إدنبرة- الوكالات

قال علماء في المملكة المتحدة إنهم اكتشفوا كوكبا جديدا يمكن أن يكون صالحا للحياة، وتبلغ درجة الحرارة على الكوكب الذي سمّاه العلماء "Gliese 12b" حوالي 42 درجة مئوية، حسبما ذكرت لاريسا باليثورب من جامعة إدنبرة، في أسكتلندا.

وقالت:  باليثورب "سيكون الأمر غير مريحا للإنسان، لكن الطريقة التي نحدد بها (الصلاحية للسكن) هي أن الماء السائل يمكن أن يتواجد على سطح الكوكب، وهو أمر ممكن في هذه الحالة".

واستخدمت باليثورب وفريق من العلماء القمر الاصطناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة التابع لناسا، والمعروف باسم TESS، لتحديد موقع الكوكب الذي يدور حول نجمه.

واستغرق الأمر من العلماء أقل من عام لحساب حجمه ودرجة حرارته وكيفية تحركه.

وأوضحت باليثورب أنه "من الصعب حقا العثور على كواكب صغيرة. نريد أن نعرف المزيد عن الكواكب التي تقارب حجم الأرض حتى نتمكن من إدراك عدد الكواكب الأخرى الموجودة في الفضاء. إن اكتشاف كوكب قريب جدا هو أمر مثير حقا لأنه يسمح لنا بإجراء تحليل للغلاف الجوي، وسنكون قادرين على معرفة الكثير عنه"، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وبدوره قال توماس ويلسون، البروفيسور في جامعة وارويك، والذي شارك في الاكتشاف: "الضوء الذي نراه الآن يعود إلى 40 عاما مضت، وهذا هو الوقت الذي استغرقه الوصول إلينا هنا على الأرض".

وأشار ويلسون إلى أن الخطوة التالية أمام العلماء فهي قيام الفريق بفحص الغلاف الجوي للكوكب ومعرفة ما إذا كان مشابها للغلاف الجوي للأرض.

وحول هذه النقطة، قالت باليثورب: "يمكن أن يكون كوكبا بلا غلاف جوي، مما يعني أنه ليس صالحا للحياة. من أجل الصالحية للحياة، فأنت تريد غلافا جويا رقيقا، فالكواكب ذات الغلاف الجوي السميك تميل إلى أن تكون شديدة الحرارة".

ماذا نعرف عن كوكب Gliese 12b؟

- الكوكب قريب منا نسبيا مقارنة بغيره بمقاييس عالم الفضاء، إذ يبعد عنا 40 سنة ضوئية فقط.
- يدور الكوكب، الذي يبلغ حجمه نفس حجم كوكب الزهرة، حول شمسه كل 12.8 يوما.
- شمس الكوكب اسمها Gliese 12، وتقع في كوكبة الحوت.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تنقذ الكوكب

هل يمكن أن تسهم اللغة في إنقاذ البيئة؟ قد يبدو هذا السؤال غير واقعي، فالأزمات البيئية تقاس بمعدلات التلوث، وانبعاثات الكربون، وذوبان الجليد.. لا بألفاظ ولا باستعارات، لكن الدكتور أران ستيبي يقدم إجابة صادمة ليفتح أمامنا بابا جديدا لفهم علاقتنا بالعالم من خلال اللغة.

"علم اللغة البيئي، اللغة وعلم البيئة والقصص التي نحيا بها" كتاب صدر عن دار روتليدج بطبعته الثانية المنقحة عام 2021، وتولى المركز القومي للترجمة في مصر ترجمته إلى العربية عام 2023 بجهد 5 من المترجمين، يطل ستيبي على قضايا البيئة من نافذة اللغة بما تحمله من رؤى، وما تكنه من أنساق وتصورات، في زمن تتفاقم فيه التحديات البيئية حول العالم، إذ لم تعد الأزمة شأنا علميا محضا قاصرة على دراسة الظواهر الناجمة عن التحديات البيئية وقياس آثارها، بل غدت أزمة وعي ونظرة إلى العالم، وامتدت أيضا إلى الخطاب اللغوي الذي نعبر به.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازدهروا في دمشقlist 2 of 2طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب إيرانend of list

هذا المقال يأخذك في جولة داخل هذا الحقل المعرفي الآخذ في النمو، حيث تتحول النصوص إلى خرائط ذهنية، والاستعارات إلى بوصلات، وتغدو الكلمات أدوات حماية، أو أدوات دمار.

يعد الكتاب مشروعا نقديا بارزا أسهم في ترسيخ علم اللغة البيئي، وهو تخصص يبحث في العلاقة المتبادلة بين اللغة والبيئة، وطرائق تأثير النصوص والخطابات في تشكيل تصوراتنا وسلوكنا تجاه العالم الطبيعي.

