بمناسبة الاستعدادات لتجهيز مصلى عيد الأضحى بالمجمع الإسلامي بمدينة السادات توجه وفد الأزهر الشريف للتنسيق مع رئيس جهاز المدينة للبدء في تمهيد وتسوية أرض ساحة المجمع الإسلامي التي تقام عليها صلاة العيد، واستقبال الوفد  الدكتور محمد أبو طاقية رئيس جهاز مدينة السادات، واصدر التعليمات للمسؤول بالبدء فورا في تجهيز الساحة وبالفعل تم إرسال الجليدر وقام بعمل تسوية تمهيدية يعقبها رش بالمياه لدمك الرمل ثم يعقبها تسوية نهائية لساحة المجمع الإسلامي تجهيزا لصلاة عيد الأضحي.

وقال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنَّ جميع المسلمين في شوق وحنين لأداء فريضة الحج والعمرة، وأصبحت الآن تكلف جهدًا ومالًا كبيرًا، ومن رحمة اللَّه بالعباد وتيسره عليهم أنَّه لم يكلفنا بما لا نستطيع فقال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا..}؛ لذا شرع الأسلام بعض العبادات التي تساوى في ثوابها الحج والعمرة لمن لم يستطع الذهاب لأدائهما سواء صحيًا أو ماديًا، وهذا من حيث الأجر والثواب لا من حيث الإجزاء؛ فهذه الأعمال لا تسقط حج الفريضة إذا بلغ حد الاستطاعة.

وتابع «عمارة»، أنَّ عبادة الذكر من العبادات التي تساوى في ثوابها الحج والعمرة؛ فعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «من صلى الفجر فى جماعةٍ، ثم قعد يذكر اللَّه حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ، تامةٍ، تامةٍ» [أخرجه الترمذي]؛ فقد يبيَّن لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، في هذا الحديث ثواب جلسة الذِّكر والقرآن بعد صلاة الفجر فى جماعة، إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين، يعدل ثوابها كثواب الحج والعمرة.

الدكتور صفوت محمد عمارة

وأكد الدكتور «صفوت عمارة»، أنّ أذكار التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات تساوى في ثوابها الحج والعمرة؛ فعن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا، والنعيم المقيم يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموالٍ يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، وَيتصدقون، قال: «ألَّا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلَّا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين» [رواه البخاري]؛ فعندما رأى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، تأسف أصحابه الفقراء وحزنهم على ما فاتهم من إنفاق إخوانهم الأغنياء أموالهم فى سبيل الله تقربًا إليه وابتغاء لمرضاته؛ فطيب قلوبهم ودلهم على عمل يسير يدركون به من سبقهم، ولا يلحقهم معه أحد بعدهم إِلَّا من عمل مثل عملهم وهو الذكر عقب الصلوات المفروضات، واللَّه أسأل أن يرزقني وإياكم حج بيته الحرام عاجلًا غير آجل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عيد الأضحي السادات

إقرأ أيضاً:

الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، ومن استعد للحج ،فمن أهم عناصرإستعداده التهيئة الأخلاقية والسلوكية (كما يجب) ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.

ومع كل الاستعدادات التي تبذلها الدولة -حفظها الله- والوزارات المعنية ،إلا أنه يبقى هناك دور أساسي ومساند لكل مواطن مخلص ولكل مقيم يقدِّر وجوده في هذه البلاد ويحرص على أن يكون له دور إيجابي صادق ومخلص ،ذلك أن المخالفين للأنظمة من المواطنين والمقيمين هم يعيشون بيننا ،ويتحركون كذلك ، وتحركاتهم ضمن مخالفة القوانين التي وضعتها الدولة تحت مرأى ومسمع من بعضنا ،يجعلنا مشاركين لهم ، ومثل هؤلاء منعهم أو التبليغ عنهم واجب.

وقد اتفق العلماء على أن الحج عبادة وأخلاق ، وقبوله مقرون باتباع ما يرضي الله ، والخروج أو التحايل على القوانين ، بلا شك لا يرضي الله، فهذه القوانين ما وضعت إلا لراحة الحجاج وتسهيل حجهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم ، فحين يأتي من ينتهكها وهو يعلم ، فهو دون ريب يساهم في الإضرار بحسن سير العمل ، ويرهق القائمين عليه ، فبدلاً من أن يكون عوناً صار فرعوناً ! ولو طُبِّقت بحقه أقصى العقوبات فقليل.

