خلوة الذكاء الاصطناعي.. منصة لاستكشاف الحلول المستقبلية
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أكد مسؤولون حكوميون، وخبراء من كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، أن «خلوة الذكاء الاصطناعي» التي ستنعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، الثلاثاء المقبل، في متحف المستقبل، تناقش أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين، الحكومي والخاص، لتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة تطلعات البشرية، وتصميم مستقبل أفضل لكل المجتمعات.
تعد «خلوة الذكاء الاصطناعي» أكبر تجمّع من نوعه لتسريع تبنّي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، واستخداماته، بمشاركة أكثر من 1000 من صنّاع القرار والخبراء والمسؤولين من القطاعين، الحكومي والخاص، لاستعراض أهم التوجهات والحلول والفرص المستقبلية.
وتتضمن الخلوة جلسات رئيسية وحلقات نقاشية، إضافة إلى ورش عمل، وفعاليات متنوعة تنظمها شركات تكنولوجية خاصة في منطقة 2071 بأبراج الإمارات بدبي.
وينظم الخلوة مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، وهي الحدث الأول ضمن خطة دبي السنوية لتسريع تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي (DUB.AI)، التي تم إطلاقها في 29 إبريل/ نيسان الماضي، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكون إمارة دبي الأفضل والأسرع والأكثر استعداداً للمستقبل.
وأكد مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، استشرفت مبكراً التوجهات التي يشهدها العالم في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
وأضاف أن الخلوة ستقدم منصة لمشاركة الرؤى المستقبلية، والمشاريع المبتكرة، والمساهمة في تسريع تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحويل دبي إلى مختبر عالمي لحوكمة وتشريعات الذكاء الاصطناعي.
فيما قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: «نلتزم بتعزيز ريادة دبي العالمية في تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل ما تتمتع به الإمارة من منظومة ذات مستوى عالمي مدعومة ببنية تحتية متطورة، وسياسات تستشرف المستقبل».
وأكد داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، أن خلوة الذكاء الاصطناعي، تُعد مساراً محدداً لاستكشاف الفرص الواسعة التي تتيحها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتسريع تبينها وتوظيفها في حلول ابتكارية تخدم مختلف القطاعات.
وقال عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي: «يشغل الذكاء الاصطناعي حيزاً كبيراً من الاهتمام مؤخراً، نظراً للقدرات المتسارعة التطور والشمولية التي يتميز بها، ومن هنا فإن الحاجة ماسة لتطوير معارف وقدرات الموظفين الحكوميين حول الاستخدامات والفرص التي ينبغي المسارعة إلى اكتشافها».
وأكدت هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن خلوة الذكاء الاصطناعي منصة مهمة لاستعراض المشاريع التحولية التي توظف التقنيات المتقدمة مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات، للارتقاء بأطر العمل الحكومي، وإحداث التغيير من خلال تشجيع الابتكار.
وقال مروان زين الدين، المدير التنفيذي لدى شركة «إس إيه بي» في الإمارات: «نفتخر بالمشاركة في خلوة الذكاء الاصطناعي التي تنعقد في إطار خطة دبي السنوية لتسريع تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، دعماً لحراك دبي المتسارع لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتصبح المدينة الأكثر استعداداً للمستقبل».
وقال نعيم يزبك، مدير عام مايكروسوفت الإمارات: «ستسهم الخلوة بتسليط الضوء على التحديات والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. ونتطلع للتواصل خلال هذا الحدث مع جميع القادة، والمطورين، والمبتكرين، وصانعي السياسات، لوضع الاستراتيجيات والمبادرات لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وتطويره واستخدامه بطريقة آمنة ومسؤولة».
وأكد شكري عيد، مدير عام شركة «آي بي إم» في منطقة الخليج وبلاد الشام وباكستان، أن قيادة دولة الإمارات نجحت في ترسيخ ريادة الدولة عالمياً، للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال محمد البلوشي، الرئيس التنفيذي لمركز «إنوفيشن هب» في مركز دبي المالي العالمي: «نسعى من خلال مشاركتنا في الخلوة إلى المشاركة الفعالة في هذا الحوار الهادف حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، والإسهام في وضع حجر الأساس لتطوير استراتيجيات حكومية أكثر استعداداً للمستقبل».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي الإمارات مدیر عام
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة
طوّر باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نموذجًا حسابيًا جديدًا قادرًا على التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة بدقة غير مسبوقة، مما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في تصميم أدوية فعالة ضد أمراض معدية مثل كوفيد-19 وHIV.
