الاقتصاد السعودي بقبضة الشركات الاستشارية.. أرقام تكشف علاقة جديدة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
يخشى بعض المسؤولين السعوديين من أن الوزارات في المملكة أصبحت تعتمد بشكل مفرط على شركات الاستشارات الغربية، وسط استياء من الدور المتزايد للأطراف الخارجية في إدارة البلاد، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز".
وبحسب الصحيفة البريطانية المتخصصة في المال والأعمال، فإن اعتماد الرياض على الاستشاريين توسع منذ أطلق ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، عام 2016 برنامجا طموحا لتوجيه أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، بعيدا عن الاعتماد على عائدات النفط.
ومن الشركات الأربع الكبرى مثل "ديلويت" و"إي واي" و"كيه بي إم جي" و"برايس ووترهاوس كوبرز"، إلى شركات استشارات استراتيجية أكثر تخصصا، تعتمد وزارات سعودية على هذه الكيانات الأجنبية لدرجة أن سوق الاستشارات في المملكة وصل لمستوى قياسي بلغ 3 مليارات دولار العام الماضي، بحسب شركة "سورس غلوبال ريسيرش"، التي تتوقع أن تستمر الرياض في التوسع بوتيرة سريعة.
وفي حين تحتاج السعودية إلى خبراء في الإدارة، فإن المملكة مهمة أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للاستشاريين، كما تقول الصحيفة.
ونما سوق الاستشارات بنسبة 18.2 بالمئة في السعودية، العام الماضي، وفقا لشركة "سورس غلوبال ريسيرتش"، مقابل نمو بنسبة 13 بالمئة في منطقة الخليج بشكل عام، و3.5 بالمئة فقط على مستوى العالم.
ويتذمر العديد من السعوديين "سرا" بشأن الإنفاق على المستشارين الأجانب، ويشكون من أن الوزارات والسلطات باتت الآن مجرد "آلات طلب تقديم العروض"، في إشارة إلى طلبات العروض التي يتم إرسالها إلى الشركات الاستشارية، التي تقدم بعد ذلك عروضها للحصول على العمل.
ويعني الاعتماد على الشركات الأجنبية، بحسب "فايننشال تايمز"، أن العديد من الهيئات الحكومية التي تم إنشاؤها منذ إطلاق خطة الإصلاح الاقتصادي في عام 2016، تم تصميمها للعمل مع وضع المستشارين في الاعتبار.
وفي حين تميل الشركات الأربع الكبرى إلى العمل على تنفيذ المشروعات الحكومية الكبرى، فإن الكيانات السعودية مثل صندوق الاستثمارات العامة، والسلطات الحكومية الأخرى، غالبا ما تلجأ إلى "الشركات الاستراتيجية" الأميركية مثل مجموعة "بوسطن الاستشارية" و"ماكينزي" للحصول على أفكار، بما في ذلك فيما يتعلق بمكان وكيفية الاستثمار.
وقال أحد المهنيين السعوديين الذين عملوا في الحكومة، وفي شركة استشارية كبرى، دون أن تكشف "فايننشال تايمز" عن هويته، "هناك الكثير من الأماكن التي تشتمل عملياتها على بند ميزانية لا يمكن إنفاقه إلا على بائع خارجي".
وأضاف: "حتى لو كانت لديك ميزانية جيدة، لا يمكنك توظيف أشخاص (ضمن طاقم العمل) باستخدام هذه الأموال"، مردفا: "لا يمكنك القيام بذلك إلا من خلال بائع خارجي، مما يعني أنك ستحصل على مستشار للقيام بهذا الأمر نيابةً عنك".
في المقابل، يقول المستشارون إن الإنفاق الحكومي على خدماتهم يساعد السعودية على ترشيد إنفاقها الضخم على مشروعات كبرى مثل مدينة "نيوم" المستقبلية وحتى مجمع ترفيهي ضخم في الصحراء خارج الرياض.
وقال مسؤول تنفيذي في شركة استشارية كبيرة، لم تكشف الصحيفة عن هويته أيضا، "إذا كان الإنفاق بنسبة 1 بالمئة على الاستشاريين يعني أن البرنامج لن يتجاوز 10 بالمئة، فهذه نفقات معقولة،- حتى لو لم يكن الأشخاص في الوزارة يرون الأمر بهذه الطريقة بالضرورة".
ويدرك المستشارون الانتقادات المحلية الموجهة لعملهم مع الوزارات والهيئات الحكومية السعودية.
وقال مسؤول تنفيذي آخر في إحدى الشركات العالمية: "يعتقد الناس أننا نتقاضى أجورا جيدة للغاية، ونعيش الحلم في دبي، ونرتاح في عطلات نهاية الأسبوع".
وبحسب الصحيفة، فإن العديد من كبار المسؤولين هم أنفسهم مستشارون سابقون، بما في ذلك نائبان لوزير السياحة جاءا من شركة "ماكينزي".
وبين موظفي "برايس ووترهاوس كوبرز"، البالغ عددهم 2300 موظف في السعودية، 56 بالمئة مواطنون سعوديون.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ملف الإيجار القديم أمام النواب| 4 محافظات تكشف أرقامًا صادمة عن السكان والعقارات
شهدت اللجنة المشتركة من لجان الإسكان والإدارة المحلية والشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، جلسة استماع مهمة حول ملف الإيجار القديم، حيث كشف عدد من المحافظين، بالأرقام، حجم الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم داخل المحافظات الكبرى، مؤكدين أن الأزمة لم تعد تقتصر على بعدها السكني فقط، بل تحولت إلى تهديد عمراني واجتماعي يستدعي تدخلاً تشريعيًا عاجلًا لإعادة التوازن في العلاقة بين المالك والمستأجر، وحماية الثروة العقارية المهددة بالتآكل.
