وثائق مسربة وشهادات تفضح تورط الإدارة الأمريكية بكارثة المجاعة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
لندن-سانا
من الدعم العلني بالأسلحة والأموال إلى الغطاء الدبلوماسي الدولي لم تأل الولايات المتحدة جهداً في إفساح المجال أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي لإشباع رغبته بارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن الدعم الأمريكي هذا لم يقتصر على ضخ الذخائر والأسلحة لقتل الفلسطينيين، بل تعداه حسب ما كشفت عنه وثائق مسربة وشهادات مسؤولين أمريكيين إلى تهيئة الظروف المواتية لحدوث مجاعة طاحنة تقضي على كل من تمكن من النجاة حتى الآن من جحيم القصف الإسرائيلي.
الوثائق التي تحدثت عنها صحيفة الاندبندنت البريطانية تفضح تواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل كامل مع حدوث مجاعة في قطاع غزة وخلق كارثة إنسانية متعمدة على جبهتين، أولهما ضحايا القتل المباشر لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، وثانيهما قطع المساعدات الغذائية والدواء ومياه الشرب بشكل مقصود يهدف إلى حدوث مجاعة على نطاق واسع.
مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية إضافة إلى وثائق رسمية مسربة جميعها تكشف وفقاً للصحيفة طريقة تعامل إدارة بايدن فيما يتعلق بالتحذيرات من حدوث مجاعة في غزة ورفضه المقصود التدخل بأي شكل من الأشكال للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة وعرقلته فضلاً عن كل هذا للجهود الدولية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار أو تخفيف الأزمة في وقت يستمر فيه الضخ الكثيف للأسلحة والأموال لكيان الاحتلال.
جوش بول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال بسبب التحيز الفاضح لـ “إسرائيل”، قال: إن ما تكشف عنه الوثائق “لا يعني مجرد غض الطرف عن التسبب بمجاعة لشعب بأكمله بل هو تواطؤ مباشر” من قبل الإدارة الأمريكية.
وحسب الصحيفة فإنه في ظل التحذيرات التي صدرت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي بحدوث مجاعة ونظراً لمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول أي مساعدات إلى القطاع وقطعه الوقود والمياه والكهرباء عن أهالي غزة المحاصرين فإن عدم تصرف الإدارة الأمريكية تجاه هذه المخاطر هو “خيار سياسي لخلق كارثة إنسانية في القطاع”.
الصحيفة أشارت إلى أن الضحية الأولى للمجاعة التي يشهدها قطاع غزة هم الأطفال الذين يموتون جوعاً أو من نقص الحليب، في حين تواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة لمنع وصول أي مساعدات إلى القطاع، بالتوازي مع التدمير الكامل للبنية التحتية الحيوية اللازمة لإنتاج الغذاء.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 82% من مساحة غزة أصبحت مناطق عسكرية إسرائيلية وتحذير من كارثة إنسانية
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن نحو 82% من مساحة القطاع باتت تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر نزوح، مما أدى إلى تضاؤل مساحات الأمان المتبقية أمام السكان المدنيين.
ووفق تقرير صادر عن المكتب ونقله مركز إعلام الأمم المتحدة، قال أوتشا إن السكان في غزة لم يعد أمامهم سوى الاحتماء بما تبقى من مبانٍ مدمرة أو مراكز إيواء مؤقتة مكتظة، في ظل غياب أي ملاذ آمن أو بنية تحتية قابلة للحياة.
وزير الخارجية يبحث مع نظيره الفلسطيني تطورات غزة وتداعيات التصعيد الإقليمي جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي في معارك جنوب قطاع غزة النازحون.. ما بين أطلال المباني المدمرة ومستنقعات الأمراضمنذ 18 مارس الماضي، اضطر الآلاف من سكان غزة للنزوح مرة أخرى بسبب استمرار العمليات العسكرية، وسط اكتظاظ كبير في المواقع المفتوحة والشوارع ومراكز الإيواء، حسب المكتب الأممي.
وأشار التقرير إلى أن بعض الأسر، مثل أكثر من 50 عائلة من جباليا، تقطن حاليًا في أبنية متهدمة لم يعد من الممكن العيش فيها بشكل آدمي، لكنها تظل خيارًا أوحد مقارنة بالشوارع المكتظة.
كما حذر المكتب من انتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع، ما ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية قد تهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن.
لا أماكن آمنة في غزةأكدت أوتشا أن الوضع في القطاع خرج عن السيطرة من الناحية الإنسانية، موضحًا أن أي منطقة غير خاضعة مباشرة للعمل العسكري تُعد غير مهيأة للمعيشة.
وأضاف: "المدنيون العالقون في غزة ليس أمامهم مكان يذهبون إليه... لا شوارع آمنة، ولا مدارس آمنة، ولا حتى مستشفيات."
وفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد نداءات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية للمجتمع الدولي للتدخل العاجل من أجل:
وقف العمليات العسكريةضمان ممرات آمنة للمدنيينتوفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء والمأوىإعادة تشغيل الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحيالسياق الأوسع: غزة بين الحصار والقصفمنذ اندلاع المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كثّف الاحتلال من عملياته العسكرية، خاصة في شمال القطاع ومدينة غزة، مما أدى إلى تدمير آلاف المنازل والبنية التحتية الحيوية.
كما فرض الجيش الإسرائيلي مناطق عسكرية مغلقة شملت معظم مناطق القطاع، مع إصدار أوامر إخلاء متكررة أجبرت السكان على النزوح المتكرر دون وجهة آمنة.
الأمم المتحدة تحذر: كارثة إنسانية تلوح في الأفق
دعت الأمم المتحدة مجددًا إلى:
تطبيق القانون الدولي الإنسانيوقف استهداف المدنيينإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانيةوقالت أوتشا: "الوضع في غزة يرقى إلى أن يكون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين إذا لم يتم التدخل العاجل."