طعام لمليارات البشر.. أسعار الأرز في أعلى مستوى منذ 15 عاما فما هو السبب؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
يعد الأرز مصدرًا رئيسيًا للغذاء لمليارات البشر في آسيا وأفريقيا الفيضانات تزامنت مع موسم حصاد الأرز في المدينة التي تنتج 70% من الأرز البرازيلي ارتفاع أسعار الأرز الأبيض التايلندي بنسبة 5%
أثر الطقس مجددًا على سوق الأرز، مما دفع أسعاره إلى أعلى مستوياتها منذ 15 عامًا بعد فترة من الاستقرار.
اقرأ أيضاً : النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية
وشهدت الإمدادات تقلبات بسبب القيود الشاملة على الصادرات التي فرضتها الهند خلال العام الماضي، والمخاوف من أن الطقس الجاف الناتج عن ظاهرة "إل نينيو" سيؤثر سلبًا على الإنتاج في المنطقة النامية الرئيسية في جنوب شرق آسيا.
وارتفعت أسعار الأرز الأبيض التايلاندي بنسبة 5%، بزيادة قدرها 71 دولارًا منذ أوائل أبريل لتصل إلى 649 دولارًا للطن.
ورغم التراجع عن ذروة يناير، إلا أن الأسعار تبقى في أعلى مستوياتها منذ أكثر من 15 عامًا.
ويعد الأرز مصدرًا رئيسيًا للغذاء لمليارات البشر في آسيا وأفريقيا، مما يهدد بزيادة ضغوط التضخم ورفع تكاليف الواردات للدول المستوردة.
تأثير الطقسوساهمت الفيضانات الشديدة في البرازيل في الارتفاع الأخير في الأسعار، حيث يتوقع أن تتأثر ولاية ريو غراندي دو سول -التي تنتج 70% من الأرز البرازيلي- لعدة أسابيع قادمة، وفقًا لتشارلز هارت، محلل السلع في "فيتش سوليوشنز".
وقال هارت: "تزامنت الفيضانات مع موسم حصاد الأرز في البرازيل، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن حجم الإنتاج المحلي والفائض القابل للتصدير".
وأشار الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأسبوع الماضي إلى أن الأمطار ستؤخر حصاد الأرز في ريو غراندي دو سول، مما يعني أن البلاد ستضطر على الأرجح إلى استيراد الأرز والحبوب من الخارج.
وتعتبر البرازيل تاسع أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية.
659 دولارًا للطن.. سعر الأرز يصل لأعلى مستوى في 15 عامًافي الوقت نفسه، يعزز التباطؤ في وصول إمدادات المحاصيل الجديدة في جنوب شرق آسيا ارتفاع الأسعار. وذكر بيتر كلوب، محلل سوق السلع في مجلس الحبوب الدولي في لندن، أن انتهاء موسم الحصاد في تايلندا ومحصول الشتاء والربيع الرئيسي في فيتنام يؤثران على السوق.
وتعد تايلندا ثاني أكبر دولة مصدرة للأرز، تليها فيتنام في المرتبة الثالثة.
على جانب الطلب، تستمر إندونيسيا في شراء كميات كبيرة، مما يدعم الأسعار، وفقًا لكلوب.
وأوضح أن وتيرة الشراء في إندونيسيا وأي تغييرات محتملة في قيود الهند على الصادرات ستؤثر على الأسعار مستقبلًا.
مع ذلك، تظل الظروف الجوية وأحوال الطقس عاملًا رئيسيًا. وقال كلوب: "يجب مراقبة أحوال الطقس، خاصة في مواسم الأمطار في تايلندا وفيتنام والهند خلال الأشهر المقبلة".
ومن المحتمل أن يكون الانتقال من ظاهرة "إل نينيو" إلى ظاهرة "لا نينا" هو المفتاح لتحقيق الاستقرار.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الأرز اسيا البرازيل فيضانات طعام أسعار الأرز الأرز فی
إقرأ أيضاً:
معدلات الفقر في فرنسا ترتفع لأعلى مستوى منذ 30 عاماً.. هل فشلت السياسات الاقتصادية؟
ارتفع معدل الفقر في فرنسا إلى مستويات غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، وفقاً لتقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)، أشار إلى أن نحو 10 ملايين شخص باتوا يعيشون تحت خط الفقر النقدي، ما يعادل 15.4% من السكان.
