جدة – ياسر خليل

دعا أطباء مختصون أفراد المجتمع بعدم الاعتماد على أخذ الاستشارة الطبيبة بالبحث في الإنترنت لمواجهة بعض الحالات المرضية ومعرفة الأدوية التي يمكن الاستفادة منها، إذ يترتب على ذلك انعكاسات سلبية عديدة على صحة الفرد.

وقالوا إن البعض يستسهل مرضه ويبحث عن أقرب علاج لحالته، فيكون الحل أمامه هو محرك البحث في النت، ومن خلاله يستشف المعلومات المرتبطة بالعلاجات، ويبدأ في تناولها بعد صرفها من الصيدلية، مما قد يعّرض صحته للمخاطر.

بداية يحذر طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، من استخدام أي أدوية أو كريمات طبية من خلال قراءة بعض المواضيع الطبية على النت عبر محرك البحث قوقل، فهما كانت فوائد المواضيع الصحية المنشورة في مختلف المواقع والمنصات الطبية ومحركات البحث وقدرتها في التزويد بمعلومات مهمة متعلقة بالعلاج والأدوية، إلا أنه يجب على الفرد أن يلجأ إلى الطبيب فهو الشخص القادر على دراسة وتشخيص الحالة ووصف العلاج لها.


وتابع: للأسف بعض الأشخاص يعانون من مشاكل صحية ولا يتجهون للطبيب بل يبحثون عن العلاج في النت، وأستشهد في هذا الموضوع قصة مريض كان يعاني من النقرس الذي من علاماته الآلام في أصابع الأرجل فبدلاً من أن يذهب للطبيب بدأ يتناول أدوية وصفها لنفسه من محرك البحث في النت، وعندما لم تتحسن حالته اتجه للطبيب الذي أجرى له التحليل اللازم وقدم له العلاجات اللازمة وبعض المحاذير المرتبطة بعدم تناول بعض الأطعمة لأنها تزيد من مشكلة النقرس، فالخلاصة هي ضرورة التشخيص الصحيح من الطبيب، فهناك أمور مرتبطة بالتحيل والنصائح الصحية.
وأكد د. ضياء أن المعلومات الصحية الموجودة في النت قد تفيد من ناحية إثراء المعلومات، ولكنها لا تعني تجاهل التشخيص والتوجه للطبيب، فدراسة الحالة مهمة من قبل الطبيب وخصوصًا إذا كان هناك تاريخ مرضي أو غير ذلك يساعد الطبيب في تحديد نوعية العلاجات.


من جانبه يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: من الخطأ أن يلجأ الفرد إلى البحث عن علاجه في المواقع الصحية على الشبكة العنكبوتية، فذلك قد يعرضه إلى مشاكل كثيرة، وخصوصًا أن هناك تشابه كبير في بعض الأمراض من ناحية الأعراض، لذا يظل التشخيص هو الفاصل النهائي في تحديد الأدوية العلاجية.
وقال إن المواقع الصحية في النت تزخر بمعلومات كثيرة سواء من جهات رسمية ومعتمدة أو من قبل الأطباء، ولكن ما يهدد صحة البشر هو اجتهادات بعض عامة الناس الذين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعية في وصف بعض التركيبات والأعشاب للمرضى، وهؤلاء يطلق عليهم بالأطباء الوهمين، وتزداد المشكلة أكثر عندما يتجاوب البعض مع هؤلاء ويستمعون لهم.
ونصح د.قانديه الجميع في ختام حديثه بعدم الانصياع لأي رسائل مغلوطة أو إدعاءات باطلة تتعلق بالشأن الصحي، والرجوع إلى الطبيب المعالج للتشخيص والعلاج، فأكثر الرسائل الوهمية في النت هدفها استنزاف جيوب المرضى.
وفي السياق يقول استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر، إن أسوأ طبيب ممكن يستشيره الفرد هو “د. قوقل”، فذلك قد يزيد خوف الشخص، أيضا لا يعطي التشخيص الصحيح ولا العلاج .
وأكد أن ترجمة تقرير الأشعة في قوقل تصرف خاطئ ويؤدي إلى الإصابة بالهلع من تلك الترجمة وعدم القدرة على النوم ، كما أن التصرف الأنسب في تلك الحالة يكون بالتوجه بتلك الأشعة إلى الطبيب المختص لشرحها وفق حالة المريض. ودعا د. النمر جميع أفراد المجتمع بعدم تعريض النفس إلى المخاطر الصحية بمجرد الاستعانة بمحركات البحث، والأولى التوجه إلى الطبيب وذلك حفاظاً على سلامة الصحة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: إلى الطبیب فی النت

إقرأ أيضاً:

الأمراض النادرة في مصر.. من التشخيص والعلاج الي التأهيل والشراكات الدولية

تحظى الأمراض النادرة في مصر باهتمام متزايد من الدولة، في إطار توجه صحي شامل يستهدف ليس فقط التشخيص المبكر وتوفير العلاج، بل يمتد ليشمل تأهيل المرضي طبيا ونفسيا واجتماعيا  ودمجهم في المجتمع، باعتبارهم جزءا أصيلا من منظومة العدالة الصحية. وتُعرَّف الأمراض النادرة بأنها تلك التي تصيب أقل من شخص واحد من بين كل ألفي شخص، ويبلغ عددها عالميا أكثر من 7 آلاف مرض، يعاني منها ما يقرب من 300 مليون شخص حول العالم، بينما تشير التقديرات إلى أن ما بين 3.5% و5.9% من السكان قد يتأثرون بمرض نادر في مرحلة ما من حياتهم.

