حذروا من تجاهل التشخيص والتحاليل اللازمة .. مختصون: استشارة الإنترنت علاج مجهول
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
دعا أطباء مختصون أفراد المجتمع بعدم الاعتماد على أخذ الاستشارة الطبيبة بالبحث في الإنترنت لمواجهة بعض الحالات المرضية ومعرفة الأدوية التي يمكن الاستفادة منها، إذ يترتب على ذلك انعكاسات سلبية عديدة على صحة الفرد.
وقالوا إن البعض يستسهل مرضه ويبحث عن أقرب علاج لحالته، فيكون الحل أمامه هو محرك البحث في النت، ومن خلاله يستشف المعلومات المرتبطة بالعلاجات، ويبدأ في تناولها بعد صرفها من الصيدلية، مما قد يعّرض صحته للمخاطر.
بداية يحذر طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، من استخدام أي أدوية أو كريمات طبية من خلال قراءة بعض المواضيع الطبية على النت عبر محرك البحث قوقل، فهما كانت فوائد المواضيع الصحية المنشورة في مختلف المواقع والمنصات الطبية ومحركات البحث وقدرتها في التزويد بمعلومات مهمة متعلقة بالعلاج والأدوية، إلا أنه يجب على الفرد أن يلجأ إلى الطبيب فهو الشخص القادر على دراسة وتشخيص الحالة ووصف العلاج لها.
وتابع: للأسف بعض الأشخاص يعانون من مشاكل صحية ولا يتجهون للطبيب بل يبحثون عن العلاج في النت، وأستشهد في هذا الموضوع قصة مريض كان يعاني من النقرس الذي من علاماته الآلام في أصابع الأرجل فبدلاً من أن يذهب للطبيب بدأ يتناول أدوية وصفها لنفسه من محرك البحث في النت، وعندما لم تتحسن حالته اتجه للطبيب الذي أجرى له التحليل اللازم وقدم له العلاجات اللازمة وبعض المحاذير المرتبطة بعدم تناول بعض الأطعمة لأنها تزيد من مشكلة النقرس، فالخلاصة هي ضرورة التشخيص الصحيح من الطبيب، فهناك أمور مرتبطة بالتحيل والنصائح الصحية.
وأكد د. ضياء أن المعلومات الصحية الموجودة في النت قد تفيد من ناحية إثراء المعلومات، ولكنها لا تعني تجاهل التشخيص والتوجه للطبيب، فدراسة الحالة مهمة من قبل الطبيب وخصوصًا إذا كان هناك تاريخ مرضي أو غير ذلك يساعد الطبيب في تحديد نوعية العلاجات.
من جانبه يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: من الخطأ أن يلجأ الفرد إلى البحث عن علاجه في المواقع الصحية على الشبكة العنكبوتية، فذلك قد يعرضه إلى مشاكل كثيرة، وخصوصًا أن هناك تشابه كبير في بعض الأمراض من ناحية الأعراض، لذا يظل التشخيص هو الفاصل النهائي في تحديد الأدوية العلاجية.
وقال إن المواقع الصحية في النت تزخر بمعلومات كثيرة سواء من جهات رسمية ومعتمدة أو من قبل الأطباء، ولكن ما يهدد صحة البشر هو اجتهادات بعض عامة الناس الذين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعية في وصف بعض التركيبات والأعشاب للمرضى، وهؤلاء يطلق عليهم بالأطباء الوهمين، وتزداد المشكلة أكثر عندما يتجاوب البعض مع هؤلاء ويستمعون لهم.
ونصح د.قانديه الجميع في ختام حديثه بعدم الانصياع لأي رسائل مغلوطة أو إدعاءات باطلة تتعلق بالشأن الصحي، والرجوع إلى الطبيب المعالج للتشخيص والعلاج، فأكثر الرسائل الوهمية في النت هدفها استنزاف جيوب المرضى.
وفي السياق يقول استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر، إن أسوأ طبيب ممكن يستشيره الفرد هو “د. قوقل”، فذلك قد يزيد خوف الشخص، أيضا لا يعطي التشخيص الصحيح ولا العلاج .
