#تعليلة
#مصعب_البدور
سرعة الزمان لم تترك لنا مجالا للذاكرة، منذ سنوات -كنت أحسها قليلة- غير أن الواقع يخالفني ويكذب إحساسي، فلو نظرت اليوم إلى أحوالنا فهمت أن تعليلتنا تغيرت، بل لم تعد مظاهرها موجودة.
فأين جدتي تقص علينا قصص أيام زمان، وأين ذلك الرجل المسن الذي يقول القصيد في الغرفة القبلية عند أبي، وهمسات أشقائي الكبار الضاحكة تملأ المكان؟
مقالات ذات صلة ماذا…لو؟ 2024/06/05وأين غناؤنا في أول السهرة ” ترابك طهر من صلى وماؤك من دمي أغلى”، أو “وطني الشمس بتفخر إنها تكتب اسمها فوق ترابك” أين كل هذه الأشياء؟
وأين حظر التجول الذي يفرضه والدي عندما يطل غالب الحديدي وسوسن تفاحة في نشرة أخبار الثامنة؟
وأين اجتماع العائلة على مسلسل السهرة تحت رعاية كؤوس الشاي (صيفي شتوي).
هل أبوح لكم بسر، أنني على كرهي للفيزياء أشتاق لذلك الحوار الذي يقوده شقيقي واصل عن النظرية النسبية، وأفتقد قوله ” أخذتوها بالصف الخامس”.
وأنني أشتاق للغناء الجماعي في الليالي، حتى نشاز أحدهم ” قتيبة” (بس لا تحكوا له إني حكيت لكم)
في تلك الزوايا كانت كل أخبار القرية تُناقش وتتداول، كنا نشعر بحياة البيت الأضواء والصخب وأصوات الحوارات ومحاولة السيطرة على الصغار، وصوت المبارزة الشعرية وعباراتها: محبوك، قيل قبل قليل.
ربما كبرنا بما فيه كفاية لتتبدل علينا الأيام، فإن تبدل الأشخاص بالصور على الجدار أو بصورة من وراء الهاتف يعني أنك لن تحظى بفرص كالسابق أن تكون جزءا من هذه التعليلة، لكن يبدو لي أن تحول التعليلة ليس على صعيدنا العائلي إنما على صعيد المجتمع والأفراد، تبدلت مفاهيم الترابط في حياتنا، وتبدلت البنود الأساسية للتعليلة فاستمع للشبان وهم يتنادون: تعليلتنا على (المباشر)، و(ال Guest) و) أحكام جلد( وصرع الكلمات )كَبْسوا، كَبْسوا( وروح التحدي في “نطلع جولة فاصلة”.
صارت تعليلتنا مع مستعرضي الأحكام من وراء الشاشات، يبدو أن بساطة الحياة التي كانت تحولت إلى مظاهر افتراضية يفصلنا عنها مدى صدق المختفين وراء الشاشات، يفصلنا عن العائلة جهاز شاشته سبع وحدات بمقياس الإنش، جميع من يمتلك كاميرا يطل علينا ليعرط ويسلينا، ثم نتساءل عن الحال التي وصلنا إليها.
خلاصة القول أسكت أحسن.
#ناي_الحياةالمصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
هل كانت حضارة مصر وثنية؟ عالم أزهري يرد على المُتشددين بالأدلة القرآنية
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الحديث عن أن حضارة مصر كانت وثنية هو قول باطل يروّجه المشككون والحاقدون على هذا البلد العريق، موضحًا أن الحضارة المصرية ممتدة عبر آلاف السنين، ولا يجوز اختزالها في فترة حكم فرعون وحده.
التشكيك في الإنجازاتوقال «تمام» في تصريح له: «للأسف بعض المغرضين يحاولون دائمًا التشكيك في إنجازات الدولة، أو في احتفاء المصريين بماضيهم، فيحاولون عزل المصري عن تاريخه المجيد، ويزعمون أن حضارة مصر كانت حضارة وثنية قائمة على عبادة الأصنام، بينما الحقيقة أن هذه الحضارة كانت في أصلها حضارة توحيد وإيمان».
عالمة أزهرية: تريند صور الفراعنة جائز شرعا للتعبير عن الفرحة بالمتحف المصري الكبير
سلفي يُحرّم تريند صور الفراعنة.. وعالم أزهري: جائز وفتواه لا أصل لها في الشرع
وأوضح أن الفترة الفرعونية التي ارتبطت بفرعون لم تتجاوز بضع عشرات من السنين، بينما نصّ القرآن الكريم صراحة على أن الله سبحانه وتعالى دمّر ما صنعه فرعون وجنوده، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ» [الأعراف: 137]، مضيفًا: «إذن ما بقي من آثار مصر لا علاقة له بفرعون ولا بعبادته، بل هو نتاج عصور طويلة من الإبداع والعلم والإيمان».
وأشار أستاذ الفقه إلى أن مصر كانت ولا تزال بلد التوحيد منذ عهد سيدنا إدريس عليه السلام، الذي سكنها بعد سيدنا آدم وعلّم المصريين، فانتشر فيها بشر التوحيد، ثم تتابع الأنبياء بعده، فقال: «جاء إلى مصر وسكنها عدد كبير من أنبياء الله الكرام: سيدنا إبراهيم، وسيدنا يعقوب، وسيدنا يوسف، وسيدنا موسى، وسيدنا هارون، وسيدنا عيسى، وسيدنا يوشع بن نون، وسيدنا سليمان، وسيدنا أيوب عليهم السلام جميعًا، فكيف بعد كل هؤلاء نقول إن مصر بلد وثنية؟!».
حقد دفينوأضاف تمام أن من يدّعون أن مصر بلد الأصنام يجهلون تاريخها ويعادون نجاحها، مؤكدًا أن «هذا الكلام ليس له أصل من علم ولا من عقل، وهو دليل على حقد دفين ورغبة في تشويه صورة مصر المشرقة».
واستشهد بقول الإمام السيوطي في كتابه الشهير «حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة»، الذي تناول فيه فضل مصر، ومن سكنها من الأنبياء والصالحين والعلماء، وما تميزت به من علوم وفنون وحضارة راقية منذ القدم، مضيفًا أن «هذا الكتاب وحده كفيل بأن يرد على كل من يشكك في عظمة مصر وإيمانها منذ فجر التاريخ».
وختم: «وُجد في بعض العصور من عبد الأصنام، كما وُجد في كل الأمم من أشرك بالله، لكن هذا لا يُنسب إلى هوية مصر ولا إلى عقيدتها الراسخة. فبلد الأنبياء والرسل والمرابطين لا يمكن أن تُوصف بغير الإيمان والتوحيد».