الذكاء الاصطناعي يتجاوز التحديات السابقة
رغم التقدم الكبير الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على "نماذج اللغة الكبيرة" (LLMs) في التنبؤ بهياكل البروتينات، إلا أنها واجهت صعوبات عند التعامل مع الأجسام المضادة، خاصة بسبب المناطق شديدة التغير فيها والمعروفة بـ"المناطق مفرطة التغير". للتغلب على هذه العقبة، ابتكر فريق (MIT) تقنية جديدة تحسّن أداء هذه النماذج وتمنحها القدرة على فهم تعقيدات هذه البروتينات المناعية.
تقول بوني بيرغر، أستاذة الرياضيات في (MIT) ورئيسة مجموعة الحوسبة والبيولوجيا في مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي (CSAIL): «طريقتنا تسمح بالوصول إلى نطاق واسع من الاحتمالات، مما يتيح لنا إيجاد إبر حقيقية في كومة قش. وهذا قد يوفر على شركات الأدوية ملايين الدولارات بتجنب التجارب السريرية غير المجدية».
نموذج AbMap: أداة ذكية للتنقيب في بحر الأجسام المضادة
النموذج الجديد، الذي يحمل اسم (AbMap)، يعتمد على وحدتين مدربتين بشكل دقيق: الأولى تتعلم من بنى ثلاثية الأبعاد لحوالي 3000 جسم مضاد موجودة في قاعدة بيانات البروتينات (PDB)، والثانية تعتمد على بيانات تقيس مدى ارتباط أكثر من 3700 جسم مضاد بثلاثة أنواع مختلفة من المستضدات.
باستخدام (AbMap)، يمكن التنبؤ بهيكل الجسم المضاد وقوة ارتباطه بالمستضد، فقط من خلال تسلسل الأحماض الأمينية. وفي تجربة واقعية، استخدم الباحثون النموذج لتوليد ملايين التعديلات على أجسام مضادة تستهدف بروتين «سبايك» لفيروس SARS-CoV-2، وتمكّن النموذج من تحديد أكثرها فعالية.
وقد أظهرت التجارب بالتعاون مع شركة Sanofi أن 82 % من الأجسام المضادة المختارة باستخدام النموذج أظهرت أداءً أفضل من النسخ الأصلية.
اختصار الطريق نحو العلاجات الفعالة
يُعد هذا التقدم فرصة ذهبية لشركات الأدوية لتقليص الوقت والتكاليف اللازمة في مراحل البحث والتطوير. ووفقًا للبروفيسور روهيت سينغ، المؤلف المشارك للدراسة: «الشركات لا تريد المخاطرة بكل شيء في جسم مضاد واحد قد يفشل لاحقًا. النموذج يمنحها مجموعة من الخيارات القوية للمضي قدمًا بثقة».
تحليل الاستجابات المناعية على مستوى الأفراد
بعيدًا عن التطبيقات الدوائية، يُمكن للنموذج أن يُحدث نقلة في فهم التباين في الاستجابات المناعية بين الأفراد. فعلى سبيل المثال، لماذا يُصاب البعض بكوفيد-19 بشكل حاد، بينما ينجو آخرون دون أعراض؟ أو لماذا يبقى بعض الأشخاص غير مصابين بـHIV رغم تعرضهم للفيروس؟
الدراسة أظهرت أنه عند مقارنة البنية الثلاثية للأجسام المضادة بين الأفراد، فإن نسبة التشابه قد تكون أعلى بكثير من النسبة التي تُظهرها المقارنة الجينية التقليدية (10%). وهذا قد يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية عمل جهاز المناعة وتفاعله مع مسببات الأمراض المختلفة.
يقول سينغ: «هنا يتجلى دور نماذج اللغة الكبيرة بوضوح، فهي تجمع بين نطاق التحليل الواسع القائم على التسلسل الجيني ودقة التحليل البنيوي».
دعم وتمويل دولي
حظي البحث بدعم من شركة Sanofi وعيادة عبد اللطيف جميل لتعلم الآلة في مجال الصحة، مما يعكس تزايد اهتمام المؤسسات العالمية بالذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية في الطب الحيوي.
بهذا الإنجاز، يُبرهن الذكاء الاصطناعي مجددًا على قدرته في إحداث ثورة صامتة في المختبرات الطبية، حيث لا تقتصر فوائده على التسريع والتحليل، بل تمتد لتوجيه القرارات الحاسمة التي قد تُنقذ أرواح الملايين.
أسامة عثمان (أبوظبي)