بغداد اليوم - متابعة

كشفت أبحاث حديثة عن تأثير بالغ للغضب على القلب والعقل والجهاز الهضمي، خاصة إذا استمر لمدة طويلة.

وبحسب ما نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فإن تأثيرات الغضب تتجاوز الجانب النفسي وتؤثر بشدة على الأعضاء.

ووجدت دراسة نشرت الشهر الحالي في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن الغضب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لأنه يضعف عمل الأوعية الدموية.

ودرس الباحثون تأثير 3 مشاعر مختلفة على القلب وهي الغضب والقلق والحزن، قامت إحدى المجموعات المشاركة بمهمة جعلتهم غاضبين، وقامت مجموعة أخرى بمهمة جعلتهم قلقين، بينما قامت مجموعة ثالثة بتمرين مصمم لإثارة الحزن.

اختبر العلماء عمل الأوعية الدموية في كل مشارك، باستخدام جهاز ضغط الدم للضغط على تدفق الدم في الذراع وإطلاقه.

كان تدفق الدم لدى أفراد المجموعة الغاضبة أسوأ من أولئك الموجودين في المجموعة الأخرى؛ ولم تتوسع أوعيتهم الدموية بنفس القدر.

يقول مؤلف الدراسة دايتشي شيمبو، أستاذ الطب في جامعة كولومبيا وقائد فريق البحث: "نتكهن مع مرور الوقت بأنك إذا تعرضت لهذه الإهانات المزمنة لشرايينك بسبب غضبك الشديد، فإن ذلك سيتركك عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب".

عندما يغضب شخص ما، ينتج الجسم العديد من البروتينات والهرمونات التي تزيد من الالتهابات في الجسم، الالتهاب المزمن يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

كما يتم أيضا تنشيط الجهاز العصبي الودي في الجسم أو ما يعرف بظام "القتال أو الهروب"، الذي ينقل الدم بعيدًا عن الأمعاء إلى العضلات الرئيسية، كما يقول ستيفن لوب، مدير الطب السلوكي في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية في كليفلاند كلينك.

يؤدي هذا إلى إبطاء الحركة في الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى مشاكل مثل الإمساك.

بالإضافة إلى ذلك، تنفتح المسافة بين الخلايا في بطانة الأمعاء، مما يسمح بمرور المزيد من الطعام والفضلات في تلك الفجوات، مما يؤدي إلى مزيد من الالتهاب الذي يمكن أن يغذي أعراض مثل آلام المعدة أو الانتفاخ أو الإمساك.

تقول جويس تام، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية في المركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو، إن الغضب يمكن أن يضر بأدائنا المعرفي، فهو يشمل الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة الأمامية من دماغنا والتي يمكن أن تؤثر على الانتباه والتحكم الإدراكي وقدرتنا على تنظيم العواطف.

بحسب تام الغضب يمكن أن يحفز الجسم على إطلاق هرمونات التوتر في مجرى الدم، والمستويات العالية من هرمونات التوتر يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي والحصين في الدماغ.

وتضيف أن الضرر في قشرة الفص الجبهي يمكن أن يؤثر على اتخاذ القرار والانتباه والوظيفة التنفيذية.

وفي الوقت نفسه، فإن الحصين هو الجزء الرئيسي من الدماغ المستخدم في الذاكرة. لذلك، عندما تتضرر الخلايا العصبية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعطيل القدرة على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات، كما يقول تام.

حلول لامتصاص الغضب

ترى أنتونيا سيليغوفسكي، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد، والتي تدرس الدماغ والقلب أن أول شيء يمكن عمله هو اكتشاف ما إذا كان الغضب مبالغا فيه أو أكثر من اللازم.

وأضافت أن الشعور بالغضب لفترة وجيزة يختلف عن الشعور بالغضب المزمن، وقالت: "إذا كنت تجري محادثة غاضبة بين الحين والآخر أو تشعر بالانزعاج بين الحين والآخر، فهذا ضمن التجربة الإنسانية الطبيعية".

وتابعت أما: "عندما تطول المشاعر السلبية، عندما يكون لديك الكثير منها وربما بشكل أكثر كثافة، فهذا هو المكان الذي يكون فيه الأمر سيئًا لصحتك."

وتبحث أنتونيا فيما إذا كانت علاجات الصحة العقلية، مثل أنواع معينة من العلاج بالكلام أو تمارين التنفس، قد تكون قادرة أيضًا على تحسين بعض المشكلات الجسدية الناجمة عن الغضب.

يوصي أطباء آخرون باستراتيجيات إدارة الغضب، يقول لوب من كليفلاند كلينيك إن التنويم المغناطيسي والتأمل والوعي الذهني يمكن أن يساعد، وكذلك الأمر بالنسبة لتغيير طريقة استجابتك للغضب.

يمكن أيضا إبطاء ردود الفعل وفهم ما تشعر به وتعلم كيفية التعبير عنه مع التأكد من أنك لا تقمع مشاعرك، لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية ويؤدي إلى تفاقم المشاعر.

