نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (25)
وهل هكذا تورد نياق الشعراء؟.
لوم مفتوح للشاعر التيجاني حاج موسى!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في تسجيل بفيديو عبر صديقنا الشاعر التيجاني حاج موسى عن غبطته وفرحته وابتهاجه بكون أن "الانصرافي" وضمن أحد أحاديثه المبثوثة قد استشهد بقصيدة له مشيداً به وبشعره، أو شئ من هذا القبيل!.
* وقال الشاعر التيجاني ما يعني أنه يحس بالسرور كون أن "الانصرافي" قد أشار إليه، ثم طفق يشكره ويكيل له المدح والثناء كونه قدمه لمستمعيه خلال البث الذي درج عليه!.
* وأخال أن العديد من مشاهدي فيديو الشاعر التيجاني قد أصابهم القرف والغثيان بمعنى الكلمة، من مثل هذا التهافت، الذي وصفوه بأنه "وضاعة" و"عدم حياء".
* وأما بالنسبة لنا نحن أصدقاء هذا الشاعر الذي من المفترض أن تعبر كل خلجاته عن الرقة، فنصفه بالمؤسف والمحبط كونه "بالفعل " تهافت لا يليق بشاعر في قامة التيجاني حاج موسى!. وهو الذي وضعنا حقيقة في موضع لا نحسد عليه!.
* حيث حدث وأن شارك التيجاني في ندوة سياسية أقامها وفد يمثل حزب المؤتمر الوطني قبل عدة سنوات خلال زيارته لبريطانيا بمدينة بيرمنجهام، قدم فيها التيجاني قصيدة "عصماء" في التغزل وتمجيد المؤتمر الوطني، وذلك في عز هجوم نظام الكيزان على مناطق دارفور وتقتيل أبنائها، وصادف أن إمتلآت قاعة الندوة عن بكرة أبيها بعدد من المعارضين السياسيين للانقاذ وفي مقدمتهم أبناء مناطق دارفور، وقد جاؤا خصيصاً لمواجهة المتحدثين في تلك الندوة، وتشاء الظروف أن فاض الكيل بهؤلاء المعارضين والشاعر التيجاني "سادر" في ألقاء تلك القصيدة المستفزة لكل المشاعر الوطنية، فما كان منهم سوى أن هجموا عليه وكادوا أن بفتكوا به لو لا الحماية التي وجدها من عقلاء حالوا بينه وبين المهاجمين بالأيدي والعصي والكراسي عليه!.
* الشاهد أننا كتبنا مقالاً أنصفناه فيه وأدنا التهجم كمسلك غير حضاري على الخصوم السياسيين مهما كانوا، فما بالكم بشاعر هو في الأساس ليس بسياسي ولا يفهم دروبها ولم يعرف عنه أنه الأقرب للسياسيين منه لحقول الأدب والشعرن وحتى في الشعر تجدوه في حقول "العاطفي" منه! وأن الرجل جاء لتلك الندوه مدفوعاً باعتقاد خاطئ لم يحسب له حسبان وإلا ما كان له أن يضع نفسه في مثل هذا الموضع، وقد عاب علينا عدد من المتداخلين معنا تبريراتنا هذه ووصفوها بغير موفقة منا ومن الذين تضامنوا ودافعوا عن الشاعر، كونها تأتي من أصدقاء دفاعاً عن صديقهم!.
* واليوم تكرر يا عزيزنا التيجاني نفس ما كان سيوردك مورد التهلكة، رغم اعترافك لنا بأن ما حدث لم يكن سوى "هاشمية" لا ناقة لك فيها ولا جمل!.
* فيا حبيبنا كيف واتتك " الهاشمية" مرة أخرى دعك من كونها "جرأة ما بعدها جرأة ، أو أي شئ آخر، بأن "تتغزل" في شخص، أنت تقرأ وتسمع وتشاهد كيف أن أهالي السودان يدينونه زرافات ووحداناً فيما يقترفه من إساءات بليغة وإهانات لم يسبقه عليها أحد ـ سوى أخوانه في إسلام الكيزان ـ وهذا لعمري لشئ في غاية الغرابة كونه يأتي منك تحديداً!.