للأسف ، كثيرون يتباهون بتحايلهم على الأنظمة ويعتبرونه ذكاءً خارقاً ، ولم يعلموا أنه إساءة لأنفسهم ووطنهم ،وأقل ما يصنّفوا تحته أنهم من المتواطئين ضدّ الوطن هذه الحقيقة، في حين أن كثيراً منهم كما قلت غافلون ، ويعتبرون أنفسهم أذكياء ولا يرون في ذلك ما يمسّ الوطن وإنما هم حققوا حِجة إضافية،لا يهمهم بأي طريقة كانت للأسف ، ومسألة التصريح مسألة شكلية في نظرهم لا تمسّ الناحية الدينية، وقد أفتى العلماء بأنه لا يجوز حج بلا تصريح ،وأن الحج آداب وقيِّم وأخلاقيات ،ومن أبسطها الالتزام بتعليمات الدولة وقوانينها ،وإجبار من هم تحت رعايتنا وكفالتنا بالالتزام بها ، وقد قرن الله عزّ وجلّ الحج ب (الاستطاعة ) ،وعفى عزّ وجلّ عمن لم يستطع ، والاستطاعة لا تأتي (بالتحايل والتضليل) ،فالحمدلله أن أكرمنا الله بهذه البلاد ،وأكرمها باستضافة ضيوف الرحمن الذين هم ضيوف كل مواطن ومواطنة، علينا أن نحرص كل الحرص على راحتهم ،وإفساح المكان لهم ،ومساعدة الجهات المختصة في القضاء على وسائل التحايل والحج دون ترخيص ،ونقل العمالة غير النظامية وتسهيل مرورهم من هنا وهناك ،فالأمن والأمان الحمد لله مستقر ومحقق بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة ورجال مخلصين في الجهات المعنية لكنهم يجاهدون ويتعبون ،وحقهم علينا أن نشاركهم وأن نقوم بدورنا في حماية الوطن من العبث والعابثين بأمنه واستقراره ، وألا نمد لهم يد العون ونحن غافلون. دعونا نكون أهلاً لهذا الوطن المعطاء الذي له حقوق علينا كبيرة من أبسطها الدفاع عنه وحمايته من المستهترين والمستغلين سواء سعوديين أو مقيمين، وأن نطبِّق المقولة التي نردّدها دوماً : (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) ،

فالوطنية الحقّة تتطلب منا أن نساهم في خدمة وطننا وحمايته وأمنه والوقوف بجانب رجال الأمن ومساعدتهم في السيطرة على كل مامن شأنه عدم المساس بالأمن أو الاستهتار به، ولنضمن صلواتنا وأيامنا الفضيلة هذه التي أقسم بها الله عزّ وجلّ ،كل ما ينفعنا وينفع الوطن من أعمال طيبة ودعوات صادقة : أن يحفظ الحجاج ويتم حجهم بخير وسلام ،ويحفظ وطننا وقيادتنا ورجال أمننا، والقائمين على خدمة الحجيج ،ويوفقهم ويجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وموسماً ناجحاً موفقاً بإذن الله. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

@almethag

مقالات مشابهة

  • الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة تقيم ندوة علمية للدعاة
  • كم مرة حج الرسول؟.. وماذا فعل في حجه الأخير؟
  • عمر الدرعي يشارك في ندوة الحج والعمرة
  • رئاسة الشؤون الدينية تطلق مبادرة " بالتي هي أحسن " لتكريس التسامح والاعتدال في موسم الحج
  • وزير الداخلية يزور مشروع مخيمات عرفات المطورة ذات الدورين التابعة لـ "إثراء الخير"
  • 5 أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. أبرزها حضور مجالس العلم في المساجد
  • رئيس الشؤون الإسلامية يلتقي وزير الحج والعمرة السعودي
  • رئيس “الشؤون الإسلامية” يلتقي وزير الحج والعمرة السعودي
  • رئيس الشؤون الإسلامية يلتقي وزير الحجّ والعمرة السعودي
  • الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري