يريدون تشريح جثّة الدكتور الشهيد المعتقل كي يعرفوا سبب الوفاة، وكأنّ السبب غير معروف! تماما كمن يريد أن يعرف لماذا احتلّوا فلسطين! ولماذا دمّر الاحتلال غزة؟ لماذا يقتل الأطفال والنساء وكل مقوّمات الحياة؟ لماذا يعتقل؟ لماذا يسرق الأرض ويقيم مستوطنة؟ لماذا يقتحم المسجد الأقصى ليقيم صلاته هناك؟ لِمَ لا يُنتج الاحتلال إلا الجريمة والفساد في الأرض؟ لِمَ قتل الاحتلال الدكتور عدنان البرش رئيس قسم العظام في مجمع الشفاء الطبي؟ لِمَ اعتقله ولِمَ قتله؟ أحضِروا الاحتلال وشرّحوه لعلّكم تجدون ما يدفعه لارتكاب كلّ هذه الجرائم، هذا أولى من تشريح جثّة الدكتور عدنان البرش.



هذا الرجل العدنانيّ الذي سمّاه أبوه بهذا الاسم، وارثا ذلك أبا عن جدّ ليبقى شاهدا على عمق ارتباطه بتاريخ هذه الفلسطين العظيمة؛ ذات التاريخ الموغل في القدم وذات الرسوخ الذي يلفظ كل طارئ أو غاشم معتد على رسوخ هذا التاريخ في هذه الأرض رسوخ جباله الراسيات.. هذا الرجل العدنانيّ المتجذر في الأرض يثبت ذلك بروح مثابرة حقّق بها أعلى الدرجات العلمية وعاد تاركا كلّ مغريات الغربة ليكون وفيّا لوطنه العزيز، وليكمل مشوار الحياة متفانيا بعطائه وليصبّ كلّ خبراته وعلومه خدمة لشعبه المكلوم والمبتلى بهذا الاحتلال اللئيم، يخوض مع شعبه الحرب تلو الحرب ويرفض كلّ لإغراءات الهروب والأبواب المفتوحة له كمبدع في مجال ترحّب به كل المشافي الشهيرة ذات الرغد في الراتب والمعيشة، ويصرّ على أن يكون مرابطا في هذه المشافي الفقيرة.

الاحتلال الآن يريد تشريح جثمان الدكتور عدنان ليزيّف سبب الوفاة، وكأنّنا لم نخبره من قبل ولا نعرف على سبيل المثال سبب وفاة ما يزيد عن 35 ألفا في هذه الحرب، وكذلك سبب وفاة شهداء الحركة الأسيرة من قبل فردا فردا..
يواصل الليل والنهار وهو على جبهتين؛ جبهة علاج الجرحى ذوي الأطراف التي تحتاج إلى البتر أو الجبر في ظروف قاسية وأليمة، وجبهة هذا المحتل الذي يمعن بطرق جهنّمية في إيقاع أسوا ما عرفته البشريّة من إصابات بليغة في الكمّ والنوع؛ وفي ذات الوقت يضرب المشافي بالنار والصواريخ الثقيلة مستهدفا ما تبقّى في الإنسان الفلسطيني من قدرة على تحمّل الألم وقهر الاحتلال.

ويقدم الاحتلال على اعتقاله بعد أن طارده من مشفى لآخر في هذه الحرب القاسية، يُخرج الاحتلال مشفى عن الخدمة فيطارد هذا العدنانيّ مكانا آخر ليواصل فيه فدائيته المتفانية في خدمة من تهتّك عظمه ولحمه من شعبه. حار الاحتلال بهذا الطبيب المصرّ على الاشتباك مع هذه السياسة الفاشية للمحتلّ، فاعتقله وأدخله ماكينة العذاب وقهر الرجال، عرّاه من ملابسه ومن علومه وخبراته ومن مكانته ومكانه وزمانه، تلذّذ الاحتلال في النظر إلى طبيب بهذا المقام العالي في مجتمعه وهو عار كما ولدته أمّه، ما هذا النجاح والتفوّق أيها الاحتلال في تعرية طبيب من ملابسه؟

الاحتلال الآن يريد تشريح جثمان الدكتور عدنان ليزيّف سبب الوفاة، وكأنّنا لم نخبره من قبل ولا نعرف على سبيل المثال سبب وفاة ما يزيد عن 35 ألفا في هذه الحرب، وكذلك سبب وفاة شهداء الحركة الأسيرة من قبل فردا فردا..

