لندن-سانا

من الدعم العلني بالأسلحة والأموال إلى الغطاء الدبلوماسي الدولي لم تأل الولايات المتحدة جهداً في إفساح المجال أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي لإشباع رغبته بارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن الدعم الأمريكي هذا لم يقتصر على ضخ الذخائر والأسلحة لقتل الفلسطينيين، بل تعداه حسب ما كشفت عنه وثائق مسربة وشهادات مسؤولين أمريكيين إلى تهيئة الظروف المواتية لحدوث مجاعة طاحنة تقضي على كل من تمكن من النجاة حتى الآن من جحيم القصف الإسرائيلي.

الوثائق التي تحدثت عنها صحيفة الاندبندنت البريطانية تفضح تواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل كامل مع حدوث مجاعة في قطاع غزة وخلق كارثة إنسانية متعمدة على جبهتين، أولهما ضحايا القتل المباشر لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، وثانيهما قطع المساعدات الغذائية والدواء ومياه الشرب بشكل مقصود يهدف إلى حدوث مجاعة على نطاق واسع.

مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية إضافة إلى وثائق رسمية مسربة جميعها تكشف وفقاً للصحيفة طريقة تعامل إدارة بايدن فيما يتعلق بالتحذيرات من حدوث مجاعة في غزة ورفضه المقصود التدخل بأي شكل من الأشكال للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة وعرقلته فضلاً عن كل هذا للجهود الدولية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار أو تخفيف الأزمة في وقت يستمر فيه الضخ الكثيف للأسلحة والأموال لكيان الاحتلال.

 جوش بول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال بسبب التحيز الفاضح لـ “إسرائيل”، قال: إن ما تكشف عنه الوثائق “لا يعني مجرد غض الطرف عن التسبب بمجاعة ‏لشعب بأكمله بل هو تواطؤ مباشر” من قبل الإدارة الأمريكية.

وحسب الصحيفة فإنه في ظل التحذيرات التي صدرت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي بحدوث مجاعة ونظراً لمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول أي مساعدات إلى القطاع وقطعه الوقود والمياه والكهرباء عن أهالي غزة المحاصرين فإن عدم تصرف الإدارة الأمريكية تجاه هذه المخاطر هو “خيار سياسي لخلق كارثة إنسانية في القطاع”.

الصحيفة أشارت إلى أن الضحية الأولى للمجاعة التي يشهدها قطاع غزة هم الأطفال الذين يموتون جوعاً أو من نقص الحليب، في حين تواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة لمنع وصول أي مساعدات إلى القطاع، بالتوازي مع التدمير الكامل للبنية التحتية الحيوية اللازمة لإنتاج الغذاء.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يعلن وقفا تكيتيكا للنشاط العسكري جنوب قطاع غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الأحد، أنه شرع فيما وصفه وقفا تكتيكيا للنشاط العسكري يوميًا على طول طريق رئيسي في جنوب قطاع غزة، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين بالقطاع.

وجاء قرار الجيش الإسرئيلي، بعد يوم من مقتل 11 جنديا، من بينهم ثمانية في عربة ناقلة للجند من نوع "نمر"، احترقت بالكامل بمن فيها من جنود برفح جنوبي قطاع غزة.

ونقلت صيحفة "تايمز أوف إسرائيل" عن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه من المقرر أن يسري هذا التكتيك مابين الساعة 8 صباحًا و 7 مساءً، يوميا، على طول طريق يؤدي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل إلى طريق صلاح الدين على المشارف الشرقية لرفح، ثم شمالا باتجاه منطقة خانيونس.. وقال الجيش الإسرائيلي إن الوقف تم تنفيذه لأول مرة أمس /السبت/.

ونسب موقع "والا العبري" للمُحلل السياسي الإسرائيلي نير كيبنيس قوله إن إسرائيل منحت حماس جائزة على العملية التي قتلت فيها 8 جنود إسرائيليين بحرق ناقلة جند أمس. وقال: إن تعليق القتال الآن، كان حري به أن ينقذ الأسرى، لكنه في الوقت الحالي لا ينقذ سوى أولئك الذين يخشون لجنة تحقيق.