ويقترح ستيفن لوب بأنه بدلا من الصراخ على أحد أفراد العائلة عندما تكون غاضبًا أو تنتقد شيئًا ما، قل: "أنا غاضب بسبب كذا وكذا وكذا وبالتالي لا أشعر بالرغبة في تناول الطعام معك أو أحتاج إلى عناق أو دعم" مضيفا: "أبطؤا العملية".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف علاقة قلة النوم ببكتريا الأمعاء.. وحل جذري للتغلب على الأرق

كشف أطباء مختصون في طب النوم خلال الأشهر الأخيرة عن فرضية علمية جديدة تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين صحة الأمعاء وجودة النوم. 

وأوضحوا أن الأرق المزمن قد لا يكون سببه التوتر أو الضغوط النفسية فقط بل قد يرتبط بشكل مباشر بتوازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي. 

وأثار هذا الطرح اهتماما واسعا في الأوساط الطبية نظرا لتزايد حالات الأرق غير المفسرة حول العالم.

الدراسات الحديثة تعيد تعريف أسباب الأرق

أظهرت دراسة واسعة النطاق شملت مئات الآلاف من الأشخاص فروقا واضحة في تركيبة بكتيريا الأمعاء بين من يعانون من الأرق المزمن ومن يتمتعون بنوم منتظم. 

وأكد الباحثون أن نقص أنواع معينة من البكتيريا المفيدة يقابله ارتفاع في أنواع أخرى قد تساهم في الالتهاب واضطراب الإيقاع الحيوي للجسم. ولفتوا إلى أن هذه النتائج قد تفسر حالات الأرق التي لا ترتبط بعوامل معروفة.

البكتيريا النافعة تعزز النوم العميق

أوضح العلماء أن البكتيريا الجيدة تلعب دورا محوريا في دعم النوم الصحي من خلال إنتاج مركبات حيوية تساعد الدماغ على الدخول في مراحل النوم العميق. 

وأشاروا إلى أن هذه البكتيريا تنتج أحماضا دهنية قصيرة السلسلة عند هضم الألياف الغذائية. وأسهمت هذه المركبات في تحفيز إنتاج السيروتونين الذي يعد عنصرا أساسيا في تنظيم النوم والمزاج.

العلاقة المتبادلة بين قلة النوم وصحة الأمعاء

أشار خبراء النوم إلى أن الأرق لا يؤثر فقط على الدماغ بل يمتد تأثيره إلى الأمعاء نفسها. وبيّنوا أن اضطراب النوم المزمن قد يغيّر بيئة الجهاز الهضمي ويضعف تنوع البكتيريا المفيدة.

 وربطوا ذلك بتأثير التوتر على الجهاز العصبي الذي يتحكم بوظائف الهضم والمناعة.

الحلول الغذائية تفرض نفسها كخيار أول

نصح الأطباء باتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة لدعم توازن البكتيريا المعوية.

 وأكدوا أن تقليل الأطعمة المصنعة والسكريات قد يساعد في تحسين جودة النوم تدريجيا. ودعوا إلى تنظيم مواعيد تناول الطعام وتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم بساعات.

زرع الميكروبات يثير الجدل الطبي

ناقش الباحثون خيارا علاجيا أكثر جرأة يتمثل في زرع الميكروبات المعوية من أشخاص أصحاء إلى مرضى يعانون من أرق مزمن. 

وأوضحوا أن هذا الإجراء لا يزال في مراحله التجريبية ويخضع لتقييم علمي دقيق. وأكدوا أن اللجوء إليه لن يكون إلا في الحالات المستعصية وتحت إشراف طبي صارم.

الأبحاث المستمرة ترسم ملامح المستقبل

اختتم الخبراء تصريحاتهم بالتأكيد على أن فهم العلاقة بين الأمعاء والنوم يمثل خطوة مهمة نحو علاجات أكثر شمولا. وأشاروا إلى أن الأرق حالة معقدة تتطلب مقاربة متعددة الجوانب. 

وأجمعوا على أن السنوات المقبلة قد تشهد تحولا جذريا في طرق علاج اضطرابات النوم اعتمادا على صحة الجهاز الهضمي.

مقالات مشابهة

  • ليس الطعام ولا الرياضة.. دراسة تكشف العامل الحاسم لطول العمر
  • دراسة تكشف علاقة قلة النوم ببكتريا الأمعاء.. وحل جذري للتغلب على الأرق
  • قلة شرب الماء ترفع خطر الإصابة بمشكلات القلب.. دراسة تحذر
  • دراسة تكشف: أسلاف البشر يصنعون أدوات عظمية قبل مليون ونصف!
  • 4 طرق لتكون حازما بدون قسوة مع أطفالك .. تعرف عليهم
  • دراسة: زيت السمك يقلل الالتهابات ويحافظ على صحة القلب والدماغ
  • دراسة: الكركديه يخفض ضغط الدم ويحسن صحة القلب
  • دراسة: تناول الحمص يوميًا يحسن صحة الجهاز الهضمي
  • دراسة: تناول حفنة من المكسرات يوميًا يحسّن صحة القلب ويقلل الكولسترول
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!