وأكد أن ترجمة تقرير الأشعة في قوقل تصرف خاطئ ويؤدي إلى الإصابة بالهلع من تلك الترجمة وعدم القدرة على النوم ، كما أن التصرف الأنسب في تلك الحالة يكون بالتوجه بتلك الأشعة إلى الطبيب المختص لشرحها وفق حالة المريض. ودعا د. النمر جميع أفراد المجتمع بعدم تعريض النفس إلى المخاطر الصحية بمجرد الاستعانة بمحركات البحث، والأولى التوجه إلى الطبيب وذلك حفاظاً على سلامة الصحة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: إلى الطبیب فی النت
إقرأ أيضاً:
حكم خطأ الطبيب إذا تسبب في ضرر للمريض.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا عن أخطاء الأطباء إذا تسببت في تأخر الشفاء أو تكلفة المريض ماديا أو إعاقته أو وفاته، والطبيب لا يقصد إلا المصلحة، لكن فوق كل ذي علمٍ عليم، وإن كان الطبيب مخطئًا؛ فكيف يتوب، فمن الصعب أن يوجد من لا يخطئ؟
وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: الطبيب مستأمنٌ على حياة الناس وصحتهم، فخطؤه ليس كخطأ غيره، فينبغي عليه أن لا يباشر حالة لا يعرفها، وأن ينتهي إلى ما يعلم، فإن وقع في شيء من ذلك فليتب إلى الله تعالى، وليعمل على عدم الوقوع فيه مرة أخرى.
خطأ الطبيب
وأوضحت أن الخطأ الذي يقع فيه الطبيب على نوعين:
- خطأ يمكن وقوعه من مثله ولا يكاد يسلم منه طبيب؛ فهذا في حكم العفو.
- وخطأ فاحش ينتج عن مباشرته ما لا يعلم أو تقصيره في علاج ما يعلم؛ وهذا يُرجَع في تحديده إلى أهل الخبرة والاختصاص الذين يحددون بناءً على ذلك ضمان الطبيب للخطأ من عدمه.
حكم أخذ الطبيب عمولة نظير تحويل المرضى لمركز معين للأشعة
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: "أنا أعمل في شركة تقدم خدمات طبية (مركز أشعة) والمرضى يأتون بتحويل من أطباء، فالزبون الحقيقي للمركز هو الطبيب الذي يحول المرضى، وقد ظهر في الآونة الأخيرة تعامل معظم مراكز الأشعة، والتحاليل الطبية مع الأطباء بتقديم مرتبات أو عمولات، أو هدايا نظير تحويل المرضى لمراكز الأشعة بالاسم، حيث إنه يوجد أمام الطبيب عشرات المراكز الذين يقدمون نفس الخدمة تقريبًا بنفس مستوى الجودة.. أرجو من فضيلتكم إفادتي إن كان هذا النوع من التعامل والاتفاق بين مراكز الأشعة والأطباء الذين يحولون المرضى مقابل عمولات مادية جائز شرعًا أم لا؟
حكم أخذ الطبيب عمولة نظير تحويل المرضى لمركز معين للأشعة
وأجابت الإفتاء، عبر صفحتها على “فيس بوك” عن السؤال قائلة إنه لا يجوز للطبيب أن يخالف آداب مهنته، وأن يضع نصب عينيه الأمانة في نصحه للمريض ومشورته له، وأن يدله على ما هو أنفع له في علاجه وأحفظ له في ماله.
وأضافت أنه لا يجوز للطبيب أن يُقَدِّم مصلحته في ذلك على حساب مصلحة المريض، فإن خالف ذلك فهو آثم شرعًا؛ لأنه مستشار في ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.
وتابعت: “إذا أشار الطبيب على المريض بشيء من ذلك فله أن يأخذ بهذه النصيحة وله أن لا يأخذ بها لأي سبب كان، إلا أن يثق بالطبيب ولم يكن هناك أي إثقال على المريض”.
واستطردت: “لذلك على الطبيب أن يتوخى مزيد الحرص التام والشامل والدائم على مصلحة المريض وأن يجعلها أولا في ترتيب الأولويات”.
ونوهت بأنه قد جاء في "لائحة آداب المهنة" الصادرة بقرار وزير الصحة والسكان رقم (238) لسنة 2003م، أنه "لا يجوز للطبيب أن يأتي عملا من الأعمال الآتية:
طلب أو قبول مكافأة أو أجر من أي نوع كان، نظير التعهد أو القيام بوصف أدوية أو أجهزة معينة للمرضى، أو إرسالهم إلى مستشفى أو مصح علاجي أو دور للتمريض أو صيدلية أو أي مكان محدد لإجراء الفحوص والتحاليل الطبية، أو لبيع المستلزمات أو العينات الطبية".
وأكدت أنه بناءً على ما سبق، فإن هذا النوع من التعامل الوارد في السؤال غير جائز شرعًا.