* فما الذي ترمي إليه بمثل هذا البوح والتغني الصريح وبعلو الصوت في جلادي شعوبهم؟! ،، وهل بالفعل أصبح أمثال الانصرافي أطول باعا وقامة منك لهذه الدرجة التي تصرح فيها بأن الانصرافي قد "أشهرك وقدمك " مشمولاً بالرضى عنك؟!. ما هذا الذي تهرف به يا تيجاني بالله عليك؟!.
* إنه لأمر مؤسف أن نرى شعراء الشعب الوطنيين يتبارون الآن وفي هذا المنعطف بجليل قوافيهم في تمجيد أهل السودان والتغني بأمجاد وتاريخ الأمة نشداناً للتماسك والتأكيد على انتصار أماني الشعب وحتمية تحقيقه لأمانيه وآماله العراض.
* كم هو مؤسف كل ذلك وأنت ترى صديقك الشاعر محجوب شريف قد ذهب لربه مكللاً بالمجد كونه قدم لشعبه أنضر القوافي في محبته وقال متأدباً في حضرته " أنه تلميذ في مدرسة الشعب" ولم ينشغل يوماً بالبحث عن مجد شخصي بقدر كده وجهده لابراز عظمة الشعب الذي أنجبه، وها هو يرفع هامه شعبه عند اختياره ضمن كوكبة من أرقى الفنانين والمبدعين العالميين ليتم تخليدهم في زنازين سجن الكتراس بأمريكا بعد تحويله لمتحف مختص بتوثيق الوقائع الانسانية في حياة الشعوب!
* كم هو مؤسف أن نرى شاعراً رقيقاً في مقامك كتب أعذب الأشعار العاطفية وتغنى أهل الطرب والعشاق والمحبين بألحانك، وفي نفس الوقت تتناقض كل هذه العذوبة والرقة مع مجايلاتك ومصادقاتك للديكتاتوريات وباطشي شعوبهم! " هل تعرف الشاعر أبو ذر الغفاري وأين يوجد حالياً وما سبب إختطافه؟!".
* كم هو مؤسف أن نكتب عنك ما كتبنا، إلا أن ما يبرر لنا في هذا المقام أيها الصديق والشاعر الرقيق التيجاني حاج موسىن هو أننا نتمثل قوله صلوات الله عليه " انْصُرْ أخاكَ ظالِماً أوْ مَظْلُوماً."،، وها ترانا نناصرك بالمناصحة كي تبعد الأذى عن طريقك!.
ـــــــــــــــــــــ
* هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الاحتفاء بإرث سيد حجاب الأدبي ضمن برنامج رموز القرية بالدقهلية
احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بمسيرة شاعر العامية الكبير سيد حجاب، ببيت ثقافة زكريا الحجاوي، بمحافظة الدقهلية، ضمن برنامجها الثقافي "رمز من رموز القرية"، تقديرا لإسهاماته الأدبية والفنية في إثراء المشهد الثقافي المصري، وذلك ضمن أنشطة وزارة الثقافة.
وأُقيمت الاحتفالية على مدار يومين، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وبحضور د. بدوي مبروك، مدير عام الإدارة العامة لثقافة القرية، وأحمد الشافعي، مدير بيت ثقافة زكريا الحجاوي، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية، وعدد من أهالي القرية.
وتضمنت الفعاليات لقاء استهله الدكتور بدوي مبروك، بكلمة أشار فيها إلى الدور الريادي الذي اضطلع به الشاعر الكبير سيد حجاب، أحد رموز الكلمة الملتزمة في تاريخ الشعر العامي المصري، مشيدا بإسهاماته البارزة في تشكيل الوعي الجمعي من خلال أعماله التي جمعت بين البساطة والعمق، والهوية والانحياز للناس. كما أثنى على جهود بيت ثقافة المطرية والعاملين فيه.