وهم يشرحون جثمانه نحن نرى العكس تماما؛ الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على طاولة التشريح، هو الآن يمسك مبضعه ويُري العالم حقيقة الاحتلال، يُري العالم نازيته وتوحشّه الفظيع، يري العالم ويكتب للتاريخ حقيقة هذا الاحتلال الدموية والإجراميّة، هو الآن يكشف للعالم ما احتوى عليه الاحتلال من عنصرية حاقدة وصهيونية فاشية لا تعرف إلا القتل والتعذيب والدمار، هو الآن يكشف ساديّة الاحتلال التي لا يروق لها أن ترى فلسطينيا مبدعا في علمه متفانيا في إنسانيّته، هو الآن يشرّح الاحتلال ويُري العالم الحرّ المجرم ما لا يريد أن يراه في الشأن الفلسطيني المنكوب!

الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على طاولة التشريح، هو الآن يمسك مبضعه ويُري العالم حقيقة الاحتلال، يُري العالم نازيته وتوحشّه الفظيع، يري العالم ويكتب للتاريخ حقيقة هذا الاحتلال الدموية والإجراميّة، هو الآن يكشف للعالم ما احتوى عليه الاحتلال من عنصرية حاقدة وصهيونية فاشية لا تعرف إلا القتل والتعذيب والدمار
الدكتور هو الذي يضع الاحتلال على المشرحة ليُري العالم الذي يريد أن يعاقب الطلاب والجامعات الذين وقفوا مع المظلومية الفلسطينية وهتفوا ضد نازية الاحتلال وعهره الفاشي المجرم، مبضع الدكتور يكشف لهؤلاء طبيعة الدماء التي تجري في عروق جثمان الاحتلال، يُريهم دماء قد لوّثتها عنصرية بغيضة حاقدة متطرّفة، ويريهم قلبا مسودّا قاتم السّواد، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا بل يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا، قلب قد تبدّلت موازينه وانقلبت لتُخرج أسوأ ما في الإنسان من شرّ ورذيلة وفساد وقدرة عالية على قلب الحقائق وتخريب الفطرة وتشويه الروح الإنسانيّة.

الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على المشرحة فيُري محكمة العدل العليا ومحكمة الجنايات وكلّ محاكم الأرض عقل الاحتلال، وكيف يخطط للجريمة وكيف يضع الأهداف والخطط والبرامج لصهر الإنسان الفلسطيني ومحوه عن خارطة الحياة، يريهم كيف يفكّر هذا العقل وكيف يقول وماذا يفعل وكيف يروّج بضاعته السياسية والقيمية الكاسدة، وكيف يغتال عقول البشر لتتقبّل إجرامه وما يفعل مما يفوق طاقة البشر على تحمل حجم ما يجرم ويفسد في الأرض ويعبث في عالم الوعي الإنساني العالمي، يكشف الدكتور بتشريحه للاحتلال طبيعة هذا العقل وأنه يشكّل خطرا عظيما على البشرية جمعاء.

الدكتور عدنان لم يكن الضحية الأولى ولا الأخيرة للاحتلال في سجونه، هناك ما لا يدع مجالا للشك فيه، سجون قد وفّر فيها الاحتلال كلّ أسباب الموت والهلاك خاصة بعد أن صار بن غفير وزيرا لما يسمّى الأمن القومي، واعتبر أن المعتقلين في سجونه في حالة من الرفاه فقرّر أولا أن يحوّلهم إلى هياكل عظمية بالتجويع المبرمج، ونجح في تحويل السجون إلى جحيم بالإهانة والتنكيل والضغط النفسي المريع على مدار الساعة، فاستحدث فرقا للموت وعمل على سوم المعتقلين سوء العذاب، وأطلق يد هذه الفرق المتوحشة كي تتفنّن في إخراج كل ما لديهم من حقد وسادية دون حسيب أو رقيب. وقد ظهرت على كلّ من أُطلق سراحه هذه الأيام آثار التعذيب والتوحّش.