وأكد اللواء إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، عن الأرقام الحقيقية لوحدات الإيجار القديم داخل العاصمة، خلال اجتماع اللجنة المشتركة من لجان الإسكان والإدارة المحلية والشئون الدستورية والتشريعية، التي ناقشت مشروع قانون تعديل الإيجار القديم، بحضور محافظي القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، والقليوبية.
وقال محافظ القاهرة أن القاهرة تضم 1.1 مليون وحدة إيجار قديم والعاصمة تضم مليون و99 ألف وحدة خاضعة لنظام الإيجار القديم، موزعة كالتالي:
المنطقة الشرقية: 315 ألف وحدة
المنطقة الشمالية: 313 ألف
المنطقة الجنوبية: 266 ألف
المنطقة الغربية: 203 ألف
وأضاف أن هذه الوحدات تمثل نحو 36.4% من إجمالي وحدات الإيجار القديم في الجمهورية، مشيرًا إلى أن 772 ألف وحدة سكنية داخل المحافظة تخضع لهذا النظام، إلى جانب:
162,895 وحدة لأغراض العمل
3,023 وحدة للسكن والعمل معًا
وأكد وجود:
32,949 وحدة مغلقة بسبب سفر الأسرة
78,206 وحدة مغلقة لوجود مسكن آخر
4,117 وحدة تحتاج ترميم
2,536 وحدة صدر لها قرار هدم
33,500 منشأة خالية أو مغلقة
9,756 منشأة أخرى بأنشطة مختلفة
تدهور عمراني: آلاف المباني تحتاج تدخلاً فورياً
وكشف صابر أن المحافظة تضم :
69,610 مبانٍ بحاجة إلى ترميم بسيط
33,017 بحاجة إلى ترميم متوسط
14,699 عقارًا تتطلب تنكيسًا
3,167 عقارًا غير قابل للترميم ويستلزم هدمًا فورياً وبذلك يصل عدد العقارات المتدهورة أو الآيلة للسقوط إلى أكثر من 17 ألف عقار على مستوى المحافظة.
القيمة الإيجارية: تفاوت حاد
أوضح محافظ القاهرة أن 43% من الأسر المستأجرة تدفع أقل من 50 جنيهًا شهريًا بينما 1% فقط يدفعون أكثر من 900 جنيه
الإسكندرية: أكثر من 433 ألف وحدة إيجار قديم
استعرض الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، الأرقام الرسمية داخل محافظته، موضحًا أن الإيجار القديم يشمل:
259 ألف وحدة سكنية
57 ألف لأغراض العمل
944 وحدة للسكن والعمل
25,231 وحدة مغلقة
38 ألف وحدة أخرى يملك قاطنوها مساكن بديلة
وأضاف أن الإسكندرية تضم نحو 24 ألف عقار آيل للسقوط، منها 8 آلاف صدر لها قرارات إزالة كلية أو جزئية.
القليوبية: أكثر من 150 ألف أسرة متأثرة
من جانبه، أكد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، أن 150 ألف أسرة تقطن وحدات إيجار قديم، من إجمالي نحو 269 ألف وحدة، مشيرًا إلى أن أكثر المناطق تأثرًا تقع بين شبرا الخيمة وبنها. كما أوضح وجود فرص للتوسع في مناطق مثل الخصوص والخانكة، وتوفير وحدات سكنية بديلة في العبور والعبور الجديدة.
الجيزة: تزايد الحاجة للترميم وتوسعات في المدن الجديدة
وأكد اللواء عادل النجار، محافظ الجيزة، أن التعداد السكاني للمحافظة يقترب من 10 ملايين نسمة، مشيرًا إلى أن العديد من الوحدات تحتاج ترميمًا أو إزالة، طبقًا لتقارير اللجان المختصة. كما أوضح أن هناك توسعًا في المدن الجديدة مثل الوراق الجديدة، وأكتوبر، وحدائق أكتوبر، والتي تمثل فرصة لتوفير آلاف الوحدات السكنية الجديدة.
الاسكندرية:57 ألف وحدة مخصصة لأغراض العمل
أكد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أن عدد الوحدات الخاضعة لنظام الإيجار القديم بالمحافظة بلغ 433 ألف وحدة داخل نطاق الحضر، من بينها 259 ألف وحدة سكنية، و57 ألف وحدة مخصصة لأغراض العمل، إلى جانب 944 وحدة تُستخدم للسكن والعمل معًا، و25 ألف و231 وحدة مغلقة، و38 ألف وحدة يملك أصحابها مسكناً آخر.
وأضاف المحافظ أن عدد الوحدات الخاضعة للإيجار القديم في الريف يبلغ 189 وحدة، جميعها لا تحتاج إلى ترميم، مشيرًا إلى أن أكبر كثافة لوحدات الإيجار القديم تتركز في أحياء المنتزه أول، المنتزه ثان، الرمل وغيرها.
وكشف محافظ الإسكندرية عن وجود 24 ألف و108 عقارات آيلة للسقوط بالمحافظة، من بينها 8 آلاف صدر بحقها قرارات إزالة كلية أو جزئية، لافتًا إلى أن المحافظة بدأت بالفعل في ترميم عدد من المباني، من بينها 144 منزلًا مطلًا على البحر.