من ناحيته، تحدث أحمد غنيم الشوا، مدير سابق بمديرية الشباب والرياضة، عن نشأة "حجاب" في مدينة المطرية وكيف انعكس ذلك على كتاباته.
كما استعرض الباحث سامي غبن مسيرة الشاعر، فيما سلط أحمد جبن، موجه بالتربية والتعليم، الضوء على إسهامات "حجاب" في مجال الدراما وكتابته لتترات المسلسلات الشهيرة منها ليالي الحلمية، المال والبنون، الليل وآخره، وأرابيسك وغيرها.
واختتم اللقاء بقراءات شعرية من أعمال "حجاب" قدمها سعيد عبد الله، منها قصيدة "بحب البحر" التي يصف فيها الشاعر البحر ككائن نابض ملىء بالمشاعر والأسرار.
كما شهدت الاحتفالية لقاء شعريا بمشاركة نخبة من شعراء المطرية منهم أحمد حواله، ألقى قصيدة "صياد ابن البحر" لسيد حجاب، علي عبيد وألقى قصيدة بعنوان "المطرية"، بثينة عبد الفتاح ألقت قصيدة بعنوان "ترانيم الروح"، كما قدمت ولاء عبد الغني قصيدة بعنوان "أبويا"، بالإضافة إلى عدد من قصائد الشاعر الراحل قدمها جمال درويش نالت إعجاب الحضور.
وشملت الفعاليات عددا من الورش الفنية للأطفال، منها ورشة تصميم لوحات فنية تدريب الفنانتين شروق عمر وسحر محمد، وأخرى لتعليم الطباعة للفنان عبد الرحيم عبد الجواد.
كما قُدمت فقرة غنائية تضمنت أغنيات تراثية بمشاركة الفنانين السيد منتصر، جمال درويش، بكار، ومحمود العاصي، تلاها فقرة التنورة للفنان وحيد المصري، وفقرة استعراضية لمواهب بيت ثقافة المطرية.
واختتمت الاحتفالية بفقرة التكريمات وشملت تكريم اسم الشاعر الراحل سيد حجاب، وتسلمه حفيده أنس حجاب، معبرا عن امتنانه بهذا التكريم، وموجها الشكر لقيادات الثقافة وكل من سعى لهذه الاحتفالية.
كما تم منح شهادات تقدير لكل من من أبناء المطرية المبدعين، الفنان خالد الشناوي، الشاعر أحمد حوالة، والمطرب أحمد كمال.
وذلك عقب فقرة اكتشاف المواهب في الإلقاء الشعري، والعرض الفني لفرقة المطرية التلقائية للسمسمية، الذي تضمن فقرات متنوعة تفاعل معها الحضور منها: إحنا الصيادين، يا ورد على فل وياسمين، وبسم الله بدينا.
الاحتفالية أقامتها الإدارة العامة لثقافة القرية، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإدارة الكاتب أحمد سامي خاطر، وفرع ثقافة الدقهلية، برئاسة د. عاطف خاطر.
سيد حجاب ولد عام 1940، تخرج في كلية هندسة جامعة الإسكندرية، ثم اتجه للدراسة بمعهد الفنون المسرحية.
عمل كباحث بالإدارة النقابية بهيئة المسرح، ورئيسا للقسم الفني والأدبي بمجلة الشباب، وشارك فى إصدار مجلة "جاليرى 68"، وكتب في مجلتي سمير وميكي خلال فترة الستينيات.
عرف طريقه إلى الشعر منذ الصغر، وتأثر بكبار الشعراء، اقترن اسمه بالدراما المصرية، فكتب العديد من تترات المسلسلات، كما كتب أشعار العديد من الفوازير، ومن إصداراته الشعرية: "الأعمال الشعرية الكاملة"، و"مختارات سيد حجاب".
حصل على جائزة كفافيس الدولية عن مجمل أعماله، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب بالمجلس الأعلى للثقافة، ورحل عن عالمنا عام 2017.