اللغة قوة مؤثرة تنتج نماذج ذهنية، تؤطر فهمنا للعالم، وتوجه استجاباتنا السلوكية، سواء بشكل واع أم غير واع (شترستوك) اللغة ليست مرآة بل صانعة للعالم

استقر في ميدان العلوم اللسانية اللغوية الحديثة أن اللغة قوة مؤثرة تنتج نماذج ذهنية، تؤطر فهمنا للعالم، وتوجه استجاباتنا السلوكية، سواء بشكل واع أم غير واع، وليست مرآة عاكسة فحسب، وعلى هذا أسس ستيبي مشروعه، فاللغة تشكل الواقع وتعيد إنتاجه، وتنسج أنساقا عميقة توجه وعينا دون أن نشعر، يسمي ستيبي هذه الأنساق قصصا، ولا يقصد هنا بالقصة حكاية أحداث، وإنما تصورات ذهنية كامنة في الخطاب اللغوي، تشكل رؤيتنا لأنفسنا ولمكاننا في هذا الكوكب، إنها أشبه ما تكون بالبنية التحتية الثقافية والفكرية التي تنظم علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين وبالطبيعة من حولنا.

إعلان

تكشف تحليلات ستيبي أن ما يسمى بـ "القصص المهيمنة"، كقصة النمو الاقتصادي غير المحدود، التي تفترض ضمنا أن الاقتصاد يجب أن ينمو بلا نهاية ولا ضبط متجاهلة الطاقات البيئية للكوكب، أو قصة تفوق الإنسان على الطبيعة وهيمنته عليها، وغيرها من القصص، ليست مجرد رؤى فلسفية أو نظريات اقتصادية مجردة، بل هي سرديات عميقة تتغلغل في لغتنا اليومية، وتظهر في جوانب الحياة المختلفة، وفي الإعلانات، وفي السياسات العامة، وتدرس ضمن المناهج التعليمية. هذه القصص لا تحكى فحسب، بل تعيد تشكيل العالم، من خلال ترسيخ أنماط من التفكير والسلوك تدفعنا نحو الاستهلاك الجائر، وتفضي في نهاية المطاف إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتفكك النظم البيئية.

وضمن هذا الإطار، يقدم ستيبي أمثلة تحليلية تكشف كيف تصنع اللغة الفارق في إدراك الواقع، فمثلا، قد يعرض أحد النصوص تغير المناخ بوصفه "مشكلة" تتطلب حلولا تقنية وإدارية، بينما يقدمه نص آخر على أنه "مأزق" وجودي يستدعي إعادة نظر جذرية في علاقتنا بالطبيعة، هذا التباين اللفظي، الذي يبدو طفيفا، ينم عن اختلاف عميق في النموذج المعرفي الذي يستند إليه كل خطاب، وفي الطريقة التي يدعو بها القارئ إلى التفكير والفعل.

أدوات تحليل الخطاب البيئي

ما يميز كتاب ستيبي هو أنه لا يكتفي بكشف الأنساق الكامنة في هذه القصص، بل يمنح القارئ صندوق أدوات منهجية يمكنه من تفكيك الخطابات البيئية وفهم آليات تأثيرها، ومن أبرز أدواته:

تحليل الإطار: ويتمثل في كشف الزاوية التي يختارها النص لتقديم الموضوع، والجانب الذي تبرزه، على سبيل المثال: هل يقدم الغابة بوصفها "موردا اقتصاديا" أو "كائنا حيا"؟ التحليل المجازي: ويقصد به تحليل الاستعارات البلاغية التي نعبر بها عن العالم، كأن نصف الأرض بأنها "آلة" قابلة للإصلاح والتفكيك، أو "أمّ" تستحق الرعاية والعناية. تحليل التقييم: كيف تبنى الأحكام في اللغة؟ هل يوصف مشروع ما بـ "التنموي" لمجرد أنه يضخ الأموال، بغض النظر عن تدميره لمساحات طبيعية؟ تحليل التمثيل: كيف تصور الكائنات غير البشرية؟ هل هي فاعلة أم مهمشة؟ هل تصور الإعلانات الدواجن مثلا على أنها منتج اقتصادي، أو أنها كائنات حية لها خصوصيتها البيئية؟ تحليل الهوية: كيف تحدد اللغة هويتنا بوصفنا بشرا؟ هل نحن "سادة الطبيعة"؟ أو "جزء من نسيجها الحيوي"؟

من خلال هذه الأدوات، ينتقل القارئ من استهلاك اللغة إلى مساءلتها، ومن تكرار القصص المهيمنة إلى تفكيكها وإعادة بنائها.

يقدم الدكتور أران ستيبي في كتابه أمثلة تطبيقية متنوعة تكشف كيف تؤثر اللغة في تصوراتنا (مواقع التواصل) مفاهيم مركزية: التكريس والتغييب والفلسفة البيئية

لا يكتمل مشروع ستيبي دون استيعاب مفاهيم أساسية قدمها في دراسته، ومنها:

البروز: (التكريس) ويشير به إلى أن اللغة تسلط الضوء على عناصر بعينها، فتبرزها، وتجعلها أكثر حضورا في الذهن، وتهمش أخرى، فحين تبرز الخطابات السياسية والإعلامية أرقام الأرباح في مشاريع استثمارية، وتسكت عن العدالة البيئية، أو خسائر الكائنات غير البشرية، فإنها بذلك تؤطر الوعي، وتوجه الحكم. التغييب: ويقصد به تغييب عناصر البيئة من الخطاب اللغوي، بالتجاهل مثلا، أو بالإشارة الهامشية، أو بتصنيفها بطريقة ينزع عنها قيمتها الحقيقية، كما في النصوص التي تتحدث عن الإنتاج دون الإشارة إلى التلوث المترتب عليه، ويعد ستيبي تصنيف الغابة على أنها "مورد" مثالا صارخا على هذه العملية. الفلسفة البيئية (الإيكوصوفيا): يقدمها ستيبي في الفصل الختامي على أنها الرؤية الفلسفية البيئية التي تقف خلف تحليل الخطاب اللغوي، ويؤكد أن الفلسفة البيئية ليست محايدة، بل تستند إلى منظومة قيمية بيئية، تحدد المرغوب في الخطاب اللغوي والمرفوض منه؛ إنها المعيار الذي يمكننا من التمييز بين القصص الصديقة للبيئة، والأخرى المدمرة، ويقترح ستيبي معياره، أو فلسفته اللغوية البيئية الخاصة المستندة إلى قيم منها: الاحترام، والرعاية، فالفلسفة البيئية عنده هي البوصلة النقدية التي تساعد القارئ على التمييز بين الخطابات المضللة، والخطابات التي تبني وعيا بيئيا مستداما. إعلان

وبحسب ستيبي، فإن هذه المفاهيم ينبغي ألا يقتصر دورها على التحليل فحسب، بل ينبغي أن تصبح فاعلة في صياغة خطابات جديدة أصلح للحياة.

ويقدم ستيبي أمثلة تطبيقية متنوعة تكشف كيف تؤثر اللغة على تصوراتنا، من أبرزها تحليله للخطاب الإعلامي حول صناعة الدواجن، حيث تستخدم مصطلحات مثل "الإنتاج الضخم" و"الكفاءة الاقتصادية" دون أدنى إشارة إلى الآثار البيئية الضارة.

وفي الإعلام، كثيرا ما يستخدم خطاب "التنمية" لتبرير المشاريع ذات الأثر البيئي المدمر، عبر تغييب الأثر البيئي، أو تصوير الاحتجاجات البيئية بوصفها "عقبات في وجه التقدم". وهنا، تتجلى أهمية القراءة البيئية الناقدة للنصوص.

لغة تصنع الوعي

على النقيض من القصص المهيمنة، يدعو ستيبي إلى اكتشاف ما يسميه "بالقصص المقاومة"، وهي تلك الأنساق اللغوية التي تعزز قيم الاحترام والتكافل والتنوع والمرونة البيئية، ويرى ستيبي أن إعادة تشكيل اللغة هو شرط ضروري لإعادة تشكيل الوعي، ومن ثم السلوك البيئي.

هذه القصص البديلة لا تكتب في الكتب فقط، بل تبدأ من الخطاب التعليمي، ومن السياسات العامة، ومن الحملات الإعلامية. ولذلك، فإن اللسانيات البيئية ليست علما أكاديميا فقط، بل هي أداة للنضال الثقافي والتحول المجتمعي.

يعد كتاب علم اللغة البيئي لأران ستيبي دراسة في تحليل الخطاب اللغوي من منظور بيئي، تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين اللغة والواقع البيئي، وتوضح كيف تؤثر الخطابات اليومية بقصصها ومجازاتها وأطرها في رؤيتنا للطبيعة وسلوكنا تجاهها، في سياق تتقاطع فيه القضايا البيئية مع الأبعاد الثقافية والسياسية، داعيا إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية اللغوية تجاه البيئة، مؤمنا بقدرتها على التغيير.

وفي السياق العربي، حيث تتزايد آثار تغير المناخ، وشح المياه، وتدهور الأراضي، تبدو الحاجة ماسة إلى إعادة نظر في علاقتنا باللغة والبيئة معا. يقدم كتاب ستيبي للقارئ إطارا نظريا رصينا يجمع بين اللسانيات وعلم البيئة ومنهجا تطبيقيا عمليا لتحليل النصوص الإعلامية والتعليمية والإعلانية.

مقالات مشابهة

  • ويمبلدون بحلتها الجديدة تستعد للحياة في غياب حكام الخطوط
  • لو عايز تعيش بره الأرض.. موقع مثالي على هذا الكوكب
  • اكتشاف أقدم صخور على وجه الأرض.. أين تقع؟
  • اكتشاف أقدم الصخور البركانية على وجه الأرض‎
  • اكتشاف أقدم صخور على وجه الأرض
  • اكتشاف أقدم الصخور على وجه الأرض في كندا
  • في ظاهرة غريبة حيرت العلماء.. كوكبنا قد يسجل أقصر يوم في التاريخ هذا الصيف!
  • لم يحدث من قبل.. أقصر يوم في التاريخ هذا الصيف
  • التلسكوب “جيمس ويب” يرصد كوكبًا غازيًا جديدًا خارج المجموعة الشمسية
  • كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تنقذ الكوكب