لكن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قالت إن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي "توقفا تكتيكيا" لعدة ساعات في أحياء مختلفة في جميع أنحاء القطاع، ومع ذلك، فإن الإعلان الأخير يمثل توقفًا أكثر أهمية في النشاط العسكري، لساعات أكثر من المعتاد وعبر منطقة أوسع.

ومع ذلك، أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان آخر منفصل أنه "يوضح أنه لا يوجد وقف للقتال في جنوب قطاع غزة والقتال في رفح مستمر.. .وأنه لا يوجد أي تغيير على دخول البضائع إلى القطاع غزة، وأن الطريق المستخدم لتسليم البضائع سيكون مفتوحا خلال النهار بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لنقل المساعدات الإنسانية فقط".

وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله، إنه عن سماع الإعلان الأولي للجيش، اتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسكرتيره العسكري وأوضح أن هذا غير مقبول بالنسبة له.. وأضاف: "بعد استفسار، جرى إبلاغ رئيس الوزراء أنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة الجيش الإسرائيلي وأن القتال في رفح مستمر كما هو مخطط له".

في غضون ذلك، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إن من قرر مثل هذه السياسة هو "أحمق لا ينبغي أن يستمر في منصبه".. وأضاف: "للأسف لم يتم عرض هذه الخطوة على مجلس الوزراء وهي تتعارض مع قراراته.

لقد حان الوقت للخروج من المفهوم [الأمني الذي عفا عليه الزمن قبل 7 أكتوبر] ووقف النهج المجنون والواهم الذي لا يجلب لنا إلا المزيد من القتلى والسقوط".

ومع تدهور الوضع الإنساني في القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لتسريع نقل الإمدادات إلى القطاع المحاصر، حيث وصلت ظروف الجوع، وفقا للأمم المتحدة، إلى مستويات المجاعة.

وقالت منظمات الإغاثة إن شمال قطاع غزة، حيث بدأ الهجوم البري الإسرائيلي، يصعب الوصول إليه بشكل خاص.

وجاء القرار تمنح دولة إسرائيل حماس جائزة لإصابة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بجروح قاتلة، وتعلق القتال في غزة بنفسها، لو كان ذلك سينقذ حياة المختطفين، لكنه في الوقت الحالي لا ينقذ سوى أولئك الذين يخشون لجنة تحقيق.

وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين آخرين من جنوده في شمال قطاع غزة، ليرتفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ بداية العملية البرية على القطاع في السابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي إلى 311.

ومن جانبها، أكدت عضو هيئة العمل الوطني والأهلي الفلسطيني رتيبة النتشة، أن الوضع في قطاع غزة يتجه إلى المجهول وأن المساعدات الإنسانية والأعمال الإغاثية وغيرها اصبحت أمور ضمن تخطيط المجهول في ظل وجود حكومة اسرائيلية متعنتة برئاسة نتنياهو مستمرة في تجاهل القرارات الدولية.

وقالت النتشة في تصريح صحفي، إن الحرب في غزة تدار بنوايا شخصية لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أنه عندما يتحدث الأخير عن تكتيكات حربية يتحدث فقط عن مماطلة وشراء لمزيد من الوقت للبقاء في منصبه السياسي.

وحول مقترح وقف إطلاق النار، أكدت أن الدعاية الاسرائيلية تحاول ان تقنع العالم بأن "حماس" هي من تمنع التوصل للاتفاق وهي في الأصل تعطي مجال لنتنياهو للاستمرار في عشوائيته في الحرب.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يعلن وقفا تكيتيكا للنشاط العسكري جنوب قطاع غزة
  • غزة تستقبل عيد الأضحى مع استمرار الحرب وانتشار المجاعة
  • المجاعة تحاصر غزة و9 من كل 10 أطفال يعانون فقرا غذائيا (فيديو)
  • في ظل الحرب والحصار.. شبح المجاعة يحوم على رؤوس الغزيين
  • المجاعة تخيم على شمال غزة والاحتلال يواصل غاراته
  • 40 وفاة بين الأطفال في غزة بسبب المجاعة
  • وفاة طفل بسبب المجاعة في غزة يرفع عدد ضحايا سوء التغذية إلى 40
  • مستشفى كمال عدوان: تسجيل أكثر من 200 طفل يعانون من سوء تغذية
  • مجاعة كارثية تواجه 765 ألف سوداني الأشهر المقبلة
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من مجاعة خطيرة تعصف بسكان قطاع غزة