغزى، ويُدرك ما يرغب الاحتلال بأخذه أولا وما يؤجله العدو، ويعلم كيف يخاطب العالم بلغة لا استجداء فيها ولا ضعف، ولسان حاله يقول: "اطلبوا حوائجكم بعزة الأنفس"، ويعلم أن دماء الشهداء يجب أن يكون لها ثمن يليق بها وليست مجالا للمساومة أو البيع.
يبقى القول واجبا أن المفاوض المقاوم نجح في تأسيس مدرسة تفاوضية لا تمانع التفاوض من حيث المبدأ، لا تعترف بعدوها، وتمنع التفريط بالحقوق والثوابت، ولا يسيل لعابها أمام الإغراءات والوعود المزيفة، ولا يضرها من خذلها ولا من عاداها.
استمر المفاوض المقاوم في مسيرته حتى كتب الله ما كتب في وقف العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بعد عامين من الإبادة الجماعية، وأقنع العالم بعدالة القضية الفلسطينية..