حفاضات وأعين معصوبة.. ماذا يجري داخل مستشفى إسرائيلي صحراوي للمعتقلين من غزة؟
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
قالت وكالة "أسوشيتد برس"، السبت، إن اتهامات بالمعاملة اللاإنسانية تتزايد ضد المستشفى الإسرائيلي الوحيد المخصص لعلاج الفلسطينيين المحتجزين لدى الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة أشخاص عملوا في المستشفى القول إن المرضى يرقدون هناك مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، فيما يتم إجراء العمليات الجراحية بدون مسكنات ألم كافية، وهي روايات أكدها أيضا عاملون في مجال حقوق الإنسان.
وبينما تقول إسرائيل إنها تحتجز فقط النشطاء الفلسطينيين المشتبه بهم، تقول الوكالة إنه تبين أن العديد من المرضى هم من غير المسلحين الذين تم أسرهم خلال المداهمات، واحتجازهم دون محاكمة، ثم جرت إعادتهم في نهاية المطاف إلى غزة.
وتشير الوكالة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط متزايدة لإغلاق المستشفى الميداني العسكري في قاعدة سدي تيمان.
وتقول جماعات حقوق الإنسان ومنتقدون آخرون إن "ما بدأ كمكان مؤقت لاحتجاز وعلاج المتشددين بعد السابع من أكتوبر تحول إلى مركز احتجاز قاس لا يخضع إلا لقليل من المساءلة".
وينفي الجيش الإسرائيلي مزاعم المعاملة غير الإنسانية ويقول إن جميع المعتقلين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية يتلقونها.
يقع المستشفى بالقرب من مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، وجرى افتتاحه بجوار مركز احتجاز في قاعدة عسكرية بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، لأن بعض المستشفيات المدنية رفضت علاج المسلحين المصابين.
ومن بين العمال الثلاثة الذين أجرت وكالة أسوشيتد برس مقابلات معهم، تحدث اثنان بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما يخشيان انتقام الحكومة والسخط الشعبي.
يقول الدكتور يوئيل دونشين، طبيب التخدير الذي عمل في مستشفى سدي تيمان منذ أيامه الأولى وما زال يعمل هناك: "لقد أداننا اليساريون لأننا لا نفي بالقضايا الأخلاقية، وكذلك نحن مدانون من قبل اليمينيين لأنهم يعتقدون أننا مجرمون لأننا نعالج الإرهابيين".
وقال الجيش هذا الأسبوع إنه شكل لجنة للتحقيق في ظروف مركز الاحتجاز، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت اللجنة تشمل المستشفى، بحسب الوكالة.
ومن المقرر أن تستمع أعلى محكمة في إسرائيل الأسبوع المقبل إلى حجج جماعات حقوق الإنسان التي تسعى إلى إغلاق المستشفى الميداني.
ولم تسمح إسرائيل للصحفيين أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى منشآت سدي تيمان.
واعتقلت إسرائيل حوالي 4000 فلسطيني منذ 7 أكتوبر، وفقا للأرقام الرسمية، على الرغم من إطلاق سراح حوالي 1500 بعد أن قرر الجيش أنهم لا ينتمون إلى حماس.
وتقول جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية إن غالبية المعتقلين مروا في مرحلة ما عبر سدي تيمان، أكبر مركز اعتقال في البلاد.
وبحسب الوكالة فإن العديد من الأطباء هناك يقولون إنهم عالجوا العديد ممن بدا أنهم غير مسلحين.
وروى جندي كان يعمل في المستشفى كيف أن رجلا مسنا خضع لعملية جراحية في ساقه دون تناول مسكنات الألم. وقال الجندي: "كان يصرخ ويرتجف".
وأضاف الجندي أن المرضى تم إيواؤهم في مركز الاحتجاز، حيث تعرضوا لظروف مزرية وكثيرا ما أصيبت جروحهم بالالتهابات.
وأشار إلى وجود منطقة منفصلة ينام فيها كبار السن على مراتب رقيقة تحت الأضواء الكاشفة، فيما الروائح الكريهة تنتشر في المكان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جميع المعتقلين "يشتبه بشكل معقول في تورطهم في نشاط إرهابي"، مضيفا أنهم يتلقون فحوصات عند وصولهم ويتم نقلهم إلى المستشفى عندما يحتاجون إلى العلاج.
وذكر طبيب التخدير دونشين، الذي دافع إلى حد كبير عن المنشأة ضد مزاعم سوء المعاملة لكنه انتقد بعض ممارساتها، أن معظم المرضى يرتدون الحفاضات ولا يُسمح لهم باستخدام الحمام، ومقيدون حول أذرعهم وأرجلهم ومعصوبي الأعين، "أعينهم مغطاة طوال الوقت.. لا أعرف ما هو السبب الأمني في ذلك".