وسجّل التقرير، المعتمد على بيانات عام 2023، زيادة بمقدار 700 ألف شخص خلال عام واحد فقط، مع تزايد الهوة بين أعلى 20% من أصحاب الدخل وأدناهم إلى مستويات لم تُسجل منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي.
المعهد الذي يرصد الفقر وعدم المساواة منذ عام 1996، أوضح أن خط الفقر حُدد عند 60% من متوسط الدخل الشهري، أي ما يعادل 1288 يورو للفرد. وأكد أن هذه الأرقام تمثل ذروة تاريخية في قياس الفقر على الأراضي الفرنسية.
انتقادات لاذعة للنهج الاقتصادي
المحلل الاقتصادي ماهر نيقولا الفرزلي، المدير التنفيذي للمركز الأوروبي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية، اعتبر في تصريحات لـ”الشرق” أن “هذا الانهيار الاجتماعي هو نتيجة مباشرة لثلاثة عقود من السياسات الاقتصادية المحافظة الجديدة”، مضيفاً أن “التحالفات الليبرالية والوسطية، من الحزب الاشتراكي إلى اليمين الجمهوري، مسؤولون مجتمعياً عن هذا التدهور”.
وأشار الفرزلي إلى أن النخب السياسية الفرنسية تخلّت منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي عن النموذج الصناعي الفرنسي المعروف بـ”الكولبيرتية”، واستبدلته بنهج ليبرالي متوافق مع السياسات التي روجت لها المؤسسات الأوروبية والولايات المتحدة.
ووصف هذه السياسات بأنها “خيانة للنموذج الفرنسي الأصيل” الذي كان يزاوج بين الابتكار والاستثمار في البنية التحتية والسيادة الاقتصادية.
وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي للفرد في فرنسا تراجع إلى مستويات تقل بنسبة تصل إلى 60% عن نظيريه في الولايات المتحدة وأيرلندا، معتبراً ذلك “دليلاً دامغاً على فشل النموذج الاقتصادي الحالي”.
فئات جديدة في دائرة الفقر
في الميدان الاجتماعي، لاحظت منظمات الإغاثة تصاعداً في الطلب على المساعدات، لا سيما من فئات لم تكن تصنف سابقاً ضمن الطبقات الفقيرة.
وقالت سارة سميا، المسؤولة في جمعية “سوكور”، إنهم يشهدون طلباً متزايداً على المواد الأساسية، مثل الحليب، والحفاضات، والملابس، من عائلات عاملة لا تكفيها أجورها لتأمين الضروريات.
وأضافت أن “تجمّد الأجور وتفاقم التضخم ساهما في انهيار القدرة الشرائية”، محذّرة من تداعيات اجتماعية خطيرة تشمل التسرب المدرسي، والاستغلال، وانتشار المخدرات بين القُصّر.
ولفتت إلى أن الأزمة لم تعد محصورة بين صفوف المهاجرين واللاجئين، بل طالت أيضاً شرائح من المواطنين الفرنسيين، في مؤشر على توسع دائرة الفقر داخل المجتمع.
سياق سياسي واجتماعي مشحون
يأتي هذا التدهور في خضم تحضيرات فرنسا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في صيف 2024، في ظل عمليات إخلاء لمخيمات المشردين في العاصمة باريس، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية اعتبرت الإجراءات محاولة لإخفاء مظاهر الفقر قبيل الحدث العالمي.
ويرى مراقبون أن ارتفاع معدلات الفقر قد يعزز الاتجاهات الشعبوية في الانتخابات المقبلة، في ظل تآكل ثقة الرأي العام بالنخب السياسية والاقتصادية التي قادت البلاد خلال العقود الماضية.
ومع دخول فرنسا مرحلة حرجة اقتصادياً واجتماعياً، يلوح في الأفق تساؤل محوري: هل تستطيع باريس إعادة إحياء نموذجها الاقتصادي التاريخي، أم أن الفقر سيبقى عنوان المرحلة المقبلة؟