بقي القول أن أسرانا عاجلا أم آجلا سيكونون هم نور ونار انتفاضة قادمة لا محالة، وأن شهداء الحركة الأسيرة هم منارات على الطريق اللاحب نحو الحرية لهم والتحرير ولأوطانهم. الدكتور عدنان وكلّ أسرانا ليسوا مجرّد أرقام، كل منهم له مكانته العالية، في يده مشعل حريّة وفي روحه مداد للحياة الفلسطينية، لن تذهب دماؤهم ولا آلامهم ولا مكابدتهم لآسرهم هدرا ولا في أي حال من الأحوال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين الاحتلال الجرائم سجونه اسرى فلسطين الاحتلال جرائم سجون مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدکتور عدنان ة الاحتلال سبب وفاة هو الآن فی هذه من قبل

إقرأ أيضاً:

الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟

من هو مخترع التكييف؟.. سؤال قد يطرحه البعض في عز اشتداد الحرارة العالمية وتزايد التحذيرات من موجات الحر القياسية، حيث يهتم تالكثير بمعرفة الرجل الذي أنقذ البشرية من جحيم الطقس، وجعل الحياة ممكنة في أكثر البيئات تطرفًا، إنه المهندس والمخترع الأمريكي "ويليس هافيلاند كارير"، الذي وضع بصمته الخالدة في حياة الملايين بابتكار جهاز تكييف الهواء.

من هو مخترع التكييف؟

ولد ويليس كارير في 26 نوفمبر عام 1876 في بلدة أنغولا بولاية نيويورك، ورغم عبقريته اللاحقة، فإنه في طفولته عانى صعوبة في فهم مفاهيم بسيطة كمسائل الكسور، حتى لجأت والدته إلى تقسيم التفاح لتعليمه مبادئ الرياضيات.

وفر فاتورة الكهرباء .. نصائح لاستخدم التكييف في الحرمع اشتداد موجة الحر.. أسعار التكييف الصحراوي تبدأ من 2800 جنيهماس بالتكييف.. إخماد حريق في مستشفى الوادي بأكتوبركيفية حماية نفسك من الآثار الضارة لتكييف الهواء| نصائح ضرورية

 لاحقًا، وبدعم من منحة دراسية حكومية، التحق بجامعة كورنيل، وتخرج منها عام 1901 حاصلاً على بكالوريوس الهندسة الكهربائية.

في مطلع القرن العشرين، تساءل كارير: "لماذا نستسلم للمناخ غير المحتمل؟ لماذا لا ندفئ الهواء القارس، ونرطّب الهواء الساخن، ونجعله لطيفًا؟”،, بهذه العبارة بدأ حلمه، وفي عام 1902 حوّله إلى حقيقة، حين صمم أول نظام كهربائي حديث لتكييف الهواء، موجّهًا ضربة قاضية لموجات الحر والبرد على حد سواء.

مشكلة في مطبعة.. قادت لاختراع غير العالم

بدأ كارير حياته المهنية في شركة Buffalo Forge، وهناك كلّفته مشكلة في مطبعة بروكلين بإيجاد حل تقني لضبط درجة الحرارة والرطوبة التي كانت تفسد جودة الطباعة/، فجاء اختراعه الثوري: نظام للتحكم في المناخ الداخلي، باستخدام الهواء البارد لامتصاص الحرارة وتقليل الرطوبة.

وفي محطة قطار ضبابية عام 1902، خطرت له فكرة يمكن وصفها بأنها لحظة إلهام عبقري، فلاحظ كيف يمكن للضباب أن يتشكل من الهواء والرطوبة، واستنتج أن بالإمكان التحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة صناعيًا، فبدأ بتطوير نظام تكييف متكامل.