شكك الجيش في الروايات المقدمة إلى وكالة أسوشييتد برس، قائلا إن المرضى تم تقييد أيديهم "في الحالات التي تتطلب فيها المخاطر الأمنية ذلك" ويجري فك قيودهم عندما يتسبب ذلك في إصابتهم. وقال أيضا إن المرضى نادرا ما يرتدون الحفاضات.
وشكك الدكتور مايكل باريلان، الأستاذ في كلية الطب بجامعة تل أبيب، الذي قال إنه تحدث مع أكثر من 15 من العاملين في المستشفى، في روايات الإهمال الطبي.
وقال إن الأطباء يبذلون قصارى جهدهم في ظل ظروف صعبة، وأن عصب العينين جاء بسبب "الخوف من انتقام المرضى ممن يعتنون بهم".
ووفقا للوكالة فقد اشتبك حوالي 100 إسرائيلي مع الشرطة خارج أحد المستشفيات الرئيسية في البلاد بعد أيام من هجوم السابع من أكتوبر بعد تداول شائعات كاذبة مفادها أن أحد المسلحين الفلسطينيين يعالج في المستشفى.
وفي أعقاب ذلك، رفضت بعض المستشفيات علاج المحتجزين، خشية أن يؤدي ذلك إلى تعريض الموظفين للخطر.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة أسوشيتد برس إن 36 شخصا من غزة لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، بعضهم بسبب أمراض أو جروح أصيبوا بها أثناء الحرب.
لكن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان زعمت أن البعض ماتوا بسبب الإهمال الطبي.
وأمضى خالد حمودة، وهو جراح من غزة، 22 يوما في أحد مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، ولا يعرف إلى أين تم نقله لأنه كان معصوب العينين أثناء نقله.
لكنه قال إنه تعرف على صورة سدي تيمان وقال إنه رأى معتقلا واحدا على الأقل، وهو طبيب بارز في غزة يعتقد أنه كان هناك.
ويتذكر حمودة سؤاله لأحد الجنود عما إذا كان من الممكن نقل شاب شاحب يبلغ من العمر 18 عاما ويبدو أنه يعاني من نزيف داخلي إلى الطبيب.
أخذ الجندي الفتى بعيدًا، وأعطاه سوائل عن طريق الوريد لعدة ساعات ثم أعاده.
قال حمودة: "قلت لهم: يمكن أن يموت، لكنهم ردوا أن هذا هو أقصى ما يمكن فعله".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حقوق الإنسان فی المستشفى سدی تیمان
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي: تقدم في مفاوضات غزة.. والظروف لم تنضج لإرسال الوفد
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا، يفيد بأن مسؤول إسرائيلي، قال إن هناك تقدم في مفاوضات غزة لكن الظروف لم تنضج لإرسال الوفد المفاوض.
من جانبه، قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة تحولت إلى مصائد موت وقتل يومي، يتعرض فيها الفلسطينيون المجوّعون للاستهداف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه المواقع لم تعد إنسانية بل أصبحت كمائن عسكرية.
وأوضح الشوا، في مداخلة ، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن يوم الاثنين الماضي فقط شهد استشهاد 24 فلسطينيًا في جنوب محور نتساريم، و27 آخرين في رفح الفلسطينية، إضافة إلى مئات الجرحى، لترتفع حصيلة الشهداء نتيجة استهداف هذه المراكز إلى أكثر من 500 شهيد، وقرابة 3000 جريح، معظمهم إصاباتهم خطيرة.
واتهم الشوا، الاحتلال الإسرائيلي باستغلال حالة الجوع والفقر التي يعانيها الفلسطينيون، لاستدراجهم إلى مناطق توزع فيها مساعدات بطريقة مهينة، ثم استهدافهم، مؤكدًا تورط جهات أمريكية مثل مؤسسة غزة الإنسانية وشركة أمنية تُدعى SRS في التعاون مع الاحتلال، مطالبًا بمحاسبة كل من يشارك في هذه الانتهاكات الجسيمة.
وأضاف: "نطالب بوقف هذه الآلية القاتلة فورًا، وعودة دور الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية الدولية والفلسطينية في توزيع المساعدات بشكل يحترم مبادئ العمل الإنساني".
وفي ما يخص القطاع الصحي، أكد الشوا أن الوضع الطبي في غزة كارثي للغاية، مع خروج أكثر من 82% من المستشفيات عن الخدمة، ونفاد حوالي 80% من الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية.
وأشار إلى أن المستشفيات المتبقية تعمل بطاقات منخفضة جدًا، أبرزها مجمع ناصر الطبي (جنوب القطاع)، مستشفى شهداء الأقصى (دير البلح)، مستشفى العودة (وسط القطاع)، مستشفى الأهلي العربي (غزة)، رغم تعرضه المتكرر للقصف، مجمع الشفاء الطبي، الذي تضرر بشكل بالغ ويجري ترميم بعض وحداته.