الموقع بوست:
2025-08-12@01:55:17 GMT

اليمنيون عاجزون عن مواجهة متطلبات المعيشة

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

اليمنيون عاجزون عن مواجهة متطلبات المعيشة

يشهد اليمن ارتفاعاً في أسعار السلع والمواد الغذائية منذ نهاية إبريل/نيسان الماضي 2024، مع تدهور قيمة العملة المحلية التي تجاوزت 1700 ريال مقابل الدولار، وبات معظم اليمنيين عاجزين عن الحصول على احتياجاتهم الضرورية من السلع والخدمات.

 

وفي الوقت الذي كان كثير من اليمنيين خصوصاً الموظفين المدنيين المنقطعة رواتبهم منذ سبع سنوات ينتظرون انفراجة لضائقتهم المالية والمعيشية مع وقوع نسبة كبيرة من السكان في أتون فاقة وفقر، يفاجأون بمتابعة قرارات لا تتوقف عن الصدور من قبل السلطات النقدية التابعة لطرفي الصراع.

ويرى خبراء اقتصاد ومصرفيون أن الصراع والانقسام الاقتصادي الذي وصل حالياً إلى مستوى خطير في ظل التأجيج الحاصل من قبل طرفي الصراع، يلقي بتبعات وخيمة يتحملها اليمنيون الذين يكابدون ظروفا معيشية صعبة للغاية.

 

الخبير الاقتصادي مطهر عبد الله، يشير لـ"العربي الجديد"، إلى أن كلتا السلطتين في البلاد تخلتا عن مسؤولياتهما في ضمان توفير الاحتياجات الضرورية لليمنيين من الغذاء والكساء والدواء والمأوى والتي تمثل في مستواها الأدنى حد الكفاف، غير أنها متطلبات واحتياجات ضرورية تحافظ على مستوى معين من العيش الكريم للفئات الضعيفة والفقيرة من السكان.

 

وأبدى استغرابه من تصرفات هذه السلطات التي ترفض التوافق على حل يعطي أملا لليمنيين بصرف رواتب الموظفين المدنيين في مثل هذه الظروف الصعبة والحرجة. كما يرى خبراء اقتصاد أن كلتا السلطتين في صنعاء وعدن تتنافسان على زيادة معاناة المواطنين وتدهور مستوى معيشتهم وأمنهم، والذي يمر من سيئ إلى أسوأ، كما تفتقدان أي رؤية سليمة لمعالجة الأزمات الاقتصادية المتتالية في مناطق نفوذهما.

 

ويوضح الخبير المالي والاقتصادي أحمد شماخ، لـ"العربي الجديد" أن تشظي مؤسسات النقد في اليمن والانقسام الحاصل يعمق انهيار الاقتصاد الوطني ويضعف أكثر القوة الشرائية للعملة المحلية، لذا فإن الحل يقتضي إعادة توحيد المؤسسات النقدية وإعادة الثقة بالجهاز المصرفي اليمن.

 

يتطرق شماخ إلى نقطة مهمة في هذا الخصوص تتمثل في تأثير هذا الصراع المتأجج والانقسام على الاستثمار في اليمن الذي أصبح بيئة طاردة للاستثمار، بل وهروب رؤوس الأموال الوطنية، إذ إن لهذا الجانب أضرارا بالغة على تدفق المشاريع الاستثمارية التي بإمكانها أن توفر فرص عمل لليمنيين في ظل توقف صرف رواتب الموظفين وتردي الأوضاع المعيشية الذي يطاول معظم سكان البلاد.

 

ويعبر مواطنون يمنيون عن صدمتهم بسبب الأزمة المتفجرة حالياً في اليمن والقرارات الصادرة في إطار صراع اقتصادي ومصرفي طال أمده، إذ يعاني الكثير بسبب أعباء وتكاليف الحياة المعيشية وعدم قدرتهم على مواجهتها.

 

المواطن منصور غيلان، وهو موظف في إحدى الدوائر العامة في صنعاء، يتحدث بسخط لـ"العربي الجديد"، عن تصرفات الطرفين وعدم صرف الرواتب المنقطعة بل ويصدر الطرفان قرارات تعيد الأزمة وفق قوله، إلى نقطة الصفر بعد أكثر من تسع سنوات من الصراع، في حين يعبر المواطن عبد القوي سعيد بطريقته في هذا الموضوع بالقول: "تمخض السلطات فولدت قرارات".

 

ويرى خبراء اقتصاد وقانونيون أن سلطة عدن أخفقت طوال سنوات الحرب في تكوين بيئة حاضنة وآمنة للقطاع الخاص وللمنظمات الدولية العاملة في مجال الدعم الإنساني والتنموي، فالوضع الأمني كارثي في معظم مناطق إدارتها، بسبب انتشار الفصائل المسلحة غير الرسمية وغير القانونية التي تعجز حتى الآن في عملية توحيدها تحت مظلة وزارة الدفاع الحكومية، إذ يتسبب ذلك في عرقلة وابتزاز المستثمرين والتجار والمواطنين على حدٍ سواء، إضافة إلى انعدام فاعلية أجهزة الدولة في مؤسسات تقديم الخدمات العامة وفي جهاز القضاء والمحاكم وفي أجهزة الأمن وإنفاذ القانون.

 

المختص القانوني نصر هاشم، يشدد في هذا الإطار، لـ"العربي الجديد"، على أن البنوك تحتاج إلى البيئة الآمنة لتأدية عملها والتي كفلتها لها كل القوانين والتشريعات اليمنية في جانبها المصرفي والمالي، لذا فإن الأمر يقتضي وفق هاشم، التوافق على حل مناسب لعمل هذه البنوك والمصارف يحيدها عن الصراع بغض النظر عن مناطق السلطات المعنية.

 

من جانبه، يعتبر المحلل المصرفي علي التويتي لـ"العربي الجديد" أن قرارات الطرفين الأخيرة مماحكات سياسية تفتقر للمنطق والحيثيات الاقتصادية والمصرفية، مشدداً على أن مثل هذا القرارات تفاقم معيشة اليمنيين الذين يعانون من أزمات عديدة في ظل موجات غلاء متواصلة وتآكل الأجور وتدهور العملة المحلية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الازمة اليمنية العربی الجدید فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تصاعد الصراع الإماراتي–السعودي عند أهم ممر بباب المندب

الجديد برس| كشفت مصادر قبلية، الأحد، عن تصاعد التوتر بين الإمارات والسعودية في مناطق الصبيحة الاستراتيجية بمحافظة لحج، الواقعة على أحد أهم المنافذ المؤدية إلى باب المندب. وأوضحت المصادر أن الإمارات دفعت بقائد فصائلها أبو زرعة المحرمي لتعزيز انتشار قواته في المضاربة ورأس العارة تحت ذريعة مكافحة التهريب، وذلك بعد إرسال وحدات من القوات المشتركة إلى المنطقة. وتزامن التحرك الإماراتي مع خطوة سعودية موازية، حيث دفع قائد الفصائل الموالية للرياض في لحج، حمدي شكري، بقواته للتوسع داخل مدينة عدن والسيطرة على الشريط الساحلي الممتد من لحج حتى البريقة، عقب اشتباكات مع فصائل موالية للإمارات بقيادة الكعلولي. التصعيد لم يقتصر على الجانب العسكري، إذ دفعت أبوظبي بشيخ جديد، عبد الرحمن جلال، لقيادة الصبيحة، في محاولة لإقصاء القيادي محمود الصبيحي الذي تدعمه الرياض لتولي منصب رفيع في مجلس القيادة الرئاسي.

مقالات مشابهة

  • جبران: وزارة العمل حريصة على استحداث برامج تدريبية تناسب متطلبات سوق العمل في مصر
  • ‏اليمنيون.. أسياد البحر والجو في زمن الخنوع العربي
  • عدن تتحضر لاستضافة مؤتمري المانحين والاقتصادي بآمال تحسين المعيشة والاستقرار
  • تصاعد الصراع الإماراتي–السعودي عند أهم ممر بباب المندب
  • الأحوال المدنية توضح متطلبات إصدار بطاقة الهوية لأحد أفراد الأسرة
  • مواجهة نظام التنمر الدولي الجديد…
  • البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره
  • بمشاريع تخرج مبتكرة.. طلاب الإدارة بـ الجامعة المصرية الروسية يواكبون متطلبات وظائف المستقبل
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر خرق للاستحقاقات التي باشرت الحكومة السورية في تنفيذها بما في ذلك تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وبدء أعمالها، ومسار الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية في شباط الماضي والمستمر حتى إيصال البلاد إ