32 ألف دولار فقط

في عام 1915، ومع اقتراب الحرب العالمية الأولى، قررت شركة "بوفالو فورج" التوقف عن دعم قسم المناخ، فأسس كارير مع ستة من زملائه شركة "كارير للهندسة" برأس مال لا يتجاوز 32,600 دولار، لتصبح فيما بعد واحدة من أكبر شركات العالم في مجال التدفئة والتبريد، وتوظف اليوم أكثر من 43 ألف شخص، وتبلغ مبيعاتها مليارات الدولارات.

من المصانع إلى المنازل

في البداية، اقتصر استخدام مكيفات كارير على المصانع، مثل مصانع الغزل والمكرونة والحلوى. 

لكن في عشرينيات القرن الماضي بدأ التكييف المنزلي ينتشر تدريجيًا، ليُحدث ثورة سكانية واقتصادية، شجعت على انتقال السكان نحو المناطق الحارة التي كانت غير مأهولة سابقًا بسبب الطقس القاسي.

وفي المعرض العالمي عام 1939، عرض كارير كوخًا قطبيًا مُكيَّفًا، فكان إعلانه الفعلي عن مستقبل التكييف في حياة البشرية.

ما بعد الاختراع

نقل كارير شركته إلى نيويورك عام 1930، وبدأ بتوسيع أعماله إلى آسيا، فأنشأ شركات مثل تويو كارير وسامسونج، لتكون كوريا الجنوبية لاحقًا أكبر سوق لمكيفات الهواء في العالم.

رغم زواجه ثلاث مرات، إلا أن كارير لم ينجب أطفالاً، وقد دُفن بعد وفاته في 7 أكتوبر 1950، عن عمر ناهز 74 عامًا، إلى جانب زوجاته الثلاث (كلير سيمور، جيني مارتن، إليزابيث مارش) في مقبرة فورست لون بنيويورك.

التكييف.. أكثر من مجرد رفاهية

في ظل تغير المناخ العالمي، لم يعد جهاز التكييف رفاهية بل ضرورة، تشير تقديرات إلى أن غيابه قد يتسبب في انخفاض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%، بالإضافة إلى استحالة التعلّم في بيئات غير مريحة، وتعطّل العمل في المناجم والمراصد الفلكية، وحتى تلف لوحات فنية مثل رسومات ميكيلانجيلو في كنيسة سيستينا.

شكرًا كارير.. من رواد التواصل الاجتماعي

اليوم، ومع تصاعد درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكر والثناء على "مخترع المكيّف"، حيث يرى كثيرون أن حياة الناس في المنازل والمكاتب والمستشفيات وحتى قاعات السينما كانت ستبدو جحيماً لولا عبقرية هذا المهندس الهادئ.

طباعة شارك تكييف جهاز تكييف الهواء اشتداد الحرارة العالمية مخترع التكييف من هو مخترع التكييف

مقالات مشابهة

  • نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الشهيد الهذالين تحريض مباشر لارتكاب مزيد من الجرائم
  • الاحتلال يقتحم عزاء الشهيد الهذالين بمسافر يطا جنوب الخليل
  • قوات الاحتلال تقتحم بيت عزاء الشهيد عودة الهذالين وتغلق المنطقة
  • جيمي لي كورتيس تتحدث عن الضرر الذي لحق بالنساء بسبب صناعة التجميل
  • الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين ويعتقل ناشطتين شرق يطا
  • الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين واعتقل ناشطتين شرق يطا
  • رافقه في حياته ووفاته.. أهالي قرية نزالي جنوب يشيعون جثمان الشهيد عبدالرحمن فرغلي رفيق مدير أمن الوادي الجديد
  • الاحتلال يخطر بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف المصري في طوباس
  • الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟
  • مسؤول صحي: ما دخل من مساعدات لغزة شكلي ودعاية إعلامية