وفي هذا السياق، أطلق الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة  مؤكدا أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في ندرة المرض، بل في تأخر التشخيص وارتفاع تكلفة العلاج ولحاجة الي رعاية و تأهيل طويل الأمد  . وأوضح الوزير أن الاستراتيجية تستهدف بناء منظومة متكاملة تشمل إنشاء قواعد بيانات وسجل وطني، وتطوير مراكز جينية ومراكز تميز، والتوسع في فحص حديثي الولادة، إلى جانب إتاحة الأدوية، ودمج المرضى في منظومات التأمين الصحي، والتعليم، والحماية الاجتماعية.

وزير الصحة

..وتكتسب هذه الجهود أهمية خاصة في التعامل مع أمراض نادرة ذات انتشار نسبي في مصر، مثل أنيميا الخلايا المنجلية، والثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط)، والهيموفيليا، وضمور العضلات الشوكي، والتليف الكيسي، واضطرابات التمثيل الغذائي الوراثية، إلى جانب متلازمات جينية نادرة مثل متلازمة ويليام. وهي أمراض لا تتطلب العلاج الدوائي  منفردا بل برامج تأهيل متعددة التخصصات تشمل العلاج الطبيعي، والدعم النفسي، والتأهيل الحركي والتعليمي، لضمان تحسين جودة حياة المرضى وتقليل الإعاقات المصاحبة.

 اجتماع تاريخي للخطة الاستراتيجية لمواجهة الأمراض النادرة

.وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون المبادرات، أن الدولة  تقوم  بدمج   الأمراض النادرة في برامج التأهيل والرعاية طويلة الامد بما يضمن استمرارية الخدمة بعد التشخيص والعلاج، خاصة للأطفال، مشيرا إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف وعلاج الأمراض الوراثية والنادرة، التي تشمل حاليًا 19 مرضا، لا تقتصر على الفحص والعلاج فقط، بل تمتد إلى المتابعة والتأهيل.

ومن جانبها، تؤدي هيئة الدواء المصرية دورًا محوريا في دعم هذه المنظومة، حيث أكد الدكتور يس رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية لشؤون الإعلام ودعم الاستثمار، أن الهيئة تعمل على تسريع تسجيل وتداول الأدوية المخصصة للأمراض النادرة، مع اعتماد سياسات تنظيمية مرنة تضمن وصول العلاجات المبتكرة للمرضى في أسرع وقت، موضحًا أن إتاحة العلاج تمثل خطوة أساسية تسبق مراحل التأهيل والاستقرار الصحي للمريض.

 د علي الغمراوي رئيس الدواء المصرية

د يسن رجائي نائب رئيس هيئة الدواء

وفي نموذج بارز لتكامل دور القطاع الخاص مع جهود الدولة، شهدت الفترة الأخيرة توقيع  بين شركة “سوبي” السويدية، الرائدة عالميا في علاجات الأمراض النادرة والمناعة، وشركة “سوفيكوفارم” المصرية، بحضور السفير السويدي لدى مصر السيد داج يولين، الذي أكد أن هذه الشراكة تعكس الثقة في المنظومة الصحية المصرية ودورها المتنامي إقليميا. وأوضح الدكتور أحمد أبو دهب، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا بالشركة السويدية  أن اتفاقية التعاون  تستهدف سد الفجوات العلاجية الحرجة، وإتاحة أحدث العلاجات المبتكرة وفق المعايير العالمية، بما يدعم مسار العلاج والتأهيل للمرضى. فيما أشار الدكتور كريم الأشرم، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية  إلى أن التعاون يسهم في تمكين المرضى في مصر من الوصول إلى علاجات عالمية المستوى، ويدعم استدامة منظومة الرعاية الصحية.

 شراكات دولية  مصرية لمواجهة الأمراض النادرة

كما أكدت السيدة غادة منيب، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “فرصة حياة”، أن الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة تمثل إطارا موحدا طال انتظاره، لا يركز فقط على العلاج، بل يضع اسسا للعلاج والدعم النفسي والرعاية طويلة الاجل ، بما يضمن حياة أكثر استقرارا وكرامة للمرضى وأسرهم. في اشارةلتمكن مؤسسة فرصة حياة، من توفير العلاج اللازم لمساعدة الأطفال ذوى الأمراض النادرة منذ بداية تأسيس المؤسسة وفي فترة لا تتجاوز 30 شهراً  300 مليون جنيه.

 غادة منيب مؤسس إنقاذ حياة

ويعكس هذا المشهد المتكامل، الذي يجمع بين التخطيط الحكومي، والدور التنظيمي لهيئة الدواء المصرية، وبرامج التأهيل، والشراكات الدولية والقطاع الخاص، توجهًا جادا نحو بناء منظومة مستدامة للأمراض النادرة في مصر، لا تكتفي بإنقاذ الحياة، بل تعمل علي صيانتها وتحسين جودته

 

مقالات مشابهة

  • أسعار باقات النت الأرضي والموبايل اليوم الأحد 14 ديسمبر
  • ندوة لإعلام الغربية حول «الشباب بين الولاء والانتماء ومحاربة الشائعات»
  • مختصون لـ "اليوم": التجمعات العائلية "ضرورة نفسية" وليست ترفاً اجتماعياً
  • الأمراض النادرة في مصر.. من التشخيص والعلاج الي التأهيل والشراكات الدولية
  • "لغز نووي" في استراتيجية ترامب.. تجاهل قد يكلف أميركا كثيرا
  • حجرُ الأحزاب في بركة السياسة
  • «فخ» كأس العرب
  • مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
  • لضمان تشغيل النت.. كيفية دفع فاتورة التليفون الأرضي لشهر ديسمبر
  • الفرق بين الطبيب الموثوق والمتطفل على